إجابات الرئيس علي أسئلة صحيفة “الشعب” المصرية

‌‌‌صحيفة الشعب المصرية:.استسمح فخامتكم بأن أبدا الحوار بالحديث حول الاستفتاء الشعبي على الدستور الجديد وقضية الاستئناس؟

.. الرئيس: بداية اتفاقية إعلان الجمهورية اليمنية تلزم القيادة بإنزال الدستور للاستفتاء الشعبي عليه رغم المصادقة عليه من السلطتين التشريعيتين السابقتين المتمثلتين آنذاك بمجلس الشورى في صنعاء ومجلس الشعب الأعلى في عدن… ونتيجة هذا الاستفتاء الشعبي ملزمة.. أما موضوع الاستئناس فهو يتعلق بالاستمارة التي سيقوم المواطن بتدوين آرائه فيها أو ملاحظاته على أية مادة من مواد الدستور، وهذه الاستمارة توزع للمواطنين إلى جانب البطاقة الخاصة بالاستفتاء التي سيقول فيها رأيه بنعم أولا، وأذ قال الشعب لا للدستور وكانت النسبة تمثل الأغلبية فإننا سنسلم برأي الشعب.

.

صحيفة الشعب المصرية: هناك بعض الفصائل كانت تطالب بضم بيان مجلس الرئاسة المتعلق بالشريعة إلى الدستور وإعطائه طابعا رسميا ودستوريا؟

.. الرئيس: أولا: بيان مجلس الرئاسة هو خلاصة حوار وأفكار وأراء للفصائل والتنظيمات السياسية والأحزاب والهيئات والشخصيات الاجتماعية، وقد رأى مجلس الرئاسة انه لابد أن يؤكد على الثوابت في بيانه وعلى الأسس التي كان فيها غموض أو لبس في الدستور، فكان بيان مجلس الرئاسة بهدف إيضاح ذلك، ولإزالة الغموض واللبس عند الاستفتاء على الدستور من الناحية الدستورية ومن الناحية القانونية الاستفتاء على بيان مجلس الرئاسة لأن بيان مجلس الرئاسة له قوة دستورية وقانونية لأنه جاء موضحا ومؤكدا لما تضمنه الدستور.

صحيفة الشعب المصرية: ما هي أوجه الخلاف بين الفصائل المختلفة بشأن الدستور اليمني المقترح؟ وكيف السبيل ورأيكم لتقليل هذه الخلافات بحيث لا تؤثر على مستقبل الوحدة اليمنية؟ وهل هناك أسباب أخرى غير معلنة تكمن وراء هذه الخلافات؟

.. الرئيس: أولا: ليس هناك خلاف حول الدستور.. كل ما هناك وجود وجهات نظر متباينة لدى بعض القوى في تفسير مضامين بعصر مواده.. وهي وجهات نظر يتم قبولها في إطار الممارسة الديمقراطية وفي ظل وجود التعددية السياسي والحزبية التي كفلها دستور الجمهورية اليمنية الذي تم الاستفتاء عليه من قبل جماهير الشعب بإرادة حرة وديمقراطية ومثل تلك الخلافات أو التباينات يثري واقعها بالممارسة الفعلية التي تتم الرؤى ووجهات النظر حول أي قضية من القضايا التي تهم الوطن أو الأمة أمر طبيعي وجيد، لأنه يعزز من الديمقراطية ويثري واقعها بالممارسة الفعلية التي تتم بالحوار وبأسلوب سلمي وديمقراطي، وهناك الكثير من الثوابت والقواسم المشتركة التي تلتقي عندها كل الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية في البلاد، وأهمها التمسك بمبادئ وأهداف الثورة اليمنية، والحفاظ على النظام الجمهوري والحفاظ على الوحدة اليمنية والحرص على التجربة الديمقراطية والحفاظ على السيادة والاستقلال الوطني، وعدم الأضرار بالوطن وتحقيق مصالحه.

أما بالنسبة للوحدة اليمنية فهي مكسب وإنجاز تاريخي عظيم تحقق في هذا القرن، يعتز به شعبنا اليمنى ويعتز به كل الوحدويين في الوطن العربي والأصدقاء في العالم.. وكل أبناء الشعب اليمني يدركون قيمة الوحدة كنعمة نالوها بعد أن عانوا كثيرا من التشطير الذي ورثه شعبنا من عهود الإمامة والاستعمار، ولهذا فإنه لا تفريط في الوحدة أبدا من قبل أي يمني… بل إن الشعب كله على استعداد للحفاظ على الوحدة والدفاع عنها ضد أي تحديات يمكن أن تفرضها أي قوة خارجية ضد الوحدة..

صحيفة الشعب المصرية: الديمقراطية في البلدان النامية شيء جميل بالنسبة للحاكم بشرط أن تكون على الورق.. ولذا فإن المهم هو التطبيق. فكيف ترونها في اليمن؟

.. الرئيس: ديمقراطيتنا لها خصوصيتها وتميزها.. فهي ديمقراطية فعلية ولكن تواجهها بعض السلبيات، وهذا شيء طبيعي. ومع وجود كل السلبيات التي تمارس من خلال التطبيق للديمقراطية آلا أننا في القيادة راضون عن خيارنا الديمقراطي ومتمسكون به، لأن هذا هو الخيار الوحيد للبناء والمتنفس الصحيح.. وأنا أستطيع القول بأن الديمقراطية التي تمارس في اليمن ربما ليست موجودة في- أي مكان أخر لأنها تمارس ممارسة فعلية.. وربما خلال وجودك في اليمن قد لمست ذلك بنفسك فالشارع اليمني كله مسيس والمواطن اليمني يتحدث بكامل الحرية.. ونحن لسنا منزعجين من وجود الديمقراطية لأننا ندرك أن للديمقراطية ثمنا، فلقد حققت الديمقراطية باليمن في بعض الأحيان أضرارا كبيرة وسببت لنا مشاكل مع الآخرين.. فمثلا أثناء أزمة الخليج عندما خرجت المسيرات والمظاهرات استفزت بعض الجيران العرب في دول الخليج وبعض الدول الأخرى رغم أننا في القيادة والحكومة لم نكن راضين عن الأساءه إلي الآخرين. وكذلك نحن لسنا نادمين على موقفنا، فموقفنا مبدئي وثابت.. غير أننا غير راضين عن الإساءة إلي الآخرين.

صحيفة الشعب المصرية: اليمن بشكل خاص لها تفرد خاص بالنسبة للمشاكل الديمقراطية، فالشعب اليمنى مكون من عشائر وقبائل مسلحة وهناك صراعات… ألا يجعل كله ذلك تطبيق الديمقراطية بالنسبة لليمن شيئا صعبا.

.. الرئيس: بالرغم من ممارسة البعض. والمشاكل الناجمة عنها إلا أن الديمقراطية جيدة، وستظل هي الخيار الأمثل لنا في اليمن.. ولعلك شاهدت أو لمست بنفسك خلال وجودك هنا حملة المعارضة، التي تجري ضد الدستور من قبل بعض قوى المعارضة إلا أن عملية الاستفتاء على ما يرام وليس هناك ما عرقل سيرها أو أخل بالأمن، برغم أن الشعب اليمني كله تقريبا يحمل السلاح… وهذه الظاهرة فريدة بالنسبة للعالم، يتميز مجتمعنا اليمني عن غيره من المجتمعات الأخرى.. فالديمقراطية هي جزء من الموروث الحضاري لشعبنا، وإنك اليوم تشاهد عملية الاستفتاء على الدستور. وكل شيء يجري على ما يرام ولم يحدث شيء يذكر.. فالعملية تجري بشكل طبيعي وهادئ.

. هذا يشجعنا على أن نسألكم سؤالا حول المسيرة التي جرت في يوم الأحد الماضي؟ الرئيس: المسيرة كانت عادية وسلمية، وقد قابلت ممثلين عنها والذين سلموني رسالة تتضمن بعض المطالب، وقد رددت عليهم عبر وسائل الإعلام ويمكنك أن تطلع على ذلك من خلال الخبر الذي نشر حول اللقاء في وسائل الإعلام.

صحيفة الشعب المصرية: في الحقيقة كانت اليمن من أكثر الدول تضررا من جراء موقفها من أزمة الخليج، هل تشعرون بالندم نتيجة هذا الموقف.

.. الرئيس: لا أبدا.. وكان قد وجه لي نفس السؤال من أكثر من صحيفة، وقد أوضحت بأننا لا نشعر بالندم أبدا، لأننا لم نخطئ في موقفنا المبدئي والثابت… بل نشعر ويشعر كل مواطن يمنى بالاعتزاز والارتياح لأن موقفنا مبدئي لم يتغير وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه أشقاؤنا وأصدقاؤنا أبعاد هذا الموقف المبدئي ورغم ما لحق باليمن من ضرر نتيجة ذلك لكننا غير نادمين على مواقفنا السياسية تلك، لأن مواقفنا كانت واضحة من خلال أدانتنا للغزو العراقي للكويت وتصويتنا مع كل قرارات مجلس الأمن وبغض النظر عن مواقفنا الواضحة هذه والتي صوتنا فيها على كل قرارات مجلس الأمن ماعدا القرار (678) لأنه كان قرار الحرب، ويجيز تدمير قطر شقيق، خاصة وأن اليمن تمثل في مجلس الأمن الأمة العربية كلها. والأقطار العربية منقسمة على نفسها، ولا يجب أن يساند أي موقف عربي في مؤسسة دولية قرار حرب ضد أي قطر عربي. أما بالنسبة للقرار رقم (660) فإن مندوبنا لم يكن قد استلم التعليمات من قيادته، وقد فوجئ بمناقشة القرار كما فوجئنا به في القيادة وقد أوضحنا ذلك في حينه.

أما بقية القرارات فقد صوتنا عليها جميعا والتزمنا بها ولكن لا أحد يذكر مواقف اليمن هذه المؤيدة لقرارات مجلس الأمن والتزامها بها ولم نخرقها حتى اليوم وحتى القرار رقم (660) نحن التزمنا به وصوتنا مع قرار الحظر الجوي والتزمنا به.

صحيفة الشعب المصرية:الموقف هذا.. هل يعني أن القيادة استجابت لقناعة وإجماع الشعب اليمني .

.. الرئيس: نعم القيادة استجابت الإرادة الشعب اليمني.

صحيفة الشعب المصرية: تتردد أشياء أخرى حول الدوافع وراء هذا الموقف، وليس شرطا أن ما كان يتردد كان صحيحا ومن ضمن ما تردد أن الرئيس صدام حسين كان يدفع اليمن إلى هذأ الموقف بوسائل عديدة، بهدف دعمه في موقفه؟

.. الرئيس: أود أن أسألك.. تلك الشائعات التي روجتها بعض وسائل الإعلام العربية والدولية والتي استهدفت تشويه مواقف اليمن لا يمكن نشرها أو تصديقها من قبل أي صحافي أو سياسي يعرف اليمن؟ فمن هي اليمن التي يطلب منها الرئيس صدام حسين دعما ومساعدة؟ وماذا تمثل اليمن من أسلحة إستراتيجية أو نووية أو صناعات حربية حتى يلجأ إليها العراق لمساعدته فاليمن ليست هي فرنسا أو أمريكا أو الاتحاد السوفيتي.. لقد كان ذلك ضمن حملة الافتراءات الظالمة ضد اليمن بهدف تشويه موقفنا المبدئي..

صحيفة الشعب المصرية: صحيح أن موقف اليمن كان موقفا دفع إليه الشعب بإيمانه وعقيدته… ولكن ما يقال عن الموقف اليمني تردد القوى المعادية لليمن.. ومما يقال عن أسباب وقوفكم إلى جانب العراق أنه بسبب الصراعات… حول الأرض المنتزعة من، اليمن والتي استولت عليها السعودية. هل كان هذا صحيحا وانه أحد الدوافع لاتخاذكم ذلك الموقف؟

.. الرئيس: هذا الكلام تروجه أجهزة وقوى معادية لليمن.. ولا صحة له إطلاقا نحن في اليمن لنا حوار طويل مع السعودية… ونحن لدينا الاستعداد الكامل لحل أي مشاكل سلميا سواء في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل.. أن اليمن تنطلق في سياستها من أن أي أشكال حدودي مع جيرانها لابد أن يحل بالطرق السلمية والأخوية وهذا ما أعلناه في أول بيان عند قيام الجمهورية اليمنية، كما أكدت الحكومة في أول بيان لها عن استعدادها لحل المشكلات الحدودية في ضوء الحقوق القانونية والتاريخية مع ضرورة تجاوز كافة المشكلات أخويا وسلميا.ونحن في اليمن عانينا كثيرا من الحروب… ربما بما لم يعانه أي شعب وعندنا تجربة.. والذين يدقون طبول الحرب في أي وقت… هم بأكيد لم يعانوا من ويلات الحرب وإن شاء الله يتعلمون من الزمن..

صحيفة الشعب المصرية: ما هي العوامل التي تعتقدون إنها أدت إلى النتائج الراهنة لحرب الخليج… وهي نتائج مأساوية في نظر الجميع بخاصة للعراق.. واليمن والأردن اللتان ساندتا العراق؟ وما هي النتائج البعيدة المدى التي ستلحق بالدول العربية على المدى المتوسط والبعيد من جراء نتائج حرب الخليج؟ وماذا ينبغي عمله لتقليل تلك النتائج؟ وهل عودة التضامن العربي ممكنة.

.. الرئيس: لقد كان لغياب الرؤية العربية والإرادة العربية الواحدة بفعل التدخلات الأجنبية في الشئون العربية وغياب الحكمة والمنطق في معالجة أزمة الخليج آثره الكبير في الوصول إلى ما وصلت إليه المنطقة والأمة العربية نتيجة التطورات المأساوية التي شهدتها أزمة الخليج. ولذا فإن اليمن ومنذ بداية تلك الأزمة نادت وسعت بكل جهودها من أجل احتواء الأزمة سلميا من أجل تفادي حدوث مثل تلك النتائج المؤسفة التي نشهدها الآن.

لكن ما قد حدث حدث، المهم الآن إن يستوعب الجميع الدروس وان تكون هناك نوايا صادقة لتجاوز آثار الأزمة وترميم الجسور وفتح صفحة جديدة في مسيرة العلاقات بين الأشقاء ترتكز على الإخاء الصادق والوضوح والصدق في التعامل والحرص على التضامن ووحدة الصف العربي… فالتحديات أمام الأمة العربية كبيرة خاصة في هذه المرحلة.. والمطلوب رؤية عربية موحدة وجهد عربي مشترك يعزز من اقتدار الأمة على مواجهة تلك التحديات.

صحيفة الشعب المصرية: لو اتخذت مصر وسوريا موقفا آخر.. هل كانت النتائج ستتغير؟

.. الرئيس: يبدو من الصعب الإجابة على سؤال افتراضي كهذا.

صحيفة الشعب المصرية:اعرف أن هناك زيارة لمصر ستقومون بها.. هل تحدد لها موعد؟

.. الرئيس: نحن عندما نريد زيارة مصر فأننا سنزورها في الوقت المناسب وفي الوقت الذي نريد أن نزورها فيه، ولا يوجد بيننا وبين مصر قيادة أو شعبا أي خلاف أو مشكلات. ولمعلوماتك فإن الاتصالات بيننا وبين مصر لم تنقطع طوال الأزمة، ولكن الذين حاولوا قطع تلك الاتصالات هم بعض الأخوة من الصحفيين المصرين رعاهم الله، ولا نقول لهم سوى سامحهم الله على كل حملات التجني التي تجنوا فيها على اليمن قيادة وشعبا وموقفا وما كنا نتصور انهم سيقذفون اليمن بمثل تلك القذائف الصحفية من الشتائم وبذلك الأسلوب غير اللائق بهم، وبرغم كل شيء نقول لهم سامحكم الله أما بالنسبة للعلاقات بين القيادة والحكومة اليمنية وبين القيادة والحكومة المصرية فهي على ما يرام وليس هناك أية خلافات لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل إنشاء الله.

صحيفة الشعب المصرية: الأخ الرئيس.. لو تمت الزيارة ماذا ترجون من ورائها؟

الرئيس: أولا لدينا هدف دائم هو المزيد من تعزيز العلاقات الثنائية، والزيارات بيننا وبين مصر تأخذ الطابع الأخوي.. ففي أي وقت يزوروننا من مصر أهلا وسهلا ومرحبا. وفي أي وقت نريد أن نزور مصر فسنزورها ولن تكون هناك أي مشكلة تعوق ذلك، ولا تأخذ الزيارات أية أبعاد أو مدلولات غير أخوية.. فنحن أسرة عربية واحدة همومها واحدة ومصيرها واحد.والعلاقات مع مصر حميمة ومنحدرة في أعماق التاريخ وفي وجدان الشعبين اليمني والمصري ومعمدة بالدماء الزكية للشعبين الشقيقين.

صحيفة الشعب المصرية: وهل سيتأثر وجود المدرسين المصريين في اليمن بعد وقف المعونات الخليجية من حيث العدد؟

..أبدا لن يتأثر المدرسون.. المصريون بأي حال من الأحوال، والآن عددهم كما كانوا قبل أزمة الخليج ولم يتأثروا بأي شيء، فالحاجة إليهم مازالت قائمة وهم يؤدون واجبهم القومي ورسالتهم الإنسانية في اليمن على خير ما يرام.

صحيفة الشعب المصرية.: هناك موضوع الصيادين المصرين الذين سمعنا بأنهم محتجزون وعددهم حوالي 49 صيادا مادا بشأنهم؟.

.. الرئيس: هذا الموضوع كما ابلغني الأخ الدكتور عبد الكريم الارياني وزير الخارجية تمت معالجته، واعتقد انه قد تم الإفراج عنهم ويمكنك أن تعرف التفاصيل منه.

صحيفة الشعب المصرية: اليمن تعلق أمال كبيرة على اكتشافات البترول وتأملون أن يكون عندكم في سنة 2000 مليونا برميل يوميا أن شاء الله.. لكن هل من الحكمة أن يظل اليمن يعلو سبل التنمية عاد شيء قد يحدث وقد لا يحدث .

.. الرئيس: نحن نعلق آمالنا التنموية على ثروات بلادنا التي سنقوم باستخراجها واستثمارها، وعلى أساس أن ذلك سيحدث فعلا.. وهذا شيء مؤكد وملموس وسنعمل على تحقيقه بأفضل النتائج إن شاء الله ”

صحيفة الشعب المصرية: وهل هذا أكيد؟

.. الرئيس: طبعا أكيد.. أرضنا واعدة بالخير ونتائج الاستكشافات والتنقيب عن النفط إيجابية ومشجعة، وعندنا حاليا اكثر من شركة فرنسية وأمريكية وكندية وبريطانية تعمل على البحث والتنقيب عن النفط في بلادنا.. فالنفط موجود في اليمن وبكميات تبعث على التفاؤل، ولكن يحتاج بالطبع إلى أموال للاستثمار. ونحن نبذل كل جهودنا من اجل توفر تلك الأموال.

صحيفة الشعب المصرية: عقود الامتيازات المبرمة الآن بين اليمن وبين الشركات الأجنبية.. إلى اكبر مدى كانت دقيقة وغير مجحفة بحق اليمن أو تشكل عبئا على الاقتصاد اليمني؟

.. الرئيس: العقود التي أبرمناها مع هده الشركات عقود جيدة ولم يوقع مثلها في إي قطر عربي، وهي افضل عقود وقعت في المنطقة العربية حتى الآن بشهادة الأشقاء الذين استشرناهم.

صحيفة الشعب المصرية: هل هناك بدائل اخرف غير البتر ول

.. الرئيس: هناك بالطبع الزراعة والثروة السمكية والصناعة والسياحة، وهذه بدائل واعدة لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق النهضة التنموية الشاملة لليمن.

صحيفة الشعب المصرية: موضوع الزراعة يجرنا إلى قصة زراعة القات الذوقي يقال انه يتم على حساب زراعة محاصيل أخرى.. ألا تعتقدوا؟ بأن زراعة القات تؤثر على زراعة المحاصيل الأخرى

.. الرئيس: في الحقيقة أن زراعة القات لا تؤثر إلى حد كبير على المزروعات الأخرى كالفواكه- والحمضيات والقمح، لأن زراعة القات تتم في المدرجات الجبلية وهي ارض محدودة والزراعة التي نتطلع إلى تنميتها وتطويرها ستكون في الأراضي المستوية والسهول الواسعة، والأرض اليمنية سخية العطاء في المجال الزراعي، واليمنيون لديهم خبرات زراعية واسعة في المجال الزراعي ويستقطب المجال الزراعي أعداد كبيرة من الأيدي العاملة اليمنية، والدولة تسعى إلى تشجيع المواطنين على استصلاح الأراضي وتحقيق نهضة زراعية ولدينا أراضى خصبة في سهل تهامة وفي حضرموت وفي شبوة ومأرب ولحج وأبين والجوف وهذه المناطق لا يزرع فيها القات بل تزرع مختلف المحاصيل الزراعية خاصة القمح والفواكه.

صحيفة الشعب المصرية: وهل للقات آثار أخرى؟

.. الرئيس: بالطبع له آثار سلبية اقتصادية واجتماعية ولكن له فوائد اجتماعية أيضا ففي المجتمع اليمني تتحول مجالس القات إلى برلمانات ديمقراطية مفتوحة في كل بيت وكل قرية وكل حي؟ يناقش فيها الشعب بكل الحرية كل القضايا التي تهمه، ويتحدث عن كل ما يهم حياته والقضايا والمستجدات في العالم.

صحيفة الشعب المصرية: هل انتم متفائلون إزاء مستقبل وحدة شطري اليمن على ضوء إنجازات السنة الأولى من الوحدة؟

.. الرئيس: بالطبع نحن متفائلون.. فما تحقق في العام الأول من الوحدة يبعث على الاعتزاز،

ولكن تظل الطموحات كبيرة في ظل الوحدة وتظل التطلعات مستمرة نحو مزيد من الإنجاز وتحقيق النهوض التنموي والحضاري الشامل سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيره. ولقد منحت الوحدة شعبنا قدرات إضافية كبيرة بعد أن توحدت إمكانياته وطاقاته، وكل ذلك يعطي الثقة في أن المستقبل سيكون مشرقا إنشاء الله وواعد بالكثير من الخير والرخاء لشعبنا اليمني

صحيفة الشعب المصرية: صحيفة الشعب هي جريدة المعارضة في مصر.. هل تتابعون ما تنشره وما هو تقييمكم .

. الرئيس: كنا خلال أزمة الخليج نتابع كل ما تنشره الصحافة العربية والعالمية..وحظيت صحيفة الشعب المصرية بأولوية واهتمام خاص ليس لأنها تتحدث أو تنشر عن اليمن ولكن لأن كتاباتها وما تنشره من أخبار تتسم بالموضوعية والصدق ورعاية المصلحة القومية العليا.

صحيفة الشعب المصرية: هل من رسالة توجهونها للشعب المصري

.. الرئيس: الشعب المصري شعب شقيق للشعب اليمني، وتربط الشعبين اليمني والمصري علاقات أخوية تاريخية ونضالية توطدت بالدم الذي امتزج على كل جبل وسهل واليمن أثناء مساندة الشعب المصري للشعب اليمني في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وثورة الرابع عشر من أكتوبر وستظل تلك المآثر خالدة في ذاكرة الشعب اليمني الذي لن ينسي أبد تضحيات أشقائه المصريين ووقوفهم إلى جانبه ودعم ومناصرة الثورة اليمنية. .