فخامة رئيس الجمهورية يلتقي عددا من اصحاب الفضيلة العلماء
التقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بعدد من أصحاب الفضيلة العلماء..
حيث تحدث إليهم مرحباً بهم، وقال لقد استمعت بإمعان الى الأخوة أصحاب الفضيلة العلماء وسمعت كلاماً جيداً حول ما يخص الأحداث في صعدة، وقد تحدث فيها الوالد العلامة محمد المنصور حول ما يخص حسين بدر الدين الحوثي.. فمسألة الحوثي لها أكثر من سنة ونصف تقريباً ولكن فهمتها عندما ذهبت لأداء فريضة الحج ومريت بصعدة ودخلت لأؤدي صلاة الجمعة في جامع الهادي وكان معي الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والأخ عبد العزيز عبدالغني والقاضي محمد الحجي والأخ عبد المجيد الزنداني وعدد من الأخوان وكنت أفهم في هذا الوقت بان هناك حساسيات وتعصبات فأردت أن أدخل من أجل إذابة الجليد وكان بودي أن القي كلمة في الجامع انهي فيها بعض التقولات والتعصبات وأننا أمة واحدة مسلمة متعايشين مع بعضنا البعض ومتحابين ومتآخين منذ زمن وبيننا مصالح مشتركة.. وليس هناك أي مشكلة وينبغي أن نأخذ بنمط الوسطية دون التعصب من هنا أو هناك، وكل مواطن نتركه ومعتقده بينه وبين خالقه، ولكن للأسف الشديد ولأول مرة اسمع رغم انه لدي تقارير مسبقة عما يسمى بالشباب المؤمن بأنهم يتظاهرون ويذهبون الى المساجد.. وقلنا هي طفرة شباب وما كنت اعتقد بأنه تنظيم بل كنت أعتبرهم عبارة عن شباب طائش يمكن يتكلموا في أي مسجد الموت لأمريكا الموت لإسرائيل وهذه ليست مشكلة.. نحن نتكلم في الأمم المتحدة وهو منبر دولي وأتحدث في الجامعة العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي ومؤتمر عدم الانحياز بصفتي رئيساً لليمن وممثل اليمن في سياستها الداخلية والخارجية وأتحدث في هذا الأمر وأعبر عن وجهة نظر الشعب اليمني القلب النابض لهذه الأمة.
ومع الأسف عندما أدينا صلاة الجمعة وسلمنا إذا بهم يصيحون وبضجة هائلة داخل الجامع فاضطريت للمغادرة.. وحينها لم اعرها اهتماماً كبيراً رغم التقارير المتتالية والمستمرة بان هذا تنظيم وليس هو دعوة ضد أمريكا أو إسرائيل ولكن وراءه مآرب أخرى يضر بمصلحة اليمن واستقرار اليمن ومع هذا قلنا هذه تقارير مبالغ فيها، وسارت الأيام حتى جاءت أحداث المظاهرات على السفارة الأمريكية في بداية غزو العراق وإذا ما يسمى بالشباب المؤمن في مقدمة الصفوف فعاتبنا الكثير من القوى السياسية بان هذا لا يخدم مصلحة اليمن أنكم تجرون علينا مشاكل.. قالوا لي هؤلاء هم الشباب المؤمن حقك.. هم شباب الرئيس أنت الذي نظمتهم” أنا لم أنظمهم ولكن صحيح لقد جاءنا مجموعة من الأخوان وقالوا هؤلاء شباب مؤمن معتدلين لا يريدوا أن يكون لهم ارتباط خارجي مع قيادة خارجية فيريدوا دعم الدولة حتى يبتعدوا عن الارتباط والتبعية الخارجية وفعلاً نالوا الدعم على أساس أنهم شباب مؤمن وأنهم معتدلين وغير متعصبين أي تعصب مذهبي لأنه عندنا عبر التاريخ مذهبية في اليمن الشافعية والزيدية، الزيدي يصلي وراء الشافعي والشافعي يصلي وراء الزيدي وليس عندنا هذه النعرة الممقوتة ولكن هناك مرض متفش لدى بعض السياسيين الذين يسيسون الدين عندما يفقدون مصالحهم ويتضررون فيعودون لتسيس الدين وإثارة المناطقيه والطائفية وهذا مرض يصعب استئصاله ويحتاج إلى وقت وزمن طويل.. وهذا ما حدث على كل حال.. لقد جاءني العلامة المنصور ويقول ان حسين بدرالدين الحوثي يريد أمان قلت للعلامة المنصور انه ما في مانع أو مشكلة أكتب له نيابة عني وأنت عالم حجة انه لن يناله أي سوء أو مكروه فعليه أن يصل للتفاهم أولاً لأعرف ما الذي عنده.. وأياً كان نوع التدريس أو الكتاب الذي يدرسه ممكن نتحاور فيه ونقنعه للوسطية والاعتدال فإذا به يدرس ألاثنى عشرية أو ها دويه متطرفة وقد جائني العلامة المنصور وأرسلت له رسالة مع العلامة غالب المؤيدي، وقلت له تعال ولك الرأي والأمان.
وجاءتني إجابة منه بأنه خائف من أمريكا أن تضربه في الطريق وأنه مستعدأن يأتي ولكن بطريقته الخاصة قلنا فليكن.. وهذه هي حقيقة الأمر ولابد ان نقول الحقائق بشفافية مطلقة.. مضى الأسبوع الأول وجاء الثاني والثالث وهو لم يأتِ وقلنا خير ولكن بدت تحركاته غير المعتادة: منها الاعتداء على المساجد واقتحامها، وجباية واجبات بالقوة، وجباية أموال من المواطنين ويقول ان كل مواطن يشتري ب 500 ريال لحم ينبغي عليه ان يشتري بألف ريال ذخيرة للدفاع عن نفسه، لان أمريكا ستهجم علينا وأرغم الناس على هذا الأساس بتسيلم الواجبات وانزل علم الجمهورية ورفع علم آخر.
وأضاف إن هذه ليست مكايدة، ويعلمها الأخوة من صعدة وسيأتي اليوم الذي تتضح فيه الحقائق، سواء بعد يومين أو أسبوع أو شهر ولعنة الله على الكاذبين أينما كانوا.. والأمور نضعها هنا بشفافية.. فهل معقول ان يقبل احد ان ينزل علم الثورة علم الجمهورية بعد 42 سنة قدمت خلالها قوافل من الشهداء أنهار من الدماء.. ومع احترامي لمن تحدثوا عن محافظ صعدة بانفعال.. محافظ صعدة مسئول سياسي ومسئول إداري وما كنت أريد ان يتحاملوا عليه.. خاصة عندما يتحدث العالم عن موضوع يكون كلامه حجة على الآخرين ويجب ان يكون بصير لقد اتخذت السلطة القضائية امراً بالقبض القهري على الحوثي.. لان حركته أصبحت غير طبيعية خاصة انه بدأ اقتناء الأسلحة البوازيك والمدافع والرشاشات والقنابل والذخائر وعنده جيوب في كل منطقة في ضحيان في بيت الضيفي في ساقين في سفيان في حراز والمقبوض عليهم من عدة مناطق وكذلك القتلى وما كنا نريد ان تراق قطرة دم واحدة من أي كان سواء الذين معه أو مع الدولة لانه في نهاية الأمر هم مواطنينا ولكن هذه محنة..
وأشار الأخ الرئيس إلى أن النيابة عممت أمراً بالقاء القبض عليه ورفض أن يسلم نفسه، وقال “أمرنا بحشد قوة لمحاصرة الحوثي والقاء القبض عليه طبقاً للأمر القضائي وفوجئنا انه يقوم بالاعتداء على الشرطة والنقاط العسكرية ويقتل عددد من الجنود ولعل الاخوه في صعدة خير من يخبرنا عن هذا الامر.. لقد قام باعتداء مباشر على الشرطة والنقاط في الطرق وفي خط صعدة باقم امام ضحيان.. وهناك حديث اننا استهدفنا الهاشمية في ضحيان وهذا زور وبهتان، فلقد حصل اطلاق نار على الشرطة وقتلوا عدد من افراد الشرطة امام ضحيان مما ادى الى ردود افعال وانا أفرجت عن ضحيان وقلت لهم اثنين او ثلاثة أفراد يعملوا مشكلة تضروا بمدينة كاملة ولا يجوز مهما كانت الخسائر.. كذلك حصل حادث على خط ثاني في الطلح أو في الخط امام قرية الصيفي بهذا الاتجاه كذلك حصل في اتجاه وائلة من قبل الرزامي وآل شافعة وخرجوا على الشرطة وحاورناهم وبذلت السلطة المحلية ممثلة في المحافظ كل الجهود وحاول يقنعه ان يسلم نفسه للسلطة.. قالوا له لقد قتلت 3 جنود وجرحت خمسة سلم نفسك ولكنه رفض ان يسلم نفسه وقال لن اسلم نفسي لقد وهبت نفسي انا الرزامي وآل شافعة طاعة للسيد فنحن انذرنا انفسنا وحياتنا للسيدقلنا هذه محنة.. وهناك نقطتين أؤكدها للمجتمعين هناك دعاية للأسف من عناصر متضررة من النظام السياسي ما ساعدهم الحظ ان يكونوا في سلطات الدولة ويصبون الزيت على النار عبر الصحف ويشتمون النظام السياسي وأنا أرد على احد الأخوان الذي قال بأننا نتحدث عن الأئمة منذ ألف عام.. نعم سنتحدث حول هذا الأمر فالبادئ أظلم ولا يرمي بيوت الناس بحجر من كان بيته من زجاج.
وقال نحن امة واحدة متساوون في الحقوق والواجبات كأسنان المشط.. مسلمين مؤمنين للخالق عز وجل لا لحكام او محكوم ولا لعدناني أو قحطاني نحن امة واحدة أمة تنادي اشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله
ليس هناك شهادة لاحد لانه هاشمي أو لآخر لانه قحطاني فهذه نعرات طائفية منبوذة وغير مقبولة على الطلاق.. وهناك للاسف تصعيد من الذين يحرضون عليها ويقولون بان هناك تعد أو بغضاء أو كراهية أو كيف ما تسمى للزيديدة ولكن هذا غير وارد على الاطلاق.. الزيدية لها مئات من السنين ولنا 42 سنة منذ قيام الثورة فهل يأتي اليوم من يريد أن يثير الزيدية أو الشافعية.
وأضاف الاخ الرئيس.. اولاً من حيث المبدأ ليس هناك توجه سياسي ضد الزيدية وليس هناك أي توجه ضد بني هاشم فهم اخواننا ثوار وحدويون وطنيون وعلماء وهم في أجهزة الدولة.. لكن هذه السمعة هي من واحد سيء يسيء الى هذه الفئة من الناس وفي كل بيت قد يوجد شخص سيء فحاولوا بشتى الوسائل ان تعيدوه إلى جادة الصواب.
وقال.. هل من المعقول اننا بعد 42 سنة وأنهر من الدماء ان نعود الى الهاشمية والقحطانية والزيدية والشافعية هذا كلام غير معقول.. لقد جاء في بيان من العلماء يدينون تصرفات “الحوثي” ونسبوه لعلماء الزيدية وأنا تحدثت مع الأخوان وقلت لهم لا ينبغي ان تنشروا هذا البيان باسم علماء الزيدية قولوا باسم علماء صعدة أو علماء اليمن.. لكن لا تقولوا علماء الزيدية فأنتم عقلاء ولا يجوز ذلك بأي حال فليس منا من يدعو الى طائفية او إلى فئة أو قبليةأو عنصرية فهذا ليس من الاسلام..
واردف الاخ الرئيس قائلا.. لقد تحدثتم انتم بأنكم تحفظون القرآن في المساجد لكن كيف تحفظون الكتاب والسنه وكيف تترجمون لعامة الناس.. وهذا الضال”الحوثي” يدرس بأنه ليس هناك سنة وإنما فيه قرآن.. هذه هي محاضراته في الغدير.
وقال الاخ الرئيس الغدير لم تكن موجودة قبل 14 سنة وعندما جاءت التعددية السياسية وبدأ الغدير قلنا اتركوهم ما في مشكلة يعبروا عن آرائهم وأذا بالغدير ينطلق من صعدة بالـ”آر بي جي” ويقتلوا بعضهم البعض.. الغدير بعد 42 سنة نسيناه هذا الجيل راح وجاء جيل جديد متعلم نظيف.. مازال هناك أناس تتحدث وتقول هذا بني هاشم.. ما هو بني هاشم أنا اعرف نفسي أننا إنسان مسلم.. ولكن ( الحوثي ) يقول في محاضراته ان الديمقراطية ممكن انتطلع لنا ولي أمر يهودي وان الخلافة لا تصلح إلا في البطنين.. أين شاورهم في الأمر وأمرهم شورى بينهم وقد تولى الخلافة عثمان وأبو بكر.. فهذا الحوثي يضر بفئة من المجتمع بشريحة وطنية وعلماء ومثقفين وسياسيين فلماذا لا تعيدوه الى طريق الحق والصواب.
وقال.. لدينا حوالي 200-300 شاب متحفظ عليهم أرسلنا لهم لجنة حوار بان يعودوا إلى رشدهم وقلنا لهم أنتم شباب صالحين ليس لكم أي مشكلة غير التعبئة الخاطئة التي لديكم ونتمنى ان تعودوا الى الصلاح فيقولوا لنا ما قال لنا السيد الحوثي نحن بعده، نقول لهم قال الله ورسوله قالوا نعرف القرآن ولا نعرف سنة.
وأضاف الأخ الرئيس حتى هذه اللحظة والدماء تسفك من الجيش والأمن نقول يا( حوثي ) تعال وسلم نفسك وأنا أحيلك للقضاء العادل حول التهم المنسوبة إليك وعلى هؤلاء العلماء ان يشكلوا المحامي الذين يريدون للدفاع عن” الحوثي”.. فإذا لكم صلة به نحن لا نريد الأرواح تزهق والأطفال تفزع والنساء تخاف.
فمن المسؤول عن كل هذا هل هو النظام السياسي أو هذا العنصر المتطرف الحوثي الذي يصرف مائة دولار لكل من يذهب الى صنعاء يقول الموت لأمريكا.
وتسائل فخامته.. من أين له كل هذا المال.. يجب ان نتضامن كأمة واحدة أمة إسلامية لا كزيود أو شوافع.
وقال.. إذا كان هناك شيء في الأسرة فيجب ان لا ندافع عن هذا الشيء ولاينبغي ان نتحول الى مدافعين أو محامين عنه، فلماذا يسيء هذا الى الهاشميين والوطنين وبصراحة الناس سيشكون إذا شعروا بان هناك تعصب. ومرة أخرى اكرر بأنه لا يوجد توجه سياسي ضد المذهب الزيدي أو ضد الهاشميين على الإطلاق فالهاشميون أخواني وانسابي وأصدقائي وهذا غير وارد على الإطلاق.
واضاف ان الديمقراطية لها حدود ولها ثوابت وأخلاق.. وأخلاق للخطابة وللمقالات السياسية.. واضاف أما ما يتعلق بالحوثي فان من يريد منكم ان يأتي به ساعة أو ساعتين فله الرأي والأمان والوجه مني ووجهي من وجوهكم وتفضلوا احيلوه الى محكمة عادلة.. ان الحوثي أو اثنين أو ثلاثة يتحملون وزرهم لوحدهم.. ولا يجوز ان نطلق على اي عالم يقول كلمة حق بانه عالم سلطة.
وقال الأخ الرئيس.. ان قانون التعليم سيطبق في كل أنحاء الجمهورية ولو كنتم تريدوا ان تدرسوا فخذوا رايي وسأخدم العلم والعلماء بطريقة لا تستفزوا بها مشاعر الناس ولا تكالبوا الناس ضدكم فسنبحث عن الالية والطريقة التي تدرسون الذي تريدون.
وتمنى للجميع في ختام كلمته التوفيق والنجاح وكان الوالد العلامة محمد المنصور وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء قد تحدثوا خلال اللقاء حيث عبروا عن أدانتهم لما يقوم به المدعو ” الحوثي” وأتباعه المغرر بهم من أفعال تخالف الدين والدستور والنظام والقانون.. مشيرين بان ” الحوثي ” بأفعاله لا يمثل الا نفسه.. مشيدين بما ابدته القيادة السياسية من حكمة وحنكة سواء في التعامل مع قضية ” الحوثي ” او غيره من القضايا التي تهم الموطن وأمنه واستقراره.
مؤكدين التفافهم وراء القيادة في كل ما تتخذه من خطوات في التصدي للفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينه العامة والحفاظ على الوحدة الوطنية .وأشادوا بحكمة الأخ الرئيس ومواقفه الوطنية والقومية والاسلامية والدولية المشرفة والمناصرة لقضايا الأمة والتي من خلالها احتل اليمن مكانه المرموق وحضوره الميميز بين الدول والأمم .مشيرين الى ما يتميز به الشعب اليمني دوماًِ من نهج التسامح والحوار والتآخي والمحبة والتألف والوحدة الوطنية الراسخة.. موضحين بان اليمن هوبلد الايمان والحكمة والبلد الذي يقدم دوماً النموذج الحكيم والعقلاني في معالجة قضاياه الداخلية ومع الأخرين .حضر اللقاء الأخوة القاضي محمد اسماعيل الحجي نائب رئيس مجلس القضاء الاعلى رئيس جمعية علماء اليمن والدكتور عدنان الجفري وزير العدل وحمود عباد وزير الاوقاف والارشاد.