الرئيس يوجه الحكومة باعتماد مليار ريال لإنشاء مراكز معالجة أمراض السرطان الرئيس يوجه الحكومة باعتماد مليار ريال لإنشاء مراكز معالجة أمراض السرطان

حضر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الحفل الذي أقامته المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بقاعة فلسطين بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن بمناسبة افتتاح وحدة الأمل لعلاج الأورام السرطانية بعدن تحت شعار ” امنحهم بسمة أمل”.
وفي الحفل الذي بدأ بأي من الذكر الحكيم القى فخامة الرئيس كلمة حيا في مستهلها الحاضرين والأشقاء من المملكة العربية السعودية. وقال “في البداية اشكر المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان على الجهد الذي بذلته خلال السنوات الأربع الماضية وهو جهد جيد نشكرهم عليه والشكر موصول لكل فاعلي الخير من أبناء الوطن ومن الأشقاء”.
وأضاف: “إن هذا عمل إنساني بحت لمقارعة هذه الآفة، وسبق وأن وجهت بإنشاء مركز لمكافحة الأورام السرطانية، واعتمدنا 100 مليون ريال سنوياً لتشغيل المركز”.
وأصدر فخامة الرئيس توجيهاته إلى الحكومة باعتماد مبلغ مليار ريال يدرج ضمن موازنة 2008م وذلك من اجل إنشاء مراكز في المحافظات الأخرى منها محافظة الحديدة لتغطي احتياجات محافظات حجة والمحويت وريمة والمناطق المجاورة، وإنشاء مركز رئيسي في عدن لتلبية احتياجات محافظات عدن وابين ولحج والضالع، وكذلك إنشاء مراكز في تعز واب، إضافة إلى حضرموت وشبوه، أما الجوف ومأرب فترتبط بصنعاء، والمحافظات المترامية الأطراف ترتبط بالمناطق المجاورة لها التي ستنشأ فيها مراكز لمعالجة أمراض السرطان.
وأردف فخامة الرئيس قائلا: التقارير المرفوعة إلينا تفيد أن هناك حوالي 20 ألف حالة سنوياً، تصاب بآفة السرطان، وهذه كارثة في اليمن”.
وحث فخامته جميع المواطنين على تجنب كافة مسببات الإصابة بالسرطان.
وقال: ” الوقاية خير من العلاج”.. أنتم تتناولون القات الذي يرش بالمبيدات بشكل عشوائي وهي من الآفات الكبيرة التي تسبب السرطان”.
ووجه فخامة الرئيس الحكومة ممثلة بوزارتي الصناعة والتجارة والزراعة بان تتحمل مسؤولياتها بمنع استيراد المبيدات الخطرة وأن لا تسمح بإدخال أية أصناف جديدة من المبيدات الا بعد استيفاء الدراسات والبحوث العلمية التي تثبت انها مأمونة ولا تضر بصحة الإنسان وفقا لما حدده القانون… مشيرا إلى أن هناك مبيدات حشرية تستورد من مصانع انتهت وتم منعها قبل 50 عاما، وهي تنتج في مصانع صهيونية وتهرب إلى أسواق الدول العربية”.
وقال: “ممنوع استيراد أية مبيدات حشرية الا بعد دراسات وبحوث علمية وبموجب تراخيص تمنح من قبل الجهات المعنية بعد تأكدها من عدم ضررها وعلى الشرطة وحرس الحدود وخفر السواحل ان يحرقوا هذه المبيدات اينما وجدوها، والقاء القبض على المهربين والمتاجرين بها ليتم إحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم.. ونحذر من خطورة تلك المبيدات.
وتابع فخامته قائلا: ” على أطبائنا ووزارة الصحة العامة والسكان أن يتبنوا حملات توعية عبر وسائل الإعلام ليوعوا المواطنين بخطورة تلك المبيدات وأجراء إحصائية ومسح شامل عن مسببات أمراض السرطان ونشرها عبر وسائل الإعلام مع التوعية بطرق الوقاية من أمراض السرطان.
وكان رئيس مجلس أمناء المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عبدالواسع هائل سعيد.. قد ألقى كلمة رحب في مستهلها بفخامة الرئيس والحاضرين جميعا ومن الأشقاء السعوديين.
وقال: ” في هذا اليوم ومن محافظة عدن العاصمة التجارية قبل اليمن وثغرها الباسم المدينة العائمة في الماء والمحلقة في الفضاء وفي لحظة تاريخية عامة من شهر نوفمبر العظيم وعلى بعد يومين فقط من مناسبة العيد الأربعين للاستقلال 30 نوفمبر المجيد، ذكرى رحيل آخر مستعمر من أرض الوطن الحبيب، نحتفل بالخطوات المباركة في مكافحة السرطان الذي بفضل الله تعالى ثم بجهود الرجال الأخيار بدأنا في مواجهته وتكسير أنيابه ونحن وراءه بإذن الله حتى يتم القضاء عليه.
