رئيس الجمهورية يزور مدينة تريم عاصمة الثقافة الأسلامية 2010
قام فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم الاحد بزيارة لمدينة تريم التاريخية بمحافظة حضرموت، حيث عبر فخامته عن سعادته بزيارة المدينة التي تم اختيارها عاصمة للثقافة الاسلامية للعام1431ه الموافق2010م.
وأشار فخامة الرئيس خلال الزيارة الى ما تكتنزه المدينة من تراث اسلامي غني سواء قصورها التاريخية العامرة او مكتبتها النفيسة والغنية بشتى صنوف المعارف والتراث الاسلامي او بالاسهامات الرائدة لهذه المدينة التاريخية وابناءها في خدمة الدين وما تمتلكه من تراث اسلامي يمكن الاستفادة منه في الحاضر والمستقبل.
وأكد فخامته:” ان هذه المدينة ظلت مصدر اشعاع تنويري والهام بما قدمته من رسالة تنويرية اشعت باشراقاتها في آفاق رحبة وواسعة.
ولفت فخامة الرئيس الى اهتمام الدولة بما تختزنه مدينة تريم الغناء من تراث ثقافي ومعماري بديع ونادر سواء في قصورها الكثيرة والبديعة بمعمارها الفريد او مخزونها الثقافي واعلامها البارزين الذين اثروا بعطاءاتهم المكتبة الاسلامية بمعارفهم ونتاج عقولهم تؤكد على اهمية الاستفادة من هذه القصور وجعلها مركزا للتنمية الثقافية وتطوير التراث والحفاظ عليه.
وأعرب فخامته عن تمنياته للفعاليات الخاصة بتريم عاصمة الثقافة الاسلامية النجاح في تحقيق الاهداف المنشودة منها في التعريف بما تزخر به هذه المدينة من معالم عمرانية نادرة ورموز وتراث ثقافي وحضاري.
وكان في استقبال فخامة الرئيس لدى وصوله الى المدينة وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي، ومحافظ حضرموت سالم الخنبشي، ووكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير، والعلماء والشخصيات الاجتماعية في المدينة التاريخية.
وقد اطلع فخامة الرئيس خلال الزيارة، على مشاريع البنية التحتية والتجهيزات التي تم اعدادها لفعاليات تريم عاصمة للثقافة الاسلامية للعام الجاري، والترميمات التي جرت لعدد من القصور التاريخية في المدينة والتي تعتبر من روائع العمارة الطينية.
كما قام فخامته بزيارة لقصر المنصورة احد القصور القديمة في المدينة، والذي يقع شرقي مسجد المحضار.
ويعتبر قصر المنصورة من أجمل ما أبدع من البيوت في تريم من ناحية الزخارف والواجهات الخارجية ويعود بناؤه الى عام 351ه، لصاحبه أحمد بن عمر بن عبد لله بن يحيى.
ويتميز القصر بواجهتيه الشرقية والجنوبية التي أبدع فيها المصمم حينما مزج بين الأصالة التي مثلتها النوافذ الحضرمية ذات الفتحات المعكوفة والمعاصرة التي مثلتها التيجان والزخارف التي تزين هذه الواجهات، ويستخدم القصر حاليا كمتحف للتراث والحرف التقليدية.
في حين طاف فخامة الرئيس بالمتحف، واطلع على معرض الصور الذي اقيم فيه والتي تبرز ملامح من تاريخ مدينة تريم ومحافظة حضرموت والتحولات التي شهدتها المحافظة في مراحل تاريخية مختلفة، وما تحقق في ظل الوحدة المباركة.
ويحتوي المتحف على تحف ومشغولات تقليدية من الموروث الشعبي التقليدي في محافظة حضرموت.
وعقب ذلك زار فخامة رئيس الجمهورية قصر السلطان والذي يسمى (حصن الرناد) ويقع وسط المدينة القديمة جوار جامع تريم.
ويعتبر القصر من أقدم قصور تريم التاريخية، حيث يرجع تاسيسه الى الألف الثالثة قبل الميلاد، ويقدر عمره بألفي سنة.
ويتربع القصر على هضبة واقعة وسط البلدة، حيث شهد جميع المراحل التي عاشتها تريم بدءا من عصر ما قبل الاسلام، ويعد الصحابي الجليل زياد بن لبيد البياضي الأنصاري اول والي لتريم في العصر الاسلامي، حيث استمر كذلك في عهد الزياديين الذين حكموا تريم.
ويحكى انه عثر في القصر خلال فترة الستينيات على رأس حيوان من الرخام الأبيض، وعلى كتابات بالخط المسند.
الجدير بالذكر ان قصر السلطان الذي تم تجديد بناؤه عدة مرات منها في عام 600 ه والتجديد الاخير للقصر في سنة 1352ه، استخدم في السنوات الاخيرة وقبل اعادة تحقيق الوحدة المباركة كسجن خاص ومقر لمجموعة من الادارات الحكومية التي تم اخلاؤها بعد تحقيق الوحدة واعيد ترميمة ابتداءا من العام 1998م وتوظيفه ليكون متحفا لمدينة تريم ومركزا للتنمية الثقافية.