البيان السياسي الموجه من فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الوطني الثالث عشر للوحدة
أنا سعيد إن أترأس جلسة مجلس الوزراء اليوم وفي البداية اثمن تثميناً عاليا أداء الحكومة خلال الفترة الماضية والإنجازات التي تحققت على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وكذلك ما تحقق من إنجازات على مستوى أداء الوزارات المختلفة وما تحقق أيضا على مستوى المجالس المحلية.. التجربة الناجحة والممتازة والتي كان البعض لا يتصور إنها ستنجح هذا النجاح الباهر.
إننا قادمون على انتخابات مجلس النواب المؤسسة الوطنية الكبرى ونتطلع لان يسود هذه الانتخابات إن شاء الله الأمن والاستقرار وروح المحبة والإخاء بين المتنافسين والمرشحين.. سواء أكانوا ينتمون إلى أحزاب سياسية أو مستقلين.. ونأمل إن تظهر الانتخابات بمظهر حضاري مشرف لتجربتنا الديمقراطية الرائعة المتميزة والتي نعتبرها سفينة النجاة لمجتمعنا اليمني وهو الإنجاز الذي تحقق بعد إعادة الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م وحتى أعلنت التعددية السياسية للوطن وهو ما كان البعض لا يقبله عندما بدأ ولكن الناس ألان تعودوا على التعددية وأصبحت سلوكا لكل أبناء الوطن وكل القوى السياسية وان شاء الله يتحقق يوم الـ 27 من ابريل 2003م إنجاز ديمقراطي رائع.
بهذه المناسبة اكرر الدعوة لكل أبناء الوطن أن يلزموا الهدوء والطمأنينة وفي نهاية المطاف فان من سيفوز في الانتخابات هم من أبناء الوطن وليسوا أجانب.
إن الحزبية وسيلة وليست غاية.. والانتخابات استحقاق ديمقراطي كبير فلنترك المكايدات وعلى الرغم من إن هناك صعوبات قد ترافق نجاح التعددية السياسية وليس عيبا أن نستفيد من أي تجربة في أي قطر عربي أو من أي بلد صديق.
لقد مررنا بتجارب انتخابية في عام 1993م وعام 1997م والانتخابات الرئاسية والانتخابات المحلية وكانت انتخابات تنافسية تحققت فيها نتائج ممتازة ونريد ألان الجيل الجديد الذي يبلغ عمرة سبع سنوات أو عشر سنوات أن يتربى على أساس السلوك الديمقراطي وان يتطلع إلى الانتخابات وندعو الجميع إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم رجالا ونساء لاختيار ممثليهم في مجلس النواب ونحن مرتاحون لما تم إنجازه.
إننا بحمد الله استطعنا أن نبحر بهذه السفينة إلى بر الأمن وخاصة بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر وما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من انه كان هناك مغرضون ومكايدون كانوا ينقلوا المعلومات المغلوطة عن اليمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية بان اليمن وكر من أوكار الإرهاب.. واستطعنا أن ندحض تلك الافتراءات الكاذبة وما كان يحاك ضد وطننا وهو حسد وغيره لما تحقق لليمن من إنجازات وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية.
ومع ذلك استطاع اليمن التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الصديقة والشقيقة من أجل مكافحة الإرهاب واستطعنا بحمد الله أن نقود هذا الوطن إلى بر النجاة واستطعنا أن نتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصديقة على مكافحة الإرهاب وحققنا نتائج ممتازة وباهرة وان محاصرة هذه الآفة والظاهرة السلبية التي ألحقت ضررا بالاقتصاد الوطني وبالأمن وبالاستقرار والطمأنينة في العالم وهي ظاهرة لا وطن لها ولا أب ولكنها آفة تنال الجميع شرورها.
وان شاء الله سوف يستمر تعاوننا مع جيراننا وأصدقائنا لمحاصرة هذه الظاهرة التي أضرت باقتصادنا الوطني خاصة بعد حادثة المدمرة كول في عدن وكذا الحادثة التي حدثت في ميناء الضبة بحضرموت وما رافقها من اختطافات ومشاكل وصارت محاصرة الإرهاب خيارنا اليمني الصادق وقناعتنا المتوفرة لدى مؤسساتنا وأبناء شعبنا قبل أن تكون خيار الولايات المتحدة والدول الأوروبية لأن الإرهاب يلحق الضرر بأمننا واستقرارنا.
لقد تابعنا ما يجري الآن وما يترتب على الحب التي حدثت على العراق.. وبالطبع كنا غير رضين عن تلك الحرب وموقف اليمن واضح من هذه الحرب فلقد كنا مع الحلول السلمية ومع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وكنا نتطلع إلى حل المشكلة سلميا ولكن للأسف جاءت الحرب تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل وإلى اليوم وبعد احتلال العراق واحتلال كل أقاليمه فأننا لم نر أسلحة الدمار الشامل.. والآن نسمع بان إسرائيل وهي العدو اللدود للأمة العربية سوف تشارك في أعاده أعمار العراق وهذا شيء جديد يعني التطبيع المفروض على الأمة العربية أو الاعتراف بإسرائيل وأن تذهب إسرائيل تشارك في أعاده أعمار العراق.
وأجدد شكري لأداء الحكومة خلال الفترة الماضية وأمله أن تعمل الحكومة وبكل طاقتها وجهدها ومع كل القوى السياسية في الساحة اليمنية بمختلف توجيهاتها على إنجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي الكبير.
والسلام وعليكم ورحمه الله وبركاته، ، ،