وأضاف “: لن نعجز إذا تضافرت الجهود وتآزرت السواعد، والله معنا ولن نخيب بإذن الله وان كان يحتاج ذلك منا ومن الجميع إلى مزيد من الجهد والبذل والتضحية “.. منوها إلى انه كان لفخامة الأخ الرئيس الفضل الكبير بعد الله عز وجل في إنشاء هذا الصرح المؤسسي العظيم مؤسسة مكافحة السرطان.
وتابع قائلا: ” مازلت اذكر ذلك اليوم التاريخي المبارك في أول شهر رمضان الكريم قبل أربع سنوات حين جمعتنا هذه المدينة الباسلة مدينة عدن مدينة التاريخ والحضارة بالأخ الرئيس لوضع أول لبنة في إنشاء هذه المؤسسة، حيث تبرع فخامة الرئيس بمبلغ خمسمائة مليون ريال.. إضافة إلى ما بذل من أهل الخير لكنها كانت البداية التي دفعت الكثير من أهل الخير للتنافس في هذا الميدان الذي تباركت ثماره وكتب له النجاح الكبير بفضل الله تعالى ثم بفضل الداعمين، اخلف الله عليهم من فضله انه جواد كريم.
واستعرض رئيس مجلس أمناء المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ما تم تحقيقه في هذا المضمار.. حيث قال: ” قامت المؤسسة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان والهيئة الوطنية للطاقة الذرية بإنشاء وبتجهيز المركز الوطني للأورام أول مركز متخصص بالجمهورية لعلاج السرطان بالمستشفى الجمهوري بصنعاء.. كما قامت المؤسسة بالتعاون مع المحافظين والسلطة المحلية بإنشاء وحدات الأمل لمكافحة السرطان بمحافظتي اب والحديدة.. وكذا قامت المؤسسة بصرف أدوية مجانية لمرضى السرطان بما يقارب مائتين وخمسة وثلاثين مليون ريال، والعمل جاري في مراحله الأخيرة لمشروع وحدات الأمل لعلاج السرطان في محافظتي حضرموت وتعزر وتم شراء أرضية في صنعاء بمساحة سبعمائة لبنة لإقامة أول مركز لعلاج سرطان الأطفال وكذا تنفيذ أربع حملات خيرية وتوعوية لدعم المؤسسة وتوعية المواطنين وتثقيفهم بالوقاية والعلاج من هذا المرض الفتاك، وإضافة إلى ذلك سيتم اليوم افتتاح وحدة الأمل لمكافحة السرطان في هذه المحافظة الباسمة والتي ستوفر للمواطنين عناء وتكاليف السفر إلى مركز الأورام بالعاصمة صنعاء”.
وكشف رئيس مجلس أمناء المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان أن الإحصاءات تفيد ان عدد الحالات التي تصاب سنويا بهذا المرض الفتاك في اليمن يصل الى قرابة عشرين الف حالة.. مبينا أن الكلفة العالية للعلاج وطول فترة المعالجة تجعل من الصعب على الدولة وحدها ان تواجه تبعات هذا الداء العضال بل أن الضرورة تقتضي تضافر الجهدين الرسمي والشعبي لمواجهة هذا المرض الخطير.
وقال: ” ومن هنا فإننا في المؤسسة سنبذل مزيدا من الجهد والعطاء ترسيخا وتجسيدا لهذا التلاحم الخلاق بين الجهدين الرسمي والشعبي والذي سينعكس إيجابا على التطور الاجتماعي والاقتصادي للدولة من خلال توفير العملات الصعبة التي كانت تذهب إلى الخارج بسبب سفر المرضى وبما يسهم إسهاما حقيقيا في تحقيق النهوض التنموي في اليمن خصوصا بعد أن حصلت المؤسسة على عضوية الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وانضمامها إلى الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان يو آي سي سي.
وعبر في ختام كلمته عن شكره باسم المؤسسة لكل من ساهم في إخراج هذا الإنجاز إلى حيز الوجود.
وقد قدمت خلال الحفل أناشيد من قبل الفرقة الفنية بالمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان فرع عدن والفرقة الفنية بالمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان فرع الحديدة.
وتخلل الحفل تقديم مسرحية مؤثرة تعبر عن معاناة مرضى السرطان خاصة من الأطفال وما يخلفه ذلك من آثار على أسرهم. وألقى الشاعر حسن باحارثة قصيدة نالت الاستحسان.
كما أقيم في الاحتفال مزاد علني على أسورة ذهبية صغيرة تبرعت بها الطفلة نهار من محافظة عدن وهي طفلة مصابة بالسرطان لصالح زملائها الأطفال المصابين بنفس المرض، ورسي المزاد على مبلغ عشرة ملايين ريال مقدم من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باسم الدولة والذي أهدى بدوره الطفلة أسورتها وسط مشاعر فياضة بالإنسانية والتأثر البالغ والتعاطف الكبير مع كل مرضى السرطان ومعاناتهم القاسية وبخاصة الأطفال المصابين بهذا المرض الفتاك.
بعد ذلك أعلن فتح باب التبرع، وباشر عدد من رجال المال والأعمال وفاعلي الخير من اليمن والمملكة العربية السعودية بالتبرع لصالح دعم أنشطة المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان.

سبأنت