فخامة الرئيس يحضر العرض العسكري الرمزي بالمنطقة العسكرية الجنوبية

عدن: حضر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم العرض العسكري الرمزي الذي نفذته وحدات عسكرية وأمنية من المنطقة العسكرية الجنوبية بمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد الرابع والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وعيد الفطر المبارك.
وفي الحفل الذي بدئ بآي من الذكر الحكيم ألقى فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة هنأ في مستهلها منتسبي المنطقة العسكرية الجنوبية من القوات المسلحة والأمن وخفر السواحل والقوات البحرية بهذه المناسبة العظيمة.. وقال: "إنها مناسبة العيد الرابع والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ومناسبة عيد الفطر المبارك ويسعدني أن أزف من خلالكم أحر التهاني إلى المؤسسة العسكرية الكبرى حزب الوطن الكبير والى المرابطين في الجبال والسهول والجزر والبحار بهذه المناسبة العظيمة".
وأضاف: "المؤسسة العسكرية حزب الوطن الكبير وحماة الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية والوحدة، فكل ما ينعم به هذا الوطن العظيم من أمن واستقرار هو بفضل تلك العيون الساهرة من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية، وإن الفضل بعد الله سبحانه وتعالى للرجال المخلصين الأوفياء الذين أعطوا للوطن دمائهم الزكية في كل جبل وسهل من يوم انطلاق ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر".
وتابع فخامته قائلا: "مازالت هذه المؤسسة المعطاة تقدم لهذا الوطن الشيء الكثير والكثير فنحيي كل المقاتلين ومن خلالكم لكل أبناء الوطن العظيم شماله وجنوبه وشرقه وغربه بهذه المناسبات العظيمة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وعيد الفطر المبارك".
وأردف فخامة الرئيس: "لاشك أن هناك لغط وهناك زوابع كثيرة تذكرنا بعامي 93 و 94م عندما بدأت الأزمة وانتهت بحرب صيف 94م تلك الحرب الخاسرة التي لم نكن نريدها ولكن مشعليها استلموا ثمن الشهداء وثمن الجرحى وثمن التنمية وذهبوا إلى خارج الوطن إلى غير رجعة، والآن تظهر خفافيش الظلام من بعض تلك الوجوه التي أشعلت فتنة حرب صيف 94م".
وأستطرد فخامة الرئيس: "بدأت هذه الوجوه تظهر شيئا فشيئا تحت مبررات واهية، ما يسمى بالمتقاعدين أو الأراضي، ولا أعتقد أن المسألة مسألة المتقاعدين أو الأراضي ولكن هناك شيء آخر وخفي بدأ يظهر على السطح، وهذا شيء طيب ونحن نرصده ونترقب ومعنا عيون ساهرة من أبناء الوطن إلى جانب هذه المؤسسة البطلة القوات المسلحة والأمن".
وخاطب فخامته أبناء القوات المسلحة والأمن قائلا: "أنتم أيها الأخوة المقاتلين لستم وحدكم في الميدان، ولكن من ورائكم شعبنا اليمني العظيم حامي حمى الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية إلى جانب هذه السواعد القوية، وهؤلاء المقاتلين، معكم شعب من ورائكم يؤيدكم في إجراءاتكم".
وحث فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية على عدم الانجرار إلى ما يخطط له أعداء الوطن وأعداء التنمية.. وقال: "ما حدث وللأسف الشديد في الحبيلين وساحة العروض في عدن والضالع لا نريد أن يتكرر وان تنجر الأجهزة الأمنية وراء هذه المخططات الخبيثة الرامية إلى إشعال الفتنة".
وأكد فخامته أن 96 بالمائة من مشكلات المتقاعدين تم حلها بناء على قرار اتخذ قبل فترة بعودة القيادات العسكرية التي أحيلت إلى التقاعد قبل نهاية مدة الخدمة وكذلك احتساب فترة الانقطاع من 94م إلى 2007م كجزء من هذه المعالجات.. وقال: "نحن أمرنا وحلينا مشكلة المتقاعدين، وكان عندنا يوم أمس اجتماع في قصر 22 مايو وقدم الأخ وزير الدفاع تقريرا إلى المجتمعين فيما يخص قضية المتقاعدين، إذا لماذا يحصل العنف في الحبيلين؟ ولماذا الغوغاء؟ يهاجمون المنصة التي كان يتواجد فيها رجال الأمن إذا من المعتدي".
