رئيس الجمهورية: سيتم رفد القوات البحرية بقطع بحرية حديثة ومتطورة

و جه فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية، مصلحة الضرائب بمحاسبة المتهربين عن دفع الضرائب، وتحصيلها أولا بأول وعدم تركها تتراكم. وقال رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمة له اليوم في الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي العاشر لقادة القوات البحرية والدفاع الساحلي الذي انعقد خلال الفترة من 26-27 ديسمبر الجاري تحت شعار ” معاً وصفاً واحداً لتعزيز مسيرة البناء والتحديث والتطوير للقوات البحرية والدفاع الساحلي” – قال ” المواطنة ينبغي أن ترتبط بتسديد ما على الشخص من ضريبة، فالتهرب الضريبي يعني أنك لست مواطنا يمنيا وانما زائر أو عابر”.

ولفت فخامة رئيس الجمهورية بالقول ” شحة الإمكانيات هي التي تقيدنا، وكما تعلمون فان دخلنا معتمد على النفط، الذي يوجد بكميات قليلة جدا، في حين ان علينا مسئوليات للتربية والتعليم والجيش والأمن والبنية التحتية والتنمية عموما، وكل هذه معتمدة على 370 ألف برميل من البترول، ونقول للذين يتقولون عن الثروة وأين تذهب كل إنتاجنا من النفط 370 ألف برميل يوميا مناصفة بين الدولة والشركات الأجنبية العاملة، وهي كما ترون إمكانيات شحيحة مقارنة بالتزاماتنا”.

وقال فخامته عندما تسمعون ضجيج إعلامي من قبل عناصر غير مسئولة تتحدث عن الثروة وتقسيمها، متناسيين ان عدن كانت قرية وأصبحت اليوم مدينة كبيرة، وكيف كانت المكلا وماهي عليه اليوم، حيث اصبحت مثل أي مدينة خليجية، وهاتين المحافظتين مجرد مثل، فما بالكم ببقية المدن في المحافظات الاخرى”.. مشيرا الى ان مشتريات الأسلحة البحرية والجوية ومتطلبات التربية والتعليم والثقافة والصحة العامة والطرق والمياه بالاضافة الى رواتب أكثر من مليون ونصف مليون موظف ومتطلبات الاجهزة الامنية، معتمدة على عائدات النفط، خاصة في ظل ضآلة عائدات الجمارك والضرائب، بسبب تهرب الكثير من دفع الضرائب.

ومضى فخامته قائلا ” إنشاء الله تتحسن الموارد عن طريق الاستكشافات النفطية والمعدنية، وكلما توفر منها سيصرف لصالح بناء الإنسان وخدمة التنمية، وليس خزنها كما كان الحال عليه في ظل الحكم الأمامي، فكلما توفرت لنا من امول سنستغلها لصالح بناء الوطن وتحسين احوال الناس المعيشية”.. لافتا في هذا الشأن الى انه كلما توفرت موارد تذهب لتلبية متطلبات واحتياجات التضخم السكاني الذي يزيد الان عن 25 مليون نسمة من صحة وتعليم وملبس وخدمات وبنية تحتية وكافة وسائل الحياة.

وتابع بالقول ” كل هؤلاء معتمدين على الدولة، حتى التجار معتمدين على الدولة رغم ان توجههنا هو تشجيع القطاع الخاص للتعاون مع الدولة في ايجاد فرص عمل للمواطنين واستيعاب القوى العاطلة، لكنهم تجار مع الدولة، والدولة تتحمل وعليها التزامات كبيرة جدا جدا نحو الوطن، ومع ذلك نتصرف بشكل جيد مع مواطنينا وبحسب امكانياتنا ووفقا للضرورة”..مؤكدا ان الدولة لوكان لديها اموال كثيرة لانفقتها على الشعب والوصول بمستوى معيشته إلى مستوى المواطن في الدول الغنية “.

واضاف ” نحن متحضرون ومشكلتنا هي المال، الذي هو بمقياس اليوم الحضارة، بمعنى اذا كان لديك مال فأنت متحضر، كما ان مشكلتنا هو موقعنا في جنوب الجزيرة العربية وسعينا لتقليد دول الجوار الغنية في المأكل والمشرب والمواصلات والتلفون وفي كل شيء، حيث اصبح الان الهاتف في كل بيت ووصل في بعض البيوت الى امتلاك كل فرد هاتف جوال، فاذا كان افراد الاسرة عشرة نجد ان لديهم عشرة جوالات، فنحن نقلد الدول الغنية وليس هناك ترشيد للانفاق”.

واوضح فخامته ” الدولة تقوم بترشيد الأنفاق على بعض المشاريع، في حين ان المواطن لا يرشد الإنفاق، فعلى سبيل المثال موظف مرتبه عشرون الف ريال يخزن في اليوم بثلاثة الاف ريال، يعني 90 الف ريال في الشهر وهو مبلغ كبير، فمن اين ذلك، وهو ما يؤكد بان هناك احتيال وفساد، في الوقت الذي نصيح فيه من الفساد وكيف نحاربه، فهذا هو الفساد وعلينا ترشيد الإنفاق داخل الأسرة وننظمها بتوفير متطلبات تعليم الأطفال وعلاجهم، بدلا من ان نخلفهم الى الشارع، ونحن بهذا لسنا ضد الانجاب وانما مع تنظيم الاسرة وانجاب مابين اثنين الى اربعة اطفال حتى نستطيع تربيتهم التربية السليمة وضمان عدم انحرافهم”.. مشيرا الى اننا اذا ما تفحصنا حالات الانحراف خاصة عند الاطفال، نجد انها تكون في اوساط الاسر التي تعجز عن توفير المآكل والمشرب والتعليم والصحة لابنائها نتيجة عدم تنظيم الاسرة.

وقال ” إنا لا اخص بحديثي هذا منتسبي القوات البحرية، وإنما عامة الشعب، واجدها هنا فرصة للحديث معكم باعتباركم شريحة واعية ومثقفة، وكلكم أكاديميون مثقفون، والله سبحانه وتعالى دعانا الى التفكر والتدبر في كل امورنا، ومنها تنظيم الانجاب، باعتبار تربية الاطفال مسئولية امام الله والمجتمع، فمن غير المنطقي ان يخلف الواحد منا مابين سبعة الى عشرة اطفال ويذهب الى عمله دون ان يعرف شيئا عن متطلباتهم من مآكل ومشرب وتعليم وصحة “..

وقد عبر فخامة رئيس الجمهورية في بداية كلمته عن سعادته بما أنجزته القوات البحرية خلال الأعوام الماضية من نجاحات باهرة وعلى وجه الخصوص في مجال مكافحة القرصنة البحرية في خليج عدن.. مشيدا بما حققته القوات البحرية من نتائج ملحوظة وملموسة وممتازة وبطريقة علمية في تنفيذ المهام المناطة بها ابتداءا من الحديدة وحتى حضرموت – بلحاف – عدن وباب المندب، بالرغم انها لم تحظى بالاهتمام الا خلال السنوات الاخيرة.. مشيرا بهذا الصدد الى انه سيتم رفد القوات البحرية لما لها من اهمية كبيرة، بقطع بحرية حديثة ومتطورة وممتازة.

وقال ” نحن نطل على ساحل طويل يمتد لأكثر من 2200 كيلو متر، لذا فنحن بحاجة إلى قوات بحرية فاعلة ذات جاهزية قتالية ممتازة، وبالرغم من ان تكاليف تجهيز القوات البحرية كبيرة جدا، الا اننا مضطرون أن نصرف عليها وبحسب الإمكانيات المتاحة، فالقوات البحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي تعد أهم عنصر للقوات المسلحة، وهي فعلا تحتاج لاموال كثيرة، فضلا عن صيانة متواصلة، سواء رست قطعها على الرصيف أو أبحرت فلابد لها من صيانة وعمل فني داخل هذه السفن مثلها مثل الطائرات، التي تحتاج لصيانة سواء في كانت رابضة في المطار او محلقة في الجو، كما ان عمر السفينة هو نفس عمر الطائرة، لذا لا بد من الانفاق عليها وتأهيل الكوادر بخبرات ومهارات قتالية ممتازة”.

واضاف ” لاشك أنكم اكتسبتم الان خبرة جيدة ومهارة قتالية عالية وامتلكتم تجربة ممتازة خلال السنوات الماضية وعلى وجه الخصوص ما حصل من تطور نوعي وكمي وفني”.

واستعرض فخامته الخطوات التي مرت بها القوات البحرية، وقال ” بدأ بناء القوات البحرية بتزويدها ببعض القطع والقوارب، بالاضافة الى خفر السواحل باعتبارها رديف للقوات البحرية وداعم لها فيما يوكل ابها من مهام”.

وخاطب فخامة الرئيس المشاركون في اللقاء قائلا ” أداؤكم جيد ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز الكبير بما أنجزته القوات البحرية، وفي الوقت نفسه نعرف حق المعرفة متطلبات البحرية وأهميتها وما تحتاجه من عناية واهتما، وإنشاء الله خلال الأعوام القادمة ستحظى بدعم أكبر مما هو عليه في الوقت الحاضر بتزويدها ببعض القطع الحديثة والمتطورة وتأهيل واعداد كوادر القوات البحرية بشكل ممتاز فنيا وإداريا، وثقتنا كبيرة في قيادة البحرية وكل كوادر القوات البحرية والدفاع الساحلي”.

