مقابلة للأخ رئيس الجمهورية مع قناة الجزيرة حول عاهل المغرب الراحل

وصف الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أخاه المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله بأنه كان زعيماً مبرزاً ومحنكاً وقديراً وشخصية غير عادية لم يفقده المغرب بل فقدته الأمة العربية والإسلامية والإنسانية كزعيم لدية خبرة كبيرة جداً استفدنا منها واستفاد منها كل من يريد أن يستفيد، وهو كان رحمه الله مدرسة.. جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه قناة (الجزيرة ) من قطر .

وقال الأخ الرئيس بأن جلالته قد رتب البيت جيداً البيت على صعيد المغرب أو المغرب العربي، لن يحدث بعد غيابه أي فراغ فالملك الجديد كان إلى جوار والده وقد اكتسب خبرة سياسية جيدة وهناك قيادات مغربية قريبة من الملك الجديد مثلما كانت قريبة من الملك الراحل وبالتأكيد فإن السياسة لن تتأثر ولن تكون هناك أي مشكلة مزعجة .

وحول مشاعره عن لقائه بأخيه جلالة الملك باعتباره أخر رئيس دولة قابله قال الأخ الرئيس لقد قابلته يوم الأربعاء وأمضيت معه حوالي خمس ساعات حيث جرى مقابلة مطوله معه وأقام حفل عشاء حضره ولي العهد والأمير رشيد ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الاستشاري ووزير الخارجية وعدد كبير من المسئولين وجرى خلال تلك المقابلة مناقشة العلاقات الثنائية وجولتي إلى كل من طرابلس والجزائر وكذا الدعوة لعقد قمة عربية وانتظام عقد القمة العربية بآلية جديدة، حيث كان تفكيرنا واحدا وبخاصة إزاء ضرورة انعقاد القمة بآلية جديدة غير الآلية السابقة وقد حبذ الفكرة التي طرحتها عيه ورحب بها ..

والآلية ترتكز على الابتعاد عن الجانب البروتوكولي التقليدي والسائد في انعقاد القمم العربية في الأعوام الماضية وبحيث يحضر جيدا لجدول أعمال القمة ويأتي الرؤساء والملوك والأمراء سواء في المغرب أو مقر الجامعة العربية أو في أي مكان وتأتي الوفود العربية برؤسائها ملوكا أو رؤساء أو أمراء وبأي عدد تريد وعلى نفقتها الخاصة وبعيد عن الكلفة والبروتوكول ..

ويأتي الناس ليتفقوا على جدول الأعمال وما هو متفق عليه يدرج في جدول الأعمال ويتم بحثه وما هو صعب يؤجل، والمهم أن يتم انتظام القمة بآلية جديدة وإلا نظل منشغلين بالجانب البروتوكولي وأن لا ينشغل رئيس أو ملك أو أمير الدولة المضيفة بأجراء المصالحات بين هذا الزعيم وذاك والتحرك من هذه القاعة إلى تلك أو من هذا الفندق إلى الآخر ليصالح بين القيادات العربية حتى يدخلوا قاعات الاجتماعات.. هذه أفكار طرحتها معه وكان رحمه الله مرحباً بها وقال لي أن هذه فكرة جديدة وآلية جديدة .

وقلت له رحمه الله إننا ينبغي أن لا نكون كعرب أقل شأنا من منظمة الوحدة الأفريقية التي تنعقد اجتماعاتها بشكل دوري وآلية ممتازة ونحن من عام 1982م تقريباً ونحن في قمم طارئة واستثنائية وكل القضايا مرحلة ولو انتظمت القمة لكانت الكثير من الهفوات أو كثير من التصدعات أو المشاكل قد حلت، ولكن في ظل تباعد المسافات بين عقد القمة العربية وعدم انتظامها تتوسع الخلافات وتتوسع الهوة بين الزعماء العرب رغم أنها بسيطة .

وحلو سؤال عن تأثر عملية السلام بعد غياب الملك الحسن الثاني قال الأخ الرئيس أن عملية السلام سوف تستمر ولها فرسانها في الميدان .