كلمة الرئيس التوجيهية للحكومة الجديدة.. استراتيجية متكاملة ورؤية جديدة ‏للمستقبل

حدد الأخ/ علي عبد الله صالح / رئيس الجمهورية في كلمته التوجيهية الهامة ‏لأول حكومة تتشكل بعد إنجاز استحقاق الانتخابات المحلية الخطوط العريضة ‏لعمل الحكومة الجديدة وفق رؤية إستراتيجية استوعبت مهام المرحلة ومتطلباتها وأولوياتها على قاعدة المصلحة الوطنية العليا التي حرص على أن تعلو فوق ‏الاعتبارات الذاتية والمحسوبيات والمصالح الخاصة .‏ وأبانت كلمة الأخ الرئيس خصوصية المرحلة التي ستعمل خلالها الحكومة ضمن ‏المدة الزمنية المحددة بعامين، ولخص ذلك بتأكيده ‏على ضرورة أن “تجعل التنمية مشروع المستقبل والمعركة الأساسية التي ينبغي ‏أن تركز كل الجهود من اجلها”، وهو ما يعني أن مهمة الحكومة الجديدة لن تكون ‏سهلة، لأنه يتعين عليها أن تحسم ملف الإصلاحات المالية والإدارية استكمالا لما ‏أنجزته الحكومة السابقة وتمهيدا للانتقال إلى مرحلة جديدة من النمو والتطور. ‏

واستوعبت كلمة الأخ/ الرئيس أولويات المرحلة الجديدة ولامست بوضوح أهم ‏قضايا الوطن والمجتمع، وفي مقدمتها التعليم بكل قطاعاته ومراحله وإنهاء ‏الازدواجية في هذا القطاع الحيوي، وكذا الاهتمام بالصناعات والمشروعات الإستراتيجية التي تحتاج إليها البلاد وبالأخص ما يتعلق منها بإنجاز مشاريع البنية التحتية، ، ‏والعناية بالحواجز المائية والسدود، والاهتمام بالثروة السمكية والبيئة البحرية، ‏واعتماد سياسة ترويجية نشطة لاستخراج النفط وإنجاز المشاريع المتصلة بتصدير ‏الغاز، واعتماد إستراتيجية جديدة للاتصالات، وتفعيل الإعلام الخارجي، ‏وتطوير الأنشطة الرياضية، وحماية المستهلك، وإعادة النظر في قانون ‏الانتخابات .‏ ‏

وحفز الأخ الرئيس الوزراء على إنجاز هذه الاستحقاقات بشجاعة كاملة، ‏ودعاهم إلى “تجنب كل السلبيات وتعزيز الايجابيات”، وحثهم على “العمل بروح الفريق الواحد” .‏ كلمة الأخ الرئيس اتسمت بروح الإنصاف وعكست عمق المسؤولية التي يتمتع بها عندما أكد بوضوح على أنه “ينبغي تعزيز النجاحات التي تحققت خلال ‏الفترة الماضية حيث قطعت أشواط جيدة في المجال الاقتصادي والإداري والمالي ‏سواء فيما يتعلق بتخفيض التضخم والعجز أو الإصلاحات الاقتصادية ورفع ‏معدلات النمو الاقتصادي” وجاءت التوجيهات العامة التي تضمنتها كلمة الأخ الرئيس إلى الحكومة الجديدة ‏مباشرة وتفصيلية، والتصقت بأدق التفاصيل ولامست المهام الأساسية لكل وزارة ‏‏، وهو ما أمن استراتيجية متكاملة ورؤية جديدة للمستقبل، ورسم مشروعا محكما ‏للأداء يكمل المضمون الأساسي لبرنامج المؤتمر الشعبي العام الذي تنتمي إليه ‏الحكومة ويعززه بمعطيات اوسع فرضتها تطورات المرحلة الجديدة التي يعيشها ‏اليمن.

وتأسيسا لمناخ ملائم من الأداء الحكومي المنسجم مع بقية سلطات ومؤسسات ‏الدولة، أبدى الأخ الرئيس حرصه الكبير “على ضرورة قيام علاقات تعاون بين ‏الحكومة والسلطة التشريعية”، وضرورة أن تقوم الحكومة بإطلاع البرلمان على المعلومات المتعلقة بنشاطها ضمن “سياسة المكاشفة والوضوح والتفاهم وتعزيز الثقة ‏التي تخدم المصلحة العامة”.

لقد جاءت كلمة الأخ/ الرئيس علي عبد الله صالح بمثابة رسالة تاريخية بالغة ‏الدلالة، لأنها صدرت عن وعي حقيقي بأولويات هذا الشعب واحتياجاته، ‏وانسجمت مع مواقف وتطلعات قوى المجتمع وفعالياته، وهذا هو المعيار الحقيقي ‏الذي يمنح المسؤولية العامة منطقها القوي وحجتها البالغة وهي تتعاطي في الشأن ‏العام وتبحث في أدق اهتمامات.