حديث رئيس الجمهورية لقناة دبي الفضائية في 19سبتمبر 2006

– قناة دبي: فخامة الرئيس حياك الله في تلفزيون دبي. >.
— الرئيس: مرحباً.
– قناة دبي: فخامة الرئيس في هذه الايام يعيش اليمن عرس الانتخابات والديمقراطية انت هل فوجئت بحجم المعارضة؟ >.
— الرئيس: لا.. هذا وضع طبيعي لان نظامنا نظام تعددي قائم على التعددية السياسية منذ فجر الوحدة في 22 مايو ولم يكن شيئاً مفاجئاً، وهذا نظام تعددي بطبيعته لا بد ان يكون هناك حزب حاكم واحزاب معارضة.
– قناة دبي: أنا اقصد طال عمرك في الحشد الذي حصلت عليه المعارضة هل فاجأك، وهل احسست منه بتغير في المزاج اليمني تجاهك؟ >.
— الرئيس: لا بالعكس هذا حشد طبيعي ويُظهر هذا التكتل التحالفي حجم احزاب اللقاء المشترك هي خمسة احزاب وظهر حجمهم، يعني هذا أمر عادي وليس مفاجئا، فهم لا يشكلون رقماً كبيراً. لست نادماً
– قناة دبي: فخامة الرئيس يتبادر الى ذهن من يعرف الساحة السياسية في اليمن يقول انها شاهدة لك بأنك تعاملت مع الاسلاميين تعاملاً حضارياً، الاسلاميون في كثير من البلاد غيبوا، انت أدخلتهم في السلطة ودخلوا في مجالس النواب وصاروا جزءاً من التركيبة السياسية ما الذي حدث بينك وبين الاصلاح رغم انه باقي لكم شهر عسل أو سنوات. >.
— الرئيس: الذي حدث انه بالنسبة لي انني احتضنت الاسلاميين في فترة من الفترات ايام موجة المد الشيوعي ورعيتها كقوى سياسية وترعرعت وحميتها في الوقت الذي كانت فيه بعض الانظمة تزج بالحركات الاسلامية في السجون.. انا بالعكس رعيت الحركة الاسلامية وترعرعت وشبّت وفرخت في ظل رعاية النظام ولست نادماً على ذلك لأنهم مواطنون يمنيون ونحن ارشدناهم الى طريق الاعتدال والوسطية ولكن بطبيعة الحال هذه القوى الحزبية باتت تفكر انها تشكل رقماً خطيراً فأغترت وركبها الغرور بأنها تشكل رقماً في الساحة اليمنية الى حد كبير، على الرغم أن حجمهم محدود ولديهم سبعة واربعون مقعداً في البرلمان و28 بالمائة من المجالس المحلية الحالية، التي سوف ننتخبها من جديد، وهم شركاء في العملية السياسية ولكنهم أصيبوا بالغرور وجنون العظمة بأنهم سوف يكتسحون الساحة، وهم يتجاهلون بأن هناك قوى فاعلة لها رصيد قوي وباع طويل في الثورة وباع طويل في الوحدة، وباع طويل في علاقاتها مع دول الجوار، مع اشقائها في السعودية وعمان والامارات وفي دول مجلس التعاون، ودولة ارتيريا، ويعني الدول المجاورة.. علاقات متميزة مع الدول العربية بنيت طوبة طوبة، وعلاقات دولية كبيرة جداً ولم تأت هكذا بالأمر السهل أو بمجرد خطبة جمعة وتعتقد انك غيرت مزاج المواطن. رفضنا الصفقات
– قناة دبي: ولكن يا فخامة الرئيس يبرز تساؤل كيف الاصلاح يتحالف مع الشيوعيين ومع البعثيين والاشتراكيين ويتجاهل هذا الحلف القديم مع علي عبدالله صالح؟ >.
— الرئيس: نعم، هو كان يريد صفقة سياسية معنا مع المؤتمر، نحن رفضنا هذه الصفقات وقلنا كل واحد يعرف وزنه وحجمه في الشارع، وهم كانوا يريدون ان يشاركوا لأنهم ندموا على خروجهم من المشاركة في السلطة بعد انتخابات 97م، وندموا على الخروج رغم انه عرض عليهم ان يكونوا شركاء مع السلطة رغم سوء ادارتهم في الماضي، عندما جربوا في الإئتلاف الثلاثي والائتلاف الثنائي كان اداؤهم غير سليم، يعني اداء غير جيد، لايعرفون كيفية ادارة دولة أو ادارة مؤسسة، بمعنى آخر الواحد فيهم عبارة عن خطيب لديه مثالية معينة، فعندما خرجوا من السلطة بعد 97م ندموا فأتوا الآن يحاورونا على صفقة.
– قناة دبي: ما مضمون الصفقة؟ >.
