رئيس الجمهورية يوجه بإنشاء جامعة وادي حضرموت وتحويل صلاحيات صندوق إعادة الإعمار للسلطة المحلية
التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بالمركز الثقافي بمدينة سيئون محافظة حضرموت أعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمشائخ والاعيان والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية في وادي حضرموت والصحراء.
وقد تحدث فخامة الرئيس بكلمة أعرب فيها عن سعادته البالغة واعتزازه الكبير بلقاء أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والأحزاب السياسية في وادي وصحراء حضرموت، للاستماع إلى همومهم وتطلعاتهم وتلمس احتياجات مناطقهم.
وقال:” لقد استمعنا إلى ما تحدثتم عنه خلال هذا اللقاء حول المتطلبات والاحتياجات في مديريات الوادي والصحراء، فوجدناها منطقية وعقلانية”.
ووجه فخامته الحكومة بإنشاء جامعة وادي حضرموت وكذا تحويل صلاحيات صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من سيول الأمطار في حضرموت والمهرة إلى رئيس السلطة المحلية في محافظة حضرموت وبحيث يمنح محافظ المحافظة – رئيس المجلس المحلي سالم الخنبشي صلاحيات كاملة للإشراف والمتابعة والتقييم لنشاط الصندوق باعتباره المسؤول الأول في المحافظة.
وترحم فخامته على أرواح شهداء الواجب وفي مقدمتهم مدير أمن حضرموت الوادي والصحراء الشهيد العميد علي سالم العامري وزملائه الذين استشهدوا في الحادث الغادر الذي تعرضوا له في الثالث من نوفمبر المنصرم في منطقة خشم العين بمديرية العبر. مؤكدا أن الأجهزة الأمنية سوف تتعقب الجناة أينما وجدوا، حتى يتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع.
وقال:” إن الإرهاب ظاهرة خطيرة جدا، وتؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمواطنين، بجانب تأثيراتها السلبية على الاستثمارات والسياحة وأضرارها الفادحة على الاقتصاد الوطني بشكل عام”.
وأضاف:” من يقفون وراء هذه الأعمال الإرهابية هم قلة من الجهلة يتسببون بأعمالهم الإجرامية والإرهابية في إلحاق ضرراً فادحاً بوطنهم والإسلام منهم بريء، ونحن نثق في يقظة المواطنين في كل أنحاء الوطن، باعتبارهم حماة أمن الوطن الحقيقيين فهم الأمن القومي والأمن السياسي وما الأجهزة الأمنية إلا عامل مساعد”.
وأكد فخامته أن الأعمال الإرهابية التي شهدتها بعض مناطق حضرموت أو محافظة مأرب وغيرها من المناطق هي أعمال إرهابية وإجرامية محرمة شرعا ومجرمة قانونا ومرفوضة من جميع أبناء الشعب ولا يقرها أحد. موجها الأجهزة الأمنية بمضاعفة الجهود لملاحقة المتورطين في الأعمال الإرهابية إلى أن يتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.
وعبر فخامته عن اعتزازه بما نفذ في محافظة حضرموت من مشاريع تنموية وخدمية وإستراتيجية.
وقال:” إذا كان هناك فضل بعد الله سبحانه وتعالى في إنجاز هذه المشاريع فهو يعود لتعاون المواطنين، كون تعاونهم سهل انجاز الكثير من المشاريع في مجالات البنية التحتية والبنى الأساسية في حضرموت”.
وبين فخامة الرئيس أنه دشن اليوم المرحلة الأولى من المحطة الكهربائية الغازية بقدرة 30 ميجاوات في منطقة خرير مديرية ساه والتي تم إنشاؤها في البلك النفطي رقم (10) الذي تعمل فيه شركة توتال الفرنسية وذلك بهدف توليد الكهرباء من خلال الغاز والذي كان يحرق في السابق ولا يتم استغلاله وهذا انجاز كبير وكنا قد أصدرنا توجيهات بشأنه العام الماضي والآن نفذ.
