رئيس الجمهورية يدعو الدول العربية للمشاركة بمهرجان الحسينية

دعا فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية دول الخليج العربية إلى المشاركة في فعاليات مهرجان الحسينية ابتدء من العام القادم،على أن يلي ذلك دعوة بقية الدول العربية للمشاركة في فعاليات المهرجان.
وقال فخامته في كلمته التي ألقاها اليوم في ختام فعاليات مهرجان الحسينية الرابع للفروسية والهجن والموروث الشعبي ان:” مهرجان الحسينية أصبح تقليدا سنويا، وسيستمر كذلك إن شاء الله في السنوات القادمة “.
وأشاد فخامة الرئيس بمستوى التطور الذي وصلت إليه منافسات وفعاليات المهرجان.. وقال:” هناك عدة فعاليات ومسابقات هامة نلمس تطورها سنة بعد آخرها، وشاهدنا أداءها بشكل رائع في منافسات العام الأول، وتطورت إلى أن وصلت إلى مستوى أفضل خلال هذا العام،وفي كل عام سيكون المستوى أفضل من العام الذي قبله”.
وحيا رئيس الجمهورية الشباب والشابات المشاركين في فعاليات المهرجان.. مثمنا في ذات الوقت جهود وزارة الشباب والرياضة ومحافظة الحديدة وكل من ساهم واعد لهذا المهرجان الرائع والممتاز.
وأضاف رئيس الجمهورية ” أن شعبنا يعلق آمالا كبيرة على أبنائه الشباب، الطاهر النظيف الخالي من عقد التشطير ومخلفات الإمامة والاستعمار، الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة والحب والود والصفاء لهذه الأمة”.
وأكد بالقول انه:” لا مكان للحقد في عقول الشباب ولا مكان للمناطقية أو للقروية، بل للعلم وحده والذي يحل محل موروثات التخلف والفقر والجهل والمناطقية.
وقال:” الشباب هم أمل الأمة وحارسها الأمين، فالشباب يمثلون عماد الحاضر والمستقبل وعلى عاتقهم تقع مسؤوليات جسام لتحقيق تطلعات المجتمع في ميادين التنمية الشاملة “.
وحث فخامة رئيس الجمهورية الشباب والشابات على التسلح بالعلم والمعرفة.
ونوه إلى ان:” هناك توجيهات لدى الحكومة بالتوسع في إنشاء المعاهد الفنية والتقنية والمهنية باعتبارها البوابة الحقيقية لعملية التنمية وكذلك كليات المجتمع كونها تمثل المدخل الحقيقي للتنمية”.
وأكد أنه بالعلم وحده تبنى الشعوب تنمويا وثقافيا واقتصاديا وجسميا، فالشعوب المتعلمة لا تلتفت الى الخرافات والخزعبلات.
ولفت فخامته إلى أن شعبنا عانى الأمرين قبل قيام الثورة تحت قبضة من تسلطوا عليه ردحا من الزمن نتيجة التخلف وعدم وجود العلم.
وقال:” لو كان هناك علم وثقافة وتعليم، لما عانينا من مورثات التخلف والجهل، والتي تعد من ابرز مخلفات الحكم الإمامي الرجعي والاستعماري البغيض “.
واستطرد قائلا:” مازلنا ندفع ثمن هذا التخلف على الرغم من أننا قطعنا شوطا رائعا منذ قيام الثورة اليمنية المباركة في مجال التعليم وعلى وجه الخصوص في الأعوام الماضية من خلال تعاظم الإنجازات التي تحققت على صعيد التعليم جامعيا وتعليما أساسيا وثانويا ومهنيا وتقنيا وأصبحت اليمن اليوم في عهد مشرق بنور العلم والمعرفة وتنتشر على أرجاءها المختلفة منجزات التعليم.
ودعا الرئيس أولياء أمور الشباب الى الدفع بأبنائهم وبناتهم إلى التعليم.. موجها الحكومة بالاهتمام بالتعليم والمعلمين، بما من شانه تحسين مكونات التعليم.. مشددا في ذات الوقت على ضرورة الاهتمام بالمعلمين باعتبارهم حملة مشاعل العلم والمعرفة وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تنشئة أجيال المستقبل.
ووجه فخامة الرئيس الحكومة باعتبار اللغة الانجليزية مادة رئيسية في الجامعة وفي التعليم الأساسي.. وقال:” نحن سنتعامل مع العالم الخارجي والعالم المتحضر فيجب ان تكون مادة اللغة الانجليزية من المواد الرئيسية في التعليم وتعدل المناهج على ضوء ذلك”.
ودعا فخامته جميع أبناء الوطن إلى إشاعة المودة والمحبة فيما بينهم والتخلي عن عقد الماضي وتجنب الحقد والكراهية.. وقال:” لاتبنى الشعوب بالحقد والكراهية وإثارة الفوضى والبلابل وإنما تبنى بالمودة والمحبة والصفاء والصراحة “.
وأضاف:”ما أجمل الديمقراطية في بلادنا وما أروعها ولذلك يجب ان نحافظ عليها وأن لا نجعل منها معولاً للهدم ولكن للبناء لا معولاً للتحريض، والتخريب فنحن نرفض مطلقا كل معاول الهدم والتخريب من اجل الوصول الى السلطة”.
وأردف قائلا:” أوصلوا الى السلطة بطرق مشروعة وبطرق دستورية وبطرق قانونية دون ان تحملوا معول الحقد والكراهية لهذا الوطن، فالوطن جاء بكم لأن تكونوا خداماً له وان تبنوه طوبة طوبة ولاتحملوا معول الهدم والكراهية”.
واستنكر فخامته ظهور بعض الأصوات النشاز، وقال:”هناك أصوات لاتخدم الوحدة الوطنية ولاتخدم الصفاء الاجتماعي، أصوات غير مسؤولة حاقدة ومريضة عاجزة حتى عن إدارة نفسها وغير قادرة على حل مشاكلها فكيف تحل مشكلة شعب فإذا كان مثل هؤلاء غير قادرين على مشاكلهم الأسرية فكيف يمكن الركون عليهم في حل مشاكل الأمة”.
وتساءل فخامة الرئيس هل يمكن إعادة عجلة التاريخ الى عام 1985 مثلا، اي هل يمكن إعادة الأسعار إلى ما كانت عليه او سعر صرف الدولار الى ماكان عليه في ذلك العام وغيرها كأسعار القمح والمواد الأخرى الى ماكان قبل 85م او عام 90م او 2001م او 2002م، بالتأكيد لا يمكن ذلك ومن يزايدون بإمكانية ذلك انما هي شعارات كاذبة لتضليل عامة الناس، وإيهامهم بأنهم البديل.
وقال” البديل سيكون أسوأ مما هو موجود، فإذا كان الكيس الدقيق اليوم بسبعة آلاف ريال فإذا جاءوا هم بديلا ووصلوا إلى السلطة سيوصلوا السعر إلى عشرين الف ريال، لأنهم ليس لديهم معرفة وخبرة بإدارة الدولة ولا يعرفوا إدارة سياسة”.. مشيرا الى ان كثير منهم ما زال متأثرا بمخلفات الاستعمار والإمامة والمدارس المغلقة من مدارس طالبان من مدارس طالبان.
ونبه فخامته من خطورة الإرهاب وآثاره المدمرة على الاقتصاد الوطني..وتساءل قائلا هل تريدوا ان نكون كطالبان ام تريدوا ان نصبح صومالا او عرافا.
وأضاف” قولوا لهم لا لا والف والف والف لا، لا للعودة الى الماضي التشطيري، لا للعودة الى المناطقية لا للعودة الى القروية”.
وتابع قائلا:” البلد موحد والبلد في امن وامان ولن يحدث له شيئ، وكل مانراه زوبعة وبقايا حقد من موروثات تشطيريه وموروثات امامية وموروثات تخلف “.
ومضى قائلا:” نعم للأمن والأمان نعم للاستقرار نعم للتنمية نعم للتعليم نعم لبناء جيل خالي من العقد والإمراض الاجتماعية، هذا ما نريد ان نبني وطنا على أساسه، ولتتكاتف وتتضافر الجهود لكل الوطنيين وكل الشرفاء سواءً في السلطة او في المعارضة من اجل بناء اليمن المشرق وتعزيز التنمية الشاملة في الوطن “.
وقال رئيس الجمهورية:” يجب ان تكون المعارضة هي الوجه الأخر لنظام الحكم وتقدم الآراء والمقترحات والدراسات والبرامج والسياسات”.
وتابع قائلا:” اذا انت ما قدرت تفلح في المجالس المحلية والرئاسية والنيابية، كيف ستفلح والشعب قال لك انت لست محل ثقة وخطابك السياسي منفر لعامة الناس، ولا يمكن أن يقبلوه أو يأمنو على إعراضهم وممتلكاتهم وانت مازلت تزرع الحقد والكراهية على الطريق التي تمشي عليها رغم أنها منجز تنموي وطريق اسفلتي مكون من خطين وجدت في خدمتك وأنت تكايد وتحقد عليها وتقول هذه رفاهية وتشاهد السيارة وتقول هذا غلط نمشي على الجمل وتشاهد الكهرباء منورة وتقول هذا بذخ نعيش على الشمع”.
وكان وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد قد القي كلمة بارك فيها باسمه وباسم المشاركين في المهرجان حضور فخامة رئيس الجمهورية.
وأكد حرص الوزارة على رعاية هذه المواهب الشابة وبنائها وتوفير الإمكانيات اللازمة لها لصقل مواهبها وتطوير قدراتها وإتاحة المجال أمامها للمشاركة في المنافسات الرياضية والثقافية وتحقيق السبق على المستوى العربي والدولي ترجمة لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية بضرورة الاهتمام بالشباب والمبدعين وبناء الإنسان.
وأعلن الوزير عباد بأنه سيتم إنشاء نادٍ للفروسية في منطقة التحيتا والمغرس في إطار الاهتمام برياضة الفروسية وبما يكفل تطويرها والحفاظ على الخيول اليمنية الأصيلة وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة العريقة والمرتبطة باشراقة التاريخ اليمني العربي المسلم وتحقيق أمجاد الفرسان الأوائل من أبنائنا الأنصار والفاتحين الذين حملوا راية المجد والعروبة والإسلام إلى كل أصقاع المعمورة.
وأعرب وزير الشباب والرياضة عن أمله في أن تتيح المنافسات الرياضية والثقافية والإبداعية التي شهدها المهرجان على مدى عشرة أيام الفرصة خلق أبطال وفرسان ومبدعون يثرون واقع الوطن بتفوقهم وإبداعاتهم ويرسمون للغد صورته الزاهية من خلال إحياء الموروث الشعبي الفني والمتنوع والمُحافَظة عليه وتطويره ليس في محافظة الحديدة فحسب بل وفي كل أنحاء الوطن من خلال المشاركات المستقبلية لهؤلاء المبدعين في شتى المحافل الإقليمية والدولية.
بعد ذلك جرى استعراض جوي بالمظلات للفرق المظلية، وانطلق سباق الحمام الزاجل من محافظة الحديدة وصولاً إلى محافظة عدن.
كما ألقيت قصيدتان شعريتان للشاعرين محمد المعافى وهبة الله علي شريم أشادتا بالمنجزات التي تحققت لبلادنا في ظل فخامة الرئيس وفي مقدمتها الوحدة الوطنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو..
وشارك في فعاليات المهرجان التي انطلقت في السابع والعشرين من فبراير الماضي أكثر من الف متسابق ومتسابقة في مختلف الألعاب والمسابقات الرياضية والثقافية التي تضمنها برنامج المهرجان، منهم (484) خيالاً وهجانا من محافظات الحديدة،عدن، البيضاء،لحج، أبين، إضافة إلى كلية الشرطة، الكلية الحربية، النادي اليمني للفروسية،ومربط الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، إلى جانب مئات الشباب والرياضيين شاركوا في عدد من المسابقات والألعاب شملت الكاراتية والكونغ فو والمبارزة والشطرنج وسباقات العاب القوى واختراق الضاحية إلى جانب مسابقات ثقافية وفنية.