المؤتمر الصحفي للأخوين علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ومحمد خاتمي رئيس جمهورية الإسلامية الإيرانية في ختام مباحثات الجانبين اليمني والإيراني في العاصمة الإيرانية طهران
سؤال: ماذا عن نتائج زيارتكم وما هي الآفاق الجديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين؟
** الرئيس اليمني: أنا سعيد بزيارتي للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائي بأخي محمد خاتمي ومرشد الثورة الإيرانية.. حيث تم بحث أوجه التعاون وسُبل تعزيزها، كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، كما بحثنا خلال هذه الزيارة القضايا التي تهمنا في المنطقة وفي مقدمتها الأمن والاستقرار فيها وفي الشرق الأوسط ورفع الحصار عن العراق وحل مشكلة الجزر بين الإمارات وإيران بشكل أخوي وودي وتطورات مسيرة السلام في الشرق الأوسط وكثير من هذه القضايا نحن متفقون عليها.
سؤال: ماذا عن قضايا الحدود وهل تم التطرق إليها خلال المباحثات كخطوة تساعد على إحلال الأمن في المنطقة؟
** الرئيس اليمني: إن من أسباب التوترات في المنطقة هي مشكلة الحدود، ونحن نرى أن حل مشاكل الحدود في الأطر السلمية وفي إطار التفاهم المباشر، وفي حالة عدم الوصول إلى حلول ودية فإنه يمكن لأي قطر اللجوء إلى التحكيم، ولقد شكلت اليمن نموذجاً يمكن الاستفادة منه مع كل من جارتيها سلطنة عمان وإرتريا.
سؤال: ماذا حول قضية الجزر الثلاث؟
** الرئيس الإيراني: إننا أعلنا مراراً أن السياسة المبدئية التي تنتهجها إيران تقوم على أساس إزالة التوتر وتطوير العلاقات مع جميع الدول خاصة الدول المجاورة أو الدول التي تقع في المنطقة، ولدينا نجاحات في هذه السياسة التي انتهجتها إيران، ولقد عانت هذه المنطقة كثيراً من الحروب وهي بحاجة الآن إلى مثل هذه السياسة التي تكفل تحقيق الهدوء والاستقرار والتعايش بين دول المنطقة.
وتواجد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح في إيران يدل على أن هناك تأكيداً لحرص البلدين على تطوير علاقاتهما الودية، ونحن في إيران لدينا علاقات جيدة مع الدول المجاورة مثل السعودية وسلطنة عُمان والدول الأخرى وهي تسير للأفضل يوماً بعد يوم.. ونحن نعتقد أنه إذا تمسكنا بالأمن وإذا قمنا بالتعاون الوطيد فيما بيننا وإذا كان هناك أي خلاف فإنه ينبغي أن نلتزم ونتمسك بالمنطق والتفاهم والشرعية من أجل الوصول إلى حلول مرضية.. ونحن نؤمن إذا كان هناك حسن نوايا أو توفر الاحترام المتبادل فإنه لن توجد أي مشكلة، ويجب أن ندرك إدراكاً كاملاً أن إثارة الخلافات بسبب حجج واهية هي من تلك القوى التي لا تريد أمناً أو تعاوناً بين دول المنطقة.
إن علاقات إيران والعراق وبفضل التعاون بين البلدين تسير إلى الأفضل وفي اتجاه يبعث على الطمأنينة.
وإننا على ثقة بأننا سنتغلب على كل المشاكل استناداً للقرارات الصادرة دولياً.
وبالنسبة لعلاقتنا مع دولة الإمارات فإنه ليس لدينا أي عداء مع إخواننا وأشقائنا الإماراتيين.. ونحن نمد دوماً يد التعاون إليهم.
والشيء الموجود حالياً هو بعض سوء التفاهم، وإن إزالة هذا السوء ليس أمامه أي معوق عبر إقامة حوار ودي وأخوي بين الجانبين، ونود أن نعلن تعاوننا مع إخواننا الإماراتيين لإزالة هذا السوء في التفاهم، وأن وزير الخارجية الإيراني قد قام بعدة زيارات للإمارات العربية، كما أن وفوداً أخرى ذهبت إلى هناك، وحالياً نؤكد استعدادنا التام لكي يتم تبادل الوفود، ونرحب بإخواننا الإماراتيين في هذا المجال ونتمنى أن يلبي إخواننا الإماراتيون هذا الطلب حتى يتسنى لنا ولهم إزالة سوء التفاهم.
لا شك أن اللقاءات والزيارات على هذا المستوى سيكون لها آثار إيجابية وقد تم تبادل وجهات النظر بشكل جيد.. وكانت هناك وجهات نظر متطابقة ومن خلال هذه الزيارات يظهر هذا التطابق ويؤكد أن هناك عزيمة صادقة لدى البلدين وعلى أعلى المستويات لتوطيد وتطوير العلاقات الثنائية وعلى مختلف المجالات وشتى المستويات.
لقد تم تنفيذ بعض المشاريع المشتركة كما أنه جرى خلال هذه الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومنها اتفاقية التعاون الثنائي والسياسي واتفاقية في مجال الثروة السمكية واتفاقية في مجال النقل الجوي إلى جانب ذلك هناك مواضيع أخرى نتمنى أن تترجم جميعها عملياً في مستقبل قريب..
سؤال: ماذا عن الأمن في المنطقة.. وهل بحث البلدان توقيع اتفاقية أمنية فيما بينهما؟
** الرئيس الإيراني: إن وجهة نظرنا وفخامة الرئيس كانت تتعلق بموضوع تحقيق المزيد من الاستقرار والهدوء في المنطقة واستتباب الأمن بشكل منظم ووجهة نظرنا في هذا المجال متطابقة.
إن الأمن يجب أن يوفر من قبل شعوب ودول المنطقة.. وأن استتباب الأمن يتعلق بجميع الدول والشعوب.. لهذا يجب أن تكون هناك مشاركة جماعية في هذا المجال، وكما أعلنا مراراً فإننا نعلن هنا أننا على استعداد ليكون لدينا اتفاق ثنائي على مستوى الأمن أو اتفاق إقليمي، ولا شك أن هذا الاتفاق الأمني الذي نتحدث عنه يقوم على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل.. وأن يأخذ مصالح جميع الدول والشعوب، وأنني آمل في مستقبل قريب وأن تشهد منطقتنا اتفاقاً أمنياً يجمع كافة الدول والشعوب ويؤدي إلى مزيد من التقدم والازدهار لشعوبن.