رئيس الجمهورية: مباحثاتي مع المسئولين البريطانيين كانت جيده والعلاقات مع المملكة المتحدة تدخل مرحلة جديدة من التعاون المثمر
أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أن زيارته للمملكة المتحدة، تأتي في إطار تنمية وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، التي قال بأنها تدخل مرحلة جديدة من مراحلها.
وأوضح فخامة الأخ الرئيس في المؤتمر الصحفي الذي عقده في لندن في ختام زيارته للمملكة المتحدة، وحضره ممثلو وسائل الإعلام البريطانية والدولية، إن مباحثاته مع المسئولين البريطانيين وفي مقدمتهم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، كانت جيدة جدا، لافتاً إلى أن اليمن والمملكة المتحدة تلتقيان في محطات كثيرة، ومنها محطة مكافحة الإرهاب ضمن الأسرة الدولية.
وقال: هناك تعاون جيد بيننا وبين المملكة المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب، واليمن حققت نتائج جيدة جدا في المنطقة، وتحظى بدعم معنوي ودعم أيضا في مجال التدريب من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الإتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب”.
وأضاف: ” لقد حققت اليمن قفزات جيدة وعملت على الحد من نشاط الإرهابيين، من خلال المتابعة والقبض على مرتكبي جرائم الإرهاب، وأيضا الحوار الذي تم مع عدد منهم، ومنهم من عاد إلى جادة الصواب، فكثيرا منهم أقلعوا عن التطرف وعادوا إلى جادة الصواب.
ووصف فخامته تجربة اليمن في الحوار مع الإرهابيين من خلال علماء معتدلين، بأنها عمل جيد وحقق نتائج جيدة وممتازة، وقال” هذا عمل جيد وهو أفضل من السجون، وأفضل من التوتر معهم مما يؤدي إلى خوفهم ويقومون بارتكاب أعمال إرهابية”.. معربا عن رضاه عن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مع مايسمى بتنظيم القاعدة والجهاد.
وحول القضايا العربية التي بحثها فخامته مع المسئولين البريطانيين، ذكر فخامة رئيس الجمهورية، انه بحث قضية الصراع العربي الإسرائيلي وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقال: ” طالبنا السيد رئيس الوزراء / بلير/ بدور بريطاني أمريكي أكثر، وذلك لإقناع إسرائيل بحسن معاملة السجناء الفلسطينيين، ومعاملتهم كأسرى حرب، لأنهم يقاومون الاحتلال ليس كما ترى إسرائيل وتقول بأنهم إرهابيون.. مضيفاً” نحن نقول لن يكونوا إرهابيين وهم يقاومون الاحتلال والاستيطان وإقامة الجدار العازل.. وللآسف فإن إسرائيل تضرب بقرارات الشرعية الدولية ولاتعود إلى المربع رقم واحد وهوالوقوف مع الفلسطينيين من أجل تنفيذ خارطة الطريق.. هذا ما نطلبه من المملكة المتحدة وكذلك من الولايات المتحدة الأمريكية، ومجلس الأمن الدولي والأسرة الدولية ومن لهم علاقات مع إسرائيل.. وطالبنا بأن تعود إسرائيل إلى طاولة المفاوضات والإلتزام بتنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية.
وفيما يتعلق بالعراق، أشار فخامته إلى أنه بحث مع المسئولين البريطانيين الأوضاع في العراق وسبل إحلال الديمقراطية والتعددية وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.. إضافة إلى ما يحدث في النجف وكربلاء وفي البصرة، والسليمانية وفي كل المدن العراقية.. وقال: ” هذا تقريبا ما تم بحثه مع المسئولين البريطانيين وما يتم بحثه مع الآخرين، وتم هذا الحديث في جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية مع عدد قادة الدول الصناعية “.. مؤكدا أن هذا صوت اليمن المرفوع على المستوى الدولي خارج الغرف المغلقة او داخل الغرف المغلقة.. هذا ما تحدث به اليمن مع الدول الغربية، وقال: ” نحن نتمنى على الأسرة الدولية أن تتحمل مسئوليتها إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تنكيل وأعمال استيطانية وأعمال غير إنسانية، فإذا كان الغرب يتكلم عن احترام حقوق الإنسان إذا حدثت في أي دولة نامية أوفي دول العالم الثالث أي اختراقات أو مخالفات تقوم الدنيا ولا تقعد.. لكن إذا قام الغرب بخرق حقوق الإنسان يقولون هذا في إطار الإرهاب نحن نقاوم الإرهاب”.. لافتا بشكل خاص إلى ما حصل في سجن أبو غريب في العراق، وقال “هذا انتهاك خطر لحقوق الإنسان”.
وردا على ما إذا كانت اليمن جددت طلبها لبريطانيا تسليم أبو الحمزة المقيم لديها والمتهم بإعمال إرهابية في اليمن، والذي اعتقلته الشرطة البريطانية مؤخراً بناء على مذكرة أمريكية، أشار فخامة رئيس الجمهورية إلى أن المسئولين البريطانيين في الأجهزة المختصة، أفادوا بأنه تم اعتقال أبو الحمزة يوم أمس وهو رهن التحقيق، وربما يسلم إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على طلب أمريكي.
وقال فخامته: أخبرنا السلطات البريطانية بأننا تقدمنا بطلب قبل أن تتقدم الولايات المتحدة وقبل أحداث الـ 11 من سبتمبر، أن تسلموا أبو الحمزة كمجرم وكإرهابي، بعد أن تعرض وطننا لإشكالات كبيرة جدا ومنها إيقاف عملية التنمية وقام بعمل إرهابي في محافظة أبين.. لكن حقيقة (الكبير يأكل الصغير ) يعني الطلب الأمريكي اكبر من طلب اليمن ويمكن آن يسلموه إلى الولايات المتحدة تقريبا، إلى الدولة العظمى، ولن يسلموه إلى الدولة النامية الفقيرة، هكذا تقتضي الأمور في عالمنا اليوم.
وفيما يتعلق بتعريف اليمن للإرهاب، وما إذا كان يشاطر الولايات المتحدة الأمريكية في محطات معينة، قال فخامة رئيس الجمهورية: “نحن نتفق مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع كثير من الدول حول تعريف الإرهاب.. لكن نحن نختلف تماماً في كثير من الأوقات مع الولايات المتحدة ومع الغرب حول مقاومة الاحتلال، ومناهضة الاستعمار.. نحن نقول هذا نضال مشروع ويجب أن يقاوم الاحتلال وينتهي الاستعمار في عصرنا اليوم، مؤكدا أن ما هو حاصل في فلسطين ليس إرهاباً بل مقاومة مشروعة للمحتل.
وأعرب فخامة الرئيس في ختام المؤتمر الصحفي، عن أمله بان يتحمل مجلس الأمن والأمم المتحدة مسئوليتهما، وأن تقوم الأمم المتحدة بتعريف الإرهاب، وتقوم بكل ما تستطيع للإفراج عن السجناء الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية.هذا وقد غادر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، لندن اليوم، متوجها إلى جمهورية المانيا الاتحادية، وكان في وداعه في مطار هيثروعدد من المسئولين البريطانيين ومطهر السعيدي سفير بلادنا لدى المملكة المتحدة وأعضاء السفارة.