كلمة فخامة رئيس الجمهورية إلى العلماء في خواتم شهر رمضان وقدوم عيد الفطر
بسم الله الرحمن الرحيم
أهنئكم بخواتم الشهر المبارك وقدوم عيد الفطر المبارك.
لقد حرصت أن التقى اليوم بأصحاب الفضيلة العلماء من مختلف محافظات الجمهورية لأهنئكم ومن خلالكم إلى جماهير شعبنا بخواتم شهر رمضان المبارك وقدوم عيد الفطر المبارك.
ولقد استطعنا بحمد الله وتوفيقه وبفضل جهود وتكاتف كل فئات وشرائح المجتمع استطعنا أن نتجاوز الكثير من العقبات والصعاب وعلى مختلف الاتجاهات والأصعدة لأنه كانت هناك صعوبات جمة تواجه الوطن ولكن بفضل تراص الصفوف وتتوحد كلمتنا إزاء كل ما يواجه بلادنا من تحديات.
لقد استطعنا أن نقطع شوطاً لا بأس به وأن نبدد الكثير من مكائد الكائدين ومكر الماكرين والذين لا يريدون لوطننا السعادة والاستقرار. وعلى أصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين وخطباء المساجد واجب كبير في الإرشاد وتقديم النصيحة الصادقة لأبناء الوطن وإذا كنا نتكلم عن الفقر والبطالة وكيف يتم معالجتها هل يتم معالجتها من خلال الخطابة والموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أم بالبحث عن المعالجات وإيجاد فرص العمل؟ وهناك جملة من القضايا والمشكلات التي تعاني منها بعض المجتمعات وانتم تعرفون سببها، والتطرف والغلو ولنأخذ مثلا ما تعرضت له أفغانستان للأسف سببه الغلو والتطرف وجهلهم بالإسلام الصحيح ولو كان هناك علماء يعرفون حقيقة الإسلام لما حصل الذي حصل.
أننا بحمد الله في اليمن لدينا الاعتدال والمسؤولية ولدينا علماء أفاضل يوجهون الأمة للطريق السوي وما يعانيه العالم الإسلامي اليوم هو بسبب التطرف والغلو باسم الإسلام الحنيف والخلافات حول الهوامش والقشور وتقسيم المجتمع الإسلامي إلى مذاهب وأنا اطلب من علمائنا الأفاضل أن يدعو الناس إلى الاعتدال ومعرفة حقائق الدين السمحاء والعالم أصبح اليوم يمثل قرية صغيرة واحدة ونشاهد على شاشات التليفزيون العديد من علماء الأمة مما ينبغي الاستفادة من علمهم وفقههم وخبرتهم ونحن لا نقول لكم كونوا علماء سلطة ولكن لا تبالغوا ولا تكابروا خارج الحق والصحيح من الأمور حتى لا يقولون لكم علماء سلطة بل قولوا الحقيقة في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل أن يهتدي الناس إلى طريق الحق والعدالة وهذا هو واجب العلماء.
ليس صحيحاً ما يشاع بأنه سيتم تقنين الإسلام وأننا سنراقب شريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحرار وخلقنا أحرار، قولوا كل شيء ولكن في الطريق الصحيح في طريق الاعتدال ونحن بلد إسلامي لكننا نرفض التطرف والغلو والدين الإسلامي الحنيف هو دين التسامح والعدالة والمساواة والاعتدال ليس فيه الغلو والتطرف.
وأنا أدعو أصحاب الفضيلة العلماء أن ينصحوا أبناء الوطن في اتجاه الاعتدال ونحو الحق وليس هناك من أحد سوف يقنن الخطابة أو سيتم إرسال خطب جاهزة ومكتوبة ليخطب بها الخطباء في المساجد وإرشاد الناس أمانة في أعناقكم ولتقولوا كلمة الحق وأنتم رافعي رؤوسكم وغير مطأطئين ولكن ينبغي التفكير الجاد كيف نجنب بلادنا الضرر من كيد الكائدين وحسد الحاسدين فهذه أمانة في أعناقكم كعلماء والعلماء هم ورثة الأنبياء.
لقد انتقد البعض زيارتنا للولايات المتحدة الأمريكية ونحن ذهبنا إلى هناك لنجنب بلادنا الخطر ونجنبها كيد الكائدين لان هناك معلومات كانت تنقل بأن اليمن هي أفغانستان الثانية وانه يوجد بها جيش عدن أبين….الخ
وذهبنا إلى هناك مثل هذه المشاكل لقد كان الجميع مجاهدين في أفغانستان بأمر من أمريكا عندما كان يتم محاربة المد الشيوعي وكان المجاهدون من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي ولكن عندما تم الاستغناء عن هؤلاء المجاهدين أصبح هؤلاء إرهابيين ونحن بحمد الله استطعنا أن نجنب بلادنا أي ضرر وأن نتخلص من كل العناصر المتطرفة وإذا هناك فرد أو فردين فانهم لا يمثلون مشكلة.
لدينا الآن حوالي أربعمائة شخص في أفغانستان ونحن بصدد التفاوض مع التحالف الدولي وباكستان من أجل أن يعودوا على كل نحن كل ما نتمناه من علمائنا وخطبائنا الاعتدال والنصيحة الصادقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعالجة قضايا المجتمع بموضوعية وعلى العلماء أن يدعوا الناس إلى الوحدة ولم الصف وتوحيد الكلمة وعدم الشطط بلدنا بلد إسلامي وليس لدينا أية مشاكل أو خلافات مذهبية أو غيرها وإذا صلح العلماء وصلح الأمراء صلح المجتمع وعلى العلماء الأفاضل أن لا يختلفوا على الهوامش سواء نواقض الوضوء أو غيرها فنحن معكم وندعمكم ولا نفرض عليكم رأياً أو موقفاً فأنتم أحرار.
نحن بحمد الله وحدنا المناهج وعندما دمجنا المعاهد العلمية قال البعض أننا نلغي حصص القران والتربية الإسلامية وهذا غير صحيح لان ما تم تحويل المعاهد إلى مدارس وظل المنهج الدراسي وحصص القران.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ، ،