رئيس الجمهورية يجري مباحثات مع نظيره الكوري الجنوبي

سيول عقدت ظهر اليوم في القصر الأزرق الرئاسي بالعاصمة الكورية سيول جلسة المباحثات الرسمية بين بلادنا وكوريا برئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس /روه مو هيون/ رئيس جمهورية كوريا الجنوبية ، حيث جرى خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير مجالات التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة التجارية والاقتصادية والاستثمارية وكذا التعاون في مجال تقنية المعلومات والاتصالات .


وكانت قد قدمت كوريا لبلادنا قرضاً بمبلغ 30 مليون دولار في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بالإضافة إلى التعاون في مجال التدريب المهني والفني وإمكانية تمويل عدد من كليات المجتمع والمعاهد الفنية والمهنية وكذا تقديم قروض ميسرة من الجانب الكوري لمشاريع البنية التحتية في بلادنا وفي مقدمتها مجالات الصحة والتعليم والكهرباء .
كما بحث الرئيسان مشاركة الشركات الكورية في المشروعات الاقتصادية والمجالات الاستثمارية الأخرى في بلادنا ومنها المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة بعدن وتحسين التجارة بين الجانبين ورفع مستوياتها .
وكذا استقدام المتطوعين الكوريين لليمن لتطوير العلاقات والدفع بها قدماً لما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين .
كما بحث الرئيسان خلال جلسة المباحثات التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي طليعتها تطورات الأوضاع في فلسطين والعراق وعملية السلام في الشرق الأوسط عموماً والأوضاع في منطقة شبة القارة الكورية ، وكذا جهود مكافحة الإرهاب .
كما جرى تبادل الآراء إزاء إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي .
وقد عبر في جلسة المباحثات الرئيس لفخامة الرئيس الكوري عن شكره والأصدقاء الكوريين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة .
وقال:” نحن نتطلع بان تكون نتائج هذه الزيارة مفيدة للجانبين في إطار تبادل المصالح المشتركة وخاصة ان السوق اليمنية مليئة بالسلع والمعدات الكورية سواء بشكل مباشر أو عبر دول أخرى ” .
وأضاف فخامة الرئيس:” ان هناك تشابه بين اليمن والكوريتين فيما يتعلق بمعاناتهما من التجزئة والتشطير ” .
وقال فخامة الرئيس:” لقد ناضلنا في اليمن من اجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وحققناها في ال 22 من مايو عام 90م رغم ما أعقبها من مؤامرة في صيف عام 94م ولكن تم دحر تلك المؤامرة وقدم شعبنا تضحيات غالية , وبلغت خسائر اليمن أكثر من 11 مليار دولار ، واستطعنا بحمد الله ان نتغلب على الوضع الاقتصادي الذي وصل حينها إلى الصفر واتخذت العديد من التدابير في الجانب الاقتصادي والتجاري وبلغ الاحتياطي اليوم أكثر من 5 مليار دولار بعد ان كان 90 مليون دولار في عام 94م .
وقال فخامة الرئيس:”إننا نتطلع إلى اليوم الذي تتحقق فيه وحدة الكوريتين بطرق سلمية ، وبحيث تشكل نموذجاً في المنطقة وينتهي التشطير القائم مثلما انتهى التشطير في اليمن وتحققت الوحدة اليمنية وتحققت ايضاً الوحدة الألمانية ، وهذا يتطلب تقديم الكثير من التنازلات مثلما قدمنا في اليمن الكثير من التنازلات ” .
وأكد فخامة الرئيس بان بلادنا تتطلع إلى دعم كوري في كثير من القضايا وبخاصة في مجالات التنمية والبنى التحتية .
وقد تحدث الرئيس الكوري خلال الجلسة ، حيث عبر عن شكره لفخامة الرئيس على قيامة بهذه الزيارة .. مؤكداً اهتمام كوريا باليمن وإعجابها بما حققته اليمن في وحدتها بطرق سلمية .. معرباً عن رغبة كوريا الاستفادة من الخبرة اليمنية في هذا الجانب .
وقال ” لقد استطعتم يا فخامة الرئيس بعد تحقيق الوحدة من تحقيق الاستقرار والديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وأتمنى من خلال محاضرتكم التي ستلقونها هذا اليوم في جامعة سيئول عن الوحدة اليمنية ان تثيروا حماس الشعب الكوري لتحقيق الوحدة ، وبدورنا نحن سوف نستفيد من خبرتكم ” .
مستعرضاًالعلاقات الراهنة بين الكوريتين من اجل تعزيز الثقة .
وحول العلاقات بين اليمن وكوريا قال ” ان هناك مجالات عديدة للتعاون بين بلدينا خاصة في مجال الطاقة والنفط والغاز ، ونحن حريصون على تطوير تلك العلاقات وسوف نشجع الشركات الكورية للاستثمار في اليمن .. مشيراً إلى تعدد مجالات التعاون سواء في مجالات الطاقة أو الاتصالات وتقنية المعلومات والحكومة الالكترونية وإنتاج السفن لنقل الغاز.. مؤكداً ان كوريا بصدد افتتاح سفارة لها في صنعاء مجدداً لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ،وكذا الدفع بمجالات التعاون المشترك بين الجانبين .
هذا وقد حضر جلسة المباحثات الاخوة الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية والدكتور رشيد بارباع وزير النفط والثروة المعدنية والمهندس عبدالملك المعلمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات والدكتور خالد راجح شيخ وزير الصناعة والتجارية وعبدالله حسين البشيري وزير الدولة – امين عام رئاسة الجمهورية ، ومحمد بن ناجي الشائف عضو مجلس النواب وراشد محمد ثابت وعلي عيدروس السقاف السفير غير المقيم بجمهورية كوريا الجنوبية .
كما حضرها من الجانب الكوري وزير الخارجية والتجارة ووزير الصناعة والطاقة ومدير الأمن الوطني وسكرتير الرئيس للشئون الخارجية والمنسق السياسي في مجلس الأمن القومي ومدير عام الشرق الأوسط في الخارجية الكورية والسفير الكوري لدى بلادنا .
هذا وكان قد جرى لفخامة الرئيس استقبال رسمي كبير في القصر الأزرق الرئاسي، حيث كان في مقدمة مستقبليه فخامة الرئيس الكوري /روه مو هيون/ وكبار المسئولين الكوريين .
حيث عزفت الموسيقى السلامين الوطنيين للبلدين واستعرض الرئيسان حرس الشرف وسجل فخامة الرئيس بعد ذلك كلمة في سجل الزوار ، عبر فيها عن سعادته بزيارة كوريا وأعرب عن تطلعه بان تفتح الزيارة آفاق واسعة للعلاقات الثنائية بين البلدين .
وقد صافح فخامة الرئيس عدد من كبار المستقبلين من الجانب الكوري ، فيما صافح الرئيس الكوري أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامة الرئيس .
وفي حفل الاستقبال الكبير هذا لوح عدد كبير من الأطفال باعلام بلادنا والاعلام الكورية .
وكان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد وصل الى القاعدة العسكرية في سيئول في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء بتوقيت سيئول ، حيث كان في استقباله في مطار سيئول الدولي وزير الخارجية والتجارة الكوري وعدد من المسئولين الكوريين وسفراء الدول العربية المعتمدين لدى كوريا الجنوبية ، وكذا علي عيدروس السقاف سفير بلادنا في كوريا و/سانج قانج/ القنصل الفخري لبلادنا في جمهورية كوريا .