كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين..
والصلاة والسلام على خاتم النبيين من أرسله الله منذراً وبشيراً وهادياً إلى الصراط المستقيم
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات
في الوطن وفي كل بقاع المعمورة حجاج بيت الله الحرام في البقاع الطاهرة المقدسة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته… وبعد، ، ،
يسعدني غاية السعادة ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك أن أتوجه إليكم أينما تكونون بأجمل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية الجليلة سائلاً الله العلي القدير أن يعيدها علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية وقد ارتقى بها الحال إلى المرتجى من الآمال وأحسن المآل بفضل هذا اليوم الإسلامي الأغر الذي يقف فيه الملايين من ضيوف الرحمن من الطائفين والقائمين والركع السجود في رحاب عرفات الله مع اكتمال أدائهم لفريضة الحج أحد أركان الإسلام الخمسة وتوفيقهم وقضائهم المناسك كما أمر الله وبين رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم التزاماً وتصديقاً لقوله سبحانه وتعالى: ” ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”، وطاعة وخضوعاً وامتثالاً وتجسيداً لقوله سبحانه وتعالى: ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” صدق الله العظيم.
سائلين الله أن تكون جميع أعمال الحجاج ومساعيهم التعبدية في الشعائر كلها قد تكللت بفضل من الله سبحانه وقبوله بالنجاح المقصود وبحسن الأداء وكمال التوفيق وعظيم الفضل وجزيل الأجر والعطاء وأن يتحقق لهم من حسنات الجود الرباني والتكريم الإلهي أضعاف ما تجشموا من أجله المشاق وتجاوزوا الصعاب.. وفارقوا لنواله الأوطان وأن يكون في مقدمة ذلك كله حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً وسعيهم مشكوراً، وفي ذلك الفوز العظيم إنه سميع مجيب.
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
إن التأمل في رحلة الحج تبرز عظمة المعاني والدروس والمنافع الجمة التي يمكن أن يجنيها ويحصل عليها المؤمنون والمؤمنات، ولعل أعمق ما يدل على ذلك وضوحاً هو ما يعنيه احتشاد الوقوف الخاضع لله سبحانه وتعالى من قبل كل هذه الجموع البشرية التي تمثل كافة المسلمين باختلاف ألوانهم وتعدد لغاتهم وثقافاتهم ووحدة عقيدتهم وتجسدها كلها في بوتقة عقيدية حية ومتنامية تصنعها قيم الإخاء والمساواة والحرية والكرامة والتسامح والعدالة ومكارم الأخلاق، في نسيج من الاعتدال والوسطية القابلة لاستيعاب كل بني الإنسان في ظل علاقات من التعامل الإنساني الذي أساسه التعاون والتآزر والتكامل والتكافل بين كل بني الإنسان.. مما يستوجب الارتقاء إلى مصاف تلكم القيم والأسس الفاضلة في حاضر إسلامي جديد تستنهض فيه الأمة قدراتها وتوحد صفوفها وتفجر الطاقات الكامنة لدى أبنائها من أجل مجابهة كافة التحديات وصنع مستقبل أفضل خاصة في ظل ما يتعرض له الإسلام والمسلمون من حملات التشويه والتضليل التي تستهدف المساس بمقومات الأمة ووجودها وعقيدتها.. وحيث ينبغي على كل أبناء الأمة التصدي لها ومقارعتها وإبراز الجوهر النقي للدين الإسلامي الحنيف.. دين التسامح والمحبة والرحمة والعدل.. دين النور والمعرفة والتقدم.. الدين الحق الذي يرفض كل أشكال الغلو والتطرف والعنف والإرهاب ويحث على الاعتدال والسلام.. وأمة الإسلام هي الأمة التي تدعو للخير، وهي الأمة الوسط.. كما بين القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى :” وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ” صدق الله العظيم.
وكم نشعر – أيها الأخوة والأخوات- بالألم إزاء ما تعيشه الأمة اليوم من واقع محزن في ظل واقع الشتات والوهن.. فعلى أرض فلسطين تواصل إسرائيل عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه الإنسانية وتتحدى إرادة المجتمع الدولي بالاستمرار في بناء الجدار العازل العنصري الذي يسلب الفلسطينيين حقوقهم ويخالف قرارات الشرعية الدولية.. وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن وقفه حازمة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وإزالة الجدار العازل وإلزام إسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وبما من شأنه إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
كما أن ما يجري في العراق الشقيق من تطورات تبعث على الأسف، وهو ما يتطلب سرعة إنهاء الاحتلال لهذا البلد الشقيق وتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره وإدارة شؤونه بنفسه وبإرادته الحرة وبما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه.

الأخوة المواطنون ..
الأخوات المواطنات..
يا أبناء الأمة العربية والإسلامية..
إن التحديات والمخاطر المفروضة على أمتنا جسيمة وعصيبة تستوجب من كل أبنائها السعي الحثيث من أجل التضامن وتوحيد الصف والكلمة والارتقاء إلى مستوى تلك التحديات والمخاطر والاستيعاب الواعي لكافة المتغيرات المتسارعة الجارية من حولهم.
وبهذه المناسبة فإننا نتطلع إلى أن تخرج القمة العربية القادمة بنتائج تلبي الآمال والتطلعات العربية إلى الخروج من الواقع العربي الراهن في تفعيل العمل العربي المشترك وتطويره عبر الاتفاق على آليات جديدة للعمل القومي تواكب كافة المتغيرات وتستجيب للطموحات العربية في التضامن والتكامل والوحدة، وهو ما يتطلب اتخاذ قرارات تاريخية شجاعة تكون عند مستوى التحديات والإدراك الواعي بأنه لا مكان في هذا العصر لغير الأقوياء.
الأخوة والأخوات:
إن العصر هو عصر الحرية والديمقراطية الذي يتيح للشعوب أخذ زمام المبادرة في الانتصار لإرادتها وصياغة قرارها وصنع حاضرها ومستقبلها بعيداً عن التسلط والديكتاتورية والشمولية، وإن من عوامل القوة هو الأخذ بأسباب العلم والمعرفة وكل مقومات الحضارة والتكنولوجيا والتقدم.. والاستغلال الأمثل لكل الإمكانيات والقدرات وعلى مختلف الأصعدة.
كما أن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان تمثل هي الخيار الصحيح من أجل تحقيق كل غايات التقدم والتطور والنهوض والأمن والاستقرار.
وإنها لمناسبة – أيها الأخوة والأخوات- نعبر فيها عن الارتياح لما تحقق من نجاح ونتائج ايجابية في مؤتمر صنعاء الإقليمي للديمقراطية وحقوق الإنسان ودور محكمة الجنايات الدولية والذي احتضنته بلادنا خلال شهر يناير الماضي وبمشاركة كبيرة وفاعلة من قبل وفود الدول الشقيقة والصديقة في السلطة وخارجها ومنظمات المجتمع المدني وما أكده إعلان صنعاء، الصادر عن المؤتمر من مبادئ ومنطلقات هامة انتصاراً لقيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والسلام.
آملين أن تجد تلك المبادئ النبيلة طريقها للتنفيذ الفعلي وبما يعزز من الديمقراطية ويعلي من شأن حقوق الإنسان ويرسخ قواعد الأمن والاستقرار والسلام في العالم.. مؤكدين التزامنا الوثيق بتلك المبادئ الإنسانية العظيمة والتي تمثل جوهر عقيدتنا الإسلامية الغراء والامتداد الأصيل مع ذلك التاريخ الحضاري المشرق الذي صنعه أبناء اليمن منذ أقدم العصور مرتكزاً على مبدأ الشورى وعلى العطاء السخي من أجل الخير ورفاهية الإنسان.
وإننا لندعو مجدداً الجميع في وطننا الغالي وفي المقدمة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ومنابر الرأي والصحافة، العمل من أجل تعزيز وتطوير النهج الديمقراطي التعددي الذي هو سمة واقعنا الجديد وذلك من خلال الممارسة المسئولة والحرص على تحقيق المصالح العليا للوطن وإشاعة قيم التسامح والحوار والالتزام بالدستور والقوانين النافذة وبما يجعل من الديمقراطية وسيلة للبناء وساحة للتنافس الشريف من أجل الوطن ونهضته.
كما ندعو الجميع إلى التحلي بالصبر ونبذ الفرقة وإنهاء الأحقاد والضغائن والتعالي فوق كل الصغائر والعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين عرى التلاحم والتكافل بين أبناء الوطن والتخلي عن كل مظاهر الكبرياء والزهو وأن يحترم كل تخصصه ومعارفه ولا يخوض فيما ليس له فيه علم أو دراية، وأن ينظر الجميع للحياة بنظرة متفائلة وصافية بعيدة عن التشاؤم والنظرة الظلامية القاتمة، من أجل إدراك حقائق الأمور بصورة إيجابية وتحفيز الهمم لتحقيق الغايات المنشودة في التقدم والنهوض والازدهار.
الأخوة أبطال القوات المسلحة والأمن الميامين..
وأنتم ترابطون في مواقع الشرف والبطولة في كل سهل وجبل وواد وفي الجزر والمياه الإقليمية تؤدون واجبكم بإيثار ونكران ذات وتقدمون النموذج الرائع في التضحية والفداء والبذل من أجل الوطن والحفاظ على سيادته واستقلاله وأمنه واستقراره.. نزف إليكم أجمل التحايا وصادق التبريكات بهذه المناسبة الغالية التي تحل على شعبنا وقد تحقق الكثير مما يتطلع إليه على درب البناء والتنمية والتطور وعلى مختلف الأصعدة.
وكم نشعر بالاعتزاز لما قطعته قواتنا المسلحة والأمن رمز الوحدة الوطنية وصمام أمان مسيرة الوطن من أشواط متقدمة على درب تعزيز بنائها النوعي وقدرتها الدفاعية والأمنية وتطوير إمكانياتها تسليحاً وتجهيزاً وتدريباً وإعداداً لأداء كافة المهام والواجبات المناطة بها بكل كفاءة واقتدار وتحت مختلف الظروف.
وسنواصل بذل الجهود في هذا المجال ولما يحقق كافة الأهداف والغايات المنشودة.. ووفاءً لكل ما قدمته وتقدمه هذه المؤسسة الوطنية الكبرى من واجبات جليلة في سبيل الوطن والشعب وصيانة مكاسبهما وإنجازاتهما.
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
ختاماً نجدد لكم التهاني والتبريكات بحلول هذا العيد السعيد.. سائلين الله العلي القدير أن يعيده وقد تحقق لشعبنا وأمتنا كل ما يرجوانه على درب العزة والمجد والسؤدد.. وأن يتغمد أرواح شهداء الوطن بالرحمة والغفران ويسكنهم إلى جوار الأنبياء والصديقين.
إنه سميع مجيب، ، ،

عيد سعيد.. وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاضحى

بسم الله الرحمن الرحيم

ولله الحمد النعمة والملك لا شريك له.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين. أيها الأخوة المواطنون الأعزاء.. الأخوات المواطنات.. أيها المؤمنون في كل مكان.. في هذا اليوم المبارك يوم الوقوف بعرفات الله والذي يتحقق فيه اكتمال أداء فريضة الحج لهذا العام ومع حلول عيد الأضحى المبارك أتوجه إليكم جميعا بأصدق التهاني القلبية وأجمل التبريكات بهذه المناسبة الدينية الغالية التي تحتل مكانة خاصة في قلوب كل المؤمنين سواء من ظفر منهم بإقامة هذا الركن العظيم من أركان الدين الإسلامي الحنيف طاعة وامتثالا لقوله سبحانه وتعالى:( ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا) صدق الله العظيم.. وقول الرسول الكريم:( الحج عرفة) – أو من يتطلع منهم لأداء هذه الفريضة في الأعوام القادمة.. والجميع اليوم يتهيئون ليعيشوا أفراح هذه المناسبة الجليلة.. وليعبروا عن ذلك بكافة صور الاحتفاء والابتهاج التي تؤكده شعائر وواجبات العيد المبارك الذي هو عيد للعطاء والجود.. والبذل والتضحية وعيد الاستجابة الصادقة لما يفرضه الإيمان وتوجبه الطاعة.. خضوعاً لإرادة الخالق عز وجل وتقديما للقدوة الخالدة التي لا بد أن يعتبر بها المؤمنون على مر الأجيال.. مستمدين المعاني العظيمة من المشهد المهيب.. مشهد وقوف حجاج بيت الله الحرام وانتظامهم المرموق من العالمين كافة على صعيد عرفة.. فهو مشهد ثري المعاني والدروس وله عميق الدلالات روحيا ومعنويا وماديا وإنسانياً ؛ لأنه تجسيد عملي ورمزي لحقيقة الوحدة الإسلامية العظيمة. وفي هذه المناسبة نتوجه بالتهنئة الخالصة لكل ضيوف الرحمن في الأراضي المقدسة والذين تيسر لهم أداء الفريضة وندعو الله أن يتقبل منهم سعيهم المشكور وأن يوفقهم على شهود منافع لهم.. ولينطلقوا من الرحاب المقدسة التي احتشدوا فيها راجعين إالى أوطانهم وإلى مستقر أعمالهم بمعنويات جديدة وآمال رحبة وشعور متعاظم بالقوة الإيمانية والطمأنينة النفسية والعزة الإنسانية والثقة العظيمة في الله وفي ازدهار الحياة.

الأخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات.. إنها لدلالة عظيمة ومشرقة أن نستقبل هذا العيد بقلوب مفعمة بالأمل والتفاؤل في المستقبل.. فلقد شهد وطننا يوم الـ20 من شهر فبراير 2001 حدثاً وطنياً ديمقراطياً كبيراً يتمثل في عملية الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية وانتخابات المجالس المحلية والتي جسدت إيمان شعبنا اليمني العميق الذي لا يتزعزع بخيار الديمقراطية الحضاري كسبيل لبناء الحياة ولتحمل المسؤولية الوطنية كطريق مباشر لتجسيد مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه وباعتبارها سبيل الشعب لممارسة السلطة وتكوينها وتأكيد أن الشعب هو وحده مالك السلطة ومصدرها… وإننا اذ نعبر عن بالغ الشكر والتقدير لكافة أبناء شعبنا على ما أكدوه من حماس وتفاعل ووعي مع هذه التجربة الديمقراطية التي تضيف إلى صرح البناء الديمقراطي مدماكا جديدا وتفتح آفاقا رحبة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار. فلقد كان شعبنا عند مستوى المسؤولية والحرص على إنجاح تجربته الديمقراطية وتطويرها..وذلك عندما قال كلمته الواضحة والحاسمة نعم للتعديلات الدستورية.. وعندما أعطى صوته لمن يثق فيهم ليكونوا ممثليه في قيادة السلطة المحلية التي هي جزء لا يتجزأ من سلطات الدولة على مستوى المديريات والمحافظات.. إن التصويت بتلك النسبة العالية التي جاءت عليها نتيجة الاستفتاء بالموافقة على التعديلات الدستورية التي تمثل أساساً مهما لترسيخ القواعد الصلبة للدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون.. دولة الحرية والعدالة والديمقراطية ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان.. ومدخلا رئيسيا للانفتاح الإيجابي على العصر والتفاعل مع متغيراته وحقائقه بما تجسده من استقرار تشريعي وتأصيل للديمقراطية التعددية وتطويراً لها. كما أن قيام المجالس المحلية وتطبيق قانون السلطة المحلية بقدر ما يمثل استكمالا للبناء المؤسسي الديمقراطي فإنها سوف ترسي واقعاً جديداً في الوحدات الإدارية في الجمهورية يرتكز على المشاركة الشعبية الواسعة في مجالات العمل السياسي والتنموي لتلك الوحدات في إطار تجسيد مبدأ اللامركزية المالية والإدارية وخدمة أهداف التنمية وما من شك فإن نجاح هذه التجربة خلال السنتين القادمتين سوف يشجع على المزيد من الصلاحيات وتطوير تجربة الانتخابات لتشمل مدراء المديريات ومحافظوا المحافظات. ولهذا فإننا في الوقت الذي نزجي فيه التهنئة لأعضاء المجالس المحلية المنتخبين على الثقة التي منحها إياهم الناخبون ليكونوا ممثليهم في المجالس المحلية فإننا ندعوهم إلى أن يكونوا عند مستوى تلك الثقة وحسن الظن بهم.. وأن يمارسوا مسؤولياتهم وواجباتهم ومن منطلق الحرص على المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار بعيدا عن الحسابات الحزبية أو الذاتية الضيقة وبما يكفل إنجاح التجربة.. وبحيث يتم تسخير الموارد التي يتم تحصيلها عبر المجالس المحلية لصالح تنفيذ المشاريع وتطوير الخدمات وترجمة أهداف التنمية في الوحدات الإدارية وخدمة المواطنين.. فالمجالس المحلية هي بوتقة تنتظم في إطارها الجهود الوطنية من أجل الوصول للحياة الأفضل وتوسيع المشاركة الشعبية وتعزيز الديمقراطية التي هي خيار وطني لا تراجع عنه من أجل بناء وتنمية الوطن وتحقيق نهضته وازدهاره.. مؤكدين احترامنا للرأي والرأي الآخر وتقديرنا لكل الذين قالوا-نعم -أو لا- للتعديلات الدستورية وشاركوا في عملية الاقتراع وشكلوا بذلك صورة نسيج المجتمع التعددي المتفاعل والمتحرك إلى الأمام. وأن ذلك لا يمس أبداً من مكانة من قالوا لا.. لأن رأيهم ذلك هو جزء لا يتجزأ من نبض الحياة الديمقراطية وهو حقيقة محتملة في كل نظام ديمقراطي حر. كما نؤكد بأن بروز بعض حالات استثنائية ومحدودة للخروج عن النظام أو عدم الانضباط نتيجة التعبئة المغلوطة لا يمكنه أبداً أن يخدش المراة الناصعة والساطعة للممارسة الديمقراطية الحرة أو تؤثر بأي حال على مسيرة الحرية والديمقراطية.. وأيا كان الذين فازوا في تلك الانتخابات أحزابا أو أفرادا فإن الكاسب الحقيقي هو الوطن وتجربته الديمقراطية التعددية القائمة على التنافس الشريف والتداول السلمي للسلطة وأن شعبنا الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل الثورة وانتصارها وحماية الوحدة ورسوخها لن يتردد في تقديم المزيد من التضحيات من أجل صيانة الحرية وحماية الممارسة الديمقراطية وقد فعل ذلك وأعطى بكل شجاعة وسخاء.. وأن علينا أيها الأخوة والأخوات أن ننظر للمستقبل بكل ثقة وأمل وأن نحث الخطى إليه بكل عزم وإصرار ونشمر عن سواعد الجد والعمل من أجل بناء الوطن الذي هو ملكنا جميعاً ومسؤوليتنا جميعاً بلا استثناء فاليمن هو واحة التسامح والمحبة والوئام وهي الأرض الطيبة التي تفاعلت في أعماقها واحدة من أقدم وأعرق الحضارات الإنسانية وأكثرها عطاءً لخير الإنسان وازدهار الحياة. الأخوة المؤمنون في كل مكان.. يا أبناء أمتنا العربية والاسلامية.. إن العصر الذي نعيش فيه يفرض على أمتنا العربية والإسلامية تحديات كبيرة.. علمية وفكرية سياسية واقتصادية.. عسكرية وأمنية وهي وإن تعددت جبهاتها فهي معركة حضارية واحدة. ومتجددة لا مكان فيها إلا للأقوى بعقيدته واقتداره العلمي وتفوقه الحضاري ومعرفته للآخر ونزعه لخدمة نفسه وغاياتها وتقرير هيمنته على كل جوانب الحياة ليأمن مخاطرها الجمة.. ولا شك أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك لأمة مهما كانت عظمتها في كونها رضيت أن تعيش في الماضي فقط دون أن تعير اهتماماً وتطلعاً بالمستقبل واحتمالاته. إن خير أمة أخرجت للناس لا يمكن أن تنهض إلا من خلال لحظة بناء الحاضر بناءً صحيحاً يقوم على العقيدة الصحيحة والوعي الصادق والعميق بكل ما تدل عليه من القيم والفرائض الدينية من دروس حياتية وإنسانية وتربوية.. وما تفرضه قيم الدين الإسلامي الحنيف من واجبات ومهام على كل المستويات والمجالات. ولا يمكن لأمتنا أن تمتلك ناصية المستقبل إلا من خلال نبذ الخلافات وتعزيز الصف والتضامن والتكامل وتوسيع قاعدة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين شعوب وأقطار أمتنا العربية والإسلامية…. ولهذا فإننا في الجمهورية اليمنية ونحن نقترب من موعد انعقاد القمة العربية في العاصمة عمان آواخر الشهر الحالي بعد إقرار آلية انتظام عقد القمة دورياً والذي كان لبلادنا شرف تبنيها والإسهام في إقرارها مع بقية الأشقاء.. نجدد الدعوة لأشقائنا إلى التحلي بالتسامح ونبذ الخلافات والشقاق فيما بينهم وطي الصفحات المؤلمة من الماضي والتطلع نحو مستقبل عربي جديد تستلهم فيه المصالح القومية العليا للأمة وتؤسس عليه قاعدة صلبة للانطلاق نحو غد أفضل وعلاقات عربية- عربية سليمة وخالية من كل الشوائب ترتكز على المصارحة والاحترام المتبادل وتبادل المصالح والتعاون الأخوي الذي يصون الحقوق العربية ويكفل للأمة مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها في أمنها القومي ومصالحها ووجودها. وإننا نتطلع بأن تكون تلك القمة بداية مرحلة جديدة من التضامن الحقيقي والتكامل الاقتصادي والعمل المشترك في كافة الميادين والمجالات وإننا نتطلع بأن تكون مناسبة الابتهاج بعيد الأضحى المبارك توجها ايمانياً وسلوكيا ملتزما بكل ما تفرضه العروة الوثقى التي لا انفصام لها على كل مسلم ومسلمة تجاه إخوته المسلمين المستضعفين والمحتاجين إلى العون والمساعدة في كل مكان.. وإلى مناصرة قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني المكافح والذي هو بحاجة إلى مؤازرته ونصرة انتفاضته المباركة بكل وسائل الدعم والنصرة من أجل الدفاع عن وجوده في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية وحماية مقدساته وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.. وإننا في الوقت الذي نجدد الدعم لجهود السلام على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، فإننا نؤكد بأن السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال استرداد العرب لحقوقهم المشروعة وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان والجولان. كما أننا- أيها الأخوة – لنشعر بالحزن والأسى إزاء ما يعانيه أشقاؤنا في العراق نتيجة استمرار فرض الحصار عليه والذي لم يعد له ما يبرره وإنه لحري بأبناء أمتنا العربية والإسلامية أن يكونوا عند مستوى مسؤوليتهم في الضغط باتجاه وضع حد لما يعانيه شعب شقيق عربي مسلم منذ أكثر من 10 سنوات.. وإنهاء هذا الحصار الذي ألحق الضرر البالغ بالأطفال والشيوخ والنساء من أبناء القطر العراقي الشقيق.. الأخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات.. إن العيد ليس مجرد مناسبة نحتفل بها ونقوم بواجبات معينة تجاه الأسرة والمجتمع وإنما هو كمناسبة تربوية ومحطة للتزود بالقيم النبيلة منطلقا جديداً لتحمل الواجبات المفروضة في سبيل خير وصلاح الأمة.. وإنها لمناسبة نكرر فيها التهنئة للجميع ونخص بها هنا الأخوة القادة والضباط والصف والجنود في قواتنا المسلحة والأمن البواسل الذين يجسدون في حياتهم العملية ومواقفهم وإيمانهم وأدائهم لواجباتهم الوطنية المقدسة المثال الحي والنموذج الرائع للتضحية والفداء والطاعة والإخلاص والبذل منهم وبإخلاصهم وتفانيهم وبكل ما يقدمونه في كل المواقع على امتداد ربوع الوطن في السهول والجبال والصحراء والجزر والشواطئ والوديان تتحقق المعاني العظيمة لأفراح العيد ويزدهر الابتهاج به.. وتصان مسرات ومنجزات الوطن.. كيف لا وهذه المؤسسة الوطنية الكبرى هي صمام أمان الوطن ودرعه الواقي والحامية للشرعية الدستورية والديمقراطية وكل مكاسب الشعب وإنجازاته العظيمة على درب الثورة والوحدة. فلهم منا كل التحية والتقدير وهم يرابطون في مواقع الشرف والبطولة عيون ساهرة وحراس أمناء يذودون عن الوطن وسيادته وأمنه واستقراره بكل تفانٍ ونكران ذات. سائلين الله أن يتغمد شهداء الوطن والواجب بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصديقين إنه سميع مجيب.

عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.