كلمة رئيس الجمهورية في القمة العربية بالقاهرة 21/10/2000م

نص الكلمة:
في البداية اشكر فخامة الرئيس مبارك علي الدعوة التي وجهها لعقد هذه القمة والتي تنعقد في ظل المتغيرات الهامة علي الساحة العربية ونشكر الشعب المصري الشقيق علي استضافته لنا كما نشكر وزراء الخارجية علي أعدادهم للبيان الختامي والذي اقروا فيه الآلية التي تقدمت بها اليمن من اجل الانعقاد الدوري والمنتظم للقمة العربية بصورة دورية أسوة بالتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى كمنظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأوربي وغيرها.. لقد جئنا إلى هذه القمة وجماهير امتنا العربية تتطلع بكل الآمال لما سوف تسفر عنة من قرارات هامة وليس مجرد بيان ختامي بل قرارات مصيرية ترفع رأس الأمة وتمكنها من مواجهه الصلف الصهيوني وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.
صحيح أن بعض الأقطار العربية قد سارت نحو التطبيع مع إسرائيل وسعت الولايات المتحدة الأمريكية معنا من اجل التطبيع مع إسرائيل لدعم عملية السلام واستجابت العديد من أقطارنا لذلك من اجل عملية السلام ولكن من المؤسف أن زادنا ضعفا وهوانا أمام الكيان الإسرائيلي وكأننا جئنا لهم من ضعف نستجدي السلام.. أن السلام للجميع وبقدر ما هو للعرب فهو أيضا لإسرائيل.. فإسرائيل تعيش في حالة استنفار وطوارئ مستمرة وهى تضلل الرأي العام الأوربي والأمريكي وتستفزه بأنها تعيش في محيط معاد لها وإنها في خطر ونحن نتساءل أي خطر قد شكلناه نحن العرب علي إسرائيل، إسرائيل هي التي تذبح الأطفال وتنتهك الحرمات والمقدسات والسفاح أريل شارون هو الذي استفز مشاعر الأمة العربية والإسلامية عندما أراد أن يدنس الحرم القدسي الشريف، من الذي يستفز الضمير الإنساني الحي.. أريل شارون والمتطرفين الإسرائيليين أم الطفل الفلسطيني الذي قتل في حضن والده بالرصاص الإسرائيلي
إسرائيل هي التي تستفز المشاعر الإنسانية والضمير الحي، لقد سمعنا هنا الكثير من الكلمات وأنا اشكر كل من تحدث فلقد كانت الكلمات جميلة وفيها عقلانية ونحن لسنا متهورين للحرب ولسنا دعاة حرب بل نحن دعاة سلام ولكن السلام العادل والشامل الذي يضمن استعادة القدس واستعادة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وحتى يكون السلام لنا جميعا.. أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي ولا يحتاج إلى التنديد والشجب.. يحتاج إلى إقران القول بالفعل فالناس في فلسطين محاصرون ومحرومون وهم بحاجة إلى المال إلى المأكل والملبس والعلاج وأنا مع ما قاله سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز حول إنشاء صندوق نسمية صندوق دعم غضبة الأقصى أو صندوق الأقصى.. وان يحظي بدعم حكومي ومؤسساتي ودعم شعبي وان تنشأ لجان التبرعات في كافة الأقطار العربية لصالح هذا الصندوق من اجل دعم الشعب الفلسطيني أطفال وشيوخ ونساء من اجل توفير العلاج والغذاء لهم.. واقترح أن يخصص مرتب يوم واحد في كافة أقطارنا العربية لمساندة الانتفاضة ودعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الدبابات ومختلف الأسلحة الفتاكة بالحجارة فإسرائيل هي المهزومة لأنها حركت الدبابات والطائرات علي شعب اعزل.. فلماذا إذا الخوف من إسرائيل.. أن إسرائيل هي بمثابة سرطان في جسد الأمة ونحن بتضامننا والترفع فوق كل الجراحات واستعادة العمل العربي المشترك نستطيع مواجهة إسرائيل وما تفرضه من تحديات علي الأمة نستطيع مواجهتها سياسيا وماديا واقتصاديا ونحن نقول نعم للمقاومة والجهاد نعم لإرسال الأسلحة لابناء الشعب الفلسطيني للدفاع المشروع عن أنفسهم وإرسال الأموال التي تدعم صمودهم والتي من خلالها لهم أيضا أن يشتروا الأسلحة حتى من الإسرائيليين أنفسهم والاخوة الفلسطينيون يعملون كيف يفعلون ذلك.. أننا في الجمهورية اليمنية لسنا مع التنديد والشجب والإدانة بل مع إجراءات وقرارات مصيرية وملزمة ولهذا نحن تدعوا إلى وجود قوات دولية تفصل بين فلسطين وإسرائيل.. قوات دولية توفر الحماية للأطفال والنساء والشيوخ وتأمنهم وألا ما معني الشرعية الدولية وحقوق الإنسان.. أي حقوق إنسان تنتهك اكثر مما يجري في فلسطين.. وأي حقوق تنتهك اكثر مما تنتهك هناك أن هذه القمة تمثل بداية جديدة.. وربما مستقبل العمل العربي المشترك سيكون افضل بقرار إلية انتظام عقد القمة العربية من اجل أن يلتقي القادة العرب ويناقشون كافة القضايا التي تهتم حاضر ومستقبل الأمة وحتى إذا لم يتواصل القادة ألي اتفاق حول أي قضية من القضايا في اجتماع من اجتماعاتهم القمة فانه تمكن مواصلة الحوار حولها والاتفاق علي ما يتم الاتفاق علية في اجتماع القمة القادم.. وإنها لمناسبة نكرر فيها المطالبة برفع الحصار عن الشعب العراقي وان يكون ذلك بمبادرة من الجانب العربي.. ويتم متابعة المؤسسة الدولية من اجل رفع الحصار الجائر فهذا حق من حقوق أطفالنا وشيوخنا ونساءنا في العراق الشقيق.. مرة أخرى اكرر الشكر لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك وللحكومة وللشعب المصري الكريم علي حسن الاستقبال والوفادة.