رئيس الجمهورية لصحيفة /الراية/ القطرية

-يونيو-1997

نص المقابلة:

· لماذا أسقطت العروبة من اسم الجمهورية اليمنية؟

* الرئيس حقيقة عندما وقعت اتفاقية طرابلس في عام 72م كان هناك حوار بين رئيس المجلس الجمهوري القاضي عبد الرحمن الارياني وسالم ربيع علي رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى وكان كل واحد منهم يريد اسما معينا.. القاضي عبد الرحمن الارياني يريد اسم الجمهورية العربية اليمنية وسالم ربيع على يريد اسم جمهورية اليمن الديمقراطية وتدخل العقيد معمر القذافي وقال انتم يا يمنيين اصل العروبة ولستم بحاجة إلى كلمة العربية وحلا للمشكلة تم الاتفاق على أساس أن يكون الاسم الجمهورية اليمنية.

* كان في علم الجمهورية نجمة واحدة على أساس أن هناك شطرا آخر مازال بعيدا عن اليمن ثم أسقطت النجمة هل كان وفاقا أيضاً؟.

**الرئيس كان هذا وفاق أيضاً لأنه كان هناك علم في الشمال احمر فالأبيض فالأسود فالنجمة وكان هناك علم آخر في جنوب الوطن الأحمر فالأبيض فالأسود وقطعة من القماش الأزرق والنجمة الحمراء وجاء شكل العلم الجديد من ضمن الوفاق بحيث تشطب النجمتان ويصبح العلم كما هو العلم الحالي..

فخامة الرئيس/ بشأن الانتخابات اليمنية المادة سبعين من الدستور تنص على التالي ينتخب مجلس النواب في أول اجتماع له من بين أعضائه رئيسا وثلاثة نواب ولكن بعد ظهور نتائج الانتخابات أعلنتم أن الشيخ عبد الله الأحمر سيكون رئيسا للمجلس إلا يعني ذلك تجاوز لتلك المادة؟

الرئيس/ طبعاً انتم تعرفون أن حزب المؤتمر حصل على الأغلبية والمفروض أن يكون له كامل الهيئات رئاسة المجلس وأعضاء هيئة رئاسة المجلس ولكن هذه خصوصية من خصوصيات الشعب اليمني والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر له مكانة اجتماعية وهو رئيس حزب الإصلاح وهو جزء لايتجزا من المؤتمر الشعبي العام لان حزب الإصلاح بعد سنة 90م عند بداية التعددية لذلك لا يوجد فرق بين المؤتمر الشعبي العام ولإصلاح إلى حد كبير فالشيخ عبد الله تستطيع اعتباره قاسما مشتركا سواء كان في الإصلاح أو في المؤتمر.

الشيخ الأحمر اتهم حزب المؤتمر بأنه ستخدم المال العام في صالح الانتخابات أو في صالح وصوله إلى قمة السلطة ثم ألقى اتهامات أخرى بالفساد الإداري والتزوير الخ وفق هذا كله فخامة رئيس الجمهورية يعينه رئيسا لمجلس النواب بالرغم من كل تلك الاتهامات القاسية جداً؟.

– الرئيس حقيقة الأمر نحن تحدثنا في هذا الشأن وقلنا أنها تقع ضمن الحملة الانتخابية وإثناء الحملة الانتخابية يجوز أن يقول كل واحد ما يشاء وحذرنا منها في بداية الحملة الانتخابية وقلنا أن الشبع اليمني قد لا يتحمل الدعايات الانتخابية ومع ذلك لم نستطع نحن ولا حزب الإصلاح السيطرة على إيقاف الحملة الدعائية فجاءت مثل تلك التصريحات ضمن الدعاية الانتخابية واتهامهم باستخدام المال العام هو اتهام للوزراء عندما نزلوا إلى الميدان أثناء الحملة الانتخابية هو يعتقد أن تحرك الوزراء والمسؤولين بسياراتهم هو جزء من استخدام الوظيفة العامة والمال العام.

* لكن في هذا الشأن نرى أيضاً أن استخدام المال العام قد يكون في استخدام وسائل الإعلام الرسمية الآمر الذي لم يأتي للآخرين من استخدام وسائل الإعلام الرسمية؟

– الرئيس هذا أيضاً اتهام لا صحة له الأحزاب قامت بنشر برامجها عبر الصحافة المرئية والمسموعة او المقروءة بصورة متكافئة وبدقائق محددة أو ساعات محددة في مختلف وسائل الإعلام وكل واحد استخدم هذه الوسائل بنفس القدر وبنفس التكافؤ وكلهم وعلى حد سواء.

