أثناء استقباله أعضاء مجلس الشعب التأسيسي السابق رئيس الجمهورية: ما يجري في صعدة جزء من العمالة الاجنبية ليس فكر ولا مذهبية
استقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الإخوة أعضاء مجلس الشعب التأسيسي السابق وأعضاء الحكومتين اللتين تشكلتا بعد انتخاب فخامة الأخ الرئيس في الـ 17يوليو 1978م وبعد إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وعدد من المسئولين والشخصيات الاجتماعية الذين قدموا إلى دار الرئاسة لتهنئة فخامة الأخ رئيس الجمهورية بذكرى الـ 17 من يوليو ومرور 26 عاما على انتخابه لقيادة مسيرة الوطن.
حيث أشاروا إلى ما يمثله يوم الـ 17 من يوليو من دلالات في حياة شعبنا وتاريخنا الوطني وما يقترن به من تحولات وتحقيق الانجازات والمكاسب الشامخة على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها في ظل عطاءات الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي جدد للثورة روحها وحافظ على ديمومتها وقاد مسيرة الوطن بحنكة واقتدار صوب مرافئ الأمن والأمان واستطاع بعقلانية ومهارة فائقة ان يتجاوز بالوطن الكثير من التحديات والصعاب والمخطر وان يعزز من دور اليمن إقليميا وعربيا وإسلاميا ودوليا لتحتل مكانتها المرموقة بين الأمم ودول العالم.
مؤكدين، أن يوم الـ 17 من يوليو 1978، يمثل الانطلاقة الكبرى والحقيقية لبناء اليمن الحديث وترجمة التطلعات الوطنية الكبرى وفي مقدمتها إعادة تحقيق وحدة الوطن والدفاع عنها وإرساء قواعد الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية والحزبية وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وحرية الراى والتعبير ومشاركة المرأة في الحياة العامة واحترام حقوق الإنسان بالإضافة إلى النهوض التنموي الشامل والذي تحقق من خلاله إيصال الخدمات ومشاريع التنمية إلى كل منطقة من مناطق الوطن الغالي.
معبرين عن اعتزازهم بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح قائدا وطنيا وقوميا شجاعا وحكيما كرس كل جهده من اجل خدمة وطنه وأمته مجسداً في نهجه دوما مبدأ التسامح انطلاقا من إيمانه بان حاضر اليمن المشرق ومستقبل أجياله الزاخر بالرخاء والتقدم والرفاهية لا يبنى الا بالتسامح والديمقراطية وبالتلاحم الوطني وحشد الطاقات الوطنية في معركة البناء والتنمية وصنع التقدم للوطن.
وتحدث فخامة الأخ رئيس الجمهورية إليهم مرحبا بالجميع، وقال أرحب بكم جمعا وفي المقدمة الأخوة أعضاء مجلس الشعب التأسيسي وقيادة الأحزاب التنظيمات السياسية وأعضاء أول حكومة تجددت لها الثقة في عام 1978م وأول حكومة تشكلت بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ 22 من مايو 1990م.. ونحن نعتبر ان هذه المناسبة الـ 17 من يوليو 1978م تمثل نقلة تاريخية في حياة شعبنا، ” ان يصعد الى رئاسة الدولة رئيس دولة منتخب من قبل كوكبة من رجالات اليمن في ذلك الوقت حيث كان يضم مجلس الشعب التأسيسي مشائخ وعلماء وشخصيات اجتماعية وهنا تتجسد الشورى “.
وأضاف قائلا: ” منذ الف عام من حكم الائمة وحتى في عهد الثورة لم يأت رئيس ليمسك تقاليد الحكم عبر الانتخاب، فلقد كان الوصول للسلطة يأتي عبر الانقلابات ما عدا ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر والتي كانتا ثورتين شعبيتين .
وقال فخامته: ” الحمد لله أننا نأتي إلى السلطة عبر مؤسسات، وان شاء الله يسري هذا التقليد ونثبته كيف نعمل على التداول السلمي للسلطة بين مختلف القوى السياسية وهذا أنجاز كبير للوطن.
وانا اثمن دور القوى السياسية وفي المقدمة الأخوة في التجمع اليمني للإصلاح الذين وقفوا إلى جانب الشرعية في محنة صيف عام 1994، ودور الحزب الاشتراكي الذي مد يده لتحقيق الوحدة اليمنية.. وهذه محطات تاريخية لا نستطيع ان ننساها واذا كان هناك صغائر يجب ان نتجاوزها وكل ما تحقق في هذه الحقبة من الزمن هو بفعل تعاون القوى الشريفة والمخلصة والنظيفة في مختلف مؤسسات الدولة.
وقال فخامة الأخ الرئيس: ” لو كان هذا التقليد في مكان اخر لعملوا منها الشيئ الكثير وان ما استطعنا ان ننجزه على صعيد الوحدة والديمقراطية والتنمية هو ليس جهد فرد ولكن جهد كل المؤمنين المخلصين والمحبين لهذا الوطن.
وأضاف ان ما جرى يوم الـ 17 من يوليو 1978، يمثل محطة عظيمة نقلتنا من مجلس الشعب التأسيسي فيما كان يسمى بالشطر الشمالي إلى انتخاب مجلس الشورى ثم جاءت الوحدة المباركة في الـ22 من مايو 1990، وتشكيل مجلس النواب من السلطتين التشريعيتين اللتين كانتا موجودتين في الشمال والجنوب والذي أدى واجباً ممتازاً وتهيئت الأمور لانتخابات عام 1993م وتلتها انتخابات ديمقراطية في عام 1997، ثم جاءت الانتخابات الأخيرة وتم انتخاب سلطة محلية وكان الناس يترددون في انتخاب السلطة المحلية.. وتحققت قفزة هائلة في مجال توسيع المشاركة الشعبية لمختلف شرائح المجتمع، وأصبح لدينا اليوم ما لايقل عن سبعة ألاف عضو مشاركا في صنع القرار من خلال المجالس المحلية وتحققت نتائج ايجابية على الرغم انه في البداية كانت هناك صعوبة ولكن التجربة تنمو وبشكل جيد من خلال التنافس وتحققت إنجازات هائلة سواء في مجال جباية الموارد أو تقديم الخدمات وإنجاز المشاريع والآن كثير من المناطق تشكل نموذجا سواء في المكلا وسيئون والضالع أو صعدة أو الحديدة المحويت أو حجة أو البيضاء أو المهرة أو شبوة أوابين أو لحج وغيرها من المناطق وكل المحافظات تزدهر الآن بفضل توسيع المشاركة الشعبية على الرغم انه كانت هناك مخاوف من بعض الاخوان وهو من باب الحرص بانه قد تصاب التجربة بنكسة لكن بدأت التجربة بصعوبات ولكنها تتلاشي يوما بعد يوم وتحقق نتائج غير عادية ولو لاحظتم على سبيل المثال فالعاصمة صنعاء اليوم هي الان غير ما كانت عليه قبل وجود السلطة المحلية ، واصبحت تنافس عدن وتعز وكل المحافظات وأصبحت القوى السياسية مشاركة وهذا شيئ ممتاز.
وأضاف فخامته قائلا: ” ونحن عندما ندعو لتوسيع المشاركة لا نريد ان يطغى حزب سياسي على بقية الاحزاب ولكن نريد لبقية الاحزاب ان تكون مشاركة بفعالية وان يكون لها وجود وحضور ولا نريد لاي قوى ان تهمش بل نتمنى من القوى السياسية ان تطمح وتعمل بكل جدية لدخول هذا المعترك السياسي وان تكون كل احزابنا احزاب لها امتداد على الساحة الوطنية ولا تكون احزاب صحافة أو احزاب افراد أو أسر ، بل احزاب وطنية يكون لها امتداد من اقصى الشرق في المهرة وحتى اقصى الغرب على ساحل البحر الاحمر وكذلك من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب
وان لا تكون احزابا سياسية متقوقعة في قرى او حارات او اسماء شكلية ولكن تكون احزاباً فاعلة وحقيقية بعيدة عن المناطقية والقروية والاسرية واي شريحة في المجتمع لا يكون لها امتداد تظل مقوقعة فالحزبية وسيلة وليست غاية مهما كان فيها من الصعوبات ولكن منها فائدة كبيرة من خلال الراى والراى الاخر والان نرى هذه القوى السياسية موجودة في هذه القاعة.
وأردف قائلا.. ” نحن نشكل قوى واحدة ولكن تتباين الاراء من جل ان تتنافس على الافضل وعلى خدمة الوطن وعلى من يقدم خدمة احسن للوطن وعلى من يكتب افضل على من يجتهد افضل وعلى تقديم معلومات افضل.
وقال فخامة رئيس الجمهورية: ” لقد تخلصنا من الفردية والديكتاتورية والانظمة الشمولية وتوسعت المشاركة الشعبية ولا ضير ان كل القوى السياسية تشارك ونسمع رأيها وتسمع ارائنا، اتمنى من اخواننا في القوى السياسية في احزاب المعارضة ان تسمع منا مثلما نحن نسمع منها فنحن نسمع ارائها ونعيرها كل الاهتمام اذا كانت اراء سديدة وملاحظات بناءة نأخذها بعين الاعتبار، ونتمنى ايضا ان ياخذوا خطابنا السياسي المسؤول بعين الاعتبار دون ان تأخذنا الكبرياء أو شيئ من هذا القبيل وفي نهاية الامر نحن نشكل فريقا واحدا كسلطة ومعارضة.. المعارضة هي وجه اخر وليس عناد او تحدي او بغضاء او كراهية او فرقة اولشرخ الصف الوطني لكن للبناء للقوة لانه قوتنا في تعاضدنا وتماسكنا وتماسك الجبهة الداخلية.
واضاف الأخ الرئيس قائلا: ” اقتصادنا يبنى على سواعد كل ابناء الوطن.. كل بحسب امكانياته وقداراته وبحسب معلوماته وخبرته.. نحن بحمد الله كنا ولازلنا نسير بشكل جيد ربما عين الحسود سادت.. فالاستقرار جميل وعظيم وبدأنا نتغزل بالاستقرار، وحققنا نتائج جيده واستقرينا، وأصبح هناك مؤسسات وتعددية وحرية صحافة وراي وراي اخر وهو شي جميل واذا طلع لنا من هنا فقاقيع تؤثر على التنمية وعلى الوحدة الوطنية وتلحق الدمار وتزهق الانفس بفعل اشخاص لايشعرون بمسؤولياتهم وانااوجه اتهامي مباشرة الى قوى خارجية وان هذه الا اداة من ادوات القوى الخارجية.
وقال ان ما يجري في رقعة صغيرة محاصرة في 3- 4 كم في محافظة صعدة هو جزء من العمالة الاجنبية وليس هو فكر ولاهي مذهبية ولا زيدية ولا هادوية ولا شافعية ولكنها عنصرية لعمل ستخباري اجنبي ازعاج التنمية ازعاج الاستثمار شرخ في الوحدة الوطنية وهذا ما يحصل وليس هو عناد سياسي.. ليس هو منافس لي.. انا انسان وهبت نفسي لهذا الوطن وقلت حرية وديمقراطية وتنافس وتبادل سلمي للسلطة تعال عبر صناديق الاقتراع في اطار النظام الجمهوري وفي اطار الدستور والقانون لاي مواطن الحق ان يكون موجوداً ولكن هذا عمل تخريبي والمؤشرات تتضح وسنعلنها لكل عامة الناس بان هذا عمل استخباري اجنبي لماذا هذا الوطن يستقر لماذا هذا الوطن هادى لماذا هذا البلد القبلي يتغزل بالديمقراطية والحرية.. لابد ان نعمل له هذه الدبابيس.. وهذا مؤشر خبيث الحمد لله انه طلع على السطح ولكن لو تاخر كانت ستكون فتنة اوسع مما هو الحال عليه.
واضاف الاخ الرئيس قائلا ” مهما حدث من خسائر في قواتنا او في المواطنين الابرياء وما كنا نريد ان نرى دم يسفك او امرأة او شيخ او عجوز يهدد او يخاف ولكن أولئك هم السبب.. هكذا العمالة.. وهكذا الاستخبارات الاجنبية تدخل الى الشعوب وهي لا تأتي بالمظلة ولكن تاتي بعناصر خبيثة ومريضة وتحتل الشعوب.. لن نقبل على اراضينا قدم اجنبي على الاطلاق.. مهما قد منا من تضحيات لن نستسلم.
واضاف الاخ الرئيس “انتهزها فرصة لاقول بان السابع عشر من يوليو ليس هو ملكي ، ولكن اشعر بفخر اني جئت الى هذا المكان باصوات هذه الكوكبة من الرجال الاوفياء من كل ابناء الوطن ، اكرر التحية لكم واحي كل من هو غائب واترحم على من لقي ربه. متمنياً لهذه المسيرة مزيدا من التضامن وتوحيد الصف والاخاء ونبذ الفرقة بين ابناء الوطن الواحد والتوفيق والنجاح.
والقى الأخ / عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى كلمة قال فيها:: ” تغمريني السعادة وأنا أتحدث اليوم في مناسبة عظيمة وعزيزة وغالية علينا جميعاً وهي الذكرى السادسة والعشرين لانتخاب فخامة الأخ / علي عبدالله صالح من قبل مجلس الشعب التأسيسي لرئاسة الجمهورية في 17 يوليو 1978 م .مهنا كافة أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة التي تم فيها ولأول مرة في تاريخ اليمن انتخاب رئيس الدولة بطريقة ديمقراطية من خلال ممثلي الشعب، والتي جاءت نتيجة لرفض فخامة الأخ الرئيس تسلم السلطة الا عبر المؤسسات الشرعية ووفقاً للإجراءات الدستورية والقانونية.
وقال رئيس مجلس الشورى: ” لقد عاشت اليمن في ظل الحكم الأمامي الكهنوتي المتسلط والمستبد الذي لم يكن للشعب فيه أي رأي في اختيار من يمثله في الحكم أو مجرد التساؤل عن من يحكمه.
وأضاف: ” وبعد قيام الثورة المباركة أستمر تبادل السلطة بطريقة غير سلمية وعبر الانقلابات إلى اليوم الذي جاء فيه فخامة الأخ / علي عبدالله صالح حيث وضع حداً لذلك كله، باشتراط تأسيس مرحلة جديدة قائمة على حكم الشعب نفسه من خلال ممثليه في مجلس الشعب التأسيسي ومن خلال الاحتكام إلى الدستور الذي أكد على ان الشعب هو مصدر السلطات، وبذلك فقد أنهى كل دورات الدم وكافة أشكال التأمر والانقلابات وأسس لمبدأ الوصول إلى السلطة عبر القنوات الشرعية ولمبدأ التداول السلمي للسلطة.
وتابع رئيس مجلس الشورى قائلاً: ان الصفات الحميدة التي يتحلى بها فخامة الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائمة على التسامح وسعة الصدر وقبول الأخر ورفض كل أشكال العنف قد لعبت الدور الأكبر في التأسيس للتجربة الديمقراطية الرائدة في بلادنا، فقد جاء الأخ الرئيس من صميم الشعب اليمني من التربة اليمنية الخصبة، ومثل الثورة وضميرها، فلم يأتي ليمثل طبقة او فئة او عرق او طائفة اومذهب بل مثل اليمنيين جميعا تطبيقا للمنطلقات الاساسية للثورة اليمنية الخالدة وللمبدأ الدستوري في أن السلطة هي للشعب وليست لطبقة او لعرق او مذهب او منطقة معينة.
وقال الاخ عبدالعزيز عبدالغني” لقد أثبتت الأحداث الأخيرة صحة اختيار ممثلي الشعب للأخ / علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية ولقيادة مسيرة العملية السياسية والتنموية في بلادنا، ولشجاعة فخامته على تحمل تلك المسئولية في وقت كان فيه تحمل المسئولية يعتبر مخاطرة كبيرة، وتدل على ذلك الأحداث التي مرت بها اليمن آنذاك.
مضيفا.. لو أردنا أن نستعرض أو نحصر المنجزات التي تمت في العهد المبارك للرئيس علي عبدالله صالح لما استطعنا ولكني سأكتفي هنا بذكر أرزها ، ففي المجال الديمقراطي ومنذ بداية تسلمه السلطة، سعى فخامته على فتح باب للحوار مع كافة خصوم النظام، وشرع فخامته في إقامة حوار واسع مع عناصر المعارضة في الوقت الذي كانت تمارس أعمال التخريب في بعض مناطق البلاد، ومثلما قدم الحوار مع العناصر التي تمارس التخريب في البلاد وبعض مناطق أخرى انبثق عن ذلك لجنة الحوار الوطني التي توصلت إلى إقرار الميثاق الوطني الذي مثل القواسم المشتركة بين كافة شرائح المجتمع المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والذي تم الاستفتاء عليه وإقراره من قبل الشعب.
وقال رئيس مجلس الشورى” وقد كان لاشتراط فخامة الرئيس اقتران الوحدة بالديمقراطية، أثره الايجابي على سير العملية السياسية اللاحقة من حيث إقرار الحريات السياسية والتداول السلمي للسلطة بل وإقرار تقييد قترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين فقط مما يؤكد على صدق فخامته وتجسيده للأقوال بالفعل وعلى إيمانه بتطبيق المبدأ الدستوري بأن السلطة للشعب وليست لفئة أو عرق أو مذهب كما تحاول بعض عناصر التطرف والإرهاب إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف بإثارة النعرات المذهبية والعرقية والسلالية التي لفظها شعبنا اليمني بقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وتم التخلص منها نهائيا بإقامة التعددية السياسية والحزبية منذ قيام الوحدة المباركة في الـ22 من مايو 1990م.
وقال رئيس مجلس الشورى ” مرت اليمن من خلال العقود الثلاثة المنصرمة من القرن الماضي / ومعها المنطقة والعالم بالعديد من الأحداث الكبيرة التي هزت العالم بأسرة وأدت إلى انهيار أنظمة كاملة ونشوء أنظمة جديدة على أنقاض تلك الأنظمة، ولكننا في اليمن وبحمد الله وفضل حكمة وحنكة قائد مسيرتنا الأخ / علي عبدالله صالح قد استطعنا تجاوزها جميعا، فعلى المستوى المحلي تم القضاء على أعمال التخريب التي كانت قائمة في بعض المناطق، كما تم تجاوز آثار حرب 1979م بين شطري اليمن آنذاك واستئناف أعمال لجان الوحدة.
وفي هذا الإطار وبغرض توطيد الإجراءات الوحدوية فقد تم إنشاء وتفعيل عددا من الإجراءات الاقتصادية والأمنية بين الشطرين في سياق السير في العملية الوحدوية، حيث تم إنشاء المجلس الأعلى بين الشطرين وإنشاء عددا من الشركات المشتركة والسماح بتنقل المواطنين بالبطاقة الشخصية وغيرها من الإجراءات التي مهدت لقيام الوحدة اليمنية بطريقة سلمية وديمقراطية، ورفض إقامة الوحدة بالقوة.
أما على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، ففقد تجلت حكمة وحنكة فخامة الأخ الرئيس في التعامل مع الأحداث والمستجدات على تلك المستويات فقد تم حل قضايا الحدود مع كل جيران اليمن والتي كان من نتائجها استلام مطار البديع قبل أيام.
وعلى المستوى العربي، فقد كان للسياسة الخارجية اليمنية دورها الايجابي في اصلاح الشأن العربي، بعد أن كانت السياسية اليمنية الخارجية مغيبة وهامشية، فقد بادرت الجمهورية اليمنية بأكثر من مباردة لاصلاح الجامعة العربية وانتظام اجتماعاتها بشكل دوري وهو ما تم اقراره والعمل به، وتم انقاذ الجامعة العربية من حالة الركود التي كانت عليه قبل المبادرة اليمنية، كما تقدمت الجمهورية اليمنية بمبادرة حكومية أخرى من خلال الدعوة لاقامة وحدة عربية وفق آلية عمل عملية، وهي المبادرة التي ما زالت قيد الدراسة والبحث في اطار الجامعة العربية.
وعلى المستوى الدولي فقد اصبح لليمن حضورا فاعلا على مستوى العالم التي كان أخرها دعوة الاخ الرئيس لحضور اجتماع سي ايلاند للدول الصناعية الثمان.
واستطرد الأخ / عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى: / وبفضل السياسة الحكيمة للأخ الرئيس تجنبت بلادنا العديد من النتائج السلبية التي تعرضت لها الكثير من الدول بعد الأحداث الارهابية التي تعرضت لها بلادنا في حادثة السفينة الامريكية (اس اس كول) ثم السفينة الفرنسية (لامبيرج) وحادثة 11 من سبتمبر.. فقد استطاع فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، احتواء تلك الازمات بحنكة وقدرة فائقة، واكتسبت بلادنا احترام المجتمع الدولي، وهو ما تجلى من خلال دعوة بلادنا لحضور اجتماع الدول الثمان الذي عقد مؤخراً في امريكا.
وقال” انني وزملائي الذين عملنا مع فخامة الأخ الرئيس منذ تسلمه السلطة عام 1978، نقدر ونعتز بتكليف فخامته للحكومة القائمة في ذلك الوقت بالاستمرار في عملها، وتشرفت وزملائي بالعمل تحت قيادته كفريق واحد وتحملنا المسئولية بكل امانة واخلاص بعد ان منحنا كل الصلاحيات لممارسة عملنا كحكومة مسئوولة أمامه ومشتركة معه في المسئولية.
ولذلك فأنني وجميع زملائي نعتز ايما اعتزاز بأننا عملنا مع هذا الرجل القائد الذي حقق اسمى أهداف الشعب اليمني، وارتفعت على يديه راية الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م والذي حقق الأمن والاستقرار والنماء والرخاء والتطور لبلادنا.
وقال في ختام كلمته”نبارك للشعب اليمني هذا القائد وتحية خالصة لفخامته على شجاعته واقدامه وعلى روح التضحية وبذل الغالي والنفيس في تحقيق مصالح الشعب اليمني وأهدافه السامية ومحاربته لكل اشكال التطرف والغلو وايمانه العميق بأن السلطة تكليف لا تشريف يستحقها من يعمل على تلبية طموحات واحلام كافة افراد المجتمع بمختلف فئاتهم وشرائحهم كما كفلها الدستور والقوانين المنبثقة عنه والمجسدة لمبادىء الثورة اليمنية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر الرافضة لكل النزاعات العرقية والمذهبية والسلالية والطائفية والمناطقية.
وعقب ذلك قام الحضور بقطع تورتة المناسبة وسط مشاعر غامرة بالوفاء للقائد الذي اوفى بوعوده وعهوده للشعب وحقق له الكثير مما يصبوا اليه على درب البناء والتنمية والانجاز، مؤكدين التفافهم خلف قيادته الحكيمة لتحقيق كل التطلعات الوطنية المنشودة وبناء اليمن القوي المزدهر.