كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء ترؤسه اجتماعاً للمكتب التنفيذي ومديري المديريات في محافظة الحديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
أعبر عن سعادتي بهذا اللقاء وأهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك وعيد رأس السنة الميلادية، وأنا سعيد بما سمعته في كلمة الأخ محافظ المحافظة حول أداء المكاتب الحكومية في المحافظة وتنامي إيرادات الدولة، ونشكر الأخ المحافظ وكل العاملين في المحافظة على الجهود التي يبذلونها في هذا المجال وإن شاء الله الشيء الكثير .
ونحن نعتز ونقدر أي أداء جيد في أي مرفق أو مؤسسة سواء في محافظة الحديدة أو أي محافظة من محافظات الجمهورية، ونحن نتمنى أن يهتم الجميع بالحفاظ على الممتلكات العامة والاهتمام بحسن الأداء في مرافق العمل سواء كانت إدارية أو زراعية أو صناعية أو غيرها، وعلى مسؤولي الدولة تقع مسؤولية كبيرة، والمواطن يتطلع لأداء الحكومة باهتمام كبير وما ستقدمه له على صعيد مشاريع الخدمات العامة سواء في مجال الطرقات أو المواصلات أو المياه أو الكهرباء أو الصحة أو في مجال حفظ الأمن وغيرها .
وبقدر الاهتمام بجوانب الإنفاق، فإنه ينبغي الاهتمام بكيفية تنمية الإيرادات العامة وتفعيلها بشكل جيد وأساليب أكثر جدوى وفعالية .
نحن قادمون على عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية والانتخابات المحلية، وهي تجربة مهمة جداً يجب علينا أن نرعاها.. وفي إطار ما يخوله القانون للسلطة المحلية، هناك عائدات ستكون لصالح المجالس المحلية، فإذا نجحت التجربة فإن ذلك سوف يشجعنا على مزيدٍ من تعميم المشاركة الشعبية وتوسيع الصلاحيات خاصة إذا انتخبت العناصر الكفؤة والقادرة على العطاء والمحبة للوطن، وينبغي عدم الالتفاف إلى ما تكتبه بعض الصحف من هراء مدفوع ثمنه بهدف التشويه والإساءة إلى الوطن .
فالانتخابات المحلية وما ستفرزه من نتائج تمثل تجربة مهمة نأمل لها النجاح، ومثلها تحدثنا سابقاً فإن هناك عائدات غير مركزية ستخصص لصالح السلطة المحلية، ونتطلع أن لا تتحول تلك الإيرادات أو تستغل لتنفق في مرتبات كما حصل في نهاية التجربة التعاونية والتي كانت في بدايتها تجربة ممتازة وكان هناك حماس من المواطنين للتبرع لها بسخاء ونكران ذات وتسابق من أجل العمل التنموي الممتاز سوء في مجال الطرقات أو بناء المدارس أو مد مشاريع الخدمات بشكل عام ولكنها للأسف في النهاية تحولت العائدات إلى مرتبات .
ونحن الآن في إطار التعددية السياسية وفي إطار التنافس الحزبي نأمل ألا يتم التنافس على تلك العائدات لتوزيعها كمرتبات للاستقطاب الحزبي وبالتالي تكون تلك التجربة فاشلة، نحن نقول لا بد أن تذهب العائدات التي حددها القانون كإيرادات لا مركزية لصالح مشاريع خدمية يلمسها المواطن وترتقي بمستوى حياته، وأن لا تتحول أيضاً إلى ديات لحل مشاكل الثارات.. فمن قتل فلا بد أن ينفذ شرع الله، أو أن تتحول إلى مخصصات لهذا القبيلة أو تلك لأن البعض قد يكون لديه طموح لتوزيعها على العناصر المؤثرة حتى يكسب أصواتهم في العملية الانتخابية وهذا غير جائز، وستكون التجربة وخلال السنتين القادمتين تحت الرقابة والتقييم سواء من قبل الدولة أو المواطنين الذين سوف يقيمون أداء كل شخص تم انتخابهم أن لا يتجاوزوا القانون في ممارسة صلاحياتهم، وما من شك فإن نجاح التجربة سوف يشجعنا على توسيع قاعدة المشاركة، وأن تدخل في انتخابات المحافظين ومدراء المدريات أما إذا انتكست لا سمح الله فإنها ستحمل خيبة أمل للدولة والمواطن .
وبالنسبة لوباء حمى الوادي المتصدع، فقد كانت الجهود طيبة وممتازة من قبل وزارتي الصحة والزراعة في مكافحة الوباء، وعليهما مواصلة المشوار في عملية المكافحة وأيضاً مكافحة مرض الملاريا، وكما تفيد المعلومات فإن حالة الهلع التي سادت نفوس البعض من حمى الوادي المتصدع هو نتيجة حالة نفسية حصلت لدى الناس بينما لم يكن الأمر بذلك السوء، ومعظم الوفيات التي حدثت ربما كانت نتيجة لمرض الملاريا ولكنها تزامنت مع المرض وخلقت حالة الهلع والبلبلة التي أخافت المواطنين وانعكست على الحركة الداخلية سواء على صعيد المنتجات الزراعية أو المواشي .
ومنذ نهاية شهر شعبان وبداية شهر رمضان اتخذت العديد من الإجراءات واستؤنف النشاط سواء على مستوى الداخل أو الخارج، وتؤكد المعلومات أنه ليس هناك أي خطر والوضع جيد ولكن بعض الجهات استغلت ذلك وقامت بممارسات ابتزاز ضد المواطنين، ونحن نقول إن من يبتز المواطن فهو خبيث أينما كان .
آمل أن تتحملوا مسؤولياتكم وأن تتنامى الإيرادات ويتحسن الأداء.. فالعصر هو عصر المعارف والعلوم والتخطيط لا عصر المظاهر والهرجلة وفرض العضلات، وعلى المواطنين التعاون مع جهود الدولة وأن يكونوا حسني السيرة والسلوك.. فالعملية منظومة متكاملة، وكل ما تعاون المواطن مع الدولة تحققت نتائج أفضل في مجالات البناء والتنمية .
ونحن نتذكر أنه بعد إعلان استعادة الوحدة المباركة بعد عام واحد تقريباً كيف تجمدت الحياة عندما دخلت البلاد في ذلك الصراع الحزبي وكيف تجمدت المشاريع ومن بعد نهاية حرب عام 194م حقق الوطن الكثير على المستوى الخدمي والاقتصادي ما لم يحققه في أي وقت ومضى، وبتحقيق الأمن والاستقرار يتشجع كل الناس على مزيد من الإنتاج والعطاء وتحقيق نتائج أفضل على مختلف الأصعدة وتحقيق الأمن والاستقرار ليس بيد أجهزة الأمن فحسب بل بيد المواطن أيضاً .
ونحن نرى كيف أنه عندما تكون المناطق آمنة كيف تتحقق الإنجازات.. أما عندما يكون هناك إقلاق أمني أو مشاكل ثارات أو قطع طرق وإيقاف شركات في أي منطقة من المناطق فإن ذلك يؤثر على المواطن نفسه.. فمثلاً نحن نرى اليوم مشاريع استراتيجية في حضرموت بفضل تعاون المواطنين سواء في الصحراء أو السهل أو الوادي، وكل ما سلك المواطن سلوكاً حضارياً أمكن تحقيق إنجازات كثيرة، ونحن نأمل أن تتحقق دوماً نتائج أفضل.
أتمني للجميع التوفيق والنجاح.