والشق الأخر من السؤال حول الفساد لقد اصبح الحديث عن الفساد اسطوانة موجودة وكل واحد يحاول أن يردد هذه الكلمة سواء خارج السلطة أو داخلها وكل واحد يتهم الثاني بالفساد والفساد هو حقيقة بدأ وأنتشري في بعض الأجهزة بعدما حصلت الأزمة والفوضى بعد الوحدة سنة 90م نتيجة للمكايدات السياسية وحصل جزء من التسيب الإداري والتلاعب بالمال العام ولكن قبل سنة وجد برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري وتم الحد من هذه الظاهرة السلبية وتم معالجة الكثير من هذه القضايا داخل المؤسسات وفي إطار برنامج الإصلاح المالي والإداري.

* لكن في شان المال العام وفي شأن تمويل الانتخابات أيضا هناك رأي أخر يقول أن الأحزاب الأخرى تلقت معونات من الخارج من اجل الوصول إلى الأغلبية المطلقة؟.

– الرئيس الحقيقة هناك دعم سنوي قدره 500مليون ريال من الحكومة لكل الأحزاب الممثلة في مجلس النواب كل حزب يكون لديه تمثيل يحصل على 15%من هذا المبلغ وبحسب الأعضاء الموجودين في المجلس وكان الدعم يخص قبل الانتخابات المؤتمر الاشتراكي/ الإصلاح / البعث/ الناصريين / حزب الحق/ هذه المرة لا يزال نفس الدعم يقدم للأحزاب كلها هناك 500مليون سيحصل منها كل حزب في البرلمان بنسبة 15% على حد سواء وبعد ذلك على حسب عدد الأعضاء في البرلمان.

* الـ15% تأتي على حسب ثقل الحزب مثلا المؤتمر له الأغلبية الكبرى حزب الإصلاح له الأغلبية حزب أخر نفترض حزب الحق مثلا؟

– الرئيس / الـ15% تأتى في البداية على حد سواء لكل الأحزاب الممثلة في البرلمان من ثم بحسب المقاعد في المجلس.

* سيادة الرئيس يقال أن الرموز العقائدية لحزب الإصلاح قد أخرجت نهائيا من دائرة الانتخابات ومن الدائرة الإعلامية ككل ومن السلطة التشريعية وان إسقاط تلك الرموز العقائدية كان بوحي خارجي فألي أي مدى صحة هذا القول.؟

الرئيس الانتخابات ربح وخسارة صحيح انه سقطت كثير من الرموز في الإصلاح ولكن أيضا في المؤتمر عناصر قيادية سقطت ولكن بطبيعة الحال يمكن الأخوان في الإصلاح رسموا سياسة للحصول على مقاعد اكثر مما هو الحال وبالتالي طبيعي أن نسمع مثل هذا القول أن هناك تآمراً خارجياً على حزب الإصلاح حقيقية لا يوجد تآمر خارجي إلا إذا كان هناك تآمر فهو تآمر داخلي والداخل لا يمكن أن يتآمر على بعضة البعض الانتخابات جرت بصورة طبيعية وتنافس الناس فيها تنافس ممتاز وبحضور فاعل للرقابة الدولية وللإعلام العربي والدولي وما يقال إشاعات لا أساس لها من الصحة.

* هناك ما يسمى بوجود الأخوان وهذا السؤال قد كرر عليكم من قبل وسائل إعلام أخري مختلفة وان الإخوان متواجدون هنا من بعض الأقاليم العربية وانهم تحت ضغوط قد اخرجوا من قبل السلطات الأمر الذي أدي إلى تحجيم هذا الكيان السلطوي في حزب الإصلاح وبالتالي هؤلاء الإخوان أو ما يسمى بالأفغان العرب هم الذين اخرجوا حيث كانوا تحت رعاية الإصلاح ويعملون بتوجيه منهم.. هل اخرج هؤلاء الناس لعب دورا في سقوط رموز الإصلاح؟

.الرئيس ./ليس له علاقة.. الذين كانوا يسمون بالعرب الأفغان تم ترحيل من كان موجودا منهم في اليمن لا نهم وجدوا بطريقة غير شرعية في ظل الصراع السياسي في الساحة اليمنية. بعد سنة 90م عندما كان يحاول كل طرف إرضاء الطرف الأخر ووجد نوع من التسيب الأمني والإداري من دخل دخل ومن خرج خرج إلا انه بعد عام 94م وبعد انتهاء الحرب والمشاكل تم إبلاغ كل من هو مقيم في اليمن بطريقة غير مشروعة بالرحيل عن اليمن وتم ترحيلهم من داخل اليمن لان دستورنا واضح في هذا الجانب فنحن لا نستطيع أن نسلم أحد إلى أي قطر أخر ولكن إذا وجد هناك شبهة نقول له غادر البلد وتم بالفعل مغادرة كل هؤلاء الذين كانوا يسمون بالعرب الأفغان.

* المجلس النيابي سابقا لا يمارس الدور الرقابي على الحكومة وكان مقتصر على القرار التشريعات والقوانين واللوائح ومنح الثقة للحكومة من وقت لآخر.. هل سيبقى على ما كان عليه الحال وخاصة أن اغلب أعضائه هم من حزب المؤتمر..؟

– الرئيس/ يمكن انك تابعت افتتاح الفصل التشريعي الأول الذي ألقيت فيه خطابا وحثيث المجلس أن يقوم بمهامه طبقا للدستور منها إقرار الاتفاقيات والتشريعات والقوانين وتفعيل الدور الرقابي على أجهزة الدولة وحثيتهم على هذا الأساس ونحن ننتظر منه دورا فاعلا في رقابة ومحاسبة أجهزة السلطة التنفيذية .

* الأمة العربية تمر بمرحلة في غاية الخطورة.. الجامعة العربية حبيسة مبناها في القاهرة بلا روح.. كثير من الدول الأعضاء لم يسدد حصته في ميزانية الجامعة.. امينها العام لا وجود له إلا في الاحتفالات للسفارات العربية في القاهرة.. لم نر له تواجدا في مناطق الأزمات ولم نر له تواجدا في العراق أثناء الهجمة واحتلال شماله من تركيا ولم نر له وجوداً أيضا والشعب العراقي يعاني من الحصار لم نر له وجودا في ليبيا لم نر له وجودا في السودان لم نر له وجودا في الجزائر ليخفف معاناة شعب المليون شهيد.. مجلس التعاون المغاربي اصبح مختفي من وسائل الآلام مجلس التعاون الخليجي تعصف به مخاطر من كل مكان.. ألان ما هو تصور فخامة الرئيس لهذه الخارطة أو لهذه اللوحة العربية؟.

– الرئيس/ حقيقة دور الجامعة محدود والسبب لا يؤاخذ على أمين الجامعة العربية بل نؤاخذ عليه نحن في القيادات العربية.. نحن المسؤولون في المقام الأول القيادات العربية نفسها سواء ملوك أو رؤساء أو امراء هم المسؤولون عن هذا الوضع السلبي للجامعة.. الأخ عصمت عبد المجيد أمين عام الجامعة هو إنعكاس لنا كقيادات عربية فلا يجوز أن نحمله كامل المسؤولية نتحملها نحن في المقام الأول وإذا نشطت الجامعة فإن معنى ذلك أن القيادات العربية نشيطة وإذا أصاب الجامعة الوهن فالوهن من القيادات العربية فنحن نتحمل المسؤولية في المقام الأول كقيادات سواء ملوكا أو رؤساء أو أمراء وفعلاً الجامعة العربية يجب أن يكون لها دور فاعل وتتابع ما يحصل في الوطن العربي، وكما سمعت اليوم اجتمع مجلس الجامعة وأدانت الغزو التركي للعراق، وينبغي أن يدين كل ما يحصل من انتهاكات أو اختراقات أو تصرفات ضد الأمة العربية سواء في السودان أو في ليبيا أو في الجزائر أو في أي قطر هذه مسؤولية الجامعة العربية ولكن في المقام الأول تستمد الجامعة العربية قوتها من القيادة العربية.

إذا كان مجلس الجامعة العربية يجتمع ليدين وفي كل مرة نجتمع وندين أليس هناك توجيهات لوزراء الخارجية من قبل قياداتهم أن نعمل ما هو أكثر من الإدانة وأن يكون هناك برنامج عمل وليس كن يصفر لهم فيجتمع اللاعبون حوله وبدلاً من ضياع الوقت والجهد.

· ما هي توجيهاتكم لوزير خارجية اليمن؟

– الرئيس/ ممكن أن يلقي وزير خارجية اليمن خطاب حماسي ولكن ماذا بعد الخطاب الحماسي عندما نقول جهزوا قوة عربية لدحر أي غزو على الأمة العربية هل سيطلق.. أولاً نثبت حسن النوايا بتوحيد الموقف ونحن نعمل أن ننتقل بالجامعة إلى موقف أقوى وأفضل لو كان في دور الجامعة ممتاز لما حصل ما حصل في الخليج وهذا هو من بداية التأسيس ولو كان للجامعة دور لما احتجنا لقوى التحالف وكان بإمكان الجامعة العربية أن تجدد موقف وهذا هو موقف اليمن المعلن من أزمة الخليج، كنا مع إيجاد قوة عربية، وذهاب وفد رفيع المستوى من القمة العربية للعراق لإقناعه بالخروج من الكويت، وفي حالة عدم خروج العراق من الكويت يجب أن يكون هناك موقف عربي موحد لإخراج العراق وكانت ستكون سابقة ممتازة ولن نكون بحاجة للقوات الأجنبية.

لكن هناك من رد بالقول من هي القوة التي تستطيع أن تخرج العراق وهذه مقولة غير صحيحة الوطن العربي قوي بكوادره برجاله بساسته بجيشه يستطيع أن يخرج أي قطر عربي يعتدي على القطر الأخر ولكن نحن للأسف الشديد نحب المستورد نصنع في بلادنا ونجيب المصنع من أوروبا ونصنع ونقول أنها صناعة محلية ونريد صناعة أجنبية لأنها افضل جيشنا غير مجدي لازم نحضر قوة أجنبية والقوات الأجنبية تركت أثار سلبية على الوطن العربي وكل قطر عربي يئن من مخلفات حرب الخليج سواء الكويت الشقيق أو العراق أو دول الخليج أو المغرب العربي أو المشرق العربي كل الناس تئن وتدفع الثمن.

– فخامة الرئيس/ هذا الاتهام بأن بعض القيادات العربية التي اتهمت نفسها بأنها لا تستطيع جيوشها أن تحرر أو أن تقدم على إخراج العراق عنوة من الكويت هذا اتهام لها أن هناك كم كبير من التسلح وكم كبير من تدريب الجيوش وبالتالي هذه الجيوش لا تستطيع بان تخرج دولة عربية من دول العالم الثالث وهذا اتهام خطير لا نفسهم أمام الطرف الأخر الذي يقول لا يريد قوة أجنبية أن تأتي هو أيضا عليهم مردود وهو الدفع بالعراق أن يبقى فترة أطول في الكويت وبالتالي تسير الأمور على ما هي عليه.

– الرئيس/ أنا من القيادات العربية التي قلت لا يوجد لزوم للقوات الأجنبية لن اتهم آخرين ولكن أنا في المقام الأول ممن تحدث انه وقلت لا داعي للقوات الأجنبية طالما هناك قوة عربية وكما قلت أنت بأنه عندنا تسلح وإمكانات كبيرة جدا لماذا لا تخرج العراق هذه القوة العربية أولا قوة الأمة العربية ليست قوة الآليات والجيوش القوة السياسية نحن نتصور بأن ذهاب وفد رفيع المستوى من القمة العربية في القاهرة كان قادر على أن يخرج العراق وفي الأخير بعد أن تذهب قيادات عربية ٌلإخراج العراق سياسيا ولم يخرج ولم ينصع تشكل الأمة العربية جيشا عربيا ويمكن كان الجيش العربي لديه خبرة افضل من القوات الأجنبية التي ظلت تتدرب ستة اشهر حتى تعرف طبيعة المنطقة ولكن نحن نعرف طبيعة المنطقة لأننا أسرة عربية واحدة نعرف بعضنا البعض.

* ألان غزو تركيا للعراق وسكوت العالم عنه فقط البعض في العالم العربي شجب وأدان وتغافل عنه الآخرون في الغرب ولو كانت دولة أخرى لرأينا الأساطيل كلها موجودة ولكن لان تركيا طرف ليس عربي في مواجهة صمت الغرب الذي احتج في السابق والنقطة الثانية وهي قرب انعقاد المؤتمر الاقتصادي الدولي في الدوحة فخامة الرئيس وأنت تنظر لذلك وفي مقابلة نائب الرئيس السوري لابد أنها طرحت هذه القضايا هناك شيء قابل للنشر وفي شيئ غير قابل للنشر أنا أبحث عن الشيئ غير القابل للنشر؟

– الرئيس/ نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام جاء في إطار جولة لدول المنطقة وطرح علينا مثل هذه النقاط الغزو التركي للأراضي العراقية وللأسف ليس هناك صوت ارتفع ضد تركيا وهذا التحالف التركي الإسرائيلي أيضا يشكل تهديا للأمن القومي العربي ينبغي للامة العربية أن يكون لها موقف من تركيا لان تركيا تربطها مصالح كثيرة بالوطن العربي فهذا التحالف الخطير مع الإسرائيليين كدولة مسلمة ويشكل أيضا تهديداً للأمن القومي العربي.

الجانب الأخر حول المؤتمر الاقتصادي المتوقع أن ينعقد في الدوحة الأخوان في سوريا يرون أن هذه مسألة تتنافى مع قرارات مؤتمر القمة الأخيرة في القاهرة الذي يحد من التفاوض وتجميد المفاوضات مع إسرائيل ويعتبر الأخوان في سوريا أن حضور إسرائيل المؤتمر لاقتصادي إلى الدوحة يمثل ترويجا لإسرائيل ويضعف المفاوض السوري ويضعف المفاوض الفلسطيني ويضعف المفاوض اللبناني لذا يرى الأخوان في سوريا أن هذا مخالف لقرارات قمة القاهرة.

* القوة العربية وإمكاناتها مع الأسف وأنت أيضا من بين القياديين العرب لم نرى أي دور للمشاركة للقوات المسلحة بين القطاعات العربية نرى مناورة مشتركة مع القوات البريطانية ومناورات مشتركة مع الأمريكان ومناورات مشتركة مع الفرنسيين إلا أنني لم اسمع بأن هناك مناورات عسكرية بين جيشين عربيين سواء متجاورين او متباعدين سواء متفقين في التسليح أو مختلفين المدرسة السوفيتية سابقا والروسية حاليا والمدرسة الغربية لماذا هذا التباعد؟

– الرئيس/ حقيقة هذا هو نتيجة الشكوك وانعدام الثقة بين الأقطار العربية وهذا من مكايد القوى الأجنبية فالقوى الأجنبية توحي لكل طرف من الأطراف العربية بأن الخطر ليس إسرائيليا ولا أجنبيا ولكن الخطر يأتي من القطر الذي بجواره فيظل الهاجس لدى كل القيادات العربية أن كل واحد متربص للطرف الأخر وكل واحد يحشد للطرف الأخر وكل واحد يتابع معلوماته عن الطرف الأخر لا يهمه التسليح الإسرائيلي أو التسليح الأجنبي أو الغواصات في البحر الأحمر أو البحر العربي أو في الخليج العربي لاتهمه أي معلومة عن البحرية التي تجول في البحار العربية ولكن يهمه بما هي القوى التي بجوار قطر ولا البحرين ولا اليمن ولا السعودية ولا مصر ولا ليبيا هذا هو الهاجس الذي تزرعه الاستخبارات الأجنبية التي توحي بأن كل خطر على السودان يأتي من مصر ومصر عليها خطر من ليبيا واليمن من السعودية والسعودية من اليمن هذه كلها إيحاءات من القوى المعادية للامة العربية وللأسف أنها تجري مناورات وثقة موجودة بين جيوش عربية وقوى أجنبية وما في أية مشكلة ولكن لا توجد أية مناورة عسكرية بين الجيوش العربية وهذا يقع في إطار انعدام الثقة وعندما نقول تفعيل دور الجامعة فإن الهدف هو إعادة الثقة والتضامن العربي لابد من الخوف من القوى التي تستهدف الأمن القومي العربي نتمني أن نتعظ من الماضي والماضي مملوء بالدروس والعبر والشيء الذي يؤكد معلومات الاستخبارات الأجنبية هو الغزو العراقي للكويت وهذه حالة نادرة والنادر لا حكم له طيب مفروض هذا يجب تجاوزه حصلت غلطة وحصل ما حصل تركت سلبيات كثيرة وتصدع في العلاقات العربية مفروض ان نتجاوزه ونعمل رادعا في إطار ميثاق الجامعة العربية لا قوة عربية أو دولة عربية تحاول ان تخترق الأمن لأي دولة مجاورة يجب ان يكون هناك ردع كامل من قبل الدول العربية ردع اقتصادي ردع ثقافي ردع عسكري ردع سياسي ومش لازم القوة العسكرية يمكن تقاطع ذلك القطر المخطئ اقتصاديا سياسيا اجتماعيا ثقافيا دبلوماسيا هذه كلها ضوابط ونحن نعتبر الوحدة اليمنية شمعة مضيئة في تاريخ الأمة العربية ومع ذلك حاولت قوى ان تجهض هذا المولود الذي هو مفخرة لكل عربي ولكل قومي المفروض كلنا نحافظ عليه بحدقات عيوننا اليمن الموحد مكسب لنا كلنا التجمع الخليجي.

وفي إطار التكامل الاقتصادي والأمني والدفاعي والسياسي نعتبره إنجازا طيبا ونشجع على هذه ونعتبره إنجازا قوميا.. نحن نتطلع لمثل هذه التجمعات وهذه التكتلات لأنها كلها تصب في إطار إعادة التكامل العربي إلى ان يأتي تضامن عربي أقوى واشمل من هذه الكيانات الصغيرة ولكن نعتبرها خطوة والوحدة اليمنية خطوة والتجمع الخليجي خطوة والتجمع المغاربي خطوة أي تجمع وأي تكامل يعتبر إنجازا قومياً جيدا وهذا كله يصب في نهاية الأمر لصالح تفعيل الدور العربي سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

– كثير من الدول العربية والمنظمات الإقليمية العربية مجلس التعاون الخليجي.. المغاربي قد لجأت إلى بيوت خبرة أجنبية لتعد لها دراسات حول مفهوم الأمن القومي وإمكانية الحفاظ على الأمن القومي لتك الدولة أو للمجموعة الإقليمية كما فعل مجلس التعاون الخليجي في وجود عبد الله بشارة، هذه الدراسات من بيوت خبرة أجنبية وبالضرورة أنها ستوحي بالخوف وتزرع الريبة والشك في أفئدة وقلوب الذين كلفوها بعمل الدراسات.. وسؤالي لفخامتكم هل كلفتم أحدا من هؤلاء لإعداد دراسة لأمنكم القومي لمواجهة من حولكم وأعطوكم المشورة بأن يكون ذلك موقفكم؟

– الرئيس/ أهم إنجاز أنجزه اليمن هو إعادة الوحدة اليمنية وتحقيق الديمقراطية والتعددية الحزبية.. لم نستعن ببيوت الخبرة الأجنبية ولكن نحن نتابع عبر تواصلنا مع الآخرين ونأخذ ما نستفيد به منهم والذي يتلاءم مع خصوصيات شعبنا.. صعب ان استورد خبرة أجنبية لتقيم لي كيف يكون أمنى القومي نحن في نظر العالم متخلفين وألامية متفشية والفقر موجود.. لكن نحن في اليمن نعتز انه عندنا خبراء في الاقتصاد وخبراء في السياسة والخبراء الذين يديرون الاقتصاد اليمني يمنيون لم نستعن بخبراء أجانب في إدارة شؤون الدولة ومؤسسات الدولة ومراكز البحث العلمي كلهم يمنيون صحيح بعث اليمن بكوادر من أبنائه إلى أوروبا ودرسوا في أمريكا ودرسوا في المنظومة الاشتراكية واستفدنا من هذه الدراسات وبالتالي ما كل الدراسات طبقت حرفيا كأنك في فصل جامعي تستفيد منها وما يخصك وما يتلاءم مع بيئتك ومع وضعك السياسي ومع الجانب الجغرافي.. صعب ان استورد خبرات أجنبية تقيم الأمن القومي اليمني.

– فخامة الرئيس بشأن الوحدة كما تعرف الوحدة قامت على دماء وأهدرت فيها أموال وأزهقت فيها أرواح وهذه الوحدة كثير من الناس قالوا أنها غير شرعية لأنها قامت عن طريق القوة وانه ما قام على القوة لن يبقى.. فما هو الرد على أولئك الذين يقولون بأنها قامت على أسنة الرماح وأنها لن تبقى طالما هناك دماء جارية؟

– الرئيس/ يمكن ان هناك ناس يغالطون أنفسهم.. الوحدة قامت لتبقى وتدوم والوحدة قامت بعقد وبالتراضي وبالأطر السلمية عبر حوارات طويلة من الاستقلال وما بعد الاستقلال وما بعد إنهاء الحكم الملكي في الشمال والحوار مستمر حتى تم إنجاز هذا العقد في 22 مايو عام 90م وتحققت وحدة سلمية تماما وتأسست هذه الوحدة ثم جاءت فترة انتقالية في الحكم بعد دمج النظامين في الشمال والجنوب وجرى استفتاء على دستور الجمهورية اليمنية وهو عقد الوحدة، حيث جرى استفتاء شعبي كامل وبنسبة ممتازة وافتعلت بعد ذلك الأزمة وجاءت الحرب وأراد بعض الانفصاليين العودة بالوطن إلى ما قبل 22 مايو، ونحن اعتبرنا الدستور عقدا ملزما مش ملزم لنا كقيادات بل ملزم لكل القيادات السياسية في اليمن ولكل القوى الاجتماعية ولكل القوى الخيرة في المجتمع فأرات تلك العناصر ان تعيد الوطن إلى قبل 22 مايو وكان يعتبر ذلك اختراقا للدستور واختراقا للقانون فكانت حرب شرعية تماما لأنه حصل تمرد على الشرعية الدستورية الحرب كانت مشروعة من اجل تثبيت الوحدة صحيح خسرنا فيها ملايين وخسرنا فيها دماء زكيه ولكن أمام ذلك المولود العربي القومي والشمعة المضيئة كان كل شيئ يهون لان التشطير سيؤدي إلى استمرار الأزمات والحروب المستمرة ونحن عايشنا عدة حروب من يوم الاستقلال في ظل التشطير جاءت حرب 72 م وحرب 79م وحرب من 79/82 في المناطق الوسطى هذه ثلاثة حروب والرابعة كانت عام 1994م والتشطير يجعل الوطن في حروب مستمرة فالوحدة أنهت الحرب وحرب 94م هي نهاية لكل الحروب وعقد قوي لا أحد يستطيع ان يمس هذا العقد والوحدة ليست وحدة بالقوة كما يقال ولم تتحقق من خلال فوهات المدافع لقد اشتعلت أزمة وحصلت خيانة وحصل تمرد مثل أي تمرد يحصل في أي قطر عربي وأي تمرد يخالف الدستور والقانون من مشروعية الدولة التصدي لذلك التمرد فنحن تصدينا للتمرد وثبتنا الوحدة والانتخابات النيابية الأخيرة 27 إبريل 97م وإقبال المواطنين في كل محافظات اليمن وانتخاب نواب الشعب هو أيضا استفتاء ثان على الوحدة.

– فخامة الرئيس وانتم تعيشون احتفالاتكم بالوحدة وترسيخ القاعدة الديمقراطية بالانتخابات هناك سؤال عقدت اتفاقات بين كثير من الدول العربية وخاصة دول المواجهة هذه الدول قد وقعت والتزمت بكل عهودها واتفاقياتها والإسرائيليون نقضوا كل العهود والشاهد على هذا النقض هو الولايات المتحدة الأمريكية وألان نرى المسيرة تتعثر كما نراها ألان في ظل وجود نتانياهو والإسرائيليون بصرف النظر حزب العمل أو الليكود ألان ما هو الدور العربي الذي يجب ان يتخذ لوضع المسيرة السلمية في الإطار الصحيح وما هو التحاور بين القيادات العربية هل هناك تواصل في وضع نهاية لهذا المأزق الذي نعيشه والذي تؤخذ منه أموال ووقت وجهد بصرفنا في التنمية وعن اللحاق بالعالم؟

– الرئيس / نحن نقول ان إسرائيل غير جادة بالنسبة للسلام لأن الحكومة الإسرائيلية تحظى بدعم أمريكي كبير وأموال سخية أمريكية وللأسف الشديد ان بعض أموال الدعم الإسرائيلي من الخزينة الأمريكية هي من الأموال العربية إسرائيل غير جادة وتعتقد أنها إذا استمرت في مسيرة السلام وكان هناك سلام شامل وكامل فإنه سوف ينتهي المبرر لتقديم الدعم على أساس انه عليها خطر من العرب وانه إذا تحقق السلام الشامل والكامل سترتفع أصوات في الولايات المتحدة تقول ليس هناك مبرر لمواصلة دفع الدعم لإسرائيل لأنها أصبحت دولة آمنة ولهذا تفتعل إسرائيل الأزمات وتتنصل عن كل الاتفاقيات ولا تريد سلاماً كاملاً وشاملاً وينبغي اتخاذ موقف عربي صارم لتعزيز دور المفاوض السوري والمفاوض الفلسطيني وكثير من الأصوات العربية ترتفع ان الفلسطينيين فرطوا في الأرض وأشياء كثيرة طيب هم كانوا شراذم في الوطن العربي وألان شيئ ممتاز انهم موجودين في غزة وأريحا والذي ساعدهم على استعادة القدس وإعادة الوضع إلى ما قبل 67هو أيجاد موقف عربي موحد يعزز دور المفاوض الفلسطيني والمفاوض السوري واللبناني نحن نقول هناك قطرين عربيين ونحن نعترف انهما هما اللذان يجب ان يلعبا الدور الرئيسي لان كل أسرة وكل كيان له رأس هناك قطرين رئيسين الأول يمثل قوة اقتصادية والثاني قوة سياسية مصر والمملكة العربية السعودية وهما الدولتان المفروض ان تعملا من اجل لم لصف العربي حولهما ونستطيع من خلال ذلك ان نأخذ موقفا عربيا كبيرا وهذا ليس نقصا في حق اليمن ولا في حق سوريا ولا في حق قطر ولا في حق الكويت كلنا أقطار واحدة ولكن هذين البلدين يملكان قوة اقتصادية وقوة سياسية وجغرافية واستراتيجية ويستطيعان ان يقوما بدور لم الصف العربي وجمع شتاته وتوحيد موقفه وتعزيز من موقف المفاوض العربي مع الكيان الإسرائيلي.

* فخامة الرئيس/ كمواطن يخاف من كل أجهزة السلطة السياسية بدأنا نفقد الثقة في قياداتنا وأنا في رحاب السلطة ألان وبين يدي أحد الزعماء نسمع دائما وبإستمرار موقف عربي موحد من هو صاحب الموقف العربي الموحد؟

– الرئيس/ أنا واحد من القادة العرب وحددت لك مرتكزين اثنين لقد قلت لك كل شيء له رأس كيف كان الوضع العربي أيام عبد الناصر ولماذا.

لقد التفت الأمة العربية حول عبد الناصر وأخذنا كعرب مواقف عظيمة ورفعنا شعار التخلص من الاستعمار من المحيط إلى الخليج وحققنا نتائج إيجابية ألان هناك ركيزتين أساسيتين اقتصادية وسياسية وجغرافية واجتماعية وثقافية هما مصر والمملكة العربية السعودية وهما دولتين تقدران لعب دور أساسي فاعل ولا يعني أننا نتحمل المسؤولية إلى جانبهما بل نتحمل المسئولية ولكنهما قوتان لا يستهان بهما في الوطن العربي .

* اليوم تفعل الولايات المتحدة بقادتنا العرب كما فعل القائد الأمريكي بإمبراطور اليابان بعد هزيمة اليابان في الحرب والملاحظ ان الشعوب العربية لم تتحرك غيره على كياناتها بوصفك أحد هؤلاء القادة أسئلكم بالله ماذا عملتم لشعوبكم حتى لا يحتجون على ما يفعل بكم من الآخرين؟

– الرئيس / نحن في اليمن صوتنا مرفوع قيادة وشعب عندما نرى الباطل نقول له باطل لأنه ليس هناك ما يقلقنا ويخيفنا لأننا نحن في وضع لا نخاف منه أو نقلق وصوتنا مرفوع أمام الولايات المتحدة ولو شاهدت في بعض الأوقات هي ليست راضية عنا تماما لأننا نقول لها لا ونقول نعم في الوقت الذي يجب ان نقول فيه نعم.. الولايات المتحدة الأمريكية دولة كبرى وعظمي وهي الدولة الوحيدة في العالم وهي راعية النظام الدولي الجديد فلا أحد يستطيع ان يقول لها لا واستطعنا ان نقول لها في كثير من المواقف لا فكلمة لا موجودة وأتمنى ان نقول لا في المواقف التي يجب ان نقول فيها لا ليست كلها لأءات ولكن فيما ينبغي ان نقول لا.