رئيس الجمهورية ينفي صفة الارهاب عن جامعة الايمان ويصفها بمعسكر للثورة والجمهورية والعلم المستنير
شدد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس للجمهورية، على أهمية نشر العلم وتثقيف الناس بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف القائم على الوسطية والاعتدال، بعيدا عن التطرف والغلو. وقال” التطرف لا يولد إلا تطرفاً والعنف لايولد إلا عنفاً، كماأن الإعتدال يولد الأمان والسلم ونحن نحب السلم ونحافظ عليه ونحافظ على إستقرار وطننا ويكفي وطننا ما حدث في فترة الصراع في المناطق الوسطى أيام سحل العلماء وأيام قتل الشيوخ والمشائخ”.
وقال فخامته – في كلمته أثناء زيارته جامعة الايمان اليوم- “نحن على قناعة تامة ان هذه جامعة أهلية يجب ان نرعاها كما نرعى بقية الجامعات لأنها تخفف على الحكومة الشيء الكثير”.
وأضاف ” نريد منكم اليوم ان تكونوا حزب الوطن، حزب الثورة والجمهورية والوحدة ومعكم الشيخ الفاضل عبدالمجيد الزنداني وهو قطب من اقطاب الثورة ورجل من رجال الثورة ونحن نعتمد عليه كأستاذ ورئيس جامعة وسنأخذ بيده ونعمل لبناء هذه الجامعة البناء العلمي الصحيح ونقدم المساعدات من خلال وزارة التعليم العالي في أي منهج أو أي خبرات ليس لدينا مانع لكي نضيع على المتقولين والمزايدين ان جامعة الايمان وكر من أوكار الارهاب وهذا كذب، فلو كانت وكراً للارهاب لما كان رئيس الدولة في هذا المكان ولكنها معسكر من معسكرات الثورة والجمهورية، معسكر للعلم المستنير الذي يدعو الى الوسطية والاعتدال “.
وعبر فخامته عن الاستعداد لاستيعاب خريجي الجامعة في مجال الشريعة، وعقد دورة تأهيلية لهم في معهد القضاء العالي واختبارهم وقال “اذا كانوا مؤهلين فليس هناك مانع ان يدخلوا مجال القضاء الى جانب اخوانهم من خريجي الصروح العلمية والأكاديمية الأخرى”. وأشار الى ان الجامعة ستحظى باهتمام ” ليس سياسياً بل إنسانياً”. وخاطب طلاب الجامعة قائلا” أنتم أبناءنا ولستم ورقة سياسية تستخدم كما يريد الآخرون، أبداً”.
وقال فخامة الرئيس “لقد كان موقفكم أثناء الانتخابات عظيما وأصنفه ضمن ثلاثة أصناف، قوى حايدت وقوى انتخبت وقوى تحزبت.
وقال في حديثه “الحمد لله لم تكن جامعة الإيمان في جيب أحد ولكنها في جيب الوطن والوطن يرحب بكم ويحتضنكم كأبناء وإخوان.. معبراً عن ارتياحه لأن جامعة الإيمان كان موقفها إيجابيا ورائعاً ومعتدلاً.
وأكد رئيس الجمهورية أهمية التنوع وقال ” التنوع مطلوب ولا يمكن ان “نصهر” فكر الأمة في قالب واحد ولا نستطيع أن نجعل هذه الأمة في قالب واحد، عدا “الايمان” فقط، أما التنوع في المذاهب والتخصصات مثل الزراعة، الطب أو الصحة، البيطرة والهندسة وغيرها فهو جائز، لكن ما لا يجب الاختلاف فيه هو الايمان والوحدانية فهذه ثوابت لا نقدر الا ان نكون صوت واحد وعقيدة واحدة أمام التنوع في التخصصات الأخرى فهو جائز ومن حق الطلاب ان يدرسوا كل علم وسوق العمل يرحب بهم بحسب تحصيلهم العلمي”.
