رئيس الجمهورية يدين الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان
وجه فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة بإيلاء المعاقين وأسر الشهداء كل الاهتمام والرعاية.
جاء ذلك في كلمته اليوم لدى حضوره ومعه نائب رئيس الجمهورية عبدر به منصور هاي، حفل تخرج الدورات الرابعة حرب عليا، والثالثة دفاع وطني، والثالثة عشر قيادة وأركان مشتركة من الأكاديمية العسكرية العليا.
وهنأ فخامته الخريجين من كلية الحرب العليا وكلية الحرب وكلية الأركان المشتركة وكلية الدفاع الوطني بهذا النجاح الباهر.
ووجه الشكر لقيادات كلية الحرب والأركان وكلية الدفاع الوطني على كل الجهود التي بذلوها لتخريج هذه الدفعة من أبناء القوات المسلحة والأمن بمختلف التشكيلات البرية والبحرية والجوية.
وأشار إلى ان ما تلقاه الخريجون من علوم حديثة ومتطورة ستعود بالفائدة على قواتنا المسلحة والامن في ظل المعطيات والمتغيرات الدولية والعسكرية..
وقال: هذا التحصيل العلمي الجيد سيكون له اثر كبير في تغيير الاستراتيجية العسكرية، لتجاوز سلبيات الماضي والاستفادة من ايجابياته في المستقبل ومن خلال اطلاعنا على المعارف العسكرية المتطورة سواء في الدول الشقيقة او الدول الصديقة.
واكد على اهمية المتابعة والحرص على الاستفادة من جديد العلم..
وقال مخاطبا الخريجين: انتم أمل الأمة ومستقبلها ولا مستقبل لهذه الأمة ولا أمن ولا استقرار ولا تنمية مالم توجد مؤسسة عسكرية قوية موحدة منظمة تنظيما علميا باعتباره هذه المؤسسة هي صمام امان الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية ولائها اولا لله سبحانه وتعالى وللوطن ثانيا.
وأشار إلى القوافل من الشهداء التي تقدمها المؤسسة العسكرية منذ 48 عاما لانطلاق الثورة دون كلل او ملل قدمت خلاله خيرة القادة والجنود الذين يتسابقون على الموت من اجل الوطن وحب الوطن واستقرار الوطن ومن أجل ثقافة الوطن وترسيخ الأمن والاستقرار، ولم يكونوا يتسابقون على الإطماع او الفيز او البورصة او حسابات البنوك ولكنهم كانوا يتسابقون على حب الوطن.
وقال: تحية لكم ايها المقاتلين الشجعان، ونترحم على شهدائنا الأبرار كما نتمنى الشفاء العاجل لمعوقي الحرب الذين يستحقون من قبل القيادة ومن قبل قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة الرعاية والتكريم.
واعرب فخامة رئيس الجمهورية عن الشكر للواء نادر من العراق الشقيق لإسهاماته في دعم جهود تأسيس كلية القيادة والأركان حيث كان مستشارا أمينا.. كما شكر المدرسين والخبراء من جمهورية مصر العربية على كل ما يبذلونه في سبيل إعداد مؤسستنا العسكرية سواء في الأكاديمية او في مختلف وحدات القوات المسلحة.
ونوه بدور مصر في دعم القدرات اليمنية منذ اندلاع ثورة الـ26 من سبتمبر سواءً في المجال العسكري أو في المجال التربوي أو في المجال الثقافي أو في المجال الاقتصادي فمصر تقف إلى جانب اليمن في كل الظروف.
ودان فخامته الهجوم الاسرائيلي على جنوب لبنان قائلا: نحن تابعنا باهتمام بالغ ما جرى يوم أمس في جنوب لبنان حيث ندين هذه الهجمة البربرية الصهيونية على جنوب لبنان ونشد على أيدي القوات المسلحة اللبنانية البطلة لمواجهة هذا التحدي والصلف الصهيوني ونطالب مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤلياته إزاء الغطرسة التي تقوم بها اسرائيل.
واضاف: تتكرر هذه الاعتداءات من جانب إسرائيل ونحن في الوطن العربي لا نقابل ذلك الا بالشجب والادانة بينما ينبغي أن تتغير هذه الاستراتيجية..
وتابع فخامة الرئيس بالقول: هناك مصالح تربط العرب بإسرائيل يجب أن تنتهي هذه المصالح والارتباطات الموجودة مع الكيان الصهيوني حتى ينصاع ويسلم بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
وكان مدير الأكاديمية العسكرية العليا اللواء عبدربه القشيبي القى كلمة رحب في مستهلها بفخامة رئيس الجمهورية لحضوره هذا الاحتفال الأكاديمي بمناسبة تخرج ثلاث دورات مؤهلة أكاديميا على مختلف المستويات القيادية ” التكتيكية والتعبوية والاستراتيجية والاستراتيجية القومية.
وقال:” إن هذه النخبة من ضباط القوات المسلحة والأمن وعدد محدود من منتسبي الوزارات ذات العلاقة أمضوا المدة الدراسية المحددة وقد تم اعدادهم وتأهيليهم تأهيلا راقيا..
وأكد أن التحديات الموجودة على الساحة تتطلب بناء الإنسان الواعي المثقف المزود بالعلوم التي تساعده على أداء دوره في وحدته ومجتمعه.
واشار الى أن الأكاديمية العسكرية العليا تواكب عجلة الزمان وتمضي عاما بعد عام وقد خرجت كوادر مؤهلة تكتيكيا وتعبويا واستراتيجيا وقوميا.. منوها بالجهود التي يبذلها اعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية وإسهامهم الفاعل في اعداد الكوادر وتأهيلها.
وأعتبر القشيبي تخرج هذه الدورات خطوة على طريق انطلاق مرحلة جديدة للذين يهتمون بتطوير الذات وتنمية المهارات وزيادة المعارف.
ولفت القشيبي الى الجهود التي تبذلها الأكاديمية وكلياتها في اعداد الخطط والمناهج الدراسية لتلك الدورات بما يكفل تنفيذها بنسبة لا تقل عن 97 بالمئة.
واستعرض الفعاليات التي نفذتها الأكاديمية خلال فترة انعقاد الدورات ومنها مناقشة بحوث لنيل درجة زمالة كلية الحرب العليا وزمالة كلية الدفاع الوطني والماجستير في العلوم العسكرية بالاضافة الى اصدار مجلة الاكاديمية وكراسة الرموز والمختصرات العسكرية المعدلة ومفكرة القيادة والأركان بجزئيها والقاموس المعجم العسكري ووثائق العمليات على المستوى التعبوي.
وأضاف:” كما تضمنت هذه الفعاليات عقد دورة إدارة الأزمات والتفاوض وتنفيذ زيارات ميدانية الى المناطق والقوى العسكرية بالاضافة الى تنظيم زيارات خارجية وغيرها من الفعاليات.
وطالب القشيبي في كلمته بتسوية وضع أعضاء هيئة التدريس بالأكاديمية باعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية واصدار توجيهات بإنشاء المكتبة الأكاديمية لما تمثله من أهمية في اعداد البحوث العلمية.
من جانبه اشار العقيد ركن علي محسن مثنى في كلمته التي ألقاها عن الخريجين اليمنيين الى اهمية ما يمثله تخرج هذه الدورات من الاكاديمية العسكرية العليا، هذه الأكاديمية العلمية التي تمثل صرحا شامخا لقواتنا المسلحة.
واكد باسم الخريجين بانهم واضعين نصب اعينهم ما تلقوه من معارف عسكرية ومدنية بمستوياتها التكتيكية والتعبوية والإستراتيجية في اطار تنفيذ توجهات وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية في التاهيل العلمي المتطور لضباط القوات المسلحة.
وأكد أن وجود هذه الاكاديمية العسكرية بما تمتلكه من وسائل تدريب متطورة وكادر تعليمي مؤهل وقيادة أمينة ومخلصة مثل ترجمة فعلية لتوجيهات وسياسات وطموحات فخامة رئيس الجمهورية بالدفع بالعملية التدريبية والتأهيلية في القوات المسلحة إلى المستوى المطلوب.
وأشاد بدور قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في ترجمة توجهات القيادة السياسية بالرقي والتقدم والتطور بالأكاديمية العسكرية العليا وكل المؤسسات التعليمية في القوات المسلحة والأمن.
ونوه بما تحقق لليمن من منجزات في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية سواء على المستوى المحلي او الدولي.. وقال:” يا فخامة الرئيس ان أبناءك الخريجين في الكليات الثلاث حملوني أن أقول لك.. إمضي ونحن معك في مسيرة التنمية ليمن الثاني والعشرين من مايو ومعنا كل الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن ماضون على نفس النهج”.
وجدد العقيد مثنى باسم الخريجين عهدهم لله بالحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره وبذل كل الجهود وشحذ الهمم وشد العزم في سبيل تطوير أنظمة العمل والقيادة والإبداع.
وألقى الخريج محمد عبدالله شحادات كلمة عن الخريجين العرب من ابناء الأردن، السعودية، السودان وسوريا وسلطنة عمان وفلسطين اعربوا فيها عن تقديرهم للهامة الوطنية فخامة الرئيس القائد الاعلى علي عبدالله صالح.
