رئيس الجمهورية في حديثه إلى أعضاء المجلس التنفيذي لمحافظة عدن

التقى الأخ الفريق علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية المجلس التنفيذي لمحافظة عدن حيث جرى مناقشة العديد من الموضوعات المتصلة بسير الأعمال في مكاتب الوزارات والمصالح والمؤسسات والأجهزة التنفيذية بالمحافظة واستمع الأخ الرئيس إلى تقارير عن مستوى الأداء في المرافق والأجهزة الحكومية والمشاريع الخدمية والإنمائية وكذا القضايا الخاصة بالإجراءات العملية الجارية في ميناء عدن الحر وسير العمل فيه.

وقد تحدث الأخ الرئيس فقال نحن سعداء أن نحضر اليوم هذا الاجتماع للمجلس التنفيذي لمحافظة عدن ونقدر تقديرا عاليا ما يبدل من جهود في المحافظة والأمور الآن تسير فيها على احسن ما يرام ونتمنى أن تستمر هذه الآلية الجيدة للعمل لأن البعض يقول إن ذهاب الرئيس من عدن سوف يوقف هذه الآلية ونحن لا نريد ذلك أن يحدث بل نتطلع أن يعمل الجميع بنفس الوتيرة من الحماس والأداء الجيد.

وعدن بحاجة إلى الكثير من الجهود من اجل إعادة البناء من جديد لأن أشياء كثيرة فيها أصبحت مدمرة اكثر من أي محافظة لان الحكم الشمولي الماركسي دمر الكثير من الأشياء الجميلة في عدن وعود الناس على الإتكالية والاعتماد على الدولة في كل شيء دون أن يكون لدى الدولة شيء أو إمكانيات يمكن من خلالها تلبية احتياجات الناس.

وحتى فيما يتعلق بالمساكن والمرافق المؤممة فان الثقة لدى المنتفعين بها ظلت مفقودة وبالتالي لم يقوموا بأي صيانة أو ترميم لها في ذات الوقت الذي ظلت الأمور عالقة بين الملاك والمنتفعين وكلاهما كان غير مستفيد من هذا الوضع لهذا نحن ومنذ إعادة تحقيق الوحدة أكدنا الحرص عليهم خصيصا منتفعين وملاكا ووضعنا أسسا صحيحة ومنطقية للمعالجة وبحيث لم نفرط بالمنتفعين أو الملاك من خلال تقديم التعويض المناسب الذي يضمن عودة الحق إلى أصحابه أو حصولهم على التعويض المناسب ونحرا نؤكد دوما أن الحقوق والممتلكات الخاصة للمواطنين مصانة طبقا للدستور ولهذا أعدنا الكثير من الممتلكات التي كانت لدى الدولة إلى أصحابها وملاكها الشرعيين، وعليكم كجهاز تنفيذي في المحافظة أن تتفاعلوا مع تلك التوجهات وان تبتعدوا عن الروتين والتعقيدات الإدارية وتتخلصوا من كل عقد الماضي حتى تثبت الدولة مصداقيتها وتعزز الثقة بكم لدى المواطنين والمستثمرين الذين يأتون إلى بلادنا وعليكم كمسؤولين أن تكونوا النموذج أمام الآخرين، فعدن تشهد الآن بناء جديدا وروحا جديدة ولابد أن تتواكبوا مع تلك الروح وان تكونوا ا لقدوة.

وحث الأخ الرئيس المسؤولين في مكتب وزارة الإنشاءات والإسكان والتخطيط الحضري على سرعة الانتهاء من تحديد الأراضي المخصصة لمحدودي الدخل ومتوسطي الدخل وتجهيزها بالخدمات الأساسية لتكون صالحه للسكن ولحل مشكلة الإسكان.. مؤكدا على ضرورة العمل من اجل إزالة البناء العشوائي المخالف للمخططات العمرانية.. مشيرا بان أي بناء عشوائي يظهر بعد الآن يتحمل المسؤولون في الإسكان مسؤولياتهم كما وجه بإعادة مراجعة وتقييم العقود الخاصة بالأراضي الممنوحة للاستثمار والتأكد من جدية الاستثمار فيها خلال فترة زمنية محددة ما لم يلغ العقد ويمنح لمستثمر آخر يكون جادا في تنفيذ ما يلتزم به.

وأكد الأخ الرئيس على أهمية أن تقوم الأجهزة الإعلامية باعتماد خطاب إعلامي فعال يتواكب مع متغيرات المرحلة ومع التحولات التي يشهدها الوطن وبحيث يستهدف غرس التربية السليمة وإزالة كل الرواسب الموروثة من الماضي وخلق روح جديدة تقوم على المحبة والتسامح ونبذ العنف وتعميق الوحدة الوطنية.

وتناول الأخ الرئيس في حديثه الأوضاع في ميناء عدن وقرار تحويله إلى ميناء حر مؤكدا على ضرورة أن يعمل المسؤولون في الميناء على ترجمة كافة التوجيهات بآلية جديدة وفعالة وبروح عالية من الحماس والوعي وتجنب أي تعقيدات أو روتين إداري تعرقل سير العمل وتخالف تلك التوجيهات، وقال لن نقبل أي تلكوء أو تقاعس في أداء الواجب أو أي محاولة للتأثر بأساليب العمل الماضية في الميناء، فميناء عدن الحر لابد أن يعمل بطاقة عالية ولابد أن يكون لديه القدرة على المنافسة وتقديم الخدمات والتسهيلات الأفضل التي تجذب المستثمرين إليه كما وجه بحل مشكلة العمالة في ميناء عدن من خلال توزيعها على الشركات الملاحية التي ترغب بالعمل في الميناء وربما يحسن من مستويات الأداء ويحقق الفائدة المشتركة للجميع.

أشاد الأخ الرئيس بما تحقق على صعيد الأمن وقال نحن مرتاحون لأداء الأجهزة الأمنية بالمحافظة وللشعور بالأمان والطمأنينة الذي يسود النفس ونأمل أن يستمر العمل بنفس الحماس بعيدا عن الانفلات والانتقام وان يتحقق المزيد من النجاحات والأمن مسئوليته أن يحافظ ويصون أعراض الناس وممتلكاتهم ويمنع أي تعد عليها وان يزرع الأمان في نفوسهم بعيدا عن الخوف والإرهاب، فلقد ولى ذلك زمن الحكم الشمولي الذي كان الأمن يتسلط فيه على رقاب الناس وحياتهم ويزرع الخوف والإرهاب في قلوبهم.

كما وجه الأخ الرئيس المسؤولين في مكتب الأوقاف والإرشاد بالقيام بواجباتهم في متابعة شؤون التوجيه والإرشاد والالتقاء المستمر بالاخوة العلماء وخطباء المساجد والمرشدين وحثهم على أداء واجباتهم في الموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوعية المجتمع بواجباتهم الدينية والدنيوية بروح الإسلام وقيمه النبيلة وبما ينشر التسامح والإخاء والتآلف والوحدة في المجتمع بعيدا عن التجريح والأذى للآخرين أو استغلال منابر الخطابة لزرع الفتن والضغائن في صفوف المجتمع.

وقال الأخ الرئيس أن عدن كمنطقة حرة بحاجة إلى عقول واعية متفتحة والى شعور عالي بالمسؤولية ولهذا عليكم أن تعملوا على تقديم كافة التسهيلات اللازمة في الموانئ والجمارك والمطار والجوازات وكافة المعاملات وبما لا يخل بالقوانين أو يعرقل سير أعمال المستثمرين أو يهدد حقوق الدولة والمصلحة العامة.

كما أن هناك من يشيع بان عدن كمنطقة حرة سوف تصبح مكانا للتفسخ والانحلال الخلقي وهذا غير صحيح ودعايات مغرضة. عدن مدينة عربية إسلامية وستكون كذلك على الدوام والمنطقة الحرة بعدن هي لتعزيز البناء الاقتصادي والنهوض الوطني ولخدمة المجتمع ولن نسمح بأي إساءة لمعتقدات شعبنا وأخلاقياته الذي يرفض التفسخ والانحلال ويرفض التزمت والتطرف والانغلاق وسنظل حريصين على الحفاظ على الحريات العامة والخاصة في إطار القانون والدستور ولن نسمح بأي اعتداء عليها من أي كان.

وحث المسؤولين في الأجهزة التنفيذية بمحافظة عدن على حل مشاكل المواطنين وملامسة الحلول للقضايا ميدانيا وعبر الاجتماعات الدورية مع العاملين في تلك الأجهزة بهدف تقييم سير العمل وتجنب أي سلبيات أو قصور أو أخطاء وتعزيز الإيجابيات أينما كانت.

وقال أن المرحلة هي مرحلة العمل والبناء ولابد أن تبذل أقصى الجهود من اجل أن تستعيد عدن دورها ومكانتها كمدينة تجارية واقتصادية وميناء هام والمستقبل واعد بالخير إن شاء الله وتمنى الأخ الرئيس في ختام حديثه للجميع التوفيق والنجاح في أعمالهم.