علماء اليمن يؤيدون مبادرة رئيس الجمهورية ويطالبون المشترك التفاعل الايجابي معها

وقفت جمعية علماء اليمن في اجتماع لها اليوم برئاسة رئيس الجمعية القاضي محمد بن اسماعيل الحجي،أمام ما يمر به الوطن من تحديات وبعض الدول الشقيقة.

وفي الاجتماع أشار رئيس الجمعية إلى ما تنعم به اليمن من امن واستقرار ووعي اجتماعي،في اطار النهج الديمقراطي الذي تنتهجه اليمن والذي تجلى في السلوك الحضاري الذي صاحب المسيرات السلمية المؤيدة والمعارضة التي شهد تها العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.

وقال:” انعم الله على بلادنا بالقيادة الحكيمة المتواضعة الحريصة على مصالح الشعب والنهوض به والتي سعت وتسعى دائما إلى تلبية مطالبة واخرها ما قدمه الأخ الرئيس من دعوة للحوار، متضمنة العديد من التنازلات كتجميد التعديلات الدستورية وارجاء الانتخابات وتشكيل حكومة وطنية وما ذلك الا حرصا منه على سلامة المجتمع وأمنه واستقراره”.

وأضاف:”إننا نأمل من الأخوة في اللقاء المشترك التفاعل مع الدعوة والمبادرة إلى الحوار وان يجعلوا مصالح الأمة في الحفاظ على المجتمع نصب أعينهم، فعلماء اليمن على ثقة ان هذا الشعب يتحلى بالحكمة والصبر والعقلانية “.

ولفت إلى ان علي الجميع أخذ العبرة بما حل في بعض الدول الشقيقة من الخراب والدمار..داعيا الأخوة في جمهورية مصر العربية إلى الاحتكام إلى العقل والجنوح إلى الحوار والحفاظ على الأرواح والأنفس والممتلكات”.

كما دعا الأمة اليمنية والعربية إلى التآلف بين قلوبهم وان يحفظ الله اليمن ويرعاها بعين رعايته وان يصرف عن الجميع الويلات والخراب والدمار.

وقد تحدث عدد من أصحاب الفضيلة العلماء في عدة محاور بينت أحكام الشرع الحنيف في عدد من الأمور التي تهم الجميع.

وذكر العلماء بعدد من الواجبات الدينية نحو الأمة والوطن وحذروا من حب الدنيا وفتنتها، مؤكدين على النصح النافع البعيد عن التشهير.

وفي ختام الاجتماع صدر بيان عن الجمعية جاء فيه:

الحمد لله رب العالمين القائل ” الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور “.

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم القائل ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي “..

وبعد فإن جمعية علماء اليمن تراقب ما يجري على الساحة الوطنية في اليمن وخارجه وان ما جرى في بعض الدول العربية من احداث مؤسفة سفكت فيها الدماء وهتكت فيها الأعراض ونهبت ودمرت فيها الأملاك الخاصة والعامة ما هو إلا خروج عن مظاهر الحكمة والعقل والمنطق وتدمير للبنى التحتية.

وإن ابناء اليمن الميمون الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة وقال فيهم:” إني لأجد نفس الرحمن يأتي من قبل اليمن” والذين تشربت قلوبهم بالإيمان لا يستسيغون ولا يقبلون حدوث مثل هذه الأمور في أي دولة فضلا عن وطنهم.

ولقد تجسدت هذه المعاني الإيمانية والأخلاق السامية الدالة على عقولهم المستنيرة في المسالك الرشيدة التي تحلى بها الرئيس علي عبد الله صالح وابناء اليمن الكرام سلطة ومعارضة في التعبير عما اختلج في نفوسهم بأسلوب حضاري ينسجم مع تاريخ الوطن القائم على الشورى التي أمر الله عز وجل بها وهم مدعوون إلى لم الشمل وجمع الكلمة والحب والوئام وإحسان الظن فيما بينهم.

وان الخطوات التي عبر عنها فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير علي عبد الله صالح أمام مجلس النواب والشورى في 29 صفر 1432 هجرية الموافق 2 فبراير 2011م لتؤكد على هذه المعاني الإسلامية السامية فدعواته الايجابية التي دعا فيها الاخوة في المعارضة للتقارب والتحاور والتفاهم في كل ما يعود على اليمن أرضا وانسانا بالخير والصلاح والفلاح لهي مفتاح لخروج البلاد من الإشكالات التي اعترضت بعض شؤون البلاد.

ولا يسع كل ذي لب سليم إلا أن يبارك هذه المسؤولية في التقارب والتفاهم والحوار بما يخرج البلد من الأزمات والاحتقان السياسي وان يحتكم الجميع إلى شرع الله ممثلا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).

وليعلموا جميعا انهم مسؤولون بين يدي الله في يوم قال فيه سبحانه (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم).

وإن عليهم بذل قصارى الجهد للخروج من أي إشكالات نراها لا محالة محلولة بفضل الله سبحانه ثم بفضل إيمان وحكمة وصدق ابناء اليمن المدركين لما يحيط بالبلدان من اخطار وحسبهم الالتزام بقول الله سبحانه وتعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف يؤتيه أجرا عظيما).

كما يدعو علماء الأمة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إلى عدم تهييج الشارع وعليهم بث روح الأخوة والمحبة والوئام.

وإن عقلاء الأمة علماء ومسؤولين ومواطنين مدعوون لتقوى الله سبحانه وتعالى وأن يلتزموا بشرعة ويتقيدوا بأوامره سبحانه في حركاتهم وسكناتهم وان يعبروا جميعا عن حبهم وحرصهم لوطنهم اليمن الميمون وأمنه واستقراره وسلامة معايش أبناءه، فالجميع يعرف خطر إخافة السبيل وإقلاق المريض وإفزاع الشيوخ والنساء والأطفال فهي أمور معلومة في الدين لدى كل مسلم تقي.