وتابع قائلا ” لقد لمست خلال زيارتي قبل شهرين لقوات الدفاع الساحلي في الحديدة إنجاز رائع وممتاز ومعنويات عالية لكوادرها”.. مؤكدا بان هناك فرق على ما كان عليه حال القوات البحرية في الماضي وما وصلت اليه الان من اداء ممتاز وراقي.. مشيدا بما يتتمتع به منتسبوا القوات البحرية من معنويات عالية واهتمام بالمعدات وهذا شيء جيد.

واضاف ” أحث القوات البحرية على الاهتمام بصيانة الآليات صيانة كاملة، ونحن على استعداد لإنشاء أرصفة جديدة في بعض الموانىء من أجل تسهيل الانتشار للقوات البحرية في حالة الضرورة، فلابد من إيجاد أرصفة مهيأة ومجهزة للقوات البحرية”.. مباركا انعقاد هذا المؤتمر السنوي، باعتباره فرصة لتقييم الأداء.

وقال فخامته “ما من شك أنكم ستتخذون في هذا المؤتمر قرارات هامة لمعالجة كل ما يجب معالجته، وما نطمح إليه في قواتنا البحرية برعاية وزير الدفاع الذي نُوكل اليه مهام معالجة كل قضاياكم، وسنهتم بالقوات البحرية مثل اهتمامنا بالقوات الجوية والقوات البرية، باعتبارها منظومة متكاملة، ولكل منها دورها برا وبحرا وجوا، ولا يمكن الاستغناء عن واحدة منها، وانشاء الله سنولي اهتمام بالقوات البحرية وبكوادرها وقيادتها بتحسين الأوضاع المالية والمعيشية للقوات المسلحة والأمن ومنها القوات البحرية”،، متمنيا للقوات البحرية والدفاع الساحلي التوفيق والنجاح، وان يأتي العام القاد وقد حققت خطوات متقدمة في مجال التحديث والتأهيل والتدريب.

وكان قائد القوات البحرية والدفاع الساحلي اللواء رويس مجور ألقى كلمة رحب فيها بفخامة الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة..مشيراً إلى ماقطعته مسيرة البناء في قواتنا المسلحة ومنها القوات البحرية والدفاع الساحلي من أشواط متقدمة بفضل تلك الرعاية والاهتمام التي أولاها فخامة الرئيس لمؤسسة القوات المسلحة وتعزيز القدرة الدفاعية لبلادنا.

واستعرض مسيرة البناء في القوات البحرية والدفاع الساحلي وماتحقق فيها من تطور شمل مختلف جوانب البناء المتطور تسليحاً وتجهيزاً وكوادر بشرية متواصلة ومتخصصة.

وقال: لقد حظيت القوات البحرية والدفاع الساحلي وبخاصة في السنوات الأخيرة باهتمام خاص وكبير حيث رفدت بالسفن والزوارق والتجهيزات الفنية والتسليحية الحديثة التي مكنتها من أداء واجبها في الحفاظ على الشواطئ والمياه الإقليمية والجزر ومكافحة أعمال التهريب والقرصنة، حيث ينتشر اليوم المسرح العملياتي لهذه القوات على امتداد شاطئ طويل يبلغ أكثر من 220 كيلو مترا والعديد من الجزر بالإضافة إلى التصدي لأعمال القرصنة التي شهدتها المنطقة”.

وأضاف ” والحمد لله ان قواتنا المسلحة ومنها القوات البحرية والدفاع الساحلي اليوم هي في أوج قوتها وتطورها وحيث تتواصل الجهود في هذا المجال وفي ضوء تلك الرؤية الثاقبة التي امتلكتها قيادتنا الحكيمة في بناء قوات مسلحة قوية ومتطورة وكفؤة قادرة على النهوض بواجباتها ومسؤولياتها في مختلف الظروف والأحوال من أجل الحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله وأمنه واستقراره ومكاسبه وإنجازاته “.

وتطرق اللواء رويس إلى المؤتمر السنوي العاشر لقادة القوات البحرية والدفاع الساحلي وما تم مناقشته فيه من قضايا متصلة بمهام البناء والتحديث وتقييم مستوى الأداء في القوات البحرية والدفاع الساحلي والخطط المستقبلية لها..مشيراً إلى ماتم مناقشته من تقارير وخطط عمل ونقاشات تناولت مختلف الجوانب المتصلة بسير العمل وجهود البناء والتحديث وتنفيذ خطط التدريب والتأهيل.

وأكد بأن التوصيات الصادرة عن المؤتمر سوف تسهم في تعزيز جهود البناء والتطوير..مجدداً العهد بإسم كل منتسبي القوات البحرية والدفاع الساحلي بأنهم سوف يكونوا وكما هو العهد بهم الجنود الأوفياء للوطن والذود عنه وحماية أمنه ومكاسبه إلى جانب إخوانهم في القوات المسلحة والأمن.

حضر الجلسة الختامية للمؤتمر وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة وعدد من القيادات العسكرية في المنطقة العسكرية الجنوبية.

سبأ