وأضاف فخامته: "هل هم رجال الأمن أم الغوغاء والفوضويون ومشعلوا الحرائق الذين اعتدوا على منصة الحبيلين ونأسف للضحايا, هؤلاء هم أبناؤنا وإخواننا وأبناء جلدتنا".. وحمل مسئولية الضحايا المحرضون والمتآمرون الذين يستلمون تعليماتهم من خارج الوطن.. وقال: "المبالغ التي نرصدها ونتحرى على رصدها ومن أين تأتي لهم".
ومضى فخامة الرئيس قائلا: ما أشبه الليلة بالبارحة, يذكروننا بأزمة 93-94 نفس الوجوه ونفس الآلية ونفس الحركة ونفس الإعلام ونفس الضجيج وإشعال الحرائق".
وتساءل فخامة رئيس الجمهورية إلى أين تريدون أن تصلوا بالوطن؟ ألا تتعلمون من أحداث 13 يناير تلك المجزرة المشئومة التي حدثت في مدينة عدن؟ ألا تستفيدون من تلك الأخطاء التي أشعلتم نيرانها وفتنتها في حرب صيف 94م ودفع شعبنا ثمنا كبيرا؟ ألا تتعلمون ألا تتعظون, ألا تقلعون عن هذا الذنب الذي ارتكبتموه في حق شعبنا؟.
وجدد فخامته التأكيد على أن الوحدة وجدت لتبقى.. وقال: "سنصون الوحدة وسندافع عنها مهما كلفنا ذلك من ثمن, الوحدة ليست وحدة شخص ولا وحدة حزب ولا وحدة نخبة في المجتمع ولكنها وحدة أمة ضحى شعبنا اليمني العظيم في سبيلها بأغلى الرجال, سقطوا في ردفان, في شوارع عدن, في رازح, في كل جبال اليمن".
وأضاف: "هذه تضحيات جسيمة, الوحدة ليست بيع وشراء وأخذ وعطاء أبدا، الوحدة وجدت لتبقى ولديها قوة سياسية وعسكرية وأمنية تدافع عنها وتحافظ عليها هما كلفنا ذلك من ثمن".
وتابع فخامة رئيس الجمهورية قائلا: "أقول مرة أخرى كفى اللعب بالنار, يحدثونا عن المتقاعدين في حرب صيف 94 التي سبق وحليناها، انتهى الموضوع، نحن نعالج أحداث 13 يناير حتى اليوم ولم نخلص منها وهي السبب والمسبب، فهل تعودتم في كل أربع إلى خمس سنوات إحداث مجزرة؟.. الطبع غلب التطبع".
وأكد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أن شعبنا يرفض العنف بكل أشكاله.. وقال: "عبر عن رأيك عبر الصحافة عبر البرلمان, عبر مؤسسات الدولة المختلفة, عبر المسيرات السلمية, التي كفلها الدستور والقانون".. داعياً إلى الابتعاد عن العنف, وعن التحريض, وصب الزيت على النار لأنها ستحرق أول من يشعل هذه الحرائق, ويكتوي بنارها.
وقال فخامة الرئيس: "بالنسبة لضجيج الأراضي، فقد منحنا في مدينة عدن 40 ألف قطعة لسكان مدينة عدن من أراضي المحافظة، ويضج المتقولون أننا منحنا المؤسسة العسكرية 20 ألف قطعة ليبنوا عليها مساكن.. قالوا نهبوا الأراضي، أخذوا الأراضي.. لأنهم يحسدون المؤسسة العسكرية لأنها حصلت على 20 ألف قطعة ارض".
وأضاف: "سوف أضطر إلى طلب مكتب أراضي وعقارات الدولة لإنزال كشف بالأراضي وتوزيعها على كل شخص ومن هم المستفيدون من هم الذين يضجون حول الأراضي لأن الذين يستلمون ثمن الأراضي بالملايين من الريالات ويتكلمون عن السطو على الأراضي وهم تجار الأراضي من أين هم؟ سنكشفهم, سنكشفهم تماما, سنكشفهم للشعب.. باعوها بالملايين".