وأوضح أنه أصدر توجيهات للحكومة ممثلة بوزارتي الكهرباء والنفط برفع القدرة الإنتاجية لهذه المحطة إلى 150 ميجاوات لتغطية احتياجات مناطق الساحل والوادي من الطاقة الكهربائية بما يكفل استغلال الغاز الذي كان يتم إحراقه في السابق لتوليد الكهرباء بدلاً من الاعتماد على المازوت والديزل.
ولفت إلى أن من شأن هذا التوجه توفير مادة الديزل لأغراض التنمية الأخرى وخاصة في المجال الزراعي.
وعبر فخامة الرئيس عن ارتياحه لما تم إنجازه من شبكة طرق رائعة في حضرموت سهلت ربط مناطق المحافظة وتنقلات المواطنين حتى المتواجدين في المناطق الصحراوية.
وأشار فخامته إلى أن تنفيذ مشاريع البنى التحتية يجري على قدم وساق سواء شبكة الطرق في الصحراء أو الهضبة، أو مشاريع الكرفانات والسدود المائية، والاتصالات والتربية والصحة وغيرها من المجالات.
وحث فخامته السلطة المحلية على القيام بواجباتها على أكمل وجه ورصد أية احتياجات من المشاريع الإنمائية والخدمية لمناطق المحافظة لإدراجها ضمن خطط التنمية المستقبلية.
وأستطرد ” لقد استمعنا إلى حديث عضو مجلس النواب مبخوت بن ماضي، حول أهمية منح صلاحيات شاملة للسلطة المحلية ولا نظل نتحدث عن الوحدة، فالوحدة وجدت لتبقى”.
وقال فخامته:” نحن حريصون على منح صلاحيات مطلقة وشاملة للسلطة المحلية.وبحيث ننقل الصلاحيات من السلطة المركزية إلى السلطة المحلية”.
وأضاف:” هناك صلاحيات لا داعي أن تبقى لدى السلطة المركزية، وينبغي تحويلها إلى السلطة المحلية فمثلا إعادة إعمار المناطق المتضررة من سيول الأمطار في حضرموت والمهرة ليس بالضرورة أن تكون مركزية فلنحولها للمحافظ والسلطة المحلية وهي تتحمل مسؤولياتها أمام المواطنين”.
وأردف:” من غير المنطقي، أن نأتي ونحاسب المحافظ ونقول له ماذا صنعت بشأن إعادة الإعمار، فيقول لا توجد لدينا صلاحية، فالصلاحية على صندوق الإعمار مرتبطة بالسلطة المركزية، ونجد في ذات الوقت المواطنين يتحدثون عن صعوبة الوصول إلى المكتب التنفيذي للاعمار كونه في صنعاء”.
ومضى قائلا:” لا ينبغي أن يكون مقر المكتب التنفيذي في صنعاء، بل يجب أن يكون هنا في حضرموت، والمحافظ – رئيس السلطة المحلية هو المسؤول عنه وله كل الصلاحيات الإدارية والمالية على نشاط الصندوق وذلك في إطار الصلاحيات المخولة للمحافظ حاليا حتى يتم إن شاء الله إجراء بعض التعديلات الدستورية وتعديلات قانونية في قانون السلطة المحلية بما يكفل منح المحافظين صلاحيات أوسع في إطار الصلاحيات الشاملة التي ستمنح للسلطة المحلية “.
وهنأ فخامة رئيس الجمهورية أبناء محافظة حضرموت بالمشاريع الإستراتيجية العملاقة التي أنجزت في هذه المحافظة الخيرة. متمنيا للجميع التوفيق والسداد والنجاح وأن تظل الجهود متكاتفة في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة لتشهد المزيد من المنجزات في الفترة القادمة.
