رئيس الجمهورية يدعو إلى صلح عام لإزالة كافة مخلفات صراعات عهود الإمامة والاستعمار والتشطير
دعا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى عقد صلح عام في محافظة صعدة وغيرها من محافظات الجمهورية من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام وإزالة كافة مخلفات الصراعات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير بما يكفل تفرغ جهود الجميع للبناء والتطوير وتعزيز الاستقرار الذي يهيئ المناخات للاستثمار والإنتاج ويؤمن شروط نهوض وطني شامل في مختلف المجالات.
جاء ذلك في خطاب وجهه مساء اليوم إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وجماهير أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.
وأكد فخامة الأخ الرئيس أن وطننا أحرز خلال مسيرته النضالية الكثير من التحولات والنجاحات وجابه العديد من التحديات والصعاب بفضل تلاحم أبنائه وتضافر جهودهم من مختلف القوى والاتجاهات.
وقال:” إن شعبنا اليمني الذي ظل معدنه الأصيل يبرز في كل الملمات والمنعطفات من خلال تعاضده مع بعضه البعض واصطفافه في جبهة واحدة لمواجهة الخطوب والتحديات والانتصار لإرادته.. هو اليوم أكثر قدرة وإصراراً على مجابهة التحديات بثقة المؤمن وجسارة الثائر وحكمة المختبر والمجرب الذي ظل ينحاز لخياراته ولكل ما يحقق للوطن مصالحه العليا ويصون مكاسبه وانجازاته”.
وأضاف:” ولهذا فإننا على ثقة بأن شعبنا وخلال هذه المرحلة سيكون السند القوي لتعزيز روح الحوار والوفاق وتوسيع نطاقه بين مختلف أطيافه السياسية والاجتماعية باعتبار الحوار هو النهج الحضاري الذي يمكن من خلاله معالجة كافة القضايا التي تهم الوطن ومستقبل أجياله “.
وأردف فخامة الأخ رئيس الجمهورية قائلا:”ولهذا فان على الجميع أن يجعلوا من الحوار الذي دعونا إليه ورعيناه بين جميع الأطراف السياسية والأطياف المدنية وسيلة للحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية 26 سبتمبر والـ14 من أكتوبر والـ22 من مايو العظيم، والحفاظ على بيئة العمل السياسي والديمقراطي وتعزيزها وتطويرها وتجسيد مفهوم الشراكة الوطنية المسؤولة الحريصة على صنع التحولات ومجابهة التحديات التي تواجه الوطن وتعزيز دور المؤسسات الدستورية والحفاظ عليها وعدم المساس بها أو ابتكار أشكال تفرغها من محتواها لان أي شخص أو جهة تفكر في النيل من تلك المؤسسات أو تجاوزها أو إقحامها في صراعات أو إضعافها وتحت أي لافته كانت إنما تخطأ في تقديراتها وحساباتها فهذه المؤسسات ليست ملك لشخص أو حزب أو جماعة بل هي مؤسسات الوطن ومكسب لأبنائه تتوارثها الأجيال القادمة”.
وشدد فخامته على أهمية أن تتضافر جهود كل أبناء الوطن من أجل التصدي لثلة العناصر الإرهابية المتطرفة والضالة من تنظيم القاعدة التي انحرفت عن تعاليم الدين الحنيف والإجماع الوطني وظلت تمارس القتل لمجرد القتل وأضرت
بمصالح الوطن والأمة وأساءت إلى صورة الإسلام والمسلمين.. موضحا أن تلك العناصر الإرهابية، عناصر جاهلة وعميلة تمسحت برداء الدين وهو منها براء لأنها لا تفقه شيئاً من معانيه السامية وقيمة الإنسانية النبيلة وتشيع الفتنة داخل الأمة والانقسام في روحها وعقلها وتحيد بها عن أهدافها وبدلاً من العمل على البناء وتنمية القدرات الاقتصادية، فإنها تفرض على الوطن خوض مواجهات تستنزف القدرات والطاقة.
وقال:” ولهذا فان مواجهتهم والتصدي لهم بحزم وقوة هي مسؤولية الجميع وبصورة مستمرة وبكل الوسائل المتاحة من الإرشاد والتوجيه والتنوير والإصلاح وصولاً إلى تجفيف منابعهم الفكرية والمالية وتفكيك شبكاتهم الإرهابية وملاحقة عناصرهم في كل مناطق تواجدهم باعتبارها مهمة كل اليمنيين وكل الوطنيين وليس فقط مهمة رجال الأمن والقوات المسلحة”.
وأكد فخامته أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الوسطية والاعتدال والتسامح والرحمة ينحاز للخير والبر والتعاون ويدعو إلى إعلاء شأن المحبة والتآخي والسلام ونبذ ثقافة الكراهية والأحقاد والفوضى كون هذه الثقافة منبوذة وغير مسؤولة وليس من ورائها سوى تدمير أواصر الإخاء والمحبة والثقة بين أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة ولا تورث سوى البغضاء في النفوس والفوضى في المجتمع وتُحيِّد بمن يلجأون إليها عن جادة الصواب وسواء السبيل مستغلين مناخات الحرية والديمقراطية التي مكنت كل أبناء شعبنا من
التمتع بحق حرية الرأي والتعبير.
وقال:” إن تلك الحرية التي ظلت هي غاية الإنسان وأصبحت مبدأ من مبادئ نظامنا السياسي الذي كفل لكل أبناء الوطن حق التعبير عن أرائهم بحرية’ولكن للأسف فان البعض قد أساء لتلك الحرية وجعل منها وسيلة لبث سموم الكراهية والأحقاد وبث الفتن التي لا تصب سوى في مصلحة أعداء الوطن وتنال من مبادئ قيمنا السامية وتعكر صفو السلم العام.
وعبر فخامته عن ثقته في أن شعبنا يعي حقيقة هؤلاء ولن يسمح لهم في تحقيق أهدافهم ومآربهم للنيل من تلاحمه وتماسكه ومن وحدته الوطنية ومكاسبه وانجازاته التي حققها في ظل ثورته الخالدة، ووحدته المباركة.
وتوجه فخامته بأحر التهاني وأطيب التبريكات إلى جماهير شعبنا اليمني وجماهير الأمة العربية والإسلامي بحلول عيد الفطر المبارك.. معتبرا هذه المناسبة جائزة ربانية كبرى حاز عليها الصائمون وعيد فرح إيماني عظيم بإقامة شعائر الدين كما أمر الله بها وأراد وكما بين لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقال:” إننا ونحن نهنئ كل من صام وصلى وتهجد وتعبد وقام خير قيام وإذ نشكر كل من ساهم في أعمال البر والإحسان نذكر أن عصب الإيمان ونقاء التقوى وجسر الإحسان وعلامة طاعة رب الأكوان يقوم على إيتاء الزكاة التي هي فريضة وركن من أركان الإٍسلام وواجب تسليمها إلى الدولة باعتبارها الراعية للمواطنين وهي المخولة والمؤتمنة شرعا بصرفها في مصارفها وهذا ما تقوم به الدولة من خلال شبكة الرعاية الاجتماعية فضلا عن مسؤوليتها في إنجاز المشاريع الخدمية والإنمائية لصالح المواطنين من طرقات ومدارس ومستشفيات وكهرباء واتصالات ومواصلات ومياه وسدود وموانئ ومطارات وغيرها”.
ومضى قائلا:” كما أن توظيف هذا المورد الاقتصادي في جوهره ومحتواه في مصارفه من قبل الدولة إنما يخدم حاجات الإنسان المعيشية والتنموية وكذلك نغلق باباً من أبواب الشر الذي يفتح إذا ما تسربت الزكاة إلى أيدي غير أمينة خارج نطاق الدولة سواء باسم جماعات أو أفراد يعملون على الإثراء أو تمويل أعمال تضر بمصلحة الوطن وتقلق سكينته ويكون ذلك من سوء طالع المؤمن أن يحمل نفسه مسؤولية تحويل الخير إلى أداة للشر.. وعلى الذين يحتالون على دفع الزكاة للدولة بدعوى إنفاقها في فعل الخير فإن عليهم أن يتصدقوا لذلك من حر أموالهم وتقديم زكاتهم للدولة “.
ووجه فخامة الأخ الرئيس السلطة المحلية في المحافظات بمتابعة المتهربين من دفع الزكاة والضرائب المستحقة عليهم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.
وحث في ذات الوقت جهات الاختصاص على ابتكار آليات جديد لتحصيل الزكاة والضرائب ووضع خطط عملية لتفعيل استخدامها بما يخدم مسيرة الإنماء والمشاريع الخدمية التي تلبي حاجات المواطنين ومصالحهم.
كما وجه فخامته الحكومة بمواصلة جهود الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت تؤتي ثمارها الطيبة والمتمثلة في تعزيز قيمة العملة الوطنية وتحسين الأداء الاقتصادي.. مؤكدا أن الجبهة الاقتصادية ستظل هي الجبهة الأهم ومحور اهتمامنا في المرحلة الراهنة والقادمة.
وأختتم خطابه بالقول:”وإذا كنا نودع اليوم شهر رمضان الفضيل بأجوائه الإيمانية والروحانية السامية الذي يمثل محطة سنوية وفرصة للارتقاء بالنفس والتخلص من الأدران التي علقت بها.. فإننا ندعو الله أن تظل قيم الأخوة والتكافل والمحبة سائدة طوال العام من خلال التقرب إلى الله تعالى بصالح الأعمال وتمثل القيم النبيلة تجسيداً لتعاليم نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم الذي شبه المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وفي مايلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
والصلاة والسلام على خير الأنام محمد الصادق الأمين..
الإخوة المؤمنون:
الأخوات المؤمنات:
في ربوع الوطن الغالي العزيز وفي رحاب الأرض العامرة بإقامة الدين أحييكم بتحية الإسلام التي هي تحية الإخاء.. والمودة والسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وهنيئاً لكم جميعاً بأداء فريضة الصوم وإقامة ركن هام من أركان الدين الحنيف.. وبعد..
فإنه مما تسعد به القلوب الخيرة وتبتهج له النفوس المطمأنة وتطيب به الحياة الدنيا هو تحقيق الفوز بأفضل ثمار الخير وإخلاص العبادة والعمل والطاعة في أداء الفرائض والواجبات والتنافس في ميادين الطاعات كما حفل به الشهر الفضيل أعاده الله على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وبالخير واليمن والبركات انه سميع مجيب0
ولا شك أنها مناسبة عظيمة ونحن نستقبل أول أيام عيد الفطر المبارك أن أتوجه إليكم جميعاً بأصدق التهاني وأجمل التبريكات بعيد الجائزة الربانية الكبرى التي حاز عليها الصائمون وعيد الفرح الإيماني العظيم بإقامة شعائر الدين كما أمر الله بها وأراد وكما بين لنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وصولاً لمحطة العيد السعيد.. العيد الذي هو حق الأمة تجاه ذاتها الوفية المخلصة الملتزمة.. وفرح كل من تحققت له السعادة بالشعور بالرضى في الوفاء بالطاعة وامتلاك خيرات الشهر الفضيل والفوز بحسناته المتضاعفة والإحساس بالنجاح في إقامة ركن هام من أركان الدين الحنيف.. وامتلاك مقومات الشخصية الإيمانية القوية والمقتدرة بكل صفاتها الأخلاقية والفطرية والعملية.
يا أبناء شعبنا الكريم..
إذا كنا نودع اليوم شهر رمضان الفضيل بأجوائه الإيمانية والروحانية السامية الذي يمثل محطة سنوية وفرصة للارتقاء بالنفس والتخلص من الأدران التي علقت بها.. فإننا ندعو الله أن تظل قيم الأخوة والتكافل والمحبة سائدة طوال العام من خلال التقرب إلى الله تعالى بصالح الأعمال وتمثل القيم النبيلة تجسيداً لتعاليم نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم الذي شبه المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ومع إطلالة عيد الفطر السعيد تبرز محطة أخرى تصفو فيها القلوب من الضغائن والأحقاد وتقطف فيها الثمار الإيمانية من خلال التزاور والتكافل وصلة الأرحام فالقيم الأخلاقية الفاضلة ومكارم الأخلاق تمثل المقصد والهدف الحقيقي لديننا الإسلامي الحنيف الذي خصه الله بجوامع الكلم وأخر الرسالات السماوية.
وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فالقيم الأخلاقية بمفهومها الواسع تمثل الأساس المتين للحضارة والرقي ولا يمكن لأي بناء حضاري أن يقوم ويكتمل دون هذا الأساس وديننا الحنيف هو دين الوسطية والاعتدال والتسامح والرحمة ينحاز للخير والبر والتعاون ويدعو إلى إعلاء شأن المحبة والتآخي والسلام ونبذ ثقافة الكراهية والأحقاد والفوضى كون هذه الثقافة منبوذة وغير مسؤولة وليس من ورائها سوى تدمير أواصر الإخاء والمحبة والثقة بين أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة ولا تورث سوى البغضاء في النفوس والفوضى في المجتمع وتُحيِّد بمن يلجأون إليها عن جادة الصواب وسواء السبيل مستغلين مناخات الحرية والديمقراطية التي مكنت كل أبناء شعبنا من التمتع بحق حرية الرأي والتعبير تلك الحرية التي ظلت هي غاية الإنسان ومبدأ من مبادئ نظامنا السياسي الذي كفل لكل أبناء الوطن حق التعبير عن أرائهم بحرية ولكن للأسف فان البعض قد أساء لتلك الحرية وجعل منها وسيلة لبث سموم الكراهية والأحقاد وبث الفتن التي لا تصب سوى في مصلحة أعداء الوطن وتنال من مبادئ قيمنا السامية وتعكر صفو السلم العام ولكن شعبنا يعي حقيقة هؤلاء ولن يسمح لهم في تحقيق أهدافهم ومآربهم للنيل من تلاحمه وتماسكه ومن وحدته الوطنية ومكاسبه وانجازاته التي حققها في ظل ثورته الخالدة، ووحدته المباركة.
يا أبناء شعبنا الكريم..
إن وطننا الذي أحرز خلال مسيرته النضالية الكثير من التحولات والنجاحات وجابه العديد من التحديات والصعاب بفضل تلاحم أبنائه وتضافر جهودهم من مختلف القوى والاتجاهات.. حيث ظل يبرز المعدن الأصيل لشعبنا في كل
الملمات والمنعطفات في تعاضده مع بعضه البعض واصطفافه في جبهة واحدة لمواجهة الخطوب والتحديات والانتصار لإرادته.. هو اليوم أكثر قدرة وإصراراً على مجابهة التحديات بثقة المؤمن وجسارة الثائر وحكمة المختبر
والمجرب الذي ظل ينحاز لخياراته ولكل ما يحقق للوطن مصالحه العليا ويصون مكاسبه وانجازاته ولهذا فإننا على ثقة بأن شعبنا وخلال هذه المرحلة سيكون السند القوي لتعزيز روح الحوار والوفاق وتوسيع نطاقه بين مختلف أطيافه السياسية والاجتماعية باعتبار الحوار هو النهج الحضاري الذي يمكن من خلاله معالجة كافة القضايا التي تهم الوطن ومستقبل أجياله ولهذا فان على الجميع أن يجعلوا من الحوار الذي دعونا إليه ورعيناه بين جميع الأطراف السياسية والأطياف المدنية وسيلة للحفاظ على مكاسب الثورة اليمنية 26سبتمبر والـ14 من أكتوبر والـ22 من مايو العظيم، والحفاظ على بيئة العمل السياسي والديمقراطي وتعزيزها وتطويرها وتجسيد مفهوم الشراكة الوطنية المسؤولة الحريصة على صنع التحولات ومجابهة التحديات التي تواجه الوطن وتعزيز دور المؤسسات الدستورية والحفاظ عليها وعدم المساس بها أو ابتكار أشكال تفرغها من محتواها لان أي شخص أو جهة تفكر في النيل من تلك المؤسسات أو تجاوزها أو إقحامها في صراعات أو إضعافها وتحت أي لافته كانت إنما تخطأ في تقديراتها وحساباتها فهذه المؤسسات ليست ملك لشخص أو حزب أو جماعة بل هي مؤسسات الوطن ومكسب لأبنائه تتوارثها الأجيال القادمة باعتبارها واحدة من أنبل وانصع مكاسبنا الوطنية التي قدم فيه سبيلها الشهداء الأبرار والمناضلون الأحرار من أبناء شعبنا أغلى التضحيات وأسخى العطاءات.
الأخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
إننا ونحن نودع شهر رمضان المبارك وندرك حقيقة المشاعر التي تغمر القلوب المؤمنة والنفوس المطمئنة.. حيث كان في هذا العام سخياً حافلاً بالخيرات والبركات ووفر لنا مناخ العمل لتحقيق الأهداف النبيلة التي يتطلع إليها شعبنا وعلى مختلف الأصعدة، وسنظل نواصل الجهود من أجل تحقيق المزيد من التطور والمضي قدماً في مسيرة الإصلاحات وفي مقدمة ذلك تعزيز دور السلطة القضائية باعتبارها أحد أركان البناء المؤسسي للدولة ومن أجل نشر قيم العدل والإنصاف بين المواطنين وضمان حقوقهم0
وإنها لمناسبة نجدد فيها الدعوة إلى عقد صلح عام في محافظة صعدة من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام وكذا في غيرها من محافظات الجمهورية لإزالة كافة مخلفات الصراعات الموروثة من عهود الإمامة والاستعمار والتشطير ومن اجل
أن تتفرغ جهود الجميع للبناء والتطوير وتعزيز الاستقرار الذي يهيئالمناخات للاستثمار والإنتاج ويؤمن شروط نهوض وطني شامل في مختلف المجالات.. وهو الأمر الذي يستلزم ان تتضافر جهود كل أبناء الوطن من أجله والتصدي لتلك الثلة من العناصر الإرهابية المتطرفة والضالة من تنظيمالقاعدة التي انحرفت عن تعاليم الدين الحنيف والإجماع الوطني وظلت تمارس القتل لمجرد القتل وأضرت بمصالح الوطن والأمة وأساءت إلى صورة الإسلام والمسلمين.. وهي عناصر جاهلة وعميلة تمسحت برداء الدين وهو منها براء لأنها لا تفقه شيئاً من معانيه السامية وقيمة الإنسانية النبيلة وتشيع الفتنة داخل الأمة والانقسام في روحها وعقلها وتحيد بها عن أهدافها وبدلاً من العمل على البناء وتنمية القدرات الاقتصادية، فإنها تفرض على الوطن خوض مواجهات تستنزف القدرات والطاقة.. لهذا فان مواجهتهم والتصدي لهم بحزم وقوة هي مسؤولية الجميع وبصورة مستمرة وبكل الوسائل المتاحة من الإرشاد والتوجيه والتنوير والإصلاح وصولاً إلى تجفيف منابعهم الفكرية والمالية وتفكيك شبكاتهم الإرهابية وملاحقة عناصرهم في كل مناطق تواجدهم باعتبارها مهمة كل اليمنيين وكل الوطنيين وليس فقط مهمة رجال الأمن والقوات المسلحة.