وتابع فخامته قائلا: "أتذكر أنا ممن منح أراضي لقيادات سياسية وعسكرية وأمنية وحزبية بعد حرب صيف 94 وذلك في إطار المعالجات ومعظمهم ممن أشعلوا فتنة وحرب صيف94م وباعوها بالملايين قدامكم في مدينة عدن في كريتر في المنصورة في الشيخ عثمان في المعلا في صبر في جزيرة العمال وغيرها من الأماكن بالملايين، ويتحدثوا حول الأراضي، إن هناك فاسدون في الأراضي.. صحيح الذين ترتفع أصواتهم من وقت لآخر سأرسل أسماءهم ومن هم الذين سطوا على الأرض ومن هم الذين باعوها واستفادوا منها ويتاجروا بها ويتحدثون عن السطو على الأراضي".
وحيا رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في ختام كلمته المؤسسة الوطنية البطلة ضباطا وصف وجنود أينما وجدوا وأينما كانوا.. وقال" تحرسكم وتحرس شعبنا عناية الخالق عز وجل وكل عام وأنتم بخير".
وكان أركان حرب المنطقة العسكرية الجنوبية العميد الركن مرشد صلاح العمودي قد ألقى كلمة رحب فيها بفخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومشاركته لأفراد المنطقة العسكرية الجنوبية والمؤسسات الأمنية بمحافظة عدن بالاحتفال بالعيد الـ44 لثورة الـ14 أكتوبر المجيد الذي يتزامن مع الاحتفالات بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وقال: "يطيب لي باسمي وبالإنابة عن كافة منتسبي القوات المسلحة والأمن في المنطقة العسكرية الجنوبية أن نزجي إليكم أسمى آيات التهاني والتبريكات متمنيين لكم موفور الصحة والسعادة ولشعبنا اليمني المزيد من التطور والرقي في ظل قيادتكم الحكيمة".
وأضاف: "إن قواتنا المسلحة والأمن ستظل دوماً تشعر بالامتنان لقيادتها الوطنية الحكيمة ممثلة بفخامتكم أنتم الذي اختبركم شعبنا الأبي ووطننا الحبيب في أصعب الظروف والمحطات والمنعطفات التي مرت بها الثورة والوطن كقائد فذ وحكيم وأمين كان لكم الفضل في إحراز المنجزات العظيمة وإشادة صروح الأمجاد والانتصارات الخالدة لوطن الثاني والعشرين من مايو المجيد المزدهر بالسلام والحرية والديمقراطية والمكاسب العملاقة".
وأكد أركان حرب المنطقة العسكرية الجنوبية أن المؤسسة العسكرية الكبرى -القوات المسلحة والأمن- حزب الوطن الكبير وسياجه المنيع أصبحت اليوم متطورة ومتجددة بأداء واجباتها الوطنية والدستورية في حماية الأمن والاستقرار وتأمين المسيرة التنموية والعملية الديمقراطية والحفاظ على الوحدة اليمنية.. مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تتمتع بدرجة عالية من الاقتدار في أداء مهامها الوطنية الجسيمة وسوف تتصدى بكل حزم لمن يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن والشعب أو التطاول على الإرادة الوطنية والإضرار بمكاسب الثورة والوحدة المباركة.
وأعلن العمودي باسم كل أبطال اليمن وحماته الأشاوس المرابطين في كل مواقع الشرف والبطولات حفاظاً على سيادة الوطن ومكاسب الثورة والوحدة وأمن المواطن واستقراره التأييد الكامل والمطلق والمباركة الصادقة والمخلصة للتعديلات الدستورية والإصلاحات السياسية التي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية مؤخراً لتطوير آليات النظام السياسي الوطني، ومنظومة الحكم المحلي ومحاربة الفساد والمفسدين وترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيز نهج المسيرة الديمقراطية الرائدة في اليمن.
وثمن في ختام كلمته تثمينا عاليا ما يوليه فخامة رئيس الجمهورية للمنطقة العسكرية الجنوبية من اهتمام متواصل شأنها شأن كل مناطق وقوى القوات المسلحة الباسلة.. مؤكدا أنها ستظل دوماً وأبداً عند مستوى الثقة الغالية كحماة أشداء للمنجزات العظيمة لثورتنا الخالدة وفي مقدمتها الوحدة اليمنية المباركة ومخلصين وأوفياء لتضحيات شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في محراب الثورة عبر مختلف المراحل والمنعطفات.
ثم ألقى رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العقيد عبد المجيد عبدالله السقلدي كلمة تعهد المقاتلين في المنطقة العسكرية الجنوبية عبر فيها باسم زملائه رفاق السلاح والدرب عن بالغ الشكر والامتنان لفخامة رئيس الجمهورية لمشاركتهم الاحتفال بهذه المناسبات الدينية والوطنية العظيمة..وقال: "يمثل حضوركم تاج فخر على هاماتنا ووسام شرف على صدرونا لما يمثله من أهمية كبيرة لنا ويولد لدينا الشعور والإحساس باهتمامكم وعنايتكم الكبيرة والبالغة بالمقاتلين بصورة تعمق حب الولاء وتعزز الثقة بالقيادة لتجسد الارتباط الوثيق بين القيادة والمقاتلين والتي ترسمها هذه الصورة في أورع وأعظم معانيها".
وأضاف: "نؤكد للجميع أننا لسنا بعيدين عن ما يدور في المجتمع وأننا نراقب ما تحاول القوى المريضة والمتقوقعة من دسائس ومؤامرات تضر بالوحدة الوطنية وتهدد كيان المجتمع, الأمر الذي لا يمكن أن نقف أمامه موقف المتفرج وسنتصدى للمؤامرات بكل حزم وقوة لمواجهتها والقضاء عليها كما تعاملنا مع ما سبق من مؤامرات عناصر الخيانة والارتزاق".
وأعلن العقيد السقلدي تأييدهم القوى والمطلق للإصلاحات الدستورية والقانونية لفخامة الرئيس القائد الرامية للتطور الأساسي والديمقراطي الذي جاء ملبيا لتطلعات وطموحات أبناء شعبنا في البناء والتقدم والتطور ومستجيبا لمعطيات ومتطلبات الظروف.. مشيرا إلى أن هذه المبادرة حظيت بإجماع وطني يؤكد بأنها استوفت كافة متطلبات النهوض والتطور.
وتعهد باسم منتسبي القوات المسلحة والأمن بالعمل بروح الجد والمثابرة والتفاني والقيام بكافة المهام والواجبات وتنفيذ كافة الخطط والبرامج، وأن لا نألوا جهدا في تقديم المزيد من الجهد والعطاء وأن نظل كما عهدتنا يا فخامة الرئيس القائد مدافعين أشداء عن السيادة والوحدة وحراس أوفياء للمبادئ والقيم والأهداف والمكاسب والمنجزات.
وقال: "سنكون دوماً وأبداً في حالة تأهب واستعداد دائمين لموجهة كافة التحديات والمخاطر والتصدي لمختلف الدسائس والمؤامرات وسحقها في مهدها وسنقطع اليد التي ستحاول التطاول على الوطن وسيادته ووحدته ومقدرات الشعب وسلامه الاجتماعي, وسنمضي قدما تحت القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس القائد الأعلى المناضل الجسور المشير على عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وطبقا لتوجيهاته لتحقيق كل ما يصبو إليه شعبنا في الأمن والاستقرار وبناء مجتمع متقدم مزدهر".
بعد ذلك بدأت فقرات العرض العسكري، حيث قدمت وحدات عسكرية وأمنية رمزية من المنطقة العسكرية الجنوبية عروضا متميزة عكست جاهزيتها العالية والمستوى المتطور الذي وصلت إليه القوات المسلحة والأمن، فيما قدم صقور الجو عرض بالطائرات الحربية، حيث مر سرب من الطائرات الحربية على أجواء ميدان العرض وقدموا تشكيلات رائعة تعكس مستوى التقدم والتطور الذي وصلت إليه القوات الجوية وكفاءة طياريها بالتعامل مع احدث الطائرات الحربية.
حضر الحفل والاستعراض نائب رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وأمين عام رئاسة الجمهورية عبد الله البشيري، ومحافظ عدن احمد محمد الكحلاني ومحافظ أبين محمد صالح شملان وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن عبد الكريم شائف، وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة أبين ناصر عبد الله الفضلي ونائب رئيس هيئة الأركان العامة لشئون التسليح اللواء الركن محمد راجح لبوزة ونائب رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي اللواء علي منصور رشيد, ووكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن اللواء محمد عبدالله القوسي وعدد من المسئولين.