وكان وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير قد ألقى كلمة في اللقاء الذي بدء بآي من الذكر الحكيم باسم السلطة المحلية في محافظة حضرموت رحب فيها بفخامة رئيس الجمهورية في زيارته لوادي حضرموت والصحراء. مشيرا إلى أن هذه الزيارة لفخامته تحمل معها دوما بشائر الخير.
وأكد بان الحديث عن وحدة الوطن ليست بحاجة للخوض فيها لان الوحدة وجدت لتبقى وهي راسخة في الوجدان والقلوب ومحمية بإرادة الله والشعب وقال ” إن ما نتحدث عنه اليوم في هذا المقام هو التنمية التي هي همنا وتطلعنا جميعا، وبهذه المناسبة نعبر عن بالغ تقديرنا لكل القوى السياسية في الوادي والصحراء على اصطفافهم معا من اجل الأمن والاستقرار”. مشيدا بما تحقق في محافظة حضرموت ومنها منطقة الوادي والصحراء من انجازات ومشاريع. مشيرا إلى انه تم اليوم افتتاح مشاريع خدمية وإنمائية واستثمارية بأكثر من 58 مليار ريال.
ولفت إلى أن الأجهزة الإدارية والفنية في السلطة المحلية أمام تحدٍ في كيفية إدارة تلك المشاريع وأداء مهامها بكل كفاءة واقتدار.
وقال ” بان المشروع الذي يقوده فخامة الأخ رئيس الجمهورية هو بناء يمن قوي مزدهر، والحريصون على بناء الوطن وتقدمه هم كثر، والأصوات النشاز والساعية للتعطيل لا ينبغي أن نعطيها أي اهتمام، فالانجازات كبيرة ونحن نتطلع إلى المزيد وعلى مختلف الأصعدة”.
ولفت في حديثه إلى العديد من القضايا والموضوعات التي تهم المواطنين في منطقة الوادي والصحراء وفي مقدمتها قضية إعادة الاعمار وإعادة هيكلية صندوق إعادة الاعمار ومنح المزيد من الصلاحيات للسلطة المحلية في هذا الجانب.
كما تحدث في اللقاء العديد من الحاضرين من مختلف الفعاليات، حيث تطرقوا إلى العديد من القضايا التي تهم المواطنين ومنها القضايا المتصلة بالزراعة وضرورة الاهتمام بها والتوسع في الرقعة الزراعية بالإضافة إلى منفذ الوديعة وما يقدمه من تسهيلات للمواطنين ومد ساعات العمل فيه على مدى 24 ساعة ليقدم المزيد من تلك التسهيلات وبالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكذا تسهيل المرور في منطقة الخراخير.
وتطرق المتحدثون إلى القضايا المتعلقة بالمتضررين من قانون التأميم في العهد الشمولي واستكمال انجاز المدينة الرياضية والاهتمام بالتوسع في إنشاء المعاهد الفنية والمهنية بالإضافة إلى تناول العديد من القضايا الخاصة والعامة.معبرين في أحاديثهم عن سعادتهم بهذه الزيارة التفقدية لرئيس الجمهورية وحرصه على النزول الميداني للمواطنين لتلمس أحوالهم واحتياجاتهم.
وأكدوا أنهم سيكونون الجنود الأوفياء للوطن وعونا لأجهزة الأمن والسلطة المحلية من اجل أداء مهامها وواجباتها وبما يخدم المصلحة العامة.مشيرين إلى التحولات الكبرى التي شهدها الوطن ومحافظة حضرموت على وجه الخصوص في ظل الوحدة المباركة والجهود المبذولة في مجال التنمية.
حضر اللقاء رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ومستشار رئيس الجمهورية عبدالقادر باجمال ونائب رئيس مجلس الشورى عبدالله البار ومحافظ حضرموت سالم احمد الخنبشي ووزير الثروة السمكية محمد صالح شملان وعبدالقادر هلال ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء علي سعيد عبيد وقائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء محمد على محسن وعدد من المسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية.