حديث رئيس الجمهورية لتليفزيون أوربت (القناة الثانية ) 2مارس 2003م

أوربت: السؤال الذي يطرح نفسه هو مشاركتكم في هذه القمة العربية الحالية التي تأتي في ظروف دقيقة يمر بها العالم العربي.. كيف تنظرون إلى محاولات وجود بيان ختامي يقرب بين وجهات النظر المختلفة نريد أن تشرح للمشاهد العربي ما هي التيارات التي كانت مختلفة حول ملف العراق؟
— الرئيس: الحقيقة انعقاد القمة التي نعتبرها قمة مستعجلة هي في إطار القمة العادية المقر عقدها في شهر مارس من كل عام والتي لم تحدد هل في منتصف مارس أم في أوائله أم في أواخره.. ولكن المستجدات التي طرأت أو الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة ذهبت إلى أن تنعقد هذه القمة بناءً على دعوة من الرئيس مبارك وكانت الدعوة إلى قمة طارئة ثم تحولت إلى اعتيادية بالاتفاق مع الاخوان في البحرين، واهم ما تناولته القمة مسألة العراق والقضية الفلسطينية، لكن الخطورة تكمن في ان انشغال العالم بالملف العراقي والتركيز الإعلامي الأجنبي واللوبي الصهيوني.. جعل أنظار الناس تتجه نحو الملف العراقي بينما تمارس إسرائيل أبشع وأسوأ أعمال التنكيل والبطش والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني. تأتي القمة بعد أن أتخذنا موقفا ايجابيافي قمة عدم الانحياز وكان موقف دولي ممتاز، حضره مائة وأربع عشرة دولة وأكثر من ثمانية وثلاثين منظمة كانت كلها ضد الحرب ولابد أن يسمع مجلس الأمن والمؤسسة الدولية رأي العالم.. كلها لا للحرب نعم للحلول السلمية وللحوار ولإعطاء المفتشين الدوليين الفرصة الكافية، وكان نفس التوجه في مؤتمر القمة.. نحن نقول لا للحرب نعم للسلام نعم للحوار نعم لإعطاء المفتشين الدوليين الفرصة الكافية لتنفيذ قرار (1441 ) الذي بموجبه عاد المفتشون إلى العراق ورحب بهم العراق وفتح لهم كل الأبواب.. هل المسألة نزع أسلحة دمار شامل؟ أم مسألة تغيير النظام العراقي؟ أم السيطرة على الثروات النفطية في العراق؟ أم السيطرة وتغيير الأنظمة في المنطقة العربية إرضاء لإسرائيل؟ لأن طلب إسرائيل السيطرة على الثروة وتغيير الأنظمة من أجل أن تنتهي قضية الشعب الفلسطيني، ويبقى كل نظام عربي منشغل بنفسه وكيفية الدفاع عن كيانه وعن وجوده.. هنا الخطورة التي تلعبها الحكومة الإسرائيلية وتأثيرها على الإدارة الأمريكية.. هذه المسائل كلها تصب في خدمة إسرائيل.. وقد تم الاتفاق تقريباً من خلال وزراء الخارجية أن البيان الختامي للقمة العربية سيقول لا للحرب نعم لإعطاء المفتشين المهلة الكافية.. نحن نريد أن نقول لا للحرب نعم للحوار ولإعطاء المفتشين الوقت الكافي لا لاستخدام الأجواء والمطارات والموانئ العربية لضرب العراق.
– أوربت: لماذا تتمسكون بهذه النقطة سيدي؟ إذا كانت اليمن محسوبة ان هي من الصف أو مجموعة العراق، سوريا، اليمن، لبنان، الجزائر، تلك المجموعة التي كانت تصر على هذه الفقرة سواء في مؤتمر وزراء الخارجية في القاهرة. الرئيس: المسألة ليست مسألة العراق.. العراق أخطأ في عام 1990م بغزوه الكويت، لكن هل يستمر هذا الخطأ !! لماذا نحن كمجموعة عربية لا نعتذر لإخواننا في الكويت عما حدث في عام 1990م من خطأ ارتكبه العراق؟ هل الأمر في أيدي أشقائنا في الكويت؟ هل يستطيعون أن يمنعوا الحرب؟ !! هذا السؤال في اعتقادي مهم.. إخواننا في الكويت لا يستطيعون.. المسألة اكبر من ذلك، ونحن عندما نصر على فقرة لا تستخدم الموانئ ولا تستخدم المطارات وانه يجب ان تكون هناك دروع بشريةً لمنع هذه الحرب. الولايات المتحدة الأمريكية تقول بأن العراق اعتدى على جيرانه، وهي الدولة العظمى والدولة الكبيرة والقطب الوحيد في العالم واكبر دولة اقتصادية وتكنولوجية، تسمح لنفسها بالعدوان على العراق، الذي تحاصره منذ اثنتي عشرة سنة نتيجة ما ارتكبه من خطأ في حق دولة جارة هي الكويت. امريكا كدولة عظمى وقطب وحيد لماذا الآن ترتكب هذا الخطأ؟
– أوربت: إذا تحركت الولايات المتحدة تحت قرار مجلس الأمن أو منفردة، والقضية ليست من يهزم الآخر في مناظرة كلامية الأمر في الواقع ان هناك إرادة أمريكية بالتحرك فأمام العالم العربي ثلاثة مواقف أما أن يقف ضد ذلك وأما ان يتحاور مع الولايات المتحدة أما ان يؤيد ويشترك في هذه العملية، أين تقفون أنتم؟
— الرئيس: نحن نقف بوضوح ضد الحرب، ونحن مع خيار السلام، ومع الحوار، ومع استمرار عملية التفتيش وإعطائها الفرصة الكافية لنزع ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل.. دعنا نتكلم بوضوح وبصراحة، هناك معايير مزدوجة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.. لماذا تنفذ في العراق ولا تنفذ على إسرائيل؟ إسرائيل التي تهدد جيرانها بترسانة نووية موجودة داخل إسرائيل، كيف يأمن هذا النظام الدولي على الترسانة النووية والبيولوجية والكيمائية الموجودة في إسرائيل؟ تقارير المفتشين الدوليين تقول أنها دمرت أسلحة العراق، والمسألة الآن هي بحث عن أشياء يقال أنها مخفية، وحتى صواريخ الصمود، العراق أعلن عن استعداده تدميرها، فلماذا الحرب إذا؟ لماذا لا تحشد هذه القوة الدولية بنفس هذه الآلية على موانئ الدول المجاورة لإسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية؟ !، هل هذه هي العدالة؟
– أوربت: فخامة الرئيس، فخامتك تعلم وأنا أعلم والمشاهدون يعلمون أن إسرائيل ملف داخلي أمريكي إسرائيلي تسيطر فيه على صانع القرار الأمريكي بينما العالم العربي غير متواجد داخل مركز صناعة القرار الأمريكي وأن هناك أمر واقع.. سؤالي لك، هل تشعر أن الحرب آتيه لا ريب فيها وأن القرار مقبل ولا سبيل من إيقافه؟
— الرئيس: ليس هناك مبرر للحرب أصلا طالما العراق يمتثل لكل قرارات الشرعية الدولية.. ليس هناك ما يوجب الحرب.
– أوربت: إذا تمت الحرب سيدي دون موافقة مجلس الأمن وكانت أحادية القوى؟
— الرئيس: الولايات المتحدة الأمريكية ستخسر كثير من حلفائها وأصدقائها ليس في العالم العربي والإسلامي فقط بل في العالم كله.
– أوربت: أبلغتم الأمريكيين هذا الأمر.
— الرئيس: هذا إذا كانت تسمع أمريكا.. هذا صوتي من صنعاء عبر سفارتهم أو عبر سفيرنا في واشنطن وأتحدث معهم بوضوح وبصراحة وبشفافية مطلقة، لست أنا من الذين يتكلمون شيء في الغرف المغلقة وعبر شاشات التلفزيون شيء آخر، ما أقوله في الغرف المغلقة أقوله على شاشات التلفزيون.
– أوربت: هل تعتبر اليمن صديقة للولايات المتحدة؟
— الرئيس: نعم صديقة للولايات المتحدة الأمريكية.. اليمن صديقة في أمرين الأمر الأول مكافحة الإرهاب هذا نتفق فيه جملة وتفصيلا ونتعاون على مكافحة الإرهاب، وأملي أن لا تنساق أمريكا في عمل عسكري ضد العراق، لأنها ستتيح فرصة لإعادة نشاط الإرهاب في المنطقة.. دعنا نقضي على الإرهاب في المنطقة.. الإرهاب هو الآفة الذي يشكل خطرا على أوروبا وأمريكا وعلى العالم العربي والإسلامي هذا هو الإرهاب.. دعنا نحل مشكلة الملف الفلسطيني، نحله ونقيم الدولة الفلسطينية.. نعرف إن هناك مصداقية لهذه الدولة العظمى.. لماذا وجد التطرف؟ ولماذا وجد الإرهاب؟. في ظل عدم وجود عدالة، في ظل الفقر، في ظل الغبن على العالم العربي والإسلامي وجد التطرف، هذا احد هذه العوامل.. عوامل التطرف في العالم العربي والإسلامي، نتيجة غياب العدالة والفقر والغبن، لان القرارات تنفذ مزدوجة، كوريا تهدد وانسحبت من الاتفاقية وإعادت تنشيط عملها النووي ولا احد يتكلم عنها، لا حشد ولا أساطيل ولا شئ، ونحن مجرد تهمة قد تكون صحيحة وقد تكون تهمة خاطئة بان العراق لايزال يحتفظ بأسلحة دمار شامل.
