خطاب فخامة الأخ / رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الثامن والعشرين لثورة الرابع عشر من أكتوبر
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم
يا أبناء شعبنا اليمني الأبي..
يا صانع مجد الثورة والوحدة.. يسرني أن أتحدث إليكم باسمي شخصياً وباسم الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة.. في هذا اليوم المجيد من أيام الثورة اليمنية الخالدة.. الذي تتواصل فيه أفراح شعبنا بأعياد الثورة اليمنية بالتحية.. وهانحن اليوم نحتفل بالعيد الثامن والعشرين لثورة الـ14 من أكتوبر الظافرة.. التي فجرها شعبنا ضد الاستعمار البريطاني، استمراراً للزحف الثوري الذي تفجر في الـ26 من شهر سبتمبر عام 1962م لتحرير الوطن اليمني من طغيان الإمامة والاستعمار، تجسيداً لوحدة الثورة اليمنية الخالدة.. التي بفضلها حطم شعبنا أسوار العزلة والانغلاق.. وأقام نظامه الجمهوري الخالد.. وحقق انتصاره المشهود في الـ30 من نوفمبر عام 1967م.. بطرد الاستعمار لتحقيق الاستقلال الوطني.
أيها المواطنون الأحرار..
إن تعاظم أفراح وابتهاج شعبنا بأعياد الثورة اليمنية المنتصرة: العيد الـ29 لثورة سبتمبر والعيد الـ28 لثورة أكتوبر، إنما هو التعبير الصادق عن اعتزاز كل أبناء شعبنا بانتصارات الثورة.. وبما حقق من مكاسب وإنجازات.. كان أبرزها هو الانتصار الحاسم على أخطر مخلفات الاستبداد الاستعماري، حيث انتهى التشطير وإلى الأبد في الـ22 من مايو 1990م.. بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. الهدف الاستراتيجي للثورة والجماهير.. وحلم كل الشهداء والمناضلين، وبذلك تميزت الثورة اليمنية وتفردت في أنها حققت في مسافات زمنية قصيرة إنجازات عملاقة.. وخرجت منتصرة على كل الصعوبات والعراقيل التي حاولت القوى المعادية للثورة والوحدة أن تزرعها في طريق شعبنا نحو التقدم والنهوض الحضاري، وأن المحن لم تزد الثورة إلا قوة ورسوخاً.. ولم تزد الشعب إلا تمسكاً وإيماناً بها.. والتفافاً حولها ولذلك صارت الثورة اليوم أقوى وأصلب عوداً، أكثر من أي وقت مضى، وهي بالوحدة أكثر اقتداراً وشموخاً، وستظل سلوكاً يومياً لكل اليمنيين المؤمنين بأهدافها ومبادئها المناضلين من أجل الخير والعدل والسلام.. الصامدين في وجه أية محاولة تهدف إلى الانحراف بمسار الثورة أو المساس بمبادئها وأهدافها العظيمة.
يا أبناء شعبنا الأوفياء…
في هذه المناسبة الغالية.. مناسبة العيد الـ28 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة.. يسعدني أن أتوجه إليكم أينما كنتم داخل الوطن وخارجه باسمي وباسم الأخوة أعضاء مجلس الرئاسة بأصدق التهاني القلبية، معبرين عن فخرنا بالدور البطولي الرائع لكل مناضلي حرب التحرير أثناء الكفاح المسلح الذي خاضه شعبنا ضد الاستعمار.. وقدم في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني وإجلاء المحتل من أرض الوطن قوافل من الشهداء الأبرار.. من أجل الحرية والديمقراطية والعزة والكرامة، وإن ذلك الدور البطولي والنضالي لشعبنا اليمني عبر مسار الحركة الوطنية يوجب علينا أن نقف إجلالاً واحتراماً لكل شهداء الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر الذين سقطوا في ساحات النضال وخنادق الدفاع والاستبسال.. بسيوف الجلادين ورصاص المستعمرين وحلفائهم.. وذلك من أجل أن ينال شعبنا حريته واستقلاله، سائلين المولى جلت قدرته أن يتغمد كل الشهداء بالرحمة والغفران، مجددين العهد والوعد أن نظل على درب الثورة سائرين وبأهدافها متمسكين.. أوفياء للمبادئ التي ضحى الشهداء من أجلها.
كما نزف التهاني والتبريكات إلى كل مقاتلي القوات المسلحة والأمن الصامدين في مواقع الشرف والبطولة يؤدون واجبهم النضالي في الذود عن الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله.. والمحافظة على كل مكاسب ومنجزات الثورة اليمنية.
أكرر التهنئة لكم يا أبناء شعبنا الكريم.. وأشد على أيدي الجميع نحو المزيد من العمل والإنتاج والعطاء والإبداع والحفاظ على وحده الوطن وتعميق الوحدة الوطنية وخلق الألفة والمحبة ونبذ الفرقة، وأن يعمل الجميع بروح الوفاء والإخلاص للوطن والثورة والوحدة.. وحشد كل الجهود والإمكانيات من أجل إغناء حياة الشعب بالمزيد من المنجزات التنموية والديمقراطية والانتصارات النوعية، لكي تتفجر طاقات الشعب الإبداعية والإنتاجية الخلاقة ويتمتع بكل الحريات العامة والخاصة.. السياسية والاقتصادية والثقافية.. على طريق تحقيق كل الأهداف والغايات الوطنية التي تنشدها جماهير الشعب وتتطلع إليها في ظل دولة الوحدة.. دولة النظام والقانون.. وأن نتذكر دائماً أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها. وأن الثورة تتجدد وتستمر بعزيمة وهمة الثوار المخلصين الصادقين مع أنفسهم وشعبهم.. المنكرين لذاتهم من أجل المصلحة العامة.
عاشت الثورة والجمهورية..
والخلود لشهداء النضال الوطني..
والمجد لشعبنا اليمني المكافح..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ،