خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الأربعين لثورة 26سبتمبر: 25/9/2002م

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين..
الإخوة والمواطنون..
الأخوات المواطنات..
ياجماهير شعبنا اليمني العظيم أينما كنتم داخل الوطن وخارجه في هذه اللحظة المهيبة من التاريخ اليمني المعاصر التي تدخل فيها ثورتنا اليمنية الخالدة رحاب عقد جديد بعد إن طوت أربعة عقود من عمرها المديد بأذن الله لتواصل مسيرتها الظافرة المفعمة بالثقة والآمال العظيمة والانطلاق صوب أفاق أكثر رحابة وإشراقا، يسعدني إن أزف أليكم أجمل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية وان أتوجه بالتحيات الصادقة إلى كل أبناء شعبنا وقواتنا المسلحة والأمن الباسلة في كافة مواقع العطاء والعمل ومعاقل الفداء والشرف والبطولة وإننا ونحن نعيش أفراح ومباهج الاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية الخالدة العيد الـ40 لثورة الـ26 من سبتمبر والعيد 39 لثورة 14 من أكتوبر والعيد الخامس والثلاثين ليوم الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذي قدموا أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية في سبيل الانتصار لإرادة شعبنا المناضل في الحرية والاستقلال والوحدة والانعتاق من حكم الكهنوت الأمامي البغيض والتسلط الاستعماري والتصدي الباسل لقوى الردة والانفصال في صيف عام 1994م أثناء تلك المحنة التي حاولوا من خلالها إعادة عجلة التاريخ للوراء، ونتذكر بمزيد من الإجلال والعرفان نضالهم وتضحياتهم الجسيمة كما نحيي كل المناضلين الشرفاء ممن لا يزالون يواصلون مسيرة البذل والعطاء من اجل بناء وطن الـ22 من مايو العظيم.
فلهم منا جميعا كل التقدير والوفاء إزاء كل ما قدموه على درب الثورة لشعبهم ووطنهم بإيثار ونكران ذات، مؤكدين لهم بأنهم سيكونون دوما موضع الرعاية والاهتمام.
وإذا كنا أيها الإخوة والأخوات.. نحتفل اليوم بمرور أربعين عاما على تفجير شرارة الثورة الخالدة التي أنهت والى الأبد من حياة شعبنا ليلا دامس الظلام وحقبة طويلة من الطغيان والبؤس والحرمان والجهل والتخلف وفتحت أمامه عهدا جديداً من الحرية والتحولات المشرقة الكبيرة في تاريخ الوطن ومسيرته النضالية فإن الدلالات العظيمة بتجدد الاحتفال بهذه المناسبة إنما يعبر عن ديمومة الثورة وحيويتها وتجدد فكرها ونهجها وروحها المتوثبة للأمام وتواصل عطائها السخي من اجل الإنسان في هذا الوطن الغالي الذي ظل هو غاية البناء والتنمية ووسيلة النهوض الوطني وأساس التقدم، وبرغم كل التحديات والعواصف العاتية التي واجهتها الثورة منذ الأيام الأولى لميلادها وعلى امتداد أربعين عاما من مسيرتها إلا إنها وبفضل إرادة الله والتفاف الشعب حول مبادئها العظيمة وتضحياته الغالية في سبيل الانتصار لها وترجمتها في واقع حياته إنجازات شامخة ملموسة أمكن للثورة اليمنية الخالدة المضي قدما صوب تحقيق أهدافها ومبادئها السامية ولم يكن السير على الدرب سهلا أو معبدا بالورود بل كان حافلا بالتحديات الجسام والصعاب الجمة والمخاطر التي أحدقت بها من كل حدب وصوب وتم بحمد الله مواجهتها والتغلب عليها بالصبر والأيمان والتضحيات الغالية الجسيمة التي قدمتها الأجيال المتعاقبة من خيرة الأبناء وأشجع واشرف الرجال ذلك إن الثورة تجذرت في حياة شعبنا اليمني حقيقة يقينية راسخة لصنع التغيرات والتحولات العميقة في حاضر الوطن ومستقبله وهي وجدت لتبقى ولكي تستمر شعلتها مضيئة متوهجة تنير أمام الأجيال دروب البناء والتنمية والنهوض الحضاري فهي ثورة إنسانية شاملة حافلة بكل المعاني والدلالات الخيرة التي تجسدت في مبادئها السامية وعطائها السخي من أجل الإنسان في هذا الوطن ولصالح الأمن والسلام والازدهار للجميع..
الإخوة والأخوات..
يحق لشعبنا المكافح إن يشعر بالفخر والاعتزاز بكل ما حققته له ثورته المباركة من إنجازات وانتصارات شامخة وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية والاجتماعية وغيرها وفي مقدمتها منجز الوحدة العظيم الذي تحقق يوم أل 22 من مايو 1990م والذي يمثل التتويج الرائع لنضال طويلة خاضه الأحرار من أبناء شعبنا اليمني من اجل أن يلتئم شمل الأسرة اليمنية الواحدة ويرد للتاريخ اليمني اعتباره وان ما يضاعف الابتهاج في النفوس ونحن نعيش مباهج الاحتفالات بالعيد أل 40 للثورة اليمنية الخالدة أن رصيدا هائلا من المنجزات والمكاسب والتحولات قد تحقق لشعبنا على درب بناء اليمن الجديد.. حيث انتشر التعليم بكافة أشكاله العام والتخصصي والمهني والجامعي في كل أنحاء الوطن
وأصبح العلم حقا مشروعا لكل مواطن يمني ومواطنة يمنية دون تمييز أو احتكار لفئة دون غيرها ومن عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أصبح اليوم هناك أكثر من / أربعة مليون وستمائة ألف / طالب وطالبة التحقوا بمجال التعليم العام وأكثر من
/ 198 ألف / طالب وطالبة في مجال التعليم الجامعي للعام الدراسي 2002 – 2003م، ومن عزلة رهيبة عاناها اليمن إلى انفتاح واسع وايجابي على العالم حيث انتشرت شبكات الطرق الحديثة التي شقت الجبال الوعرة والسهول والوديان وشملت كل المدن والقرى لتربط أجزاء الوطن بعضه البعض وتربطه بأشقائه من دول الجوار بالإضافة إلى وجود شبكة من الاتصالات المتطورة داخليا وخارجيا.
أخذت بأحدث التقنيات في مجال التكنولوجيا وشبكات المعلومات كما انتشرت المستشفيات ووسائل الخدمات الطبية والرعاية الصحية في كافة أنحاء الوطن بالإضافة إلى الآلاف من مشاريع البنى الأساسية والخدمات الأخرى سواء في مجال الكهرباء والمياه أو السدود والحواجز المائية وقنوات الري الحديثة والموانئ والمطارات ووسائل النقل وغيرها من المنجزات والتحولات وفي مختلف المجالات وها نحن جميعا في غمرة الاحتفال بهذا العيد للثورة سوف يتم تدشين أكثر من / 1600/ مشروعا خدميا وإنمائيا وبتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 200 مليار ريال.. لتكون كل تلك الإنجازات شواهد حية على حجم الشوط الذي قطع رغم الإمكانيات المتواضعة والمخاضات العسيرة التي واكبت مسيرة الانطلاق في ظل رأيه الثورة المباركة.. واستطاع شعبنا أن يحقق كل ذلك من نقطة الصفر وان يبني دولته الحديثة بمؤسساتها الدستورية وأجهزتها التنفيذية والإدارية وحضورها الفاعل في حياته ومع الآخرين مجسدا حكمه نفسه بنفسه وغير مرتهن لحاكم مستبد وطغيان مستعمر متسلط وإنما لإرادته الحرة وخياره الوطني المستقل.. وأنها لمناسبة ندعو فيها الرعيل الأول من المناضلين أطال الله في أعمارهم في عدم التردد في الإدلاء بشهاداتهم وتسجيل ذكرياتهم وتدوينها بتجرد وموضوعية ومنهجية علمية من اجل تبصير جيل الثورة والأجيال اليمنية المتعاقبة بتلكم الحقائق المريرة من المعاناة والتخلف والحرمان التي عاشها شعبنا اليمني في العصور المظلمة لعهود الإمامة والاستعمار والإطلاع على كل الإرهاصات التي واكبت مسيرة النضال الوطني حتى انتصرت إرادة الشعب في الثورة من اجل إدراك حجم التحولات والتغيرات التي شهدها الوطن والتي لم تأت سهله ودون عناء بل كانت نتاجا لنضال طويل وشاق وتضحيات غالية وجهود دؤوبة من قبل كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الوطن.. وحيث أثمرت العقود الأربعة الماضية ما كان مأمولا فيها وكانت النتائج منطقية ومرضيه بقياس المقدمات وطبيعة الظروف والتحديات التي واجهتها الثورة.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن التطلعات الوطنية كبيرة ومتجددة والمستقبل واعد بكل ماهو خير وإننا لندرك بأن كل ما تحقق حتى الآن وعلى مختلف الأصعدة إنما هي خطوات على الطريق الطويل لتعزيز مكاسب الثورة اليمنية ونؤكد بأننا سنواصل السير على ذات المبادئ التي ضحى من اجلها المناضلون والشهداء وسنعمل دوما من اجل بناء الوطن وتعميق روابط الوحدة الوطنية المتينة بين أبناء الشعب وتطوير الممارسات الديمقراطية وصيانة الحقوق والحريات العامة والخاصة وكفالة حق الرأي والتعبير وحرية الصحافة.. فلقد اختار شعبنا الديمقراطية القائمة على التعددية واحترام حقوق الإنسان وسيلة مثلى لصنع التقدم في الوطن ولن يتراجع عنها أبداً مهما كانت الصعاب أو التجاوزات.. وها هو شعبنا يتهيأ مجددا لخوض غمار تجربة ديمقراطية جديدة هي تجربة الانتخابات النيابية التي ستجري في موعدها المحدد يوم أل 27 من ابريل 2003م بعد أن خاض تجربة الانتخابات الرئاسية المباشرة التي شهدها الوطن للمرة الأولى من تاريخه وكذا انتخابات المجالس المحلية إيذاناً بقيام السلطة المحلية التي تمثل تجربة ديمقراطية فريدة لتوسيع المشاركة الشعبية في مجالات العمل السياسي والتنموي في نطاق الوحدات الإدارية في الجمهورية.. وندعو الجميع في الوطن رجالا ونساء ممن بلغوا السن القانونية إلى التوجه نحو مراكز القيد والتسجيل لتسجيل أنفسهم في السجل الانتخابي الجديد وبما يكفل لهم ممارسة حقهم الانتخابي، كما ندعو الأحزاب والمنظمات السياسية في الساحة الوطنية إلى التنافس الشريف من خلال البرامج لكسب ثقة الناخبين وعبر صناديق الاقتراع لتجسيد الالتزام بخيار الديمقراطية والخضوع لإرادة الشعب ولكي نضيف إسهاماً حضاريا جديدا في مجال التداول السلمي للسلطة بالوسائل الديمقراطية الحضارية.
وإننا لعلى ثقة بأن شعبنا الذي ارتكزت حضارته القديمة على مبادئ الشورى سيبرهن مرة أخرى على اقتداره في خوض هذا الاستحقاق الديمقراطي الجديد واستلهام واستعادة أمجاده التاريخية العظيمة.. فالديمقراطية هي اليوم قوة الثورة وحصانة الوحدة وإرادة الشعب.. ووسيلته لبناء دولته الحديثة.. دولة المؤسسات والنظام والقانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان..
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن مرور أربعين عاما من عمر الثورة اليمنية الخالدة الحافلة بالمنجزات العظيمة وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وعلى صعيد بناء المؤسسة العسكرية والأمنية وغيرها تعطي حافزا للجميع للتطلع نحو المستقبل ومواصلة العمل الدؤوب من اجل تحقيق كافة الأهداف والغايات الوطنية المنشودة.
وان من الأولويات التي نوجه الحكومة العمل من اجل تحقيقها، المضي في جهود تطوير البناء المؤسسي لأجهزة الدولة التنفيذية والقضائية والمحلية وغيرها.. في إطار ترسيخ أسس الدولة اليمنية الحديثة، واستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري لتعزيز النجاحات الملموسة التي تحققت في هذا المجال ومضاعفة الجهود في مجال مكافحة الفقر وتوسيع نطاق شبكة الأمان الاجتماعي وإدماج الأسر الفقيرة بالتنمية الإنتاجية وتأمين حاجة المجتمع من المتطلبات الإنمائية للمعيشة، وفي هذا الصدد نؤكد على ضرورة تنفيذ المزيد من المشاريع الاستراتيجية التي توفر اكبر قدر ممكن من فرص العمل وتخدم الأهداف التنموية، وجهود مكافحة الفقر والاهتمام بالتوسع في التعليم الفني والمهني وكليات المجتمع وتوفير الامكانات اللازمة لذلك وضرورة ربط مدخلات التعليم بمخرجات سليمة تلبي احتياجات التنمية وكذا الاهتمام بجوانب البحث العلمي والربط المستقبلي السليم في كل ما يتصل بتنظيم الأمور في المجتمع ونؤكد على ضرورة العمل من اجل تشجيع وتوسيع فرص الاستثمار وتقديم التسهيلات للمستثمرين وتوجيه المشاريع الاستثمارية نحو المجالات الإنتاجية والخدمية ذات الأولوية والتي تسهم في الحد من البطالة وتحقيق الفوائد المشتركة للجميع وبخاصة في مجالات النفط والغاز والصناعات البتر وكيمائية والمعادن والجرانيت والرخام والاسمنت والحديد والصلب والسياحة التي لا تخل بعقيدتنا وأخلاقنا وتقاليدنا والأسماك وغيرها من المجالات الاستثمارية.. وبهذه المناسبة فقد وجهنا الحكومة الاهتمام بأبنائنا وإخواننا المغتربين وبتخصيص نسبة ملائمة من الأسهم في المشاريع الاستثمارية الاستراتيجية للاكتتاب العام وبحيث يفسح المجال أمام الإخوة المواطنين سواء داخل الوطن أو الموجودين في المهاجر والمستثمرين من أبناء الوطن العربي والإسلامي والمستثمرين الأجانب للاستثمار في تلك المشاريع والإسهام في مسيرة التنمية.. كما نجدد الدعوة إلى مواصلة الاهتمام بالزراعة والتوسع في بناء الحواجز والسدود والحفاظ على الثروة المائية خاصة وقد تحقق في هذا المجال إنجازات رائعة ساهمت في الحفاظ على الثروة المائية والمطلوب المزيد من إنجاز مثل هذه المشاريع الحيوية.. كما نوجه الحكومة بتنمية الموارد والاستغلال الأمثل لها وترشيد النفقات ومكافحة جرائم التهريب والتهرب ومواصلة الجهود من اجل محاربة الفساد وتجفيف منابعه ومحاسبة الضالعين فيه أينما كانوا وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو مواقفهم، وكذا تفعيل دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونيابات الأموال العامة للقيام بواجبها في هذا المجال وبما يحافظ على المال ويصونه من أي عبث أو إهدار.
الإخوة.. والأخوات..
إن بناء الإنسان وتنمية قدراته وتأهيله للمشاركة في تحقيق التنمية بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مثل الهدف الذي عملت الثورة من اجل إنجازه فالإنسان الذي هو غاية ووسيلة أي عمل تنموي سيظل هو المحور الذي تتركز حوله كل الأنشطة والجهود من اجل تحقيق النهوض الوطني الشامل وتوسيع نطاق المشاركة أمام كل أبناء الشعب في مجالات العمل السياسي والتنموي لكل أبناء الشعب ولهذا فإننا نؤكد بان الجهود ستستمر لتقديم المزيد من الدعم للسلطة المحلية وبما يضاعف من جهودها وممارستها لمهامها طبقا للقانون في التنمية المحلية وتجسيد مبدأ اللامركزية المالية والإدارية وبما يكفل إنجاح هذه التجربة الديمقراطية التنموية الفريدة وتحقيق كافة الغايات المنشودة منها كما أننا سنظل نولي المرأة اليمنية والشباب كل الاهتمام والرعاية وبما يتيح لهما المزيد من المشاركة الفاعلة في بناء الوطن وصنع تقدمه.. فالشباب هم عماد الحاضر ورهان المستقبل.. وهم جيل الثورة الذي حظي بكل الرعاية والاهتمام من اجل بنائه البناء السليم وتفجير مواهبه وإبداعاته وإتاحة كافة الفرص أمامه للمشاركة الفاعلة في المنتديات الرياضية والثقافية وفي مقدمتها الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء بالإضافة إلى أكثر من (200) استاداً وملعباً ومدرجاً رياضياً وأكثر من (20) صالة رياضية وعشرات من بيوت الشباب والمراكز الشبابية والأندية والمشاريع الاستثمارية الرياضية في مختلف محافظات الجمهورية وحيث تبلغ قيمة المشاريع الرياضية والشبابية التي سيتم افتتاحها أو هي قيد التنفيذ أو يتم وضع حجر الأساس لها بمناسبة أعياد الثورة اليمنية في هذا العام بأكثر من (15) مليار ريال..
الإخوة الأبطال.. أبناء قواتنا المسلحة والأمن
إن هذا العيد هو عيدكم فانتم الطلائع التي كان لها شرف الإسهام الفاعل في صنع فجر هذا اليوم المجيد في حياة شعبنا وقدمتم التضحيات الغالية من اجل الذود عنه والتصدي الباسل لكل المخاطر والتحديات التي أحدقت بالثورة منذ اللحظات الأولى لميلادها العظيم.. ولقد كان هدف قوات مسلحة وامن قوية وحديثة هو في طليعة الأهداف الثورية التي تجسدت في واقع الإنجاز الوطني كثمرة رائعة لكل الجهود والعطاءات السخية التي بذلت من اجل تحقيق تلك الغاية الوطنية وسنظل نولي تطوير وتحديث قواتنا المسلحة والأمن والارتقاء بمستوى منتسبيها ورعايتهم كل الاهتمام وبما يعزز القدرة الدفاعية لبلادنا وبناء هذه المؤسسة الوطنية الكبرى بناءً نوعياً متطوراً يستوعب كافة المتغيرات في مجال العلوم والتجهيزات العسكرية الحديثة ويكفل لهذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي هي مبعث فخر واعتزاز كل أبناء الوطن القيام بمهامها وواجباتها الوطنية في حماية الشرعية الدستورية والدفاع عن امن وسيادة الوطن وهم يرابطون في كل سهل وجبل ووادي وفي الجزر ومياهنا الإقليمية يؤدون واجبهم المقدس من اجل الوطن بتضحية وإيثار ونكران ذات..
الإخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات..
يا أبنا امتنا العربية والإسلامية
إن الظروف والتحديات الراهنة والخطيرة المحدقة بأمتنا العربية الإسلامية تستوجب من كل أبناء العروبة والإسلام النظر بإمعان في واقع الشتات والانقسام والوهن الذي تعيشه الأمة والبحث عن كل المقومات والسبل التي تستنهض قوى الأمة وطاقاتها للخروج من ذلك الواقع المؤلم واستشراف مستقبل أفضل ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتضامن والتعاضد ووحدة الصف والرؤى.. فذلك هو مايصون للأمة وجودها وأمنها ومصالحها ويعزز اقتدارها على مجابهة كافة التحديات.. ولعل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وقيادته اليوم من أعمال إرهاب وبطش وتنكيل وحصار وانتهاك صارخ لحقوقه الإنسانية وكذا تنكر إسرائيل لكل الاتفاقات الموقعة بينها وبين الجانب الفلسطيني في استهتار واضح وتحد صارخ للمجتمع الدولي ولقرارات الشرعية الدولية وكذا ما يتعرض له العراق الشقيق من حصار وتهديدات باستخدام القوة ضده.. بالإضافة إلى ما يواجهه السودان الشقيق من مؤامرات ومخاطر تستهدف استقراره ووحدته وسلامة أراضيه وما يعيشه الصومال الشقيق من تمزق وصراع وعدم استقرار بالإضافة إلى الكثير من المشاكل والخلافات التي ينوء بها عالمنا العربي والإسلامي وكل ذلك يقدم الرؤية الواضحة والمحزنة عما تعانية الأمة نتيجة التمزق وغياب الحد الأدنى من التضامن.
ولقد حان الوقت لان يدرك الجميع في الوطن العربي والإسلامي مدى الحاجة إلى تكاتفهم معا لتجاوز ذلك الواقع بروح مسئولة وحريصة على أن يكون لامتنا وجود فاعل وسط عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.
الإخوة.. والأخوات..
إن السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة لن يتحقق إلا بتنفيذ إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي – الإسرائيلي والإقرار بالحقوق العربية المشروعة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان ومزارع شبعا في جنوب لبنان وان على المجتمع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية تقع مسئولية أخلاقية وإنسانية لممارسة الضغط على إسرائيل من اجل إيقاف إرهابها وعدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني وقيادته والإذعان لإرادة السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.. كما أننا ونحن نتابع باهتمام تطورات ما يجري حول العراق الشقيق لنؤكد مجددا ترحيبنا في الجمهورية اليمنية بإعلان العراق القبول بعودة فريق المفتشين الدوليين مرة أخرى إليه.. معبرين مجددا التطلع من أن تؤدي هذه الخطوة الحكيمة إلى تحقيق الانفراج المنشود في الأزمة الراهنة وخلق تفاهم أفضل بين العراق والأمم المتحدة لحل كافة القضايا العالقة وبما يكفل إنهاء معاناة الشعب العراقي نتيجة استمرار فرض الحصار عليه.
مؤكدين تأييدنا للموقف العربي الرافض توجيه أي ضربة عسكرية للعراق أو التدخل في شئونه الداخلية من قبل أي جهة وحيث أن اللجوء للقوة ضد العراق لن يؤدي سوى زعزعة الأمن والاستقرار وينذر بمخاطر كثيرة في المنطقة.. وكما أكدنا مرارا فإننا نقف إلى جانب أشقائنا في السودان في كل ما يصون امن واستقرار ووحدة هذا البلد الشقيق وسلامة أراضيه.. ونتابع باهتمام تطورات الأوضاع في الصومال الشقيق وسوف نواصل بذل ودعم كافة المبادرات الإقليمية من اجل تحقيق الوفاق، وإحلال السلام في الصومال وبما يكفل لأبناء الشعب الصومالي التفرغ لمهام البناء وإعادة إعماره.
الإخوة.. والأخوات..
إن العالم يواجه اليوم ظاهرة الإرهاب التي تعاني منها الكثير من الدول والمجتمعات ومنها الجمهورية اليمنية التي كانت من أوائل الدول التي عانت من هذه الظاهرة وكانت ضحية لها.
ولقد ساندت بلادنا كل الجهود المبذولة من اجل استئصال الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره، انطلاقا من المصلحة الوطنية ولما تشكله هذه الآفة من تهديدات خطيرة على الأمن والاستقرار والسلام العالمي.
وندعو مجددا إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لتحديد مفهوم واضح للإرهاب وبما يميز بين الإرهاب والنضال المشروع للشعوب من اجل الحرية والاستقلال ومقاومة المحتل.
وانه لمن المهم البحث في سبل إزالة تلك الأسباب والمناخات المشجعة على تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف ومنها تلك المتصلة بتحقيق العدالة ومكافحة الفقر وإزالة بؤر التوتر في أكثر من مكان وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط..
يا جماهير شعبنا الأبية..
إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية وندخل في رحاب عام جديد في ظل راية الثورة المباركة نتذكر بمزيد من الوفاء والعرفان تضحيات أولئك الشهداء الأبرار من أبناء مصر العروبة الذين امتزجت دمائهم الزكية بدماء إخوانهم اليمنيين على ارض وطننا الطاهرة.. فلهم الوفاء والتقدير سائلين الله العلي القدير أن يتغمد أرواحهم الطاهرة وكل شهداء الوطن والأمة بالرحمة والمغفرة والرضوان وان يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين، انه سميع مجيب.
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة العيد العاشر لقيام الجمهورية اليمنية 22مايو 2000م

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين..
الإخوة المواطنون الأعزاء يا أبناء شعبنا العظيم أينما كنتم داخل الوطن أو خارجه يا صناع مجد الوحدة وحماتها.. يا أبناء امتنا العربية والإسلامية الأكارم.. في هذه اللحظة التاريخية المشرقة التي يطل فيها يمن الوحدة والديمقراطية والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان إلي رحاب عقد جديد ، يسعدني أن أتوجه إليكم جميعا بالتهنئة الصادقة بهذه المناسبة الغالية التي نحتفل فيها بالعيد الوطني العاشر لاستعادة وطننا لوحدته وقيام الجمهورية اليمنية، التي ارتفعت رايتها خفاقة شامخة يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م تتويجاً لنضالات طويلة وتضحيات غالية جسيمة، قدمها شعبنا المناضل من اجل تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي الذي لا يمثل إنجازا وطنياً تاريخياً فحسب ، بل هو إنجاز قومي على طريق الوحدة العربية الشاملة ، التي ظلت وما تزال تمثل بالنسبة لأبناء امتنا العربية هدفاً قوميا، طالما ناضلوا من اجل الوصول إليه، لان الوحدة هي عنوان العزة والقوه والمجد والسبيل إلي التقدم والنهوض.
وأود في هذا اليوم المجيد الذي نعيش فيه أفراح وابتهاجات العيد الوطني العاشر للجمهورية اليمنية ، أن أرحب ترحيبا حاراً بضيوفنا الأعزاء من أصحاب الفخامة الرؤساء وأصحاب السمو الأمراء ونواب رؤساء الجمهوريات، ودولة رؤساء الوزراء ورؤساء المجالس التشريعية وأصحاب المعالي الوزراء، وأعضاء المجالس التشريعية ورؤساء الوفود الصديقة وأصحاب السعادة السفراء والشخصيات والمنظمات الدولية، وكافة أعضاء الوفود من مدنيين وعسكريين من الدول الشقيقة والصديقة الذين يشاركون شعبنا احتفالاته بهذه المناسبة العظيمة وأن أفراحنا تتضاعف بوجودهم بيننا.
الاخوة المواطنون الكرام ضيوفنا الأعزاء
لقد مثلت الوحدة انطلاقة كبرى حيث أحدثت تغيرات إيجابية هائلة في حياة شعبنا، كان يمكن أن تتضاعف عطاءاتها وإنجازاتها لولا العديد من التحديات والمتغيرات الإقليمية والظروف الخارجة عن الإرادة الوطنية التي واجهتها الوحدة، وفى مقدمتها فتنة الأزمة وحرب الانفصال في صيف عام 1994م، ولكن بفضل الله والتفاف وصمود شعبنا واستبسال قواتنا المسلحة والأمن انتصرت الوحدة وترسخت جذورها، معمدة بالدماء الذكية لشهدائنا الأبرار.
إن الجمهورية اليمنية التي تحتفل اليوم بمرور عقد من الزمن على ميلادها العظيم راسخة رسوخ الجبال الرواسي، وهي وجدت لتبقى قوية وعزيزة ومصانة، ويواصل شعبنا خطاه الوثيقة في ظل رايته المنتصرة وبدعم من أشقائه وأصدقائه لتحقيق كل ما يتطلع إليه على درب الإنجازات والنهوض التنموي الشامل والتقدم الاجتماعي ، إن ما تم إنجازه خلال تلك الفترة في مختلف المجالات كثير وكبير يبعث على الاعتزاز والفخر حيث أمكن تنفيذ الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية خاصة في المناطق التي حرمت في الماضي، والتي حظيت باهتمام خاص من قبل الدولة وذلك تلبية للاحتياجات الضرورية والملحة للمواطنين، حيث بلغ عدد المشاريع التي تم تنفيذها وبتمويل حكومي خلال العشر السنوات الماضية ستة آلاف ومائتين وتسعة وسبعين مشروعا ( 6279مشروعا ) وبقيمة إجمالية تبلغ – ثلاثمائة وستة وثمانين مليار ريال، ومن حق أبناء الوطن في هذه المناسبة السعيدة أن يفخروا بكافة الإنجازات الاستراتيجية العملاقة ، وأبرزها إنشاء المنطقة الحرة بعدن ، ومشاريع الطاقة والطرقات والاتصالات الحديثة والمطارات الجديدة، والاستكشافات النفطية والغازية ، وفي بناء القوات المسلحة والأمن على أسس وطنية وعلمية حديثة وتزويدها بكل عوامل القوة والكفاءة والاقتدار تنظيماً وتسليحاً وتدريباً وبناءاً معنويا متماسكا يرتكز على الولاء لله والوطن والثورة كما تم إحراز نجاحات كبيرة في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري لمعالجة ما خلفته فتنة الأزمة وحرب الانفصال من أثار سلبية على صعيد الأوضاع الاقتصادية والإدارية، وأمكن خلال الخمس السنوات الماضية إيقاف التدهور الاقتصادي ومكافحة الفساد ومعالجة كثيرا من الاختلالات المالية والإدارية، وتم الحد من التضخم بنسبة سبعة وسبعين بالمائة إلى أربعة في المائة، وتقليص الديون من حوالي تسعة مليار دولار إلى حوالي ثلاثة مليار دولار، وتخفيض نسبة العجز من (22 – 3%) من الناتج القومي، كما تسارعت وتيرة البناء والتنمية في مختلف المجالات، حيث سيتم وخلال هذا العيد افتتاح ووضع حجر الأساس لعدد ألف وستمائة وثلاثة مشروعاً تنموياً وخدمياً، وبتكلفة تبلغ مائة وأربعة وسبعين مليار، كما إن أعمال الاستكشافات النفطية والغازية والمعدنية تتواصل وبوتيرة عالية، والنتائج مبشرة وبحمد الله في العديد من مناطق الامتياز الممنوحة للشركات العاملة في بلادنا في هذا المجال، وقد بلغ احتياطي النفط في بلادنا حوالي (خمسة مليار وسبعمائة مليون برميل)، فيما ارتفع احتياطي الغاز إلى حوالي – خمسة عشر ترليون قدم مكعب.
وأن من الأولويات في المستقبل هو مواصلة جهود البناء التنموي والإصلاح الاقتصادي والهيكلي، وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، وتعزيز الاقتصاد الوطني والاهتمام بالسياحة والاستثمار، والحد من البطالة، وإيجاد فرص عمل، وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي، وتنفيذ برنامج الخطة الخمسية الثانية (2000م – 2005م)، وكذلك العمل من أجل تعزيز الإصلاح القضائي والاهتمام بأجهزة الأمن وتطويرها، من أجل خدمة الشعب ومكافحة الجريمة والارتقاء بمستوى الأداء في مختلف القطاعات ومرافق العمل والإنتاج، بالإضافة إلى مواصلة جهود النهوض بالمجتمع مع إعطاء العناية الكبرى بالأسرة (والطفولة والأمومة والشباب والمرأة)، وكفالة حقوقها المشروعة وتشجيعها وإعدادها لمشاركة أوسع في الحياة السياسية والعامة، وتحمل مسئولياتها في كافة مجالات العمل الوطني.
الإخوة المواطنون الأخوات المواطنات
إن هذا العيد وكما هو عيد للوحدة، فهو عيد للديمقراطية الخيار الحضاري الذي التزم به شعبنا من أجل صنع التقدم في الوطن، وهو تعبير عن واقع جديد يتجسد في التعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة، وممارسة الشعب لإرادته الحرة عبر الانتخابات والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة، ومهما واجهت الديمقراطية في البداية من صعوبات أو تحديات أو سوء فهم من البعض، فان الديمقراطية مدرسه يتعلم منها الجميع، وأخطاء الديمقراطية لا تعالج إلا بالمزيد من الديمقراطية، إن المسئولية الوطنية تفرض على الجميع في الوطن أفرادا وأحزابا أن يجعلوا من الديمقراطية وسيله لتحقيق المصلحة العليا للوطن ومجالاً للتنافس الشريف والمسئول، من خلال البرامج ونيل ثقة الجماهير عبر صناديق الاقتراع، وخلال العام القادم سوف يتم إجراء الانتخابات البرلمانية كما سيتم انتخاب المجالس المحلية بعد أن تمت المصادقة على قانون السلطة المحلية، والذي يوسع نطاق المشاركة الشعبية ويعطى صلاحيات أوسع للوحدات الإدارية، ويحقق الانتقال من المركزية إلى اللامركزية المالية والإدارية وينبغي على الجميع في الوطن أن يكون شعارهم اليمن أولا ومصالحه فوق كل اعتبار.
الاخوة المواطنون الأعزاء يا أبناء امتنا العربية والإسلامية
إن مسيرة عقد من الزمن والتي حفلت بإنجازات كبيرة على صعيد البناء الداخلي، استطاعت بلادنا أن تحقق نجاحات كبيرة على صعيد سياستها الخارجية والتي تقوم على الالتزام بالثوابت المبدئية والتعامل العقلاني والمسئول مع كافة الأحداث والمواقف والمتغيرات. واستطاعت بلادنا وبحمد الله أن تحافظ على علاقات متميزة مع كافة الأقطار الشقيقة والصديقة تقوم على أساس الاحترام المتبادل والتعاون وتبادل المصالح والشراكة المثمرة وحسن الجوار، ولقد كانت بلادنا وستظل وفيّه لالتزاماتها القومية ومناصرة قضايا الحق العربي وحريصة على التضامن بين أبناء الأمة العربية ودعم ومساندة الجامعة العربية، ومن اجل ذلك سعت بلادنا وما تزال إلى عقد قمة عربية، وتقدمت بورقة عمل متكاملة حول آلية انعقاد القمة العربية، وبصورة منتظمة أسوة بالتجمعات الإقليمية والدولية.
وإنها لمناسبة نجدد فيها الدعوة لكافة الأشقاء من اجل إنهاء الخلافات العربية وحل المشكلات والنزاعات بصوره ودويه وسلمية، وإيجاد استراتيجية موحدة للأمن القومي العربي كمنظومة متكاملة، والسعي إلي تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يضمن تشابك المصالح بين أقطارنا العربية، وإن تجربة القرن الماضي تفرض علينا ضرورة الاتفاق على آلية لقيام نظام عربي جديد لأمةٍ واحدةٍ في أنظمةٍ متعددةٍ، يكفل لها تحقيق التكامل الاقتصادي، وتشجيع استثمار المال العربي في الأراضي العربية من اجل تشابك المصالح الذي يكفل للعلاقات بين أقطارنا العربية الديمومة والازدهار.
الاخوة والأخوات
انه لمن المؤسف أن منطقتنا عانت الكثير من الحروب والصراعات، ولقد حان الوقت أن يتعاون الجميع من اجل إزالة شبح التوتر وإنهاء المخاوف وترسيخ أسس الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وذلك من خلال إيجاد نظام أمن إقليمي يقوم على الثقة والتفاهم وحل الخلافات وخاصة حول قضايا الحدود بالحوار السلمي والتفاهم الودي المباشر أو التحكيم طبقاً لقواعد القانون الدولي، ولقد قدمت بلادنا وسلطنة عمان الشقيقة نموذجاً مثالياً في حل مشكلة الحدود عبر التفاهم الأخوي والودي، كما تم حل مشكلة (جزيرة حنيش الكبرى) اليمنية، والحدود البحرية مع إريتريا عبر التحكيم الدولي، وان الجهود تتواصل مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية من اجل الوصول إلي حل يرتضيه البلدان الشقيقان وذلك بما يكفل أن تصونه الأجيال القادمة.
الاخوة المواطنون الأعزاء يا أبناء امتنا العربية والإسلامية
أن اليمن هي أرضاً للسلام، وستظل تدعم كل الجهود المبذولة من أجل أن تنتشر راية السلام في كل بقاع الأرض، ولهذا فإننا نجدد دعمنا وتأييدنا لكل الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط على أساس أن يكون عادلاً وشاملاً، ومرتكزاً على استعادة الحقوق العربية المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، ذلك هو موقفنا المبدئي الذي لن نحيد عنه.
إننا نشعر بالأسى لما يعانيه الشعب العراقي الشقيق نتيجة للحصار الاقتصادي، ونعلن تضامننا إزاء تلك المعاناة الإنسانية القاسية التي سببها استمرار ذلك الحصار لأكثر من عشر سنوات والذي ألحق ضرراً بالغاً بالأطفال والشيوخ والنساء في العراق، في الوقت الذي نؤكد فيه احترامنا لقرارات الأمم المتحدة فأننا نطالب بضرورة وضع حدا لاستمرار فرض الحصار على العراق إلى ما لا نهاية، كما نعلن تضامننا مع السودان الشقيق والوقوف إلى جانبه في كل ما يصون أمنه وسيادته ووحدة أراضيه، وإننا نتابع باهتمام الأحداث والتطورات المؤلمة في منطقة القرن الأفريقي وفي مقدمتها الحرب الدائرة حاليا بين أثيوبيا وارتيريا، وندعو الطرفين إلى ضبط النفس وإيقاف نزيف الدم وإحلال السلام بينهما، كما نتابع بأسف تطورات الأوضاع في الصومال والتي تنعكس في أثارها السلبية على بلادنا نتيجة لعملية النزوح الكبير إلى بلادنا والتي استقبلت وما تزال مئات الآلاف من النازحين الفارين من جحيم الصراعات الدائرة هناك، وإننا نناشد المجتمع الدولي بأن يتحمل مسئولياته إزاء هذه القضية الإنسانية، ونؤكد مجدداً دعمنا لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إعادة الهدوء وإحلال الأمن والاستقرار والسلام في تلك المنطقة وفي مقدمتها مبادرة جمهورية جيبوتي الشقيقة إزاء الصومال آملين أن تستجيب كل الأطراف لتلك المبادرة السلمية وبما يكفل للمنطقة التفرغ لمجابهة تحديات البناء والمتغيرات الدولية.
الاخوة المواطنون الأعزاء
إن المرحلة الراهنة تقتضي من كل أبناء الوطن التسلح بالثقة والأمل الكبير في مزيد من البناء والتطور وحتمية التغيير نحو الأفضل، إننا نرحب مجددا بكل أبناء الوطن للعودة إلى وطنهم مواطنين صالحين، لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات التي كفلها الدستور والقانون. فالوطن يتسع للجميع، وهو ساحة مفتوحة لكل الطاقات الوطنية التي تتحمل مسئولياتها في بناء الوطن وإثراء الممارسة الديمقراطية في إطار استيعاب كافة المتغيرات والتفاعل الإيجابي مع تطورات العصر.
الاخوة المواطنون الأخوات المواطنات
في هذا اليوم التاريخي المجيد لن ننسى أن نتقدم بالتحية والتقدير لكل أبناء القوات المسلحة والأمن عنوان الفداء والتضحية ونكران الذات ونؤكد لهم بأنهم سيظلون محل تقدير القيادة والحكومة والشعب وفاء لمواقفهم الوطنية في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والشرعية الدستورية، المجد والخلود لشهداء الوطن الأبرار سائلين الله أن يتغمد أرواحهم الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين وأن يعيد هذه المناسبة الوطنية والقومية الغالية على شعبنا وامتنا العربية وقد تحقق لها كل ما تصبوا إليه انه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.