خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الوطني الحادي عشر 21/5/2001م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الاخوة المواطنون الاعزاء الاخوات المواطنات.. اينما كنتم في الداخل أو الخارج.. يسعدني ونحن نعيش ابتهاجات العيد الوطني الحادي عشر أن أزف اليكم جميعا خالص التهاني وصادق التبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية من مدينة عدن الباسلة التي رفرف عليها علم الجمهورية اليمنية خفاقا يوم ال/22/ من مايو عام 1990م. ان احتفالنا بالعيد الوطني هذا العام يكتسب اهمية عظيمة بما تحقق في الوطن من تحولات وتطورات على مختلف الاصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية سواء على صعيد استكمال البناء المؤسسي للدولة أو على الصعيد التنموي أو الديمقراطي خاصة بعد ان تم الاستفتاء على التعديلات الدستورية واقرارها وانتخاب المجالس المحلية.. وتم تشكيل حكومة جديدة وانشاء مجلس للشورى وتسمية اعضائه لتوسيع نطاق المشاركة وترسيخ الديمقراطية التعددية التي ستظل تمثل الخيار الصائب الذي لا حياد عنه والوسيلة الحضارية المثلى للانطلاق نحو الامام. فالمهام الماثلة امام الجميع كبيرة وفي مقدمتها المضي قدما في جهود الاصلاح الاقتصادي والمالي والاداري والقضائي وترسيخ قواعد الامن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع وجعل التنمية مشروع المستقبل امام الحكومة.. فالمناخات ملائمة الان افضل من اي وقت مضى لمزيد من العمل والانجاز بعد ان امكن احراز نجاحات ملحوظة في المجال الاقتصادي والمالي والاداري وفي مقدمتها انخفاض العجز في الموازنة العامة من 17 في المائة الى 3 في المائة والحد من التخضم الى اقل من 10 في المائة وارتفاع معدل النمو الى اكثر من 5 في المائة وتخفيض الديون الخارجية من 10 مليار دولار الى حوالي 3 مليار دولار وتحرير السلع الاساسية00 كما تمكنت بلادنا وبحمد الله من حل كافة مشاكلها الحدودية وعززت من علاقاتها ومجالات التعاون والشراكة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة. وعلى الحكومة ان تعمل على متابعة تنفيذ البرامج والخطط الكفيلة بتعزيز الاقتصاد الوطني وتشجيع الاستثمار الذي يوفر فرص العمل وينهي حالة البطالة، والارتقاء بمستوى الاداء وتحديث الادارة واعطاء الصلاحيات الكاملة للمجالس المحلية طبقا للقانون.. والعمل على تطوير النظام الانتخابي وانجاز التقسيم الاداري الجديد بحيث تتواءم الوحدات الادارية مع الدوائر الانتخابية لمجلس النواب والمجالس المحلية.. وايجاد الحلول المناسبة لقضايا المواطنين وتحسين احوالهم المعيشية.. ومكافحة الفقر وتوسيع شبكة الامان الاجتماعي والاهتمام بصحة المواطنين وبناء المستشفيات التخصصية من قبل الدولة والقطاع الخاص من خلال تشجيع الاستثمار الوطني والعربي والاجنبي للدخول في هذا المجال لتقديم خدمات صحية متطورة للمواطنين والقضاء على الامراض المستعصية والحد من العلاج في الخارج والعمل على الاهتمام ببناء الانسان ومكافحة الامية واتاحة المزيد من الفرص امام المرأة للمشاركة الفاعلة في المجتمع وتنشئة جيل يمني موحد العقيدة والتربية والفكر والثوابت الوطنية محصنا بالمعارف الحديثة والتوسع في التعليم المهني والفني وكليات المجتمع وبما يخدم اهداف التنمية. الاخوة المواطنون.. الاخوة المواطنات.. بعد ايام قلائل تحل علينا مناسبة مرور عام على ذكرى توقيع معاهدة جدة التاريخية لترسيم الحدود البرية والبحرية بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية والتي ارست اساسا جديدا للانطلاق بعلاقات الاخاء وحسن الجوار بين البلدين نحو آفاق رحبة وواسعة من التعاون الاخوي المثمر الذي يعزز من الشراكة وتبادل المصالح والمنافع ويخدم الامن والاستقرار في المنطقة. ونحن نتطلع باذن الله الى مستقبل اكثر رخاء وازدهارا للبلدين الشقيقين.
ان الجمهورية اليمنية التي آمنت بالحوار السلمي والتفاهم الاخوي وسيلة مثلى لحل كافة القضايا مع اشقائها وجيرانها وفي طليعتها قضايا الحدود ستظل تبذل جهودها ومساعيها من اجل خدمة قضايا السلام والاستقرار في المنطقة والعالم انطلاقا من ادراكها الواعي بانه مهما بلغت القضايا والخلافات بين الدول وبخاصة دور الجوار من تعقيدات فأنه لابد في نهاية المطاف من الجلوس على طاولة المفاوضات.. ولهذا ينبغي على الجميع تغليب المنطق والحكمة واللجوء المبكر للحوار السلمي والبحث عن الحلول المرضية بعيدا عن استخدام القوة والعنف. واننا بهذه المناسبة اذ نعبر عن ارتياحنا للجهود الاقليمية والدولية التي بذلت من اجل ترسيخ الامن والاستقرار واحلال السلام في منطقة القرن الافريقي وما تم التوصل اليه بين البلدين الجارين اثيوبيا واريتريا من اتفاق لتسوية خلافهما الحدودي واحلال السلام بينهما.. فإننا نكرر دعوتنا لكافة اشقائنا في الصومال الى وضع مصلحة الصومال الشقيق فوق كل اعتبار والعمل من اجل استعادة الصومال عافيته وامنه واستقراره ووحدته والتفرغ لمجابهة تحديات البناء والتنمية. الاخوة المواطنون.. الاخوات المواطنات.. يا أبناء امتنا العربية والاسلامية.. انه لمما يؤسف له ان حرب الابادة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني الاعزل ماتزال مستمرة حيث تمارس بحقه ابشع انواع القمع والتنكيل والتشريد والتجويع والحصار ويسقط في فلسطين المحتلة كل يوم عشرات الشهداء00وفي الوقت الذي تزداد فيه سلطات الاحتلال الصهيوني وقادته صلفا وعدوانية في ممارساتهم القمعية المنافية لكافة الشرائع السماوية والمواثيق والاعراف الدولية وابسط حقوق الانسان وتزداد الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة تدهورا ومأساوية.. فأنه من المحزن ان يظل المجتمع الدولي في موقف المتفرج وغير قادر على اتخاذ أي مبادرة من شأنها ممارسة الضغط على الكيان الصهيوني ووضع حد لسياسته العدوانية المتغطرسة.. ونكرر مطالبتنا لمجلس الامن الدولي القيام بواجبه في توفير الحماية للشعب الفلسطيني والاستجابة للدعوات المتكررة لارسال قوات دولية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة لايقاف حرب الابادة التي يتعرض لها ابناء الشعب الفلسطيني. وإنها لمناسبة ندعو فيها ابناء امتنا العربية والاسلامية لدعم الانتفاضة المباركة والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من اجل اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي وتشكيل لجان شعبية لجمع التبرعات المادية وتقديمها للشعب الفلسطيني عبر ممثله الشرعي السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من اداء واجبها ازاء اسر الشهداء والجرحى ومن فقدوا اعمالهم ومصادر رزقهم.
كما ندعو كافة الدول التي تربطها علاقات مع الكيان الصهيوني وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية الى ممارسة الضغط على هذا الكيان المحتل لايقاف حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني والانصياع لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي. الاخوة الاعزاء في وطننا العربي والاسلامي.. لقد مرت 10 سنوات على فرض الحصار على الشعب العراقي الشقيق والذي لم يعد له ما يبرره وعلينا جميعا كأبناء امة عربية واسلامية واحدة ان نبادر بانهاء هذا الحصار الجائر من طرف واحد وهذا يشجع الاصدقاء لاتخاذ نفس الموقف. ياجماهير شعبنا الوفي.. يا أبطال قواتنا المسلحة والامن البواسل.. اننا في هذه اللحظة التي نعيش فيها ابتهاجات هذا العيد الوطني.. نتذكر بمزيد من الوفاء والعرفان عطاءات وتضحيات اولئك الرجال الشجعان من ابطال قواتنا المسلحة والامن الذين كان لهم شرف الاسهام في صنع فجر الوحدة والدفاع عنها.. مؤكدين بأنهم سيظلون دوما محل الرعاية والاهتمام.. وسنواصل بذل الجهود من اجل تحسين احوالهم المعيشية والعسكرية وتعزيز جوانب البناء النوعي المتطور في القوات المسلحة والامن في اطار الاهتمام بالكيف قبل الكم واستيعاب كافة المتغيرات والتقنيات العسكرية الحديثة. الاخوة المواطنون.. الاخوات المواطنات.. ان بلادنا على اعتاب مرحلة جديدة من البناء والتحديث وهذا يتطلب تضافر كل الجهود الوطنية واسهام كافة القوى السياسية في السلطة والمعارضة في مسيرة بناء الوطن وان نضع مصلحة اليمن فوق كل المصالح والاعتبارات الحزبية فالوطن فوق الجميع.. ولهذا فإن على الجميع في الوطن افرادا واحزابا التطلع الى الامام بروح جديدة متفائلة وعزيمة قوية للمضي نحو تحقيق كافة الاهداف والغايات الوطنية المنشودة فالوطن ملك لكل ابنائه. ختاما أسأل الله العلي القدير أن يتغمد شهدائنا الابرار بواسع رحمته وغفرانه وان يسكنهم فسيح جناته الى جوار الانبياء والصديقين انه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته