رئيس الجمهورية: انتخاب المحافظين سيعزز اللامركزية بصورة اكبر
أكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أن القضايا ” أصبحت تنتقل من المركزية إلى اللامركزية وستتحقق بصورة اكبر عندما تجرى بعض التعديلات الدستورية لانتخاب المحافظين ومدراء الوحدات الإدارية بحيث تبقى مهمة الحكومة هي التخطيط والبرمجة والأشراف والمتابعة ، ولكي لا يتحول الوزراء إلى مدراء تنفيذيين ومدراء عموم، وتبقى مهمته التخطيط والإشراف والمتابعة، ويترك للمدراء التنفيذيين في المحافظات العمل وتحمل المسؤولية “.
وقال فخامته لدى استقباله اليوم المشاركين في أعمال المؤتمر الثاني لرابطة دول مجالس الشيوخ والشورى والمجالس الماثلة في إفريقيا والعالم العربي – ” المحافظ، والسلطة المحلية هم الذين يضعون موازنات المحافظة ويعرفون هموم المواطنين لقربهم من هذه الهموم وبدورهم يرفعون بتلك الهموم للحكومة المركزية التي تعتمدها فهناك بعض الموارد بدلا من أن تأتى من قبل الحكومة المركزية تقوم بجبايتها المجالس وهذا يحقق نجاحات ايجابية لان المواطن هو المنتفع وهم من يحتاجون إلى بناء مدرسة أو مسجد او أنشاء مشروع مياة او مركز صحي لمعالجة المرضى، مما جعل أعضاء السلطة المحلية حريصين على تحصيل الإيرادات ، التي كانت مهملة ولم يكن باستطاعة الحكومة المركزية جبايتها”.
وأوضح فخامة رئيس الجمهورية ” لقد اصبح هناك اليوم تنافس شديد في المحافظات على جباية العائدات التي خول لهم القانون جبايتها من اجل تنفيذ المشاريع وهناك موارد مركزية من اختصاص وحق الدولة المركزي مثل إيرادات النفط والمعادن والجمارك والضرائب والموانئ وهذه موارد سيادية تتبع الدولة المركزية لكن هناك موارد مثل بعض الضرائب وغيرها الكثير تتبع السلطة المحلية فأصبحت السلطة المحلية تتمتع بصلاحيات واسعة وتحقق نتائج باهرة.
واشار الرئيس الى ان السلطة المحلية في اليمن تتكون من حوالي 7الآف عضو قيادي من صناع الرأي أصبحوا مشاركين في عملية التنمية في الخدمات على سبيل المثال وفي كل شيء هم أصحاب القرار.
ولفت فخامة إلى ” ان الحزب الواحد يفرض رؤيته دون إتاحة الفرصة للآخرين لإبداء أرائهم ونحن والحمد لله أخذنا بالتعددية السياسية والحزبية منذ 17 عاما ولا تراجع عنها “.
واكد ان ” حرية الرأي والصحافة موجودة ونحن أجرينا ثلاث دورات انتخابية برلمانية ودورتين للانتخابات الرئاسية والمحلية وكانت شفافة ورائعة وشهد لها العالم بالنزاهة، ومع ذلك نحن ماضون الآن في العمل على بعض التعديلات الدستورية لإيجاد نظام الغرفتين من مجلسي النواب والشورى وايضا نعمل على تعديل دستوري يقضي بانتخاب المحافظين ومدراء الوحدات الادارية بهدف الحد من المركزية الحادة وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية بحيث يصبح المواطن شريكا اساسياً في صنع القرار من خلال وجوده في السلطة المحلية”.
وجدد فخامته التأكيد على أن ” الديمقراطية في اليمن لا يجوز القول انها مفروضة علينا من الخارج ونحن نرفض ان تفرض علينا الديمقراطية من الخارج ولكننا تبنيناها عن قناعة، تبنينا الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية وليس لدينا مخاوف منها كما كان الحال في الماضي ، الخوف من الصحافة مثلا حيث كان ينزعج الناس من المقالات والصحافة، اما الان فقد تعود الناس على النقد في المقالات هناك جوانب ايجابية في صحف المعارضة وسلبية في بعضها وهي عبارة عن مكايدة لكننا ناخذ الجانب المهم، وهو الايجابي وهذا ينفس بدلا ان يكون هناك شي مكتوم واحتقان بسبب غياب حرية التعبير”.
وقال فخامة رئيس الجمهورية ” اليوم الوضع ممتاز والتنمية تسير بشكل جيد ولدينا هموم مثل مكافحة الفقر وكذا نتصدى مع الاسرة الدولية لمكافحة ظاهرة الارهاب الذي يعتبر آفة “.. واوضح فخامة الرئيس بهذا الخصوص انه بحث هذا الموضوع خلال زياراته الخارجية وبالذات مع الولايات المتحدة الامريكية في الزيارة الاخيرة.
وأضاف ” تحدثت معهم ان تتبنى الولايات المتحدة الامريكية والدول دائمة العضوية والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافرو امريكي ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة العمل الاسلامي ان تتبنى المبادرة العربية التي اقرها القادة العرب في مؤتمر بيروت واكدوا التمسك بها في قمة الرياض وهي التي ستعمل على احلال السلام واطفاء الكثير من الحرائق المشتعلة في المنطقة نتيجة غياب العدالة الدولية”.
وتساءل الرئيس لماذا التطرف كيف ينمو؟؟.. وقال ” انهم يستقطبون الشباب ويغرروا بهم بالقول انظروا الى غياب العدالة الدولية وكيف تنفذ القرارات الدولية بمعايير مزدوجة ولا احد يعيركم اهتماما كعرب، او كعالم ثالث”..
وتابع فخامته ” لكن لو نفذت قرارات الشرعية الدولية بشكل جيد وقبلت اسرائيل باقامة الدولة الفلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية فان كثير من الشباب المغرر بهم سيهدأون.. هذا ما نتبناه امام الاسرة الدولية وطرحناه مع الولايات المتحدة الامريكية ومع الاتحاد الاوروبي. “.
وأردف فخامته قائلا ” ينبغي على الاسرة الدولية ان تتحرك في هذا الاطار وان يقبلوا بقيام الدولة الفلسطينية في اطار المبادرة العربية وهي الحد الادنى اراضي 67م، واسرائيل تدعي ان أمنها مهدد وانها غير آمنة.. فستأمن اذا قبلت بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
واضاف ” هذا ما احببت ان اطلع الاخوة والاصدقاء المؤتمرين واكرر الترحيب بكم في العاصمة صنعاء واتمنى لهذا اللقاء التوفيق والنجاح والمزيد من التشاور والتفاهم لما يخدم الامن والسلم الدوليين وفي المنطقة بشكل خاص ونكون شركاء في المجال الديمقراطي وكذلك في مجالات اخرى ثقافية وسياسية واجتماعية”.
وتابع ” علينا ان نكون شركاء فالعالم اصبح اليوم قرية واحدة من خلال القنوات الفضائية ولم نعد نجهل مايجري في امريكا مثلا ولا في امريكا اللاتينية ولا آسيا حيث اصبح العالم قرية بفضل وسائل الاتصال الحديثة”.
وتحدث في اللقاء رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في افريقيا والعالم العربي عبدالعزيز عبدالغني، حيث عبر عن شكره للرئيس لاتاحة هذه الفرصة للقاء المشاركين في اعمال المؤتمر الثاني للرابطة.
وقال ” لقد انتهينا بالامس من اعمال المجلس ووصلنا الى قرارات ستنطلق باعمال الرابطة منها جمع رجال المال والاعمال في دول الرابطة لكي يتعاونوا من اجل التبادل التجاري وفرص الاستثمار، بالاضافة الى تشكيل لجنة دائمة للسلام في العالم العربي وافريقيا الى جانب القرارات التي تم اتخاذها لتعزيز التعاون والتنسيق على المستوى السياسي والتبادل الثقافي والشبابي وتبادل الزيارات بين دول الرابطة”.. مشيراً الى ان كل هذه الامور ستعزز من دور الرابطة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تربط بين افريقيا والعالم العربي.
وقال ” نشكركم يا فخامة الرئيس مرة اخرى على رعايتكم وتشجيعكم للرابطة منذ بدايتها باستضافة مقر امانتها العامة اضافة الى الدعم الذي تناله منكم شخصياً”.
كما تحدثت السيدة أدنا فيروفيه رئيس مجلس الشيوخ بزيمبابوي، حيث عبرت عن شكرها باسم كافة المشاركين في المؤتمر لليمن على حسن الضيافة.
وقالت ” نشكركم لمشاطرتكم لنا عمل الحكومة والمسيرة التي اتبعتموها في العمل الديمقراطي ولاشك انكم أطلعتمونا على مسيرتكم في المشاورة مع الدول الاخرى سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة وهذا يؤكد على ان الحكم الرشيد هو الذي يقوم على التشاور الصحيح.. وسنتعلم من هذه الدورس عندما نعود الى دولنا وسنزيد من التشاور داخل مجالسنا “.
واضافت ” وأود أن أضيف أمراً آخر وهو ما تكلمتم به عن تحرير دولتكم من الاستعمار وهذا يجعلنا نحن الدول الذين خضعنا للاستعمار نشعر بأن لدينا خلفية مشتركة والنصيحة التي قدمتموها حول تعزيز الديمقراطية والعمل التشاوري ينطبق على دولنا التي عانت من الاستعمار”.
من جانبه اعرب النائب الأول لرئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالرزاق أبوحارة عن شكره للرئيس وحكومة اليمن باسم المشاركين في المؤتمر..
وقال” بهذه المناسبة نهنئ اليمن رئيساً وحكومة وشعباً على الانجازات الجبارة التي حققتها في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.
واضاف” وأود أن أعبر عن ارادتنا المشتركة للعمل من اجل نجاح هذه الرابطة لتكون فعلاً جسر للتواصل بين العالم العربي وافريقيا وباعتقادنا انها محور استراتيجي هام مستمد من ارادة شعوبنا ونحن مستعدون للعمل من أجل توطيد هذه الرابطة ونشكر اليمن على الدور الذي تقوم به من اجل تقوية هذه الرابطة”.
كما ألقى الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نورالدين بوشكوج كلمة قال فيها ” اننا نتابع مسيرة اليمن على الصعيد الداخلي وفي الجوانب التنموية والديمقراطية وتابعنا الانتخابات الرئاسية وماسادها من شفافية وحرية واعداد جيد واعترف الجميع لها بذلك.. كما اننا نقدر جهودكم من أجل الوحدة والاستقرار، فلقد حققتم الوحدة وناضلتم من اجل استقرار بلادكم.. كما ان دوركم مشهود في الدفاع عن القضايا القومية سواء في فلسطين او العراق.. ونثمن جهودكم التي تقومون بها من اجل نصرة قضايا الامة وآخرها ما قمتم به أثناء زيارتكم للولايات المتحدة الامريكية
ولقاءكم مع الرئيس بوش كان مشرفاً ودافعتم بصراحتكم المعهودة عن الحق العربي.. كما انكم تعملون من اجل العمل العربي المشترك ووحدة الأمة واصلاح احوال الامة وكان لكم دور كبير خلال القمة العربية التي انعقدت في الرياض.. كما ان جهودكم ملموسة في تعزيز الجوانب الدستورية من خلال توجهاتكم نحو الثنائية التشريعية ونرحب بالدور الذي يقوم به مجلس الشورى اليمني على الصعيد الداخلي والخارجي.. متمنين لكم النجاح والتوفيق”.
المصدر: سبأنت