مؤتمر صحفي مشترك للاخ الرئيس وامير دولة قطر
اكد الاخوان علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني امير دولة قطر اليوم في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد اليوم بصنعاء على تطابق وجهات النظر اليمنية القطرية فيما يتعلق بعملية السلام العادل والشامل فى المنطقة. وكذا تطابق وجهات النظر بين البلدين في محتلف القضايا التي تهم الامة العربية والاسلامية. وقد عبر الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عن سعادته لزيارة امير دولة قطر لبلده الثاني اليمن.. مشيرا إلى انها قد اتاحت الفرصة للتباحث مع اخيه سمو الشيخ خليفه بن حمد والوفد المرافق له حول جملة من القضايا الثنائية والاقليمية والعربية والدولية وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزه وتطويره. واوضح الاخ الرئيس بأن الزيارة قد مكنت سمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني والوفد المرافق له من الاطلاع على انجازات الثورة اليمنية وخاصة ماتحقق من مكاسب بعد الثاني والعشرين من مايو عام 1990م فى مختلف المجالات التنموية وكذا في المجال الديمقراطي ايضا.. مشيرا إلى ماشهدته محافظة عدن من انجازات تنموية وفي المقدمة المنطقة الحرة وميناء الحاويات والمنطقة الصناعية التي حظيت بزيارة سمو الشيخ حمد والوفد المرافق له.
وقال الاخ الرئيس إن ما تحقق في عدن الباسلة وخاصة بعد القضاء على مؤامرة الانفصال عام 94 م هي انجازات عظيمة بكل المقاييس يعتز بها كل وحدوي عربي أو إسلامي.. مؤكدا بأن ما شهدته المحافظات الجنوبية والشرقية من نهضة تنموية سواء في عدن أو حضرموت وفي عموم المحافظات الست التي أخذت نصيبا وافرا فى مجالات التنمية وذلك من خلال الموازنات العامة التي رصدت لها خلال السنوات الخمس الماضية في اطار الخطة التنموية الشاملة. واشار الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى أنه تم بحث جملة من القضايا الثنائية والعربية ومنها قضية الصراع العربي الاسرائيلي وعملية السلام.. منوها إلى إن وجهات النظر حول عملية السلام كانت متطابقة بين الجانبين. واستطرد الاخ رئيس الجمهورية قائلا نحن مع السلام العادل والشامل دون انتقاص.. مناشدا المؤسسات الدولية ممثلة بالامم المتحدة أن تنظر إلى جميع القضايا والاطراف بمنظر العدل والمساواه وأن تكيل بمعيار واحد وأن لاتكون هناك جملة من المعايير فى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والمياه والامن وغيرها من الحقوق المنصوص عليها. وأعرب الاخ الرئيس عن الاسف من الانتقائية فى تطبيق قرارات الشرعية الدولية.. حيث تنفذ في مكان وتجمد في مكان اخر.. منوها إلى تنفيذها في كل من كوسوفا بيوغسلافيا السابقة والعراق والسودان وليبيا. وقال اتمنى أن يأتي اليوم الذي نتطلع اليه في الوطن العربي بأن نرى قرارات الشرعية الدولية تفعل وتكون منصفة وعادلة وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي.
من جانبه عبر سمو الامير حمد بن خليفه آل ثاني امير دولة قطر في مستهل كلمته بالمؤتمر الصحفي عن شكره وتقديره لفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على مواقفه القومية المبدئية وفي مقدمتها قضية الامة العربية المركزية القضية الفلسطينية.
كما اعرب سمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني عن سعادته لزيارة بلده الثاني اليمن.. وقال مخاطبا الحاضرين.. أنا سعيد بوجودي معكم وسعيد اكثر بأن أرى في اليمن أول وحدة عربية تتم عبر مؤسسات ديمقراطية.. مشيدا بعزيمة ابناء اليمن قيادة وشعبا وحرصهم على ترسيخ قواعد الوحدة اليمنية والمحافظة عليها رغم التكالب والمؤامرات التي تعرض لها الشعب اليمنى. واكد سمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني أن العلاقات القطرية اليمنية علاقات وثيقة ومتميزة.. منوها إلى أن قيادتي البلدين تسعيان فى سبيل تطوير اساليب العمل المشترك سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.. معربا عن امله بأن تنجز اللجان المشكلة بهذا الشأن المهام الموكلة اليها وتتوصل إلى النتيجة التي تحقق رغبة الشعبين في البلدين الشقيقين.
وجدد الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في رده على اسئلة الصحفيين موقف اليمن الثابت من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إعلان دولته المستقلة وفقاً لما تقتضيه مصلحة الشعب الفلسطيني أولاً واخيرا.
وقال: نحن مع ارادة الشعب الفلسطيني ومع الخيار الذي يختاره ولن نكون ملكيين أكثر من الملك، ولكن نحن نؤازر وندعم ارادة الشعب الفلسطيني واذا كانت لي وجهة نظر شخصية فانا شخصيأ كمواطن عربي وليس كرئيس مع خيار المقاومة حتي يأتي السلام، وحينها ستأتي اسرائيل لتطلب منا السلام وعلى ذات الطريقة التي مر عليها الحال في جنوب لبنان وما برهنت عليه المقاومة اللبنانية بانه ما أخذ بالقوة لا يعاد إلا بالقوة، مشيرأ إلى أن مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية في كامب ديفيد 2000 بين عرفات وباراك لم تأت بجديد. وفيما يتعلق بنقل السفارة الامريكية إلى القدس الغربية قال الاخ الرئيس: نحن لسنا ضد نقل السفارة الامريكية إلى القدس الغربية عند عودة القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وعندما يتحقق ذلك فلا بأس اذا ارادوا نقلها إلى القدس الغربية شريطة أن تكون القدس الشرقية للفلسطينيين طبقأ لقرارات الشرعية الدولية، وإلا فنحن نعترض هذا القرار اذا استمر الاحتلال للقدس الشرقية والغربية، وندينه بشده لانه عمل استفزازي لمشاعر العرب والمسلمين. من جهته اكد سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر على ضرورة بحث موضوع القدس من خلال الجامعة العربية، بحيث يكون هناك رأي موحد تشارك فيه الدول الاسلامية مع العرب باعتبارها قضية عربية اسلامية. وفي رده على سؤال حول التطبيع مع اسرائيل قال سمو الامير: بالنسبة لقطر لا توجد علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولكن هناك مكتب تجاري فقط، مشيراً إلى وجود دول عربية قامت بالتطبيع مع اسرائيل دون الخوض بمسألة القدس. وفيما يتعلق بآلية انعقاد القمة العربية قال الاخ رئيس الجمهورية نحن مع عقد القمة وانتظام اعمالها مجددأ الدعوة إلى سرعة انعقاد القمة العربية التي سبق وأن نادت بها اليمن وقطر وكثير من الاقطار العربية، معربأ عن امله أن تنتظم القمة العربية كما هو عليه الحال في انتظام مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذين يعقدون مؤتمراتهم السنوية بانتظام، مشيدأ ايضا بانتظام انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي كآلية لمنظمة عربية ناجحة، وبشأن المنظومة العربية في التجمعات الاقتصادية المشتركة والامن الاقليمي.
وقال: اتمنى أن تكون هناك تجمعات اقتصادية وامنية كما هو الحال في الاتحاد الاوروبي ولكن ينبغي أولأ تفعيل دور الجامعة العربية الذي سيؤدي بالتالي إلى تفعيل دور مثل هذه التجمعات العربية المشتركة. وحول ذلك اكد سمو الشيخ حمد على أن خيار المشاركة الشعبية في صنع القرار هي الطريق الامثل لتفعيل دور مثل هذه التجمعات الاقتصادية الهامة، وقال سموه: نحن في العالم العربي دائمأ نأخذ المثل بالنسبة إلى السوق الاوروبية المشتركة، وهذه جملة رددناها كثيرأ ونحن نعرف أن الجامعة العربية انشئت قبل السوق الاوروبية المشتركة لكن نريد أن نوضح أن الذي أوصل اوروبا إلى هذا المستوى من التعاون هي المشاركة الشعبية في صنع القرار، مشيرأ إلى أن اليمن تخطو في ذات الاتجاه الديمقراطي الصحيح، وقال: وأنا بهذه المناسبة احييكم في اليمن لانكم تمارسون الحياه الديمقراطية لان هذا هو الطريق الصحيح اذا اردنا أن نقفز قفزة نوعية لنصل إلى ما وصلت اليه اوروبا.
وعن العلاقات اليمنية القطرية اكد سمو الامير حرص الجانبين على تعزيز مجالات التعاون الثنائية بين البلدين، مشيرأ إلى أن الدور الأهم هو الذي ستسهم به اللجان المشتركة في تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في مختلف المجالات، وقال نحن سنحاول ايضا من خلال هذه الزيارة حث رجال القطاع الخاص القطريين للاستثمار في المنطقة الحرة بعدن، منوها إلى أن هناك الكثير من رجال الاعمال القطريين من اصول يمنية بدأوا بالاستثمار في المنطقة الحرة. واكد سموه أن قطر تخطو خطوات كبيره على طريق وضع لبنات النهج الديمقراطي منذ أن بدأت بتشكيل لجنة لاعداد الدستور التي ستنتهي من عملها خلال عامين، مشيدا في هذا السياق بالتجربة الديمقراطية في اليمن. وحول امكانية قيامه بوساطة بين السودان وارتيريا قال سمو الامير: اعتقد انه لاتوجد مشاكل كبيرة بين السودان وارتيريا لان معظم المواضيع قد حلت عبر الزيارات المتبادلة في الفترة الاخيرة.. لكن نحن حريصون على أن تكون الاقاليم التي حولنا متمتعة بأمن واستقرار لما فيها مصلحة شعوب المنطقة. وفيما يتعلق بوجهات النظر القطرية ازاء السياسة الامريكية تجاه العراق وايران قال: نحن ضد أن يكون العراق محاصر ونتمنى للشعب العراقي أن ينتهي من أزمته.. أما ايران فأعتقد أن امورها بدأت بالتغيير في الفترة الاخيرة وأعتقد أن الحياة البرلمانية التي تمارس فيها ربما تكون إحدى العوامل المساعدة في أن تخرج ايران من عزلتها.
وفي رده على سؤال حول امكانية قيام وحدة بين دولتي قطر والبحرين أشار سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى أهمية الدور الذي تلعبه الشعوب في تقريب وجهات النظر بين الحكام وصولا إلى اعلان الوحدة مستشهدا في هذا الصدد بالدور الذي لعبه ابناء اليمن في تحقيق الوحدة اليمنية.. مؤكدا أنه لايمكن لرئيس دولتين أو أكثر أن يعلن عن قيام وحدة بعيدا عن المشاركة الشعبية.