رئيس الجمهورية يشدد على الحوار لحل القضايا ومعالجة مختلف المشاكل
من ارتكبوا جريمة جامع دار الرئاسة لن يفلتوا من العقاب وسوف يحاسبون
لم تحملنا إلى كرسي المسؤولية الدبابات وفوهات المدافع بل إرادة الشعب
نجدد دعوتنا لكافة القوى السياسية أن تستجيب للحوار مع نائب رئيس الجمهورية
أقول لأبنائي الشباب:التغيير لا يتم عن طريق العنف وإشاعة الخوف والفوضى بل بالحوار
جدد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التأكيد على ضرورة الحوار الذي يعتمد فيه الطرق السلمية لحل القضايا ومعالجة المشاكل مهما كانت صعوباتها وتعقيداتها، وشدد فخامته في افتتاحية صحيفة الثورة التي كتبها بقلمه على حل أية خلافات أو تباينات باتباع النهج الديمقراطي.
وجدد دعوته لكافة القوى السياسية أن تعود عن غيها وتثوب إلى رشدها وتستجيب للحوار مع نائب رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الشخصية الوطنية المعروفة بمواقفها المبدئية التي لا تتغير ولا تتبدل مهما كانت التحديات والأخطار هو أهل للثقة وفي مستوى المسؤولية ونقدر له دوره وإسهامه في إخراج الوطن من الأزمة الراهنة.
وخاطب فخامة الأخ الرئيس أبناء الشعب اليمني قائلا: أوجه كل الشكر وعظيم الامتنان وما أكن لكم من تقدير وإكبارعلى مواقف، أصالتها من أخلاقكم، وثباتها من شهامتكم، وصمودها من عزة نفوسكم العالية.
وقال ” لقد رأى فيكم الناس عنوانا للوفاء، وأرى فيكم الوفاء بعينه، نُبلاً وصدقا وقوة في وجه الأعاصير وعاديات الزمن، مضيفا واعترف بأني لا أستطيع أن أصف ما أدين لكم به من حب أحاطني به صدقكم، وجميل طوقني به وفاؤكم وإخلاص جعلني أنحني إجلالاً لكل أبٍ وأمٍ وأخ وأخت وابن وابنةٍ خرجوا مع الحق وأسمعوا العالم أصوات اليمانيين.
وخاطب الشباب قائلا ” أتوجه إلى أبنائي الشباب المتطلع لحياة حرة وكريمة ومستقبل أفضل مذكراً إياهم بأن التغيير الذي ينشدونه وينشده الجميع لا يمكن أن يتم عن طريق العنف والحقد والكراهية وإشاعة الخوف والفوضى والإخلال بالأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة.. وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس وزيادة معاناتهم.. وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة..
لافتا إلى أن التغيير يتم بالحوار والحوار وحده بعيداً عن القفز على الواقع وبعيداً عن الاقتتال والتناحر.. وبعيداً عن المشاعر العدوانية، وما يثير المواجع بين أبناء البيت الواحد، فالحوار هو وسيلة الشعوب الحرة والحية للوصول إلى تحقيق الغايات والأهداف السامية التي يتطلع إليها الجميع.
وتطرق فخامته إلى الاعتداء الآثم الذي استهدفه وعددا من مسؤولي الدولة بجامع النهدين بدار الرئاسة بصنعاء في الـ3 من يونيو الماضي قائلا ” ما حصل في جامع دار الرئاسة من عمل إجرامي وإرهابي غادر وجبان أثناء أداء صلاة أول جمعة من شهر رجب الحرام هي جريمة لا يجيزها شرع ولا دين ولا أخلاق، كما أنه ليس من تقاليد وأعراف وشيم شعبنا اليمني أن يُستهدف المصلون الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقابلون ربهم ويقفون بين يديه يؤدون فريضة من فرائض الله على عباده.”
وأكد أن على من ارتكبوا تلك الجريمة أن يدركوا أنهم لن يفلتوا من العقاب وسوف يحاسبون ويقدمون للعدالة لنيل جزائهم الرادع إن عاجلاً أو آجلاً.
وشدد رئيس الجمهورية أن ” السلطة ليست غاية في ذاتها، وقال ” لم يكن لنا فيها مطمع لا سيما في تلك الأوضاع التي كانت عواصف وأعاصير الأحداث المتسارعة في الربع الأخير من سبعينيات القرن الماضي”.
وأضاف ” لم تحملنا إلى كرسي المسؤولية الدبابات وفوهات المدافع بل إرادة الشعب التي كانت دائماً حاضرة في كل توجهاتنا، ووضعنا نصب أعيننا أن يكون تولينا لمسؤولية قيادة الوطن تجسيداً لهذه الإرادة وليس من خلال المؤامرات والانقلابات والفتن والعنف والإرهاب الذي يسلكه الانقلابيون اليوم
وأوضح فخامته أن الانقلابيين اليوم لم يتركوا وسيلة بغية الوصول إلى السلطة إلا استخدموها، حتى الأعمال الإجرامية والإرهابية المشينة اقترفوها ليصل بهم الحال إلى قطع الطرقات والكهرباء ومنع إمدادات الغاز وكل المشتقات النفطية، والتلاعب بحاجات المواطنين الخدمية الحيوية.
وهذا نص الافتتاحية بقلم فخامة الأخ الرئيس.