كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء ترأسه اجتماعاً مشتركاً لمجلس الدفاع الوطني واللجنة الأمنية العليا
ليس من شيء جديد نقوله في هذه الليلة غير ما قلناه في خطابنا الموجه إلى الشعب عشية حلول الشهر الكريم والذي دعونا فيه أبناء شعبنا .
في بداية الاجتماع.. نتطرق إلى ما جرى خلال المسيرة التي جرت في العاصمة صنعاء عقب صلاة الجمعة وصاحبتها بعض أعمال الشغب من قبل بعض العناصر التي اندست في تلك المسيرة.
إن عقد هذا الاجتماع الذي يضمن مجلس الدفاع الوطني واللجنة الأمنية العليا يأتي في إطار الأحداث التي جرت اليوم بعد صلاة الجمعة وما رافقها من أحداث شغب والتي اتجهت من الجهتين الشمالية والغربية في اتجاه السفارة الأمريكية.
أنه وللأسف الشديد قد نتج عن هذه المسيرات سقوط طفل ومواطن آخر وأربعة عشر جريحاً من رجال الأمن وتسعة جرحى من المواطنين.
إن الشعب اليمني قد عبر عن وجهة نظره بشكل معلن وواضح في المسيرة التي دعونا إليها السبت الماضي والتي شملت العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات وبعض المديريات للتعبير عن وجهة نظر كل أبناء الوطن اليمني بمختلف اتجاهاتهم السياسية الرسمية والشعبية والحزبية عن وجهة نظرنا ورفضنا للحرب التي يواجهها العراق الشقيق وما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من أعمال قتل وإرهاب وتنكيل.
إن ما حدث اليوم نعتبره خروجاً عن القانون.. فنحن يحكمنا في هذا الوطن الدستور والقانون والنظام.
إن أي مسيرة تديرها أي قوى سياسية في الوطن ينبغي عليها أن تلتزم بالقانون وأن تطلب الترخيص ومن حقها أن تعبر عن وجهة نظرها سلمياً.
ونعتبر ما حدث بأنه خلل وإضرار بالأمن العام للوطن، في الوقت الذي تتطابق فيه وجهات النظر الرسمية والشعبية والحزبية بشكل يختلف عن أي قطر آخر.
هناك محطات ثلاث عبرنا فيها عن مواقفنا.. عندما عبرنا عن رفضنا للحرب ضد العراق.. وعندما أدنا الإرهاب والتنكيل ضد الشعب الفلسطيني.. وعندما أدنا أعمال الإرهاب التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية وما تعرض له الوطن اليمني.. ووصف فخامته هذه المواقف بالمحطات الراسخة التي اقتنع بها الشعب اليمني بمختلف توجهاته وبمختلف مؤسساته.
وأجدد التعبير عن أسفي للضحايا التي وقعت، وأوجه الحكومة بهذا الخصوص بتشكيل لجنة من الجهات المختصة للتحقيق حول هذا الأمر ومن الذي تسبب ومن الذي اخترق القانون والأسباب التي أدت إلى هذه الضحايا سواء من الأمن أو من المواطنين فكلنا أبناء وطن واحد.
على الجميع الالتزام بالدستور والنظام والقانون، وأن أي قوى سياسية تريد أن تعبر عن وجهة نظرها ينبغي عليها أن تلتزم بالقانون وعلى الأجهزة الأمنية أن تلتزم أيضا بالنظام والقانون.
من حق أي قوى سياسية أن تعبر عن وجهة نظرها، لكن إذا حدث ذلك خارج القانون فسنعتبره عبثاً وإضرار بأمن الوطن، لأنه لا يساعد إلا أعداء الوطن ولا يساعد أبناء اليمن.
واود أن أشير إلى ما تناقله القنوات الفضائية من العراق.. إنه شي مقلق ومخيف، لكننا كيمنيين وعرب ومسلمين لسنا وحدنا الذين نتأثر أو نتألم فالعالم لما يحدث باعتباره شيئاً مقلقاً.
هذا أمر واقع للأسف وعلينا أن نستنكر هذا العمل العسكري ضد العراق ونستنكر الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وضد بلادنا وضد الأقطار العربية والإسلامية، وندين ما يحصل في فلسطين.. هذه محطات متفق عليها من جميع أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحه وبمختلف توجهاته السياسية.
وأدعو كل أبناء الوطن إلى أن يلتزموا بالنظام والدستور والقانون فلا أحد يستطيع أن يقول أنه هو الذي يتألم والآخرين لا يتألمون، فكلنا يريد الأمن والاستقرار والسلام.. نريد السلام للبشرية نريد السلام للعالم كله.. نريد أن نعيش على هذا الكوكب وعلى هذه الأرض بأمن وسلام واستقرار وفي إطار تبادل المصالح والمنافع.
ونشدد على ضرورة ألا تتكرر مثل هذه الأحداث وعبر عن أمله وتطلعه إلى أن يتحمل كل أبناء الوطن وقواه السياسية مسئولياتهم.. فالوطن اليمني تحرك بمسيرات منقطعة النظير لا من أجل العراق فحسب، لكن من أجل فلسطين ومن أجل كل ما يحدث في العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ،