كلمة فخامة رئيس الجمهورية أثناء ترؤسه لمجلس الشورى عقب أداء رئيس وأعضاء المجلس اليمين الدستورية
بسم الله الرحمن الرحيم
نهنئ الإخوة رئيس وأعضاء مجلس الشورى الذي يضم كوكبة من خيرة رجال اليمن ولا نقول أنه مجلس للشورى فحسب، بل نقول أنه مجلس الحكماء.. وان شاء الله تكونوا عند مستوى المسئولية المناطة بهذا المجلس الذي تتوافر لدى أعضائه خبرات متراكمة في المجالات القضائية والإدارية والاقتصادية والسياسية وفي شتى المجالات وان تكونوا عونا لهذا الوطن.. ونحن بهذا التشكيل نكون قد استكملنا البناء المؤسسي للدولة ممثلا بالانتخابات المباشرة لرئاسة الدولة وأيضا انتخابات السلطة التشريعية وتشكيل الحكومة وانتخابات المجالس المحلية التي تعد إحدى المكاسب الرئيسية في الوطن.
إذا تكاتفت جهود كل المؤسسات سنمضي بالوطن أن شاء الله إلى مستقبل زاهر بتعاون كل القوى السياسية الفعالة سواء في السلطة أو المعارضة وعلينا أن نتحمل مسؤولية بناء الوطن فالوطن ملك للجميع وهو فوق الأحزاب والوطن غال علينا جميعا، وعلينا أن نعطي لهذا الوطن كل جهد مثلما أعطانا الثقة وحملنا المسؤولية.
هناك جملة من القضايا ستحال إلى مجلس الشورى وذلك لإبداء الرأي والمشورة حولها والمشاركة في صنع القرار السياسي والإداري والثقافي والفني وفق ما خوله لكم الدستور من صلاحيات إلى جانب السلطة التشريعية في ظروف معينة، ولكن هناك مهاماً كبيرة ستعطى لكم من رئاسة الجمهورية وأول ما سيقوم به هذا المجلس الموقر هو مهمة كبيرة وهي قضية الثأر في البلاد فأمام المجلس الموقر مهمة كبيرة وهي قضية الثأر في البلاد فالمجلس يضم كوكبة جيدة وخبرات جيدة من أبناء الوطن وعلينا أن نبذل كل جهد لإنهاء حالة الثأر أينما وجدت والتوجه بها نحو القضاء أو الصلح في حالة التعثر وستكون الدولة إلى جانب مجلس الشورى في حل مثل هذه القضايا لأن حل قضايا الثأر سوف يساعد الحكومة وسيساعد الدولة على المضي قدما نحو بناء الوطن تنموياً واقتصادياً وثقافياً.
ففي ظل الأمن والاستقرار نستطيع أن نحقق إنجازات عظيمة إضافة إلى الإنجازات التي تحققت ولكن من الصعب تحقيق أية مشاريع خدمية أو تنموية في ظل القلاقل والاختلالات الأمنية فالأمن والاستقرار هو الشيء الأساسي الذي علينا تحقيقه بعد استكمال البناء المؤسسي للدولة وليس هناك أي مبرر بعد ألان لأي اختلالات أمنية خاصة وان هذا المجلس يضم خيرة أبناء الوطن فعلينا أن نتوكل على الله وان نتجه بجدية وحماس نحو بناء هذا الوطن العزيز والحكومة مستعدة للتعاون معكم ونحن مستعدون أيضاً وهذا المجلس لن يكون كما تروج بعض الصحف التي تغير من البناء المؤسسي أنه مجلس شكلي فكلام كهذا غير صحيح وغير مسئول فالمجلس هو مؤسسة وطنية كبرى ولها معان عظيمة، ولن تكون مؤسسة للمراجعات والوجاهات.
إن مجلس الشورى مؤسسة وطنية كبرى تضم وزراء وسفراء ومحافظين سابقين وعلماء ومشائخ وشخصيات وكفاءات خيرة من أبناء الوطن، وأن على الصحافة التي تحترم نفسها وتحترم شرف المهنة أن تتحدث بلياقة واحترام في تناولها للمجلس.
هذه جملة من المهام التي أحببت أن أتحدث عنها مع أعضاء المجلس وأكرر التهاني لكم جميعاً، وأؤكد إن الثقة مطلقة والمستقبل كفيل بأن نشاهد كل الإنجازات، وكل ما يجب أن يعمله كل شخص في أي فريق أو منطقة أو قبيلة لحل المشاكل، فالوطن عانى الكثير من الصراعات والمماحكات، ولم يعد يحتمل المزيد بل يتطلب السير نحو التنمية.. والحمد لله لقد حلينا المشاكل الحدودية مع الجيران ومع دول الجوار في كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ودولة إرتريا.
وفي الزيارة التي قمت بها مؤخراً إلى دولة إرتريا توصلنا إلى حل ما تبقى من ترسيم الحدود البحرية، وأصبح الوطن بذلك محصناً في حدوده، وعلينا أن نحصنه من الداخل، فالتحصين الأكبر هو التحصين الداخلي فعلينا أن نحصنه من الداخل ونحصن أنفسنا داخلياً وأي شر أو مشاكل تحدث بعد الآن لن تكون من صنع الأجنبي، ولكن من صنع أبناء الوطن أنفسهم فالحبة لا توقز إلا من داخلها كما يقول المثل الشعبي والغش لا يأتي إلا من الداخل.
علينا أن نترفع وأن نرتقي بالوطن مثلما أرتقي بنا إلى العلياء ولن تثنيكم ما تروجه بعض الصحف التي تحاول الدق على أوتار معينة فليس هناك ضرر ولا ضرار
وأتمنى للمجلس التوفيق والنجاح والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ، ، ،