يا أبناء شعبنا الكريم..
إننا ونحن نهنئ كل من صام وصلى وتهجد وتعبد وقام خير قيام وإذ نشكر كل من ساهم في أعمال البر والإحسان نذكر أن عصب الإيمان ونقاء التقوى وجسر الإحسان وعلامة طاعة رب الأكوان يقوم على إيتاء الزكاة التي هي فريضة وركن من أركان الإٍسلام وواجب تسليمها إلى الدولة باعتبارها الراعية للمواطنين وهي المخولة والمؤتمنة شرعا بصرفها في مصارفها وهذا ما تقوم به الدولة من خلال شبكة الرعاية الاجتماعية فضلا عن مسؤوليتها في إنجاز المشاريع الخدمية والإنمائية لصالح المواطنين من طرقات ومدارس ومستشفيات وكهرباء واتصالات ومواصلات ومياه وسدود وموانئ ومطارات وغيرها.
إن توظيف هذا المورد الاقتصادي في جوهره ومحتواه في مصارفه من قبل الدولة إنما يخدم حاجات الإنسان المعيشية والتنموية وكذلك نغلق باباً من أبواب الشر الذي يفتح إذا ما تسربت الزكاة إلى أيدي غير أمينة خارج نطاق الدولة سواء باسم جماعات أو أفراد يعملون على الإثراء أو تمويل أعمال تضر بمصلحة الوطن وتقلق سكينته ويكون ذلك من سوء طالع المؤمن أن يحمل نفسه مسؤولية تحويل الخير إلى أداة للشر كما على الذين يحتالون على دفع الزكاة للدولة بدعوى إنفاقها في فعل الخير فإن عليهم أن يتصدقوا لذلك من حر أموالهم وتقديم زكاتهم للدولة لأن ذلك يعين توجهاتها لخدمة التنمية وتوظيف كل الموارد الوطنية المتاحة ومن ضمنها الزكاة إلى ما ينفع الوطن والمواطنين ونحث السلطة المحلية في المحافظات على متابعة المتهربين من دفع الزكاة والضرائب المستحقة عليهم واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم كما ندعو جهات الاختصاص إلى ابتكار آليات جديد لتحصيلها ووضع خطط عملية لتفعيل استخدامها وبما يخدم مسيرة الإنماء والمشاريع الخدمية التي تلبي حاجات المواطنين ومصالحهم.
كما إننا نوجه الحكومة بمواصلة جهود الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت تؤتي ثمارها الطيبة والمتمثلة في تعزيز قيمة العملة الوطنية وتحسين الأداء الاقتصادي.. ونؤكد أن الجبهة الاقتصادية ستظل هي الجبهة الأهم ومحور اهتمامنا في المرحلة الراهنة والقادمة.
ختاماً انتهز هذه المناسبة الجليلة لأنقل من خلالكم إلى جميع الأبطال الميامين أفراد القوات المسلحة والأمن التهاني والتحايا الخالصة وكل معاني الوفاء والعرفان والتقدير لما يقدمونه من تضحيات في سبيل أداء الواجب الوطني الكبير وفي سبيل الحفاظ على امن واستقرار وسلامة الوطنومنجزاته وحيث ستظل القوات المسلحة والأمن تمثل عنوان الشرف والكرامة والكبرياء والعزة والسيادة وبتضحيات أبنائها استطاع الوطن تحقيق هذا القدر من الاستقرار والتنمية والتطور وفي مختلف المجالات.
لهذا فإننا سنظل نولي هذه المؤسسة الوطنية الكبرى ومنتسبيها كل الاهتمام باعتبارها الحارس الأمين للشرعية الدستورية وللاستقرار والتقدم.
سائلين الله تعالى أن يتغمد الشهداء الأبرار بواسع الرحمة والغفران، وان يسكنهم فسيح الجنان انه سميع مجيب.
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير..
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.