– أوربت: سيدي الرئيس.. هل أنت من الذين يؤمنون بنظرية أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً؟
— الرئيس: أنا مع العدالة أينما وجدت، أنا مع الحق.. وإذا كان أخي مخطئا سأقول له مخطئ وإذا كان محقا سأقول له محق.. والعراق عندما دخل الكويت قلنا له أنت مخطئ وما كان أحد يسمعنا في ذلك الوقت.. كانوا يقولون نحن حلفاء مع العراق متآمرين.. وهذا غير صحيح.
– أوربت: هل قلت له ذلك؟
— الرئيس: قلت له ولايزال طه ياسين رمضان حي يرزق، يوم دخلت القوات العراقية الكويت يوم الخميس صباحا.. يوم الجمعة طه ياسين كان في صنعاء وقلنا له هذا خطأ فادح سببتم به لنا إحراج عندما تدخلون إلى الكويت، ونحن أعضاء في مجلس التعاون العربي، وهذا يسبب لنا حرج داخل الأسرة الدولية وهذا خطأ.. خطأ.. وأدلى بتصريح للتلفزيون قال فيه //نحن على استعداد للانسحاب من داخل الكويت//.. وهذا التصريح موجود ومسجل في تلفزيون صنعاء.
– أوربت: يثق في فخامتكم الرئيس العراقي صدام حسين.. هل تستطيع أن تشرح لنا الدوافع والأسباب التي تجعل الرئيس صدام حسين يبدو دائما للعالم وكأنه متشدد إلى مالا نهاية؟ وهل حدث تغيير في سلوكه في السنوات الأخيرة؟
— الرئيس: في الحقيقة عندما تكون الضغوط على الإنسان من كل جانب يبدو متشدداً.. عندما تتكالب الظروف على شخص يواجه ضغط إعلامي وضغط نفسي وحصار والعالم كله ضده لازم يكون متشدد، لكن كلما كانت سارت الامور بهدؤ كلما كان الإنسان مرن في خطابه السياسي.
– أوربت: متى آخر مرة سيدي.. تحدثت فيها مع الرئيس صدام حسين؟
— الرئيس: منذ مؤتمر بغداد وبعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة كان آخر لقاء لي بالرئيس صدام عندما جاء إلى اليمن.
– أوربت: هل بينكم اتصالات هاتفية؟
— الرئيس: اتصالات هاتفية لا توجد، هناك مراسلات، نحن كتبنا له أكثر من رسالة وبعثت له أكثر من مبعوث بأن يكون متعاونا مع الأسرة الدولية، والأمم المتحدة، لكي يفوت الفرصة وان لا يأتي بذريعة لضرب الشعب العراقي.
– أوربت: هناك صورة واعذرني فيها.. لماذا تحسب دائما السياسة الخارجية اليمنية عربيا إنها دائما تسير في نفس التصور البعثي العراقي.. هناك تصور يطرح نفسه؟
— الرئيس: أولا أنا لست في حزب البعث وعندنا في اليمن حزب بعث عربي لديه مقعد واحد في مجلس النواب.. فهل هذا يسير السياسة اليمنية، ويسير الشارع اليمني هذا خطأ فادح، أنا رئيس للمؤتمر الشعبي العام لديه مائتين واثنين وعشرين مقعداً في البرلمان، وحزب الإصلاح لديه ثلاثة وستين مقعداً، وكتلة المستقلين تحتل حوالي أربعين مقعداً، فهل مقعد واحد لحزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن أو مقعدين حصل عليها تستطيع ان تسير في الشارع اليمني المظاهرة التي وصل قوامها اليوم حوالي مليون ومائتي ألف شخص في اليمن، هل يمكن إن يسيرها حزب البعث العربي؟
– أوربت: هذه المظاهرات سيدي تخرج طواعية وليس بتوجيه حكومي؟
— الرئيس: نعم تخرج طواعية وليس بتوجيه حكومي، منظمات المجتمع المدني تطلب ترخيص من الحكومة، منظمات المجتمع المدني هي التي تتحرك، القلق موجود من الحرب في الشارع اليمني والشارع العربي ويدفع الناس إلى التعبير عن رغبتهم في تجنب الحرب، وتعمل على إيصال صوتها إلى المؤسسة الدولية للأمم المتحدة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. كيف تنظر أمريكا إلى العالم العربي والإسلامي الذي يقول لا للحرب؟ هل تحترم الإدارة الأمريكية الإرادة وتقدر مشاعر العالم العربي والإسلامي أنه ضد الحرب؟.. ما هو المطلوب؟ نزع أسلحة الدمار الشامل؟ نحن موافقون على نزعها، قولوا لنا الآلية كيف؟ الآلية أن تزيدوا عدد المفتشين، قولوا لنا أين هذه الأسلحة في العراق مكدسة، نحن العرب نروح نطلعها بأنفسنا.
– أوربت: سيدي، صبيحة بدء العملية العسكرية الأمريكية، كيف يرى العالم العربي، الشارع العربي الأنظمة العربية ثاني يوم بعد بدء العمليات؟
— الرئيس: والله لكل حدث حديث.
– أوربت: هل تشعر بقلق سيدي؟
— الرئيس: القلق موجود الآن.
– أوربت: تشعر بقلق أنت كرئيس لليمن لدولتك وأن الشارع اليمني يكون في حالة غضب يصعب السيطرة عليه؟
— الرئيس: كل الناس في حالة غضب. الشارع العربي والإسلامي والعالم كله في حالة غضب، حتى دول الحلفاء مع أمريكا في حالة غضب وخائفة من المستقبل، خائفة من المجهول.
– أوربت: سيدي، كيف تستطيع أن تمسك وهناك المهارة الخاصة بك في إدارة هذا الموقف، انك على علاقة جيدة بالأمريكيين تتعاون معهم في ملف الإرهاب، لكن تختلف معهم فيما يختص قضية أو موضوع العراق، هل هذه وصفة بارعة للامساك بالعلاقة بأمريكا من ناحية والشارع اليمني من ناحية آخر؟
— الرئيس: لا، لا، هذه سياستنا ثابتة يعرفها من في إدارة بوش الأب ثم إدارة كلينتون ثم بوش الابن، نحن وإياهم على هذا الكلام مختلفين لا يمكن أن يأتينا مبعوث من الأول مبعوث أمريكي أو سفير أمريكي أو أي مسئول أمريكي إلا ويفتح ملف ويقول علاقتكم مع العراق، أنتم تذهبون إلى العراق، أنتم ترسلوا وفود إلى العراق، نرد على هذا الكلام بالقول نعم نحن على علاقة مع العراق هذا قطر عربي شقيق نحن على علاقة به، نحن نتفق معكم في أشياء ونختلف في أشياء، لكن ذلك لا يفسد كل ما بيننا وبينكم، خلافنا معكم على العراق لا يفسد التعاون بيننا حول مكافحة الإرهاب.
– أوربت: هل يوجد رجال امن أمريكيين خبراء من ال” سي آي إيه ” داخل اليمن للمساعدة في عمليات تعقب ما يعرف باسم فلول الإرهاب؟
— الرئيس: هم عندهم خبراء في داخل السفارة الأمريكية، لكن لا نعرف قد يدخلوا تحت مظلة خبراء أمريكان في السفارة الأمريكية وضمن البعثة.. عندهم حوالي أربعين أو خمسين موظفاً دبلوماسياً تحت اسم الدبلوماسية للسفارة الأمريكية.
– أوربت: لكن مثلا الم يخبركم أن نحن عندنا أثنى عشر موظف من ال “أف بي آي” سوف يأتوا على طائرة كذا؟
— الرئيس: لا. لا. أصحاب ال ” أف بي آي” جاءوا وحققوا في أحداث المدمرة كول.. جاء ال “أف بي آي” وجاءت ال”سي آي إيه” اطلعوا على ملف التحقيقات حول أعمال الاغتيالات وأعمال الإرهاب التي حدثت في مستشفى جبلة وذهبوا، وجاءوا خبراء منهم لتدريب الوحدات الأمنية في اليمن منذ ثلاثة أسابيع حول عمليات مكافحة الإرهاب، نحن متعاونين في هذا الجانب.
– أوربت: هل يقلقك أن تكون هناك مناطق ما في اليمن أو قبائل معينة أو تجمعات معينة أو أحزاب معينة تتصرف وكأنها فوق القانون تأخذ الأمر بيدها بلغة السلاح؟
— الرئيس: في معلومات يبدو خاطئة وتصور خاطئ في هذا الشأن.