داعيا الطلبة الخريجين الى تحبيب الاسلام الى القلوب اثناء الدعوة وقال”كثير منكم أيها الطلاب لايعرفون ما كان يجري في بعض المناطق، لم يكن هناك أمن ولا أمان، كانت البلد في عامي 1978 و1979م تتلاطمها الأمواج، لا إستقرار للطالب ولا للعالم ولا للعلم، كان العالم يضع رأسه على كفه ولايدري ماذا سيكون مصيره، اليوم علماؤنا في ظل الأمن والأمان والإستقرار يتنقلون في كل أنحاء الوطن ويعلمون ويدرسون بكل حرية وها أنتم أبنائي الطلاب ستذهبون إلى المحافظات للتطبيق العملي، لن يضايقكم أو يشغلكم أحد تذهبون لنشر الوعي الإسلامي، وعلينا أن نحبب الإسلام للشباب والشابات ولا ننفرهم.. لاننفر المواطنين نحبب في قلوبهم الإيمان كما ان إسم جامعتكم (جامعة الإيمان ) حببوا الإيمان في قلوب المواطنين ادعوا للوحدة وللإخوة وللمحبة وللأمن والإستقرار، وإنهاء البغضاء والحقد والكراهية والحسد، ادعوا للأمن والأمان، ادعوا لحل الخصومات بالطرق الشرعية، بشرع الله دون التحكيم والمحكمين، ندعو الى اعلاء شرع الله فوق كل عرف.
وأوضح فخامته بالقول “نحن لانصف أبناءنا ولا يجوز أن نصنف أبنائنا على اساس مذهبي او فكري ونقول هذا سني وهذا شيعي وهذا صوفي كون ذلك يكرس التفرقة بين أبناء المجتمع “.
وتابع قائلا” نحن أمة واحدة أمة مسلمة ولا يجوز أن نشتم او نقدح في رباط تريم في حضرموت فأولئك طلبة علم ولا يجوز أن نقول أن كلية العلوم الشرعية جامعة ترعى الصوفية ونضع عليهم علامات ومآخذ، وكذلك الحال لا يجوز ان نقول جامعة الإيمان متطرفون أبدا الكل يطلب العلم والانسان بسلوكه والانسان بانتاجه والانسان بعلمه، تعلموا وأقرأوا كل الكتب “.
وقال فخامة الرئيس ” الله سبحانه وتعالى خلق للانسان السمع والبصر والعقل يستطيع ان يفرق بين الحق والباطل لكن عندما يجعله في زاوية واحدة ويلقن منهج واحد بنمط واحد يحاصر مداركه العقلية وهذا لا يجوز وعلينا أن نحرص تمكين المواطن على الإطلاع في هذا المجال بكل حرية وشفافية ويقرأ ما يريد، ثم سيتضح له ما هو الصح والاكثر فائدة والاصلح فيحافظ عليه ويدرسه”.
وأختتم رئيس الجمهورية كلمته قائلا “نحن مستعدون لمساعدة جامعة الإيمان ونقف الى جانبها لتحقق التطور مثلما تطورت جامعة العلوم والتكنولوجيا وسنعمل لمساندة تطوير جامعه الايمان، وماشاء الله الخير في جامعة الإيمان”.
هذا وكان رئيس جامعة الايمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني، قد القى كلمة رحب فيها بفخامة رئيس الجمهورية، مثمنا بما تحظى به الجامعة من رعاية من فخامته منذ تأسيسها ووضع حجر الاساس لها.
وقال “إنها ثمرة من ثمار العطاءات الخيرة لفخامته من أجل نشر العلم وبناء الجيل اليمني البناء العلمي الصحيح.. مستعرضاً في كلمته ما تقوم به الجامعة في مجال اعداد وتأهيل منتسبيها من الطلاب والطالبات والدرجات العلمية التي يحصلون عليها كثمرة لتحصيلهم داخل الجامعة.
وأكد الشيخ الزنداني أن نهج الاعتدال والوسطية هو مايؤمن به خريجو جامعة الايمان وما يتلقونه داخل الجامعة التي هي واحدة من صروح العلم التي شيدت في الوطن لبناء جيل قادر على اداء رسالته لخدمة الدين والوطن.