رئيس الجمهورية يؤكد العمل بنصائح العلماء في الحفاظ على مصلحة الامة ووحدة الوطن وأمنه

أكد فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية أنه سيوجه الحكومة بإتخاذ إجراءات تضمن خدمة المصلحة العامة والسلم الاجتماعي وإزالة كافة الظواهر السلبية في المجتمع بناء على نصائح العلماء.
جاء ذلك التأكيد خلال لقائه اليوم بقصر 22 مايو في العاصمة الاقتصادية والتجارية بعدن، بعدد من أصحاب الفضيلة العلماء الذين قدموا له البيان الصادر عن ندوة علماء اليمن التي عقدت في 11 نوفمبر الجاري، تحت شعار ( الأوضاع الراهنة في اليمن والواجب الشرعي نحوها ).
حيث دعا بيان العلماء جميع أبناء الشعب والأحزاب والمنظمات والكتل السياسية إلى الحرص في جميع مواقفهم وخطاباتهم على الحفاظ على مصلحة الامة والمكاسب المشروعة وعلى وحدة الوطن وامنه واستقراره وتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية والخاصة دون الاخلال بواجبهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالضوابط الشرعية ومناصحة الحاكم والمطالبة بالحقوق المشروعة بالطرق السلمية.
وطالب العلماء في بيانهم كافة الفعاليات الثقافية والاجتماعية في الوطن بالتشاور والتناصح فيما بينهم وتغليب لغة الحوار بدلا من القطيعة والمكايدات التي تضر بالوطن واهله ، والتعاون في الاخذ على أيدي كل من يريد الإضرار بالدين والوطن والأمن والإستقرار أو الإرتهان للأجنبي.
كما دعا العلماء الى ضرورة التمسك والحفاظ على الوحدة وعدم التفريط بها ونبذ كل دعوات الانفصال والتشرذم والتمييز بين ابناء الشعب الواحد على أساس العصبيات الباطلة وعدم الاستقواء بالاطراف الخارجية لتحقيق مطامع غير مشروعة وتجريم ذلك.
وشدد العلماء على نبذ النعرات الطائفية والمناطقية والتنابز بالالقاب لقولة تعالى: ” ولاتلمزو أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ” صدق الله العظيم
واكد البيان ايضا أن علماء اليمن قد وقفوا أمام الأوضاع التي تمر بها الأمة الاسلامية عموما من تفرق وشتات وكيد وتآمر وما يتعرض له اليمن خصوصا من مخاطر وفتن تهدد أمنه واستقراره ووحدته الوطنية بالاضافة الى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والظروف المعيشية واثرها في زعزعة القيم الدينية وإثارة الصراعات الاجتماعية.
وأكدوا على أهمية الدور الذي يضطلع به العلماء في بلادنا في الوعظ والتوجيه والارشاد والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بما يعزز القيم الدينية والاخلاقية الفاضلة في صفوف المجتمع ويرسخ المعاني والمثل الاسلامية السمحة.

وقد تحدث عدد من العلماء أثناء اللقاء فأشادو بالمعالجات التي تمت لقضية المتقاعدين العسكريين والمدنيين وقضية الأراضي في المحافظات الجنوبية وبالخطوات التي اتخذها الاخ الرئيس في هذا المجال مقدرين الجهود التي بذلها ويبذلها في سبيل معالجة كافة القضايا والاحداث التي شهدها الوطن في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مسيرة الوحدة وتحقيق تطلعات المجتمع اليمني في التطور والتقدم والرقي.
وشجبوا في احاديثهم كل المحاولات الهادفة الى تمزيق وحدة الشعب اليمني، وعبرو عن امتنانهم لما تحقق لشعبنا اليمني في ظل وحدته المباركة من الحرية والأمن والأمان.

مشيرين إلى ماعاناه العلماء من الاضطهاد والكبت وتكميم الافواه في ظل التشطير والحكم الشمولي في المحافظات الجنوبية والشرقية.. مؤكدين أن الحرية والوحدة نعمة كبرى ينبغي الحفاظ عليها لانها تعني لكل ابناء الوطن الخير والأمن والأمان.
كما أكدوا أن العلماء سيضطلعون بواجبهم الديني والوطني في التصدي لكل الأصوات النشاز الداعية للفرقة وإثارة الفتنة وزرع الخلافات واشعال الحرائق في الوطن وانهم سيكونون صوت الحق في مواجهة الباطل الذي يريد النيل من الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية، وسيعملون على كل ما من شأنه زرع المحبة والتآخي والوحدة في قلوب الناس باعتبار ان ذلك من الواجب الشرعي الذي يفرضه ديننا الإسلامي الحنيف على كل مسلم.
وقد رحب فخامة الرئيس بالعلماء، معبرا عن تقديره لمواقفهم، ومشيدا بدورهم الديني والانساني في الوعظ والتوجيه وارشاد المجتمع الى القيم الدينية والاخلاقية الفاضلة والقيام بدورهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الضوابط الشرعية باعتبار العلماء هم ورثة الانبياء.
مشيراً الى اهمية ان يضطلع الاخوة اصحاب الفضيلة العلماء على كافة الحقائق ومجريات الأمور في الوطن وخارجه حتى يكونوا على بينة منها ومن
ثم توعية الناس بها وفق رؤية موضوعية صحيحة بعيدة عن أي انفعال او الوقوع في شرك المرجفين من اصحاب الاهواء السياسية والمصالح الحزبية أو الذاتية الضيقة، باعتبار ان العلماء هم صفوة المجتمع بما يتحلون به من العلم والوعي والقدوة الحسنة وعليهم تقع مسؤوليات كبيرة في حشد جهود المجتمع لما فيه الخير والصلاح وتعزيز الوحدة الوطنية.
كما اشار فخامة الرئيس الى الجهود التي تبذل في مجال معالجة الاوضاع الاقتصادية وتحسين الاحوال المعيشية للمواطنين وفي اطار ترجمة ما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية.. منوها الى ما تسببه الزيادة في معدلات النمو السكان من اعباء على الاقتصاد الوطني وهو ما ينبغي ان يكون لاصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين ووسائل الاعلام والثقافة من دور هام في التوعية بمخاطر تلك الزيادة السكانية وآثارها في الضغط على الموارد الاقتصادية المحدودة بالاضافة الى الحث على قيم العمل والانتاج وترشيد الانفاق والتراحم والتكافل الاجتماعي وتجنب كل
مظاهر الاسراف والاستهلاك البذخي.
وقال ” نحن معكم في كل ما من شأنه اداء رسالتكم العظيمة لخدمة الدين والوطن”.. سائلا الله ان يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح وخدمة المصلحة العامة.
سبأنت