فخامة الرئيس يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الجند بتعز

فخامة الرئيس يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الجند بتعز
فخامة الرئيس يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الجند بتعز

تعز: أدى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع الجند التاريخي بمحافظة تعز ومعه عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادة المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية وجموع المصلين.

وتحدث فضيلة الشيخ زيد المحاقري في خطبتي العيد عن فريضة الحج وأهميتها في حياة المسلمين باعتبارها من الأعمال التي تقرب العباد إلى الله تعالى.

وقال: "نعيش اليوم في أيام الله، يوم الشفع المقصود به يوم النحر، اليوم الذي فيه عدة تأملات وعظات وعبر نقف معها ونتأملها في حياتنا، وفريضة الحج عبادة نستقي منها الدروس والعبر في شؤون حياتنا وتعاملاتنا".

وأضاف: "هذا اليوم العظيم الذي نبدأ به أول عمل كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان يفرغ الناس من صلاة العيد ينتقلون إلى تقديم الضحايا، تقربا إلى الله تعالى بالضحية امتثالا لأمره سبحانه".

ولفت إلى أن الأضحية تحمل معاني الخضوع والانقياد لله تبارك وتعالى وأوامره وطاعاته، ويكسب الإنسان بها ثوابا وأجرا عند الله تعالى في الدنيا والآخرة.. مشيرا إلى أن العبودية والطاعة لله تعالى تكمل عندما يقدم الفرد الأضحية.

وقال: "إن هذه الأضحية جعلت مشروطة شروط عمرية وزمنية وصحية وكلها تصب في منفعة الإنسان، وهذه الشروط تدل دلالة طيبة وواضحة على ان الله طيب لا يقبل إلا طيبا، لا يقبل من العبادة إلا ما كان طيبا، لا يقبل من القربات إلا ما كان طيبا، فالعبادة التي يؤديها الإنسان لابد ان تكون خالصة لوجه الله تعالى، تلك العبادة التي يعود نفعها للبشرية وللأمة بالخير واليمن والسعادة والأمن، العبادة التي تشرع للعبد تحقيق أهدافها التي يصبوا إليها من خلال وجوده في الحياة".

وأضاف: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا نتعلم بهذا المعنى كيف نضحي من اجل ديننا وأوطاننا وحماية أمننا واستقرارنا في كل زمان ومكان".. مذكرا بالموقف الذي وقفه النبي صلي الله عليه وسلم يوم عرفة وهو يخطب في مائة ألف أو يزيد ويضع المواثيق والحقوق للإنسانية وللحياة وكررها يوم النحر وأيام التشريق عندما قال: "إن دماؤكم وأموالكم وإعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم.. ألا هل بلغت اللهم فشهد والذي يؤكد حرمة الدماء والأعراض والأموال.

وتابع الشيخ المحاقري: "إن حرمة الدماء كررها الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من موقف في حجته، حرمة الدماء التي أطلق عليها النبي عليه الصلاة والسلام وهو ينظر إلى الكعبة المشرفة، ويطوف حولها، ويقول ما أعظمك، وما أكرمك.. إن هدمك حجرا حجرا خير عند الله من أن يراق دم أمريء مسلم من غير حق، هكذا قال النبي صلى الله علية وسلم وهو يتكلم عن حرمة الدماء.. لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم بغير حق".

وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم سُئل عن أعظم الذنوب فأجاب"القتل وسفك الدماء.. الدماء.. الدماء التي تصان حقا للإنسانية ايا كان وفي أي مصير كان".

وتساءل الشيخ المحاقري عمن يقطعون الطرقات ويسفكون الدماء.. أي شرعية ينتهجون، وإلى أي ميل يميلون، من يقطعون الطريق ويقلقون الأمن ويزهقون الأرواح ؟ ؟.. لمن يصب على نفسه الدمار بالأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة.. إلى أي مصير تصيرون، وأي شرعية تتبعون ؟؟".

وقال الشيخ المحاقري: "إن شريعة الإسلام تحرم سفك الدماء وتجرمة وتجعله من أعظم الكبائر والذنوب والأمة بحاجة إلى التخلص من الفكر الهدام والمتطرف، الذي يؤدي بحياتنا إلى الهلاك.. فما بال الذي يقتل الأبرياء ويقتل نفسه في نفس الوقت.. أي جريمة يفعل وأي مصيبة يرتكبها".

وأوضح أن الاعتداء على الناس وحرماتهم ودمائهم أمر لا يرضاه الإسلام ..، وقال: "أن الذمي والسفراء والسياح – من كان تحت إطار الدولة ودخل في مشروعيتها – لا يجوز الاعتداء عليه وله الحماية والاحترام بل أمرنا الإسلام بالإحسان إليه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل نفسه خصيما لمن يعتدي على ذمي أو مستأمن في بلاد الإسلام، فأي شرعية يحملها الإرهاب وأي منهج تحمله العناصر التي تزهق الأرواح والأنفس هنا وهناك في مؤسسات أمن الدولة وغيرها، إنها جريمة ينكرها الإسلام والعقل".

ومضى الشيخ المحاقري قائلا: "إن النبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا درسا في الوطنية وحماية الأوطان والمحافظة عليها عندما كان يطوف بمكة المكرمة، ويطوف بالكعبة ودموعه تسيل فسأله صحابي: يارسول الله ما يبكيك قال هنا الجد والأب، وينظر النبي إلى الكعبة في هجرته ويقول لها والله انك لأحب البقاع إلي قلبي لولا ان اهلك أخرجوني منك".

وطالب الخطيب زعماء الأمة والقوى السياسية إلى أن تجتمع على كلمة سواء، وقال: "إن الحوار لغة القرآن الكريم، والقرآن جاء بلغة الحوار، وطالب القوى السياسية جمعا الجلوس على طاولة الحوار، بدلا من بالعودة إلى الصراعات والفتن والشقاق وتدمير ما أنجز وتعطيل ما وجد.. نريد الجلوس على طاولة الحوار والنظر إلى المواطن وما يريده وما يصبوا إليه في وطنه".

وقال الشيخ المحاقري: "أن الحرية منحة إلهية وهبها الله ومنحها للأمة اليمن ينعم بالحرية والديمقراطية، والحرية أوجدها الله في فطرة الإنسان لعمارة الأرض وبنائها، فالحرية معناها البناء والحضارة وتشييد وتعمير الأرض والحفاظ على كل المكتسبات، وليس معنى الحرية الهدم والخصومة والشتم، إنما تعميق المحبة والإخوة لا نشر وتعميق ثقافة الكراهية والبغضاء".

ولفت إلى أن يوم عرفة وذلك الموقف في عرفة يذكرنا وتلك الجموع بلغات وجنسيات متعددة، يجمعها هدف واحد (لبيك اللهم لبيك ).. إنه إيحاء بأن شرائع الإسلام وعباداته كلها تدعوا للوحدة والتوحيد، والإسلام بجملته جاء يدعوا إلى الوحدة بعباداته وشرائعه المختلفة".

وأكد أن شعبنا حقق وحدته بإرادته وقاد تلك الإرادة وحققها قائد المسيرة، ولا يمكن لتلك الإرادة ان ترجع للوراء أبدا، وإذا وجدت غايات أو أصوات شاذة فإن اليمن بأكمله يفقه أن وحدته جزء من دينه وعقيدته يحافظ عليها.

وقال الخطيب: "نعيش اليوم يوم عيد وفرحة فلا تنسوا الأرحام، ولا تنسوا الأخوة والمحبة فيما بينكم.. صلوا أرحامكم.. أنبذوا كل الخلافات والشقاق فيما بينكم.. واجعلوا المحبة والألفة بين أفراد المجتمع".

وحث على إصلاح ذات البين والسعي لتعميق الولاء والوحدة الوطنية بين كافة أفراد المجتمع، وبين الأمم والشعوب.. مشيرا إلى إننا بعد أيام قلائل سنستقبل حدثاً تاريخياً مهما في أرضنا اليمنية المباركة وهو خليجي عشرين هذا الملتقي الذي يدل على عمق الروابط الأخوية وروابط المحبة والمودة بين اليمن وأشقائه في دول الخليج وغيرها.

وأكد أن اليمن شعباًً وقيادة شعب مضياف ، يحب ضيوفه ويكرمهم ، ولطالما ارتبط شعب اليمن بالمضياف عبر التاريخ امتثالا لأمر النبي صلي الله عليه وسلم الذي قال( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه).. واستنكر أفعال العناصر الشاذة التي لا تعبر إلا عن نفسها والغاية تقول الشاذ لا حكم له وهو منبوذ، ودعا إلى الارتصاص صفاً واحد مع رجال الأمن في قمع العناصر الشاذة والخارجة عن القانون.