— الرئيس: صفقة ان يكونوا شركاء في المفاصل الاساسية للدولة أو في مؤسسات الدولة، يعني في كل مكان ان نفتح لهم مساحة نتنازل مثلاً عن مراكز ودوائر انتخابية لهم وان يكون لهم باع طويل، هذا رأيهم، قدموا مشروع اصلاحات منها تحويل النظام الرئاسي الى نظام برلماني، يعني شروط قلنا هذا يصلح لبرنامجكم الانتخابي لفترة قادمة للبرلمان، واذا استطعتم ان تحصدوا دوائر انتخابية وتحصلوا على الاغلبية باستطاعتكم ان تعملوا تعديلات دستورية، لكن الان نحن رافضون.. هذا برنامجكم ومن حقكم ان تروجوا له، يعني كل واحد يروج لبضاعته، ونحن لدينا برنامج.
– قناة دبي: كأنك هنا يا فخامة الرئيس تقول ان المزاج العام في اليمن ليس مؤيداً للتيار الديني، كأنك توحي بهذا ان اليمنيين غير متحمسين للتيارات الدينية؟ >.
— الرئيس: لا، لا، بالعكس نحن علينا ضغوط، انا شخصيّاً عليّ ضغوط، من الجمهور وليس من المؤتمر الذي انا أرأسه، لكن من الشعب انه كيف تحتضن وترعى هذه القوى في الوقت الذي هي في السجون، في كل بقاع العالم وانت تحتضنهم، لان فيهم ناس وقوى تستطيع ان تقول عليها انها لا تعلم ماذا تريد، كل شيء عنده حرام، كل شيء حرام، المرأة اذا توظفت حرام، واذا خرجت بدون محرم حرام، كل شيء حرام، انت اذا اسبلت ثوبك فأنت آثم، وقيادة المرأة للسيارة حرام، يعني كل شيء حرام، البنوك ربوية، كل شيء الحياة كلها ربوية، هم يريدون ان يجمدوا الحياة، هذا فهمهم، نحن حاولنا ان نعمل معهم فترة من الزمن ونحاول ان نقودهم الى عقلية الدولة، الى الاعتدال، الى الادارة، والى انه لابد من التعامل مع العالم الخارجي، لأننا لانستطيع ان نقول ان كل القروض ربوية، يعني لانأخذ قروض، طيب انا اذا اردت إنشاء مشروع كهرباء لا بد من قرض يقول لك لا، نقول لهم هل نعود إلى زمن نستضيء به بالفوانيس لا، اليوم الناس يستخدمون الطاقة، الناس يريدون ان يشغلوا المضخات، القطارات، يشغلوا الطائرات.. وبرأيهم هذا كله حرام.. مثلا طريق من هنا الى السعودية نحتاج له قرضاً، فيقول لك حرام، فهل نعود الى الزمن الذي كنّا نسافر فيه للحج على ظهر الابل.. لديهم مفاهيم مثالية ساذجة، فهم محدودو الوعي والفهم، لاهم علماء، ولا هم جهلة، ولا هم بانصاف العلماء، يعني مزيج. لا أحد يصدقهم
– قناة دبي: هل تعتقد فخامة الرئيس ان العملية السياسية ستتجاوز التيارات الدينية؟ >.
— الرئيس: اكيد الان بعد أن غير النظام مزاجه معهم سيتغير موقف الناس منهم بعد ان كانوا يسايرونهم مجاملة للقيادة، لكن بعد حوار طويل معهم اتضح انهم غير قادرين على الاعتدال، لم يجروا انفسهم الى الاعتدال الى الوسطية الى الخطاب العقلاني، رغم انهم الان يلتقون بالاجانب ويسوّقون انفسهم على انهم معتدلون، لكن حتى الاجانب لايصدقونهم، لا أحد يصدقهم، لا الاجانب ولاغيرهم.
– قناة دبي: فخامة الرئيس ما هي أسباب هذا الانفصال الذي حدث من ابن الشيخ عبدالله الاحمر، هل فصل من الحزب. >.
— الرئيس: لا.
– قناة دبي: الم يستقيل من الحزب؟ >.
— الرئيس: لا، ابن الشيخ حسين لازال عضوا في المؤتمر.
– قناة دبي: لم يخرج، والكلام الذي قيل عنه وعن خروجه اليس صحيحا؟ >.
— الرئيس: لا.
– قناة دبي: ولا الكلام. >.
— الرئيس: لم يقدم استقالته، ولم يعلن عن استقالته، وهو لازال موجوداً في المؤتمر، لازال في المؤتمر.
– قناة دبي: والكلام الذي قيل عن الفلوس والدعم الليبي أو هذا الكلام من المعارضة؟ >.
— الرئيس: هذا كلام لم نسمعه مثل ما تسمعه، لكن نحن لم نتهم احداً ولاقلنا هذا، وهو لازال عضواً في المؤتمر، وان شاء الله يستمر في عضويته بالمؤتمر ويسير مع اخوانه في المؤتمر فليس لدينا مشكلة.