مقابلة فخامة رئيس الجمهورية مع صحيفة الناس
الصحيفة: من حسن الحظ أن نتشرف بمقابلتكم ونحن على مشارف توديع السنة الـ 24من توليكم الحكم فمن 17يوليو 1978م وحتى 17 يوليو 2002م حققتم إنجازات كثيرة للوطن على صعيد تحقيق السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي اليمني وتحقيق الوحدة وترسيم الحدود وإنهاء معظم النزاعات الحدودية مع دول الجوار.. كيف تقيمون تجربتكم في الحكم خلال هذه الفترة؟
الرئـيس: التقييم متروك للمتابعين والمراقبين السياسيين لفترة تولي علي عبدالله صالح قيادة الوطن خلال 24سنة فانا لن أقيم نفسي فهناك قيادات بارزة وشخصيات سياسية في الساحة الوطنية باستطاعتها تقييم هذا الأمر.
الصحيفة: انتم كصاحب هذه التجربة. ماهي الخلاصة والنتيجة التي توصلتم اليها في الحكم خصوصاً وانه يقال إن حكم اليمن مسألة صعبة؟
الرئـيس: ليست صعبة وكل واحد له وجهة نظر يمكن أن يكون هناك شخص غير قادر فيقول إن حكم اليمن صعب ولكن إذا توفرت الإرادة السياسية والمقدرة لايوجد شيء اسمه مستحيل فالشعب اليمني طيب وكريم وامين وصاحب معروف ولديه تقاليد عظيمة وبالرغم من أن شعبنا شعب مسلح ولكنه شعب التقاليد والأعراف والقيم والخلق وفي الحقيقة فالانطباع بصعوبة حكم اليمن هو ماتركه النظام الإمامي ورسخه في أذهان الآخرين بأن حكم الشعب اليمني صعب وهو بالنسبة لمن لا يعرف المعادلات السياسية سيجده صعباً ومن يعرف المعادلات السياسية والموازنة فلا توجد صعوبة وهنا نستخلص أن شعبنا وفي يرعى المعروف.
الصحيفة: يقول سياسيون وقيادات حزبية من الذين عاصروكم من بداية حكمكم الى الآن انهم في الآونة الأخيرة لم يعودوا يجدون المرونة التي وجدوها سابقاً. هل لديكم تعليق على هذا؟
الرئـيس: العكس صحيح فالمرونة الآن اكثر من بداية تولي الرئاسة وكل ماكبر الإنسان تترسخ لدية التجربة ويستنبط معارف كثيرة ويلم بمعاناة الناس وآمالهم وطموحاتهم ربما في بعض الأوقات يحدث إن البعض يتنكر للمعروف وللقيم ولايراعى الاخلاق ويتصرف تصرفات غير مسؤولة ويعتقد انه لم يعد له راي مسموع وهؤلاء هم قله من الأشخاص وقد يكونون من المتضررين من أية إجراء يستهدف تصحيح أوضاع البلاد وترسيخ مبدأ النظام والقانون.
الصحيفة: طوال فترة حكمكم السابقة كانت علاقتكم بالتيار الإسلامي المتمثل الآن بالإصلاح جيدة وتحالفية ولكن في الفترة الأخيرة تدهورت هذه العلاقة بشكل متسارع، فما السبب؟
الرئـيس: أبدا إن علاقتي بكل التنظيمات السياسية مستمرة وجيدة لاني مسؤول عن كل الأحزاب السياسية سواء الإصلاح أو الأحزاب الأخرى لأن علاقتي بهم علاقة رئيس دولة وليس رئيس حزب رغم أنى اتولى رئاسة حزب المؤتمر.. لكن أتعامل مع الناس كرب أسرة أو قائد سفينة.. أنا كمواطن أرى أن الأحزاب السياسية لم يعد لها دور مهم في المجتمع وأنها صارت عبئاً عليه وعلى الرئيس كراع للجميع وطبعا في مقدمة هذه الأحزاب المؤتمر والإصلاح باعتبارهما اكبر حزبين.
الصحيفة: أين يقف الرئيس من هذه الأحزاب وبالذات من حزبه؟
الرئـيس: التجربة الحزبية هي تجربة 10سنوات والبعض لم يكن قد استوعب اللعبة السياسية.. والبعض الآخر بدا يفهم وما من شك أنها تشكل عبئا على الوطن وليس على الرئيس فعدم المعرفة أو عدم الخبرة أو التعصب لفهم معين أو برنامج معين كل ذلك يشكل مشكلة للوطن وليس للرئيس.. الرئيس جزء من الوطن يتحمل هذا العبء لانه رئيس لكل الأحزاب السياسية.
الصحيفة: تقول المعارضة إن الحقوق وحرية الرأي تعيش وضعاً مأساوياً في الفترة الأخيرة ومع اقتراب الانتخابات بدأت الحكومة بتكميم الافواه ومصادرة الحريات واعتقال الكتاب. ما تعليقكم على ذلك؟
الرئـيس: هذه الأحزاب السياسية ومن حقها أن تقول هكذا لأنها أحزاب معارضة فإذا كان هناك تكميم للافواه وكبت للحريات فلن يكون بإمكانك أن تتحدث بهذا الكلام نفسه.
الصحيفة: بالفعل تمت اعتقالات؟
الرئـيس: الاعتقالات لمن خرج عن الثوابت الوطنية فأي فعل يمس الدستور أو الثوابت الوطنية أو الأمن القومي للوطن سيسأل مرتكبه وسيحاكم وسيعاقب بموجب القانون الذي يحدد الثوابت الوطنية ومحظورات النشر ومن حق أي كاتب أو صحفي أن يكتب لكن يجب أن يكون حريصا على التأكد من المعلومات لان الصحفي البارز والصحفي البارع الذي يريد أن تقرأ صحيفته أو يُقرأ مقاله يجب أن تكون معلومات صحيحة.
الصحيفة: وجه الانتقادات انه يتم اعتقال هؤلاء الكتاب بطريقة غير قانونية؟
الرئـيس: أي شخص عندما يكون متلبساً بالجريمة يتم اعتقاله ثم يحال للنيابة والقضاء وهذا في اطار القانون نفسه الذي حدد عندما يكون الشخص متلبساً بجريمة الأضرار بالمصالح الوطنية أو بالأمن القومي للبلاد أو يمس الثوابت الوطنية وعقيدة شعبنا ووحدته الوطنية فلن تكون له حصانه من القانون.
الصحيفة: هناك معتقلون على ذمة تنظيم القاعدة وفترة اعتقالهم زادت عن الفترة القانونية ولم يحالوا للقضاء ولم يطلق سراحهم؟
الرئـيس: هم الآن على ذمة التحقيق فمن ثبتت براءته سوف يتم الإفراج عنه ومن ثبتت ادانته سوف يحاسب.
الصحيفة: بالنسبة لموضوع الانتخابات والسباق عليها وما تسببه من مشاكل ونزاعات بين المواطنين تتحول بعد ذلك الى ثأرات مستمرة في رأيكم من هو المسؤول عن تحويل الانتخابات من عمل حضاري الى وسيلة للقتل والتخريب؟
الرئـيس: بالفعل الانتخابات أسلوب حضاري وتجسيد حي لمبدأ التدوال السلمي للسلطة ومن حق الناس أن يتنافسوا ويقدموا برامج للمواطن أو الناخب فالذي يقدم البرنامج الجيد وما سوف يحققه من هذا البرنامج الجيد وماسوف يحققه من هذا البرنامج هو الأجدر بثقة الناخب. هناك كثير من الأحزاب الصغيرة ومن حقها تقديم برامجها لكن المنطقي أن يركز كل حزب على موضوع معين في برنامجه سواء كان على القضاء أو على الاقتصاد أو على السياسة الخارجية أو الأمن القومي أو البيئة أو الضرائب وما يمكن له أن يحققه في هذا الجانب أو ذلك حتى يحصل على ثقة الناخبين لأن الملاحظ أن كل حزب مهما كان حجمه يقدم برنامجه وكأنه سيتسلم السلطة غداً ولهذا فبعض الأحزاب لاتحصل على ثقة الناخبين لأن برامجها تريد السلطة على التو مستعجلين والمواطن يريد ما يحقق آماله وطموحاته في حياة حرة وكريمة فلو انهم أي الأحزاب لم يستعجلوا يمكن أن يكسبوا ثقة الناخبين وتكون لهم مقاعد ممتازة في مجلس النواب.
الصحيفة: الآن الإدانة للفساد تأتي من المؤسسات التابعة للدولة نفسها كمجلس النواب ومجلس الشورى وربما بأرقام وتفاصيل أدق لماذا لايحاكم المتورطون في قضايا الفساد؟
الرئـيس: من مهام الحكومة الإصلاح المالي والإداري واستئصال الفساد فالفساد ليس عملاً موسمياً فقد تكتشفه بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة اشهر أو سنة فتظل الحكومة في اطار برنامجها تعمل على استئصال الفساد فالفساد ليس عملاً موسمياً فقد تكتشف في هذه المؤسسة فاسداً وفي مؤسسة اخرى فاسداً وكلما اكتشف فساد اتخذت ضده اجراءات وكلما اوصى مجلس النواب أو مجلس الشورى أو رئاسة الدولة أو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بثبوت الفساد وتوفرت كل الأدلة فمباشرة يحالون الى نيابة الأموال العامة والكثير الآن أمام المحاكم.
الصحيفة: من بين 1200 قضية كشف عنها مجلس الشورى لم تحال الى المحاكم من جملة هذه القضايا اكثر من 16؟
الرئـيس: المتهم بريء حتى تثبت ادانته يمكن أن يكون لدينا 2000أو 3000 متهم فإذا لم تثبت أمام نيابة الأموال العامة سوى أعداد محدودة من قضايا المخالفات أو الفساد فلا تستطيع النيابة أن تحيل الى القضـاء الا العـدد الذي ثبت إدانته لديها فهل ترى أن نحيل الـ 1200 للقضاء بمجرد معلومات تنقصها الأدلة والوثائق والإدانة الواضحة.
الصحيفة: بخصوص زيارة سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي هل يمكن أن نعرف ما سبب زيارته؟
الرئـيس: زيارة سمو الأمير سعود الفيصل كانت في اطار التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين إزاء كل القضايا التي تهم الشعبين والامة العربية والإسلامية وقد اطلعنا سمو الأمير سعود الفيصل على التحرك الذي يجب أن تقوم به لجنة المتابعة والمبادرة العربية للسلام المنبثقة عن القمة العربية المنعقدة في بيروت والتي عقدت اجتماعاً لها في الجامعة العربية يوم الجمعة لبحث التطورات والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومشاركة بعض أعضاء اللجنة في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط والتي ستعقد اجتماعها في نيويورك والتي تضم كلاً من أمريكا وروسيا والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة.
الصحيفة: وكيف تسير العلاقة مع المملكة العربية السعودية؟
الرئـيس: العلاقة جيدة وممتازة وفي تطور مستمر.
الصحيفة: الدعم الأمريكي لليمن لماذا يذهب الى جانب واحد فقط وهو الجانب العسكري لماذا لا يذهب الى دعم جوانب تنموية اخرى؟
الرئـيس: حتى الآن الدعم الأمريكي يتمثل في حث الدول المانحة بما فيه أمريكا نفسها والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول المانحة على دعم عملية التنمية في اليمن وأما الدعم العسكري فهو محدود وفي إطار الخبرات في مكافحة الجريمة أو الإرهاب وهي خبرات فنية وبعض معدات تقنية ليس إلا.