وقال: ” هاهي الثمار الطيبة المباركة بين يديك اليوم تشرئب بهاماتها إعتزازاً وعرفاناً بما قدمت وعملت على إنشاء جيل جديد مؤمن بمبادئة الوطنية والقومية متسلحاً بأفكار جديدة، أفكار تبنى ولا تهدم وعلم يبني ولايخرب وقناعات تجسد الهوية الوطنية والقومية للشعب وكل ذلك بفضل الله عزوجل ثم بفضل جهودكم الخيرة”.
وأضاف.. إنه لمن حسن الطالع ان نحتفل بتخرجنا اليوم من الأكاديمية العسكرية العليا الدفعة الثالثة دفاع وطني والدفعة الرابعة حرب عليا والدفعة الثالثة عشر قيادة وأركان مشتركة والذي يمثل دلالة غاية في العمق توضح بكل جلاء أن شعلة الثورة اليمنية والقومية تواصل زخمها وسيرها.
وأردف:” وهذا النهج الوطني والقومي قد تشربنا في كل ذرة من كياننا ووجداننا مبادئه السامية وأهدافه العظيمة، ولذا نحرص كل الحرص على أن نهب برجولة وقوة للدفاع عنه والإستماتة للحفاظ عليه وصيانته من أي تطاولات من أي كائن ومن أي مصدر كان لإننا نؤمن أن مبادئنا وأهدافنا الوطنية والقومية لا بد أن تبقى نصب أعيننا وستتحقق جميعها لتنعم شعوبنا العربية بالخير والأمن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة”.
وقال شحادات:”وها نحن نصل إلى نهاية مشوارنا هذا من مرحلة الإعداد والتأهيل العسكري والأمني والإستراتيجي وقد نهلنا بجد العلوم والمعارف العسكرية والأمنية ونستعد لمواصلة مسيرتنا العسكرية، وإنها لفرصة مناسبة نؤكد من خلالها لقيادتنا وشعوبنا العربية على استعدادنا الدائم لتجنيد كل قدراتنا لنضعها بكل إباء وشمم طوع
أمر الوطن والشعب وطوع أمر قيادتنا السياسية والعسكرية للدفاع بصلابة عن أوطاننا وشعوبنا وللدفاع عن خياراتنا الوطنية والإستراتيجية بإيمان وقوة الرجال الأوفياء لأوطانهم وشعوبهم بكفاءة وبنشاط وبهمة وبمستوى عال من المهارة.
وثمن عالياً الحفاوة والتكريم والتقدير الذي لاقوه من أشقائهم في اليمن قائلا:” وهذا ليس بغريب على أهل الشهامة والأصالة والعراقة على يمن المحبة والمجد والبطولة والتضحية”.
كما أشاد بمدراء وأساتذة ومشرفي الأكاديمية العسكرية العليا بكلياتها الثلاث بما بذلوه من جهود في سبيل تعليمهم وإكسابهم المزيد من المعارف والمفاهيم العسكرية التخصصية.
وقال: دمتم يافخامة الرئيس لاهل اليمن الواحد الموحد يمن العزة والكرامة يمن يسوده الامن والاستقرار يمن البناء والتضحية والفداء يمن التسامح والعيش والرخاء..سير على بركة الله حفظك الله ورعاك وعلى طريق الخير سدد خطاك لتبقى لأمتك ذخرا وسندا.
وفي ختام الحفل قدم الخريجون هدية لفخامة الأخ رئيس الجمهورية فيما كرم فخامته المدرسين من الدول العربية بشهادات تقديرية.
كما قدم فخامة الرئيس درعا فضيا لكلية القيادة والأركان بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس الكلية ومنح وسام الواجب للعميد محمد حسن دارس.
وعقب إعلان النتيجة العامة للخريجين قام فخامة رئيس الجمهورية ومعه وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول ومدير الأكاديمية العسكرية العليا اللواء عبدربه القشيبي بتوزيع الجوائز على الخريجين.
كما تم قراءة قرار منح درجة الزمالة لخريجي كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني وقرار منح درجة الماجستير لخريجي كلية القيادة والأركان.
بعد ذلك قام فخامة الريس بزيارة للمعرض العلمي للأكاديمية العسكرية العليا وكلياتها والذي يضم البحوث العلمية للخريجين.
وفي كلمة دونها في سجل الزيارات عبر فخامته عن اعجابه بماشاهده في هذا المعرض من بحوث قيمة تعكس مستوى التحصيل العلمي المتميز في
الأكاديمية العسكرية العليا وكلياتها.. مؤكدا على أهمية هذا البحوث في تعزيز مسيرة التطوير والتحديث للقوات المسلحة والأمن.