حديث رئيس الجمهورية لمجلة المجلة 2000م

أجرت مجلة المجلة السعودية مقابلة صحفية مع الاخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. تناولت مختلف القضايا على الساحتين المحلية والدولية والمستجدات المتعلقة بها وفي مقدمتها الانعكاسات المستقبلية لتوقيع معاهدة جده بين اليمن والمملكة العربية السعودية وفيما يلي نص المقابلة:
– الصحفي: فخامة الرئيس وقعت معاهدة الحدود بين السعودية واليمن وكان التواصل لهذه المعاهدة نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلت من القيادة اليمنية وكذلك من القيادة السعودية واستطعتم ان تزيلوا حاجزا كبيرا يسمى حدودا وهذه الحدود بين الشعبين ينبغي ان لا تكون موجودة كيف ترى فخامتكم مسار هذه المعاهدة أو مسار العلاقات بين الشعبين بعد توقيع المعاهدة؟
–الرئيس: الحقيقة معاهدة جدة الموقعة في 12 من الشهر الماضي تمثل انجازا كبيرا للبلدين الشقيقين اليمن والسعودية لأن هذا الملف كان يعتبر ملفا شائكا منذ حوالي 66 عاما وظل محل مد وجزر وتستغله كثيرا من القوى الانتهازية سواء هنا أو هناك لتوتير العلاقات وخلق اجواء غير صحيحة لكن خلال هذه الفترة كان التواصل مكثفا بين قيادتي اليمن والمملكة من اجل الوصول الى حل مرض للبلدين وتم التواصل خلال فترة تمتد الى 18 سنة حتى توفرت القناعة الكاملة والارادة السياسية معا وتم التوقيع على معاهدة جدة لان التعاون كان موجودا واللقاءات موجودة والعلاقات جيدة لكن يمكن القول انه بحكم الجغرافيا وصلة القربى والرحم والتزاوج والتجانس الاجتماعي ما بين الشعبين والمصالح المشتركة فأن العلاقات بينهما لها خصوصية متميزة وعميقة وكأنها بين شعب واحد أو كأننا في قطر واحد ونحن فعلا في جزيرة واحدة ولا بد ان تكون مصالحنا ونفوسنا وعقولنا وحدة وهذا مغلق الابواب امام أي قول تحاول ان تخوض في هذه العلاقات لتعكيرها أو الاساءة اليها ومعاهدة جدة بالفعل تغلق الابواب والنوافذ امام كل القوى المتربصة التي الاضرار بالعلاقات سواء كانت في البلدين أو كانت اقليمية أو دولية لأن تلك القوى للأسف ظلت تستغل هذه الورقة أي ابقاء ملف الحدود مفتوحا من وقت الى آخر لغرض الابتزاز.
– الصحفي: فخامة الرئيس استطعتم بحنكة القضاء على تدخل هذه القوى الاقليمية والدولية وحتى المحلية احيانا لكن في المستقبل بعد ايقافكم لهذه القوى بتوقيع المعاهدة هناك من يطرح حول عملية بيع وشراء تمت في هذها المعاهدة ورغم رفضكم لمثل هذا الطرح لا يزال يتموج ويتباعد خاصة داخل الاوساط الشعبية البسيطة التي تريد ان تفهم بالضبط هل هناك ملاحق سرية لهذه المعاهدة هل هناك اتفاقات غير مكتوبة أو غير معلنة في هذه المعاهدة؟
–الرئيس: اولا نحن نعمل على المكشوف وفوق الطاولة وليس تحتها وليس هناك ما يستدعي ان يكون فيه ملاحق واضحة ومعلنة ولا احد يستطيع ان يخفي شيئا لا ن الظرف غير الظرف السابق والناس تعمل عبر مؤسسات دستورية وانظمة مثلا اليمن لها دستورها والمملكة عندها نظامها الاساسي ولا يستطيع رئيس أو ملك ان يعمل ملحقا سريا لا يعرف به الاخرون كما انه ليس هناك عملية بيع أو شراء قد تمت.
– الصحفي: فخامة الرئيس انتم صنعتم دولة الوحدة صنعتم دولة مؤسسات واصبح هناك يمن واضح المعالم محدد ومنظم لديه دستور ولديه انتخابات ولديه اسلوب ديمقراطي نابع من تجربته فخامة الرئيس هل يمكن ان توضحوا لنا كيف استطعتم خلال هذه الفترة الزمنية القضاء على الكثير من مظاهر التخلف في اليمن وان تصنع هذه الدولة خاصة ان تدمج القبيلة داخل الديمقراطية وان تصنع ما يسمى بديمقراطية القبائل؟
–الرئيس: اولا ليس هناك بأنه كان هناك هم كبير لدى أي حاكم في اليمن وهو بناء دولة من الصغر صحيح انه كانت هناك دولة هيكلية لكنها غير مؤسسية وغير منظمة والحروب الداخلية والصراعات القبلية والصراعات السياسية كان لها اثرها في عدم وجود استقرار سياسي واستطعنا ان نبني دولة مؤسسات في اطار التعددية الحزبية والسياسية لتحل محل القبيلة فالقبيلة موجودة ولكن بدلا من التعصب القبلي يمكن ايجاد حزب سياسي يتم الانخراط فيه من قبل مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية ومن كافة مناطق اليمن الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية وهذا الذي حل محل التغيرات الطائفية والمناطقية والقبلية التي لها مردودات سيئة نحن من نعم الله علينا في اليمن ان بلدنا بلد مسلم لا تجد عنده طوائف أو اقليات كان عنده في الماضي بعض التحديات نتيجة ما كان موجود من تخلف قبلي وفقر والصراعات والحروب التي مرت الان فالدولة تبسط نفوذها وممتدة على كافة التراب اليمني وليس هناك أي مشكلة واستطعنا ان نبني دولة حديثة في اطار الديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة واحترام حقوق الانسان ومشاركة المرأة وفي الاطار المؤسسي وضمن دستور وقوانين تحكم الجميع.
– الصحفي: لكن فخامة الرئيس هل يساوركم شيء من الشجن بسبب بعض التصرفات الفردية التي تعطل مسار هذه الدولة ونموها من خلال تفجير بعض الانابيب أو من خلال خطف بعض الاجانب هل ممكن ان تعبر لنا عن هذا الشجن؟
–الرئيس: الجريمة موجودة في أي مجتمع وفي كل بلد حتى البلاد المتحضرة والمتقدمة موجودة فيها الجريمة وحوادث اختطاف الاجانب وتفجير انبوب نفط بدأت تقل تدريجيا بفضل ما تم اتخاذه من اجراءات رادعة ضد مرتكبيها ومع ذلك كله فاليمن ورغم ان العديد من المواطنين فيه يحملون السلاح الا ان الجريمة في اليمن اخف منها في بلدان متقدمة كالولايات المتحدة أو بريطانيا مثلا ومع ذلك فالدولة تتخذ تدابير قوية واجراءات قاسية ضد هذه العناصر التي ترتكب مثل هذه الاعمال المخلة بالامن ومعظمهم الان امام المحاكم لينالوا جزاءهم الرادع امام القضاء العادل.
– الصحفي: هل هناك مؤشرات لأنتهاء هذه الظاهرة؟
–الرئيس: بالتأكيد كلما تم اتخاذ اجراءات امنية وقضائية قوية كلما تم الحد منها وهي تحد بالفعل.
– الصحفي: تقول هيئة الاستثمار اليمنية ان تسهيلاتها للمستثمرين لا تقل عن الدول الاخرى بينما يقول ممثل البنك الدولي في اليمن / جون اندرسن ان الحكومة لم تقدم ما يكفي لأغراء المستثمرين الاجانب كيف يقيم فخامتكم الوضع في هذا الشان؟
–الرئيس: نحن الان بصدد اعادة النظر في هيكلية الهيئة العامة للأستثمار والمجلس الاعلى للصادرات ونقييم ادائهما وهناك توجه لبحث هذا الامر لانه للأسف ظلت روح البيروقراطية تهيمن وتتحكم في اداء مثل هذه الجهات المعنية بالاستثمار رغم اننا اكدنا دوما على ضرورة تقديم كافة التسهيلات للمستثمرين والابتعاد عن البيروقراطية والروتين الاداري والان الحكومة بصدد اعادة الهيكلة من اجل توفير المزيد من الفرص وتقديم تسهيلات افضل وانهاء ل=البيروقراطية الموجودة لدى الهيئة العامة للأستثمار والمجلس الاعلى للصادرات بحيث يكون هناك تشجيع كبيرللصادرات وللمستثمرين.
– الصحفي: لكن البنك الدولي يتهم الحكومة اليمنية انها تتأخر في تطبيق المشروعات الممولة من جهات اجنبية لصالح المناطق الريفية هذا موجود في تقرير البنك الدولي؟
–الرئيس: البنك الدولي يؤكد من خلال تقاريره انه خلال الخمس السنوات من 95م وحتى اليوم كان اداء الحكومة اليمنية افضل مما كان عليه الحال في الماضي فيما يتعلق بمستوى تنفيذ المشاريع الممولة من البنك.
– الصحفي: هذا يثير مشكلة أو يثير المال لدى المواطن العربي ان اليمن لا تقدم لها مساعدات خاصة من منظمات دولية مثلما تقدم لدول اقل منها اهمية واقل منها عدد سكان واقل منها موقعا استراتيجيا واليمن تستبعد دائما ولا تعطى من المساعدات القدر الكافي؟
–الرئيس: نحن نقول المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية ليست هي كل شيء بل هي عامل من العوامل المساعدة للتنمية في بلادنا لأنه اذا كانت الحكومة والقيادة اليمنية ستبني سياستها واستراتيجيتنا على الاعتماد على النفس من خلال الاستغلال الامثل للموارد والامكانيات المتوفرة لدينا ومن ذلك تطوير الجانب الزراعي والذي يحتاج الى المزيد من بناء السدود والحواجز للأستفادة من مياه الامطار لانه لا توجد لدينا انهار ولدينا ارض قابلة للزراعة ولكن مشكلتنا هي مشكلة المياه وكذا الاهتمام بجوانب التنقيب هذا هو الذي نركز عليه وما يقدم من المنظمات الولية أو البنك الدولي أو صندوق النقد أو صندوق الاوبك أو البنك الاسلامي للتنمية وغيرها من الصناديق ليست الا عوامل مساعدة.
– الصحفي: اذا في هذا السياق أي الاعتماد على الذات قمتم فخامكتم برصد حوالي 250 مليون دولار لميناء عدن ولتطوير المنطقة الحرة؟
–الرئيس: رصدنا 500 مليون دولار وليس 250 مليون دولار.
– الصحفي: لكن هل يوافق فخامتكم على ان الكره ليست هي مرمى الحكومة اليمنية ولكنها ايضا مرمى اطراف اخرى؟
–الرئيس: نعم الان هناك اتصالات مع كثير من الشركات الاجنبية وذلك للمشاركة في في المنطقة الصناعية في المنطقة الحرة بعدن وبدأت تتصل بنا عدد من الشركات للأستثمار في هذا المجال كما ان ميناء الحاويات بعدن يعمل بشكل افضل وكلما مر شهر يكون وضعه افضل رغم اننا ما زلنا في البداية.
– الصحفي: هل تتوقع فخامتكم يوما ان تصبح عدن دبي اخرى؟
–الرئيس: عدن هي عدن ودبي هي دبي والعمل تكاملي بين عدن ودبي وكل الموانى في المنطقة نحن لا نريد من عدن ان تكون بديلا لأي ميناء في المنطقة ولكن نريدها ان تكون مكملة لدبي ومكملة لجدة ومكملة لجيبوتي وعدن من حيث وضعها أو موقعها الجغرافي المميز تفرض نفسها على كثير من الموانى.
– الصحفي: فخامة الرئيس كيف يرى فخامتكم قدرة الحكومة اليمنية على التوفيق بين متطلبات وشروط البنك الدولي وشكاوي المواطنين خاصة حول ارتفاع المعيشة هل نجحت الحكومة في الوقت الحالي في ايجاد حل لهذه المعاملة؟
–الرئيس: نحن نوائم بين شروط البنك والصندوق الدوليين ومدى قدرتنا على التنفيذ والحقيقة ان هناك مشكلة حاليا مع البنك الدولي ومع صندوق النقد الدولي حول رفع الدعم عن الديزل والكيروسين والمازوت والغاز خاصة ونحن دخلنا نادي باريس وكان علينا ديون بحوالي 7 مليارات دولار وكثير منها لروسيا ونحن اوفينا بكل الالتزامات في اطار عملية الاصلاح الاقتصادي والمالي والاداريسواء ما يتعلق منها بتخفيض عدد الموظفين أو رفع الدعم عن القمح أو الدقيق أو الارز رغم اننا واجهنا صعوبات داخلية في عام 97منتيجة تلك الاجراءات.
– الصحفي: حول العلاقات بين السعودية واليمن دائما كانت تظهر بعض التقارير الصحفية تتحدث بأن السعودية ترغب أو قدمت ططلبا لمد انبوب نفط يطل على البحر العربي ليخدم حقولها الموجودة في الربع الخالي هل هذا صحيح هل هي قدمت طلبا رسميا بهذا الشأن ام ان هناك افكارا متبادلة بهذا الشأن؟
–الرئيس: لا لا يوجد مثل هذا الطلب ولكن في عام 93م كانت هناك فكرة مماثلة لهذا على اساس ان ينطبق على هذا الوضع نفس الشروط الموجودة بين عدد من دول المنطقة هكذا لكن الان بعد توقيع معاهدة جدة فان هناك تفاهما اخويا بانه ليس عندنا مشكلة اذا رغب الاخوان في السعودية ان يمدوا انبوبا ليس هناك مشكلة في هذا الجانب وفي اطار الشروط الموجودة بين دول المنطقة وكان التفاهم انه ممكن انبوب النفط الموجود في اليمن يخدم البلدين الجارين اليمن والسعودية اذا ما اقتضت الحاجة الى ذلك.
– الصحفي: هل هناك سعي لتطوير مثل هذا الموضوع أو هناك خطوات عملية؟
–الرئيس: هذا يعتمد على الاستكشافات النفطية الموجودة عندهم وعندنا ولدينا انبوب موجود في المنطقة فأذا كانت هناك استكشافات جديدة أو استثمارات مشتركة نفطية بيننا وبينهم أو كان عندهم حقول نفطية قريبة من انبوب النفط ليس هناك مشكلة ان يستخدم الاشقاء في السعودية الانبوب اليمني ولما فيه المصلحة المشتركة للجانبين.
– الصحفي: نأتي الى موضوع الديمقراطية الان هناك جدلا في العالم العربي حول موضوع الديمقراطية هناك تصريح لجلالة الملك محمد السادس نشرناه في مجلة المجلة الاسبوع الماضي حول الديمقراطية الغربية لا يمكن ان تصلح للعالم العربي هل توافق هذا الرأي؟
–الرئيس: والله انا استطيع ان اقول لكل قطر عربي أو اسلامي أو بلد من بلدان العالم الثالث أو العالم المتحضر خصوصياته ولذلك وجدنا اقاليم وانظمة ومناطق وموزعين على هذا الاساس لأن لكل واحد تفكيره فلا يمكن لأحد ان يفكر وان يعمم تفكيره على تفكير الاخرين لكن يحترم رأي كل اخ وكل ملك وكل رئيس كل امير.
– الصحفي: فخامة الرئيس بصراحة رأيكم في الفرق ما بين الديمقراطية في اليمن وبين الديمقراطيات الموجودة الان في الدول العربية الاخرى أو التجارب الديمقراطية الموجودة؟
–الرئيس: لا يجوز التدخل في شؤون الاخرين ولكن استطيع ان اؤكد بان اليمن ليس امامها من خيار غير انها تأخذ بالخيار الديمقراطي وهو خير اخترناه عن وعي وقناعة وهو سبيلنا الحضاري للبناء والديمقراطية هي التي تحل محل القبلية والعشيرة والمناطقية والاسرية.
– الصحفي: اذا الديمقراطية تحل محل القبلية ام تذوب القبلية داخلالديمقراطية؟
–الرئيس: نعم الديمقراطية تحل وتنهي التعصب القبلي وبالتالي يحدث المزج بين القبيلة والديمقراطية والتعددية السياسية التعصب القبلي يذوب في اطار التوجه نحو الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وهو افضل من التعصب المناطقي أو الاسري أو الطائفي أو غيره.
– الصحفي: هل تستطيع القول بفخر بأنه الان ومن خلال التجربة الديمقراطية الماضية ان الديمقراطية اليمنية استطاعت ان تشب عن الطوق وان تصنع من نفسها تجربة ديمقراطية متميزة في المنطقة؟
–الرئيس: نحن في البداية ونحن لنا من فترة عشر سنوات منذ نا انتهجنا هذا النهج وانه في كل عام يكون الوضع افضل من العام الذي قبله وهكذا استطيع القول اننا تعلمنا اشياء كثيرة من الممارسة للديمقراطية واستفدنا من الاخطاء الديمقراطية دائما فيها اخطاء ولكن لا تعالج اخطاؤها بالتوقف أو التراجع بل بمزيد من الديمقراطية؟
– الصحفي: ما هي العقبة الكبيرة التي تعترضكم في اليمن في مجال الممارسة الديمقراطية؟
–الرئيس: الوعي نحن نحتاج الى مزيد من الوعي لأن كثيرا من الناس يفهمون الديمقراطية بطريقة خاطئة أو انها تعني عدم المسؤولية والفوضى أو تجاوز القانون ولكن الديمقراطية مدرسة يتعلم منها الناس كل يوم ويستفيدون منها.
– الصحفي: فخامة الرئيس اسمح لي بهذا السؤال رغم انه حساس ولكن اطلب من قلبكم الواسع ان يمنحني الفرصة لقد سالت فخامتكم سابقا عن قصة ابنكم احمد وتردد كثيرا في وسائل الاعلام عن هذا الموضوع وكنتم قد رديتم برد كان جيدا وهو ان احمد علي عبد الله صالح هو مواطن ومن حقه ان يمارس حقوقه التي كفلها له الدستور دون خصوصيته ولكن وفي نفس الوقت بدا الجمهور العربي يتحدث عن توريث ابناء الرؤساء كان جوابكم في تصريحات صحفية ان لا احمد ما لغيره من المواطنين وبالتالي استشف كثيرون انكم لا تستبعدون ان يكون احمد خليفتكم لكن ليدعني فخامتكم انظر الامر بشكل مختلف انتم في اليمن تؤمنون بالقبيلة وانها عماد الدولة وحق شعبي ومنها تستمدون اسلوب الحكم ونظمه وانها هي الشعب ومنها يستمد اليمن قوته فالقبيلة يا فخامة الرئيس تورث الزعامة فهل يحق لليمن وحتى وهو ديمقراطي ويستمد ديمقراطيته من بينته ان يورث ايضا زعامة ويورث رئاسة كما ورثتها الجمهوريات العربية الاخرى؟
–الرئيس: خذ الرد الاول وهو الاصح والذي يسبق وان قلته في مقابلة سابقة معي وهو ان احمد علي عبد الله صالح مواطن يمني له ما لغيره من المواطنين اليمنيين من الحقوق وعليه ما عليهم من الواجبات طبقا للدستور لكنني اوضح نحن في اليمن نظام جمهوري ديمقراطي وليس نظاما وراثيا وبلدنا يحكمها دستور يحدد فترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين كل دورة رئاسية مدتها خمس سنوات وفي اطار الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية ومبدأ التداول السلمي للسلطة فأن الشعب هو الذي يختار حاكمه ورئيسه بكل حرية وقناعة ومن أي حزب سياسي كان فأحمد علي عبد الله صالح كمواطن يميني اذا جاء ذلك اليوم ورشحه حزبه فمن حقه ذلك كمواطن يمني وانا شخصيا وكأب له لا اتمنى له ان يكون رئيسا أو يكون خليفة وانا لن اتبناه ولن احضر له بشكل مباشر أو غير مباشر ليكون كذلك.
– الصحفي: عودة للتعاون ما بين اليمن والسعودية هل هناك نية للقيام بمناورات عسكرية مشتركة بين البلدين في الوضع الحالي بعد ان اصبحت المصالح قريبة من بعضها البعض؟
–الرئيس: ليس هناك ما يمنع من حدوث ذلك وهناك تواصل حول هذا الموضوع بأن تكون هناك مناورات مشتركة بحرية وبرية وجوية والتواصل مستمر حول هذا الموضوع.
– الصحفي: معاهدة جدة سلطت الضوء على العلاقات الخاصة بين الشعبين اليمني والسعودي وفتحت افاقا واسعة امام تلك العلاقات لكن لا يزال هناك تساولا حول مجلس التعاون الخليجي ليصبح مجلس الجزيرة العربية بحيث يضم اليمن؟
–الرئيس: بالفعل معاهدة جدة فتحت افاقا واسعة للتعاون بين اليمن والسعودية اللذين تربطهما علاقات خاصة ومتميزة وصلات ووشائج وثيقة تجعل العلاقات بينهما اشبه بالعلاقات بين شعب واحد أو الكونفدرالية ولو قرات معاهدة جدة ومعاهدة الطائف لوجدت في مضمونها ما يؤكد ذلك اما بالنسبة لأنضمام اليمن لجلس التعاون الخليجي فقد سبق ان اوضحنا كثيرا حول هذا الجانب والعلاقات بين اليمن وجميع دول المجلس جيدة ومتطورة وسنعززها باستمرار.
– الصحفي: سمعت فخامتكم يقول بأ حل مشكلة العراق سيكون بعد انتخابات امريكا لكن لم تستطردوا حول الكيفية ولماذا هذا الربط رغم ان المصالح الامريكية كما يقال هي هي في المنطقة ولا تخضع للانتخابات؟
–الرئيس: في انتخابات الرئاسة الامريكية كل المتنافسين في برامجمهم الانتخابية يتشددون للاسف في موضوع استمرار فرض الحصار على العراق لأنهم لا يعتقدون بأنهم سيكسبون بذلك الاصوات في الانتخابات لهذا من الطبيعي انه اذا كان هناك ثمة انفراج في هذا الموضوع فأن يحدث الا بعد ان ينجلي غبار التنافس على منصب الرئاسة الامريكية وكذلك الحال في قضية الصراع العربي الاسرائيلي فأن الادارة الامريكية في ظل رئاسة الرئيس بيل كلينتون تسعى الان بجدية واخلاص للتوصل الى حل لأنهاء الصراع العربي الاسرائيلي وايجاد سلام شامل وعادل مع الفلسطينيين ومع سوريا ولكن الاسرائيليين غير موافقين على ذلك لانهم يفهون بأن الادارة الامريكية ستودع البيت الابيض قريبا خلال الستة الاشهر الى السبعة الاشهر القادمة وبالتالي فان الحكومة الاسرائيلية غير مستعدة ان تأتي بهذا الكرت للأدارة الامريكية الحالية لاهداف سياسية ومعروفة.
– الصحفي: قلتم ان علاقتكم مع العرلق ليست على حساب علاقتكم مع دول الجوار وهذا التصريح اعطى ملامح جديدة وجعل البعض يفسر ان هناك تغيرا في سياستكم.
–الرئيس: سياسة ثابتة ومبدئية وليس فيها أي تغيير ونحن قلنا مرارا بأن علاقتنا مع العراق ليست على حساب علاقتنا مع الكويت أو مع أي من دول الجوار الاخرى والعكس فالعراق قطر عربي شقيق والدول الاخرى دول شقيقة ولن تكون علاقتنا مع أي دولة منها على حساب علاقتنا مع الاخرى.
– الصحفي: استبشر العديد من المراقبين بتوقيع معاهدة جدة في اطار انباء التعاون المشترك بين السعودية واليمن جاء ذلك بعد ان اثيرت علاقات بين اليمن واسرائيل وشد البعض بالقول الى ان هناك مخطط امريكيا لخنق العرب في البحر الاحمر يبدا في اسرائيل وينتهي في اليمن واريتريا واوضح فخامتكم حول هذا الموضوع واثيرت معارك صغيرة في قضية السياح اليهود يعني السيناريو مستمر هذه المعارك وهذا الشد والربط ما بين اليمن واسرائيل وهذا الاتجاه هل سيستمر هل لدى اليمن موقف من هذا الشان وايضا ما هو موقف اليمن بعد توقيع سوريا والسلطة التنفيذية الفلسطينية اتفاقية السلام مع اسرائيل وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي؟
–الرئيس: اولا السياح اليهود من اصول يمنية الذين جاءوا لليمن اثيرت حولهم ضجة كبيرة والحقيقة انه كان هناك طلب امريكي وقالوا لنا بان نساعدهم من اجل تحريك عملية السلام مع الاسرائيليين وقالوا لنا انهم بحثوا مع كل اصدقائهم في الوطن العربي على اساس تسهيل عملية السلام بالتقارب مع اسرائيل ونحن قنا لهم ان التقارب مع اسرائيل امر صعب على الاطلاق ولا نستطيع نحن في اليمن ان نبحث أي علاقات معاسرائيل قلوا لنا اذا ساعدونا في السماح بزيارة بعض اليهود من اصول يمنية قلنا لا باس وبالفعل جاء حوالي ماثنا عشر الى ثلاثة عشر شخصا من اليهود من اصول يمنية واذا اسرائيل تصرح وتعمل حملة اعلامية كبرى بان هذا هو بداية تطبيع معها ولهذا اتخذنا قرارا بعدم مجيء أي اسرائيلي من اصول يمنية أو غير يمنية الى اليمن وانا صرحت قبل فترة ان اليمن يمكن ان تكون ىخر دولة تطبع العلاقات مع اسرائيل وانه اذا طبعت المملكة العربية السعودية التي تقوم بخدمة الحرمين الشريفين فأن اليمن سوف تطبع مع اسرائيل وفهم من هذا القول فهم آخر مختلف تمام عمنا قصدناه بالفعل ونحن نعلم تماما بان السعودية وبحكم موقعها ومكانتها ومن الصعب عليها ان تطبع مع اسرائيل في ظل ما هو قائم وغياب السلام العادل والشامل ونحن ايضا نجد نفس الصعوبة.
– الصحفي: لكن ايضا اود فخامة الرئيس ان اسمع رأيكم الشخصي والرسمي حول القدس نسمع كثيرا انها بيعت وانها انتهت؟
–الرئيس: نحن مع الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب خياراته ولن تكون ملكيين اكثر من الملك كما يقولون لكن نحن مع ما تم الاتفاق عليه في اوسلو وكما فهمنا ومفهوم لدى الاخرين هو تحقيق لسلام على اساس استعادة الفلسطينيين اراضي عام 67م بما فيها القدس الشرقية ومع ذلك نحن دوما مع ارادة الشعب الفلسطيني وخياراته وندعمه في كل مسارات التفاوض مع اسرائيل.
– الصحفي: فخامة الرئيس اسمح لي فقد عرف عنكم قربكم من الشعب وتواصلكم مع الشعب اليمني واحساسكم بمشاكله لذلك اود ان افهم منكم فخامة الرئيس كرئيس عربي ما هو الفرق بين الرئيس أو الزعيم العربي والرئيس الغربي في التعاطي مع امور الشعب هل هناك فرق محسوس؟
–الرئيس: نعم هناك فرق ولكل بلد طبيعته وخصوصياته في الحكم والدول الغربية دول ديمقراطية لا يهم من يعتلي على السلطة حيث يظل الرئيس أو رئيس الوزراء في موقعه اربع سنوات أو خمس سنوات أو سبع سنوات وتنتهي فترته وياتي آخر بالنسبة لنا في اليمن الحكم فيه صعب والحاكم لا بد ان يكون قريبا من الشعب ومتفهما لطبائعه وتفكيره وطريقة تعامله وتقاليدة وعاداته الاجتماعية ومستوعبا همومه وتطلعاته ولهذا فأن الحاكم في اليمن عليه ان لا يتعامل مع الناس من خلال كرسي السلطة ويعزل نفسه عنهم ولكن ينبغي ان يكون قريبا منهم وحريصا على النزول الميداني المستمر لتلمس قضايا الناس ومعرفة همومهم وتطلعاتهم وان يعرف كيف يخاطب عقولهم سواء كانوا من المثقفين أو السياسيين أو الاقتصاديين أو الناس البسطاء حتى يتفهم مشاكلهم ويتعاطى معها بأدراك وهذا هو الذي يضمن الاستمرارية والقبول لاي حاكم في اليمن.
– الصحفي: هل يبذل الزعيم أو الرئيس العربي مجهودا اكثر من الرئيس الغربي؟
–الرئيس: نعم باتاكيد سواء في الانظمة الملكية أو الجمهورية فالمهام صعبة جدا في عالمنا العربي.
– الصحفي: فخامة الرئيس تحدثكم قبل قليل بان هناك دورتين للرئاسة كل منها خمس سنوات وبعدها ينتهي دور الرئيس هل هناك تجديد؟
–الرئيس: نحن الان في بدايية الدورة الرئاسية الاولى بعد التعديلات الدستورية التي جرت.
– الصحفي: الن يتم تعديل كما يتم في بعض الدول تعديل دستوري؟
–الرئيس: التعديل الدستوري امر صعب حتى البرلمان لا يستطيع ذلك ولا بد ان يكون هناك استفتاء شعبي طبقا لاجراءات معقدة.
– الصحفي: هذا يعني انك يا فخامة الرئيس تؤمن بالتداول السلمي للسلطة؟
–الرئيس: بالتأكيد ولذلك لم تكن هناك مظاهرات في الشارع تطلب مني اجراء مثل هذه التعديلات الدستورية وتحديد فترة الرئاسة بدورتين بل انا من تبنى هذا الامر وذلك من اجل ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة ولكي يتعود الجميع على الوصول الى السلطة عبر ارادة الناخبين وصناديق الاقتراع.
– الصحفي: وهل لو حدثت فخامة الرئيس مظاهرات في الشارع تطلب بالتمديد لكم وبتعديل الدستور لفترة اخرى هل يمكن ذلك؟
–الرئيس: نحن بلد ديمقراطي تعددي ودولة مؤسسات والشعب اليمني يحب التغيير.
– الصحفي: فخامة الرئئيس ما هي الرسالة التي توجهونها للمستثمر السعودي خاصة وللمستثمر العربي بصفة عامة؟
–الرئيس: الرسالة هي الترحيب بهم جمعيا للأستثمار في اليمن وسيجدون منا كل الرعاية والاهتمام وادعوهم للاستثمار في المجالات الاستراتيجية وليس في مجال بيع أو دخول الكماليات ولكن الاستثمارات الاستراتيجية مثل الصناعة الثقيلة والمتوسطة والاستثمارات النفطية والغازية والمعدنية واستثمار الثروة السمكية واستثمار الرخام والجرانيت اشياء كثيرة في اليمن وهناك فرص عديدة موجودة ونحن نرحب بكل الاستثمارات وستكون الفائدة مشتركة لنا جميعا سواء كسعوديين أو يمنيين أو عرب أو اجانب وكمنطقة.
– لصحفي: شكرا فخامة الرئيس.