– أوربت: ما هي الحقيقة سيدي؟
— الرئيس: الحقيقة تميزت اليمن بان كل أعمال العنف والإرهاب القي القبض على مرتكبيها ونحن انجح من أي قطر أو أي دولة في الوطن العربي.. استطعنا إن نسيطر على كل حادث إرهابي والقينا القبض عليهم، هذه الدولة التي يشيع الإعلام العربي إن فيهامناطق لا تستطيع الدولة السيطرة عليها، هذا غير صحيح.. الدولة نفوذها في كل مكان.. قد تحصل حالات هروب قبائل أو اختطاف.
– أوربت: يمكن احتماء عند قبائل؟
— الرئيس: احتماء وتسلمهم القبائل للدولة وأناس مختفين.. عندنا من ضمن المطالبين بالإرهاب واحد أو اثنين مختفين وليسوا عند قبائل أنما مختفين مثلما اختفوا في مصر وفي أمريكا. لماذا التركيز على اليمن؟ أمريكا نفسها لم تستطع إن تمنع الجريمة بحداثتها وإمكانياتها. الدول المتحضرة لم تستطع منع الجريمة.
– أوربت: إلى أي حد سيدي الرئيس ممكن إن يكون هناك ربط بين الحدث الخارجي وهو الوضع العراقي وما بين التركيبية الداخلية اليمنية الدقيقة، بمعنى إن يحاول احد من أطراف اللعبة داخل اليمن استغلال الوضع العراقي والوجود الأمريكي والعلاقة المتينة بين صنعاء وواشنطن لمحاولة الضغط عليكم أو نوع من الابتزاز السياسي ضد الحكم؟
— الرئيس: بطبيعة الحال نحن عندنا تعددية سياسية وحزبية، فكل حزب في المعارضة يتصيد أي موضوع سواء كان يريده لصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو يريده لصالح العراق، كل واحد حسب توجهاته السياسية داخل الساحة اليمنية في أطار التعددية الحزبية لأننا لسنا حزبا واحدا أو نظام شمولي، نحن نعيش ونمارس تعددية، لدينا سلطة رابعة صحافة تقول كل شيء.. أحزاب تخطب وتقول كل ما تريد كل واحد يأخذ ما يخدمه.
– أوربت: هل يمكن انتقادك أنت سيدي؟
— الرئيس: أن كنت تتابع الصحافة اليمنية دون أقول لك أنا تابع، كنت ستعرف الصحافة اليمنية ووسائل الأعلام التي تعمل في أطار الدستور.
– أوربت: هل يزعجك؟
— الرئيس: أنا كنت انزعج في البداية، بداية التعددية السياسية والناس ألفت تقول كل شيء حاضر يافندم، يا صاحب الفخامة كانت عندي هذه صراحة في البداية صعبة لكن بعد ذلك استسلمنا له وانه لابد يكون هناك رأي ورأي آخر.
– أوربت: طيب هنا سيدي أنت تؤمن بأنه يمكن توصل لمرحلة اليمن يكون فيها تداول سلطة؟
— الرئيس: نحن لدينا دستور يقول بالتداول السلمي للسلطة وهذا موجود والآن ستجرى انتخابات في27 ابريل.
– أوربت: ستحدث في هذا التاريخ أم ستؤجل، سمعنا أنها يمكن إن تؤجل؟
— الرئيس: هذه من ميزة التعددية، ارتفعت أصوات لأحزاب المعارضة وليست للسلطة والمفروض أن السلطة هي التي تطالب تأجيل الانتخابات لكن العكس هو الصحيح.
– أوربت: ستجرى الانتخابات في موعدها؟
— الرئيس: أن شاء الله.
– أوربت: سؤالي الأخير فخامة الرئيس حتى لا أعطلك عن القمة لان القمة الآن لن تنعقد بدونك أن شاء الله سؤالي سيدي هو إذا ما قامت الولايات المتحدة بعملياتها العسكرية وجاءت بالدبابات والجنود ومكثت في بغداد هذه سابقة ان يتم تغيير نظام عربي ومحاولة صناعة نظام جديد على النسق الأمريكي، كيف يزعجك أنت كرئيس دولة عربية؟
— الرئيس: أن هذا الأمر يعتبر من جانبنا غير مقبول ومن كل مواطن عربي حاكم أو محكوم يعتبر هذا في أطار المرفوض.
– أوربت: تستشعر الخطر؟
— الرئيس: الخطر قادم على الأمة العربية إذا استسلمت لضرب العراق فهو قادم على كل نظام عربي.