كلمة رئيس الجمهورية أمام قمة الألفية في. نيويورك

بسم اللة الرحمن الرحيم

السيد الرئيس السيدة الرئيسة.. أصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الحكومات ورؤساء الوفود.. السيد الامين العام يطيب لي أن اتقدم لرئيسي الجلسة بخالص التهاني علي تراسهما هذة القمة الالفية التي يلتقي فيها معظم زعماء العالم تحت راية الامم المتحدة.
واشكر السيد كوفي عنان.. الامين العام الذى قدم لنا تقريرا وافيا عن دور الامم المتحدة في القرن الحادي والعشرين والدخول الى الالفية الثالثة بكل ما تحملة من امال عريضة وتحديات جديدة.
السيدات والسادة.. ان انعقاد هذة القمة وبهذا الشكل الرائع ماكان له ان يتحقق لولا المتغيرات والتحولات الهائلة التي حدثت على مستوى العلاقات الدولية في السنوات الاخيرة من القرن العشرين وبعد نهاية الحرب الباردة.. حيث عانت البشرية من الصراعات الدموية والحروب التي انعكست على حرية الانسان وكرامته. واستنزاف موارده الاقتصادية وكرست الفقر لدى الملاين من البشر وجاء الفرح عندما انتصرت الديمقراطية والحرية. وتهاوي الانظمة الشمولية والاستبدادية. بداء عصر جديد هو عصر العولمة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان. عصر الاقتصاد الحر المزدهر والشراكة في اطار العولمة من اجل التعاون والاستقرار والسلام.. السيدات والسادة.. ان اليمن من اوائل الدول التى انظمت للامم المتحدة منذو انشائها في عام 1945م وواكبت بلادنا في تاريخها الحديث كافة التطورات على
المستوي الدولي، حيث كان العقد الاخير من القرن العشرين بالنسبة لليمن حاسما في الدخول الى رحاب عهد جديد عهد الوحدة والديمقراطية وحرية الصحافة ومشاركة
المراة في الحياة السياسية واحترام حقوق الانسان، واطل اليمن على القرن الواحد والعشرين في سلام مع نفسة ومع جيرانة. وشكل السلام الاجتماعي على مستوى الوطن والسلام الاقليمي على مستوى المنطقة اطارا رئيسيا للسياسة اليمنية المسؤولة التي ارتكزت على حل مشاكلها الحدودية مع جيرانها بالحوار والتفاهم والجوء الى التحكيم الدولي وهو ماتم بالفعل مع سلطنة عمان ومع دولة ارتيريا.. واخيرا مع المملكة العربية السعودية.. واننا نتطلع الى عهد جديد من التعاون في منطقتنا وفي العالم عهد يتسم بالأنفراج والانفتاح ويسمح بحرية انتقال الافراد والبضائع ورؤوس الاموال.. وتضافر الجهود الدولية من اجل مكافحة الارهاب بكل اشكالة وايا كان مصدرة.. فالارهاب ظاهرة عالمية ولكن ينبغي التميز بينها وبين النضام المشروع للشعوب من اجل الحرية والاستقلال.
وهناك شعوب لاتتمتع بحريتها واستقلالها. مثل الشعب الفلسطيني الذي لازال يرزح تحت وطاة الاحتلال الاسرائيلي برغم تأييد العالم كلة لقضيتة العادلة. ونحن نؤكد هنا بان السلام العادل والشامل في منطقتنا هو سلام للجميع ولا يمكن تحقيقة الا بالانسجاب الاسرائيلي الكامل من الارض العربية المحتلة عام 1967م في الجولان وفلسطين والاقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمة ذلك حقة في اقامة دولتة المستقلة على ترابة الوطني وعاصمتها القدس الشريف طبقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار رقم 242 والقرار رقم 338.
ونوكد على ضرورة ان تصبح منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الاسلحة النووية. ومع احترامنا لقرارات الشرعية الدولية فاننا ندعو الى ضرورة وضع حد لذلك الوضع الماساوي الذى يعيشة الشعب العراقي وسرعة رفع الحصار المفروض علية منذ اكثر من عشر سنوات والذي لم يعود له ما يبرره.. السيدات والسادة.. انها لمناسبة تاريخية نناشد فيها جميع الدول الكبرى والغنية للاضطلاع بدور ايجابي للدفع بعملية التنمية في الدول الفقيرة والنامية واعفائها من الديون وتاهيلها للعولمة بما يخفف من اعبائها ويعزز فرص الاستقرار والسلام في العالم ان السلام والتنمية عمليتان متلازمتان وشرطان ضروريا لعملية التقدم الانساني والحضاري المعاصر وعلى الامم المتحدة ان تقوم بدور فاعل في هذا الجانب وفي ترشيد العولمة بحيث لاتقتصر منافعها على الدول الغنية وتحرم الول الفقيرة. أو يكون السلام والامن للبعض دون الاخر. وينبغي ان يتعزز دور هذة المؤسسة الدولية الكبرى التي يستظل تحت رايتها الجميع واصلاح هيئاتها بما في ذلك مجلس الامن وجعلها اكثر ديمقراطية وشفافية واستقلالية وتوازنا لخدمة البشرية. السيدات والسادة.. ان مؤتمر قمة الالفية ينعقد في هذة الحظة التاريخية الهامة التي يدخل فيها العالم مرحلة جديدة من تبادل المصالح والشراكة وخدمة السلام العالمي والامال كبيرة فيما ستخرج بة هذه القمة من قرارات لخدمة الامن والاستقرار والسلام والتقدم في العالم.. مرة أخرى أشكركم على هذه الفرصة التاريخية المتاحة لنا جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته