المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية‘خلال مشاركته في تشييع عرفات

12/11/2004م وصف الرئيس علي عبدالله صالح حادث وفاة الرئيس الفلسطيني / ياسر عرفات بأنه حادث جلل، وقال: ” لقد عاش الرئيس عرفات بطلا ومات بطلا وكان علما ومات علما بارزا وفارسا لم يستسلم لكل الضغوط التي مورست طوال حياته من اسرائيل أو اللوبي الصهيوني.. وأضاف فخامته في مؤتمر صحفي بالقاهرة: إن الرئيس الراحل ياسر عرفات مات، ولكن القضية الفلسطينية لم تمت فهناك آلاف الرجال من المناضلين على الساحة الفلسطينية.. مشيراً إلى انه كان قد وجه دعوة إلى كل الفصائل الفلسطنية لتشابك الأيدي وتوحيد الصف، والظهور بمظهر حضاري داخل الساحة الفلسطينية وخارجها.. وعبر فخامة رئيس الجمهورية عن التقدير العالي لأخيه فخامة الرئيس / محمد حسني مبارك لاستقبال جثمان الرئيس/ ابو عمار في مصر الكنانة واتاحة الفرصة للوفود العربية والاسلامية والصديقة المشاركة في التشييع وإلقاء النظرة الأخيرةعليه.. وأعرب عن عدم ارتياحه للتدابير التي كان يعد لها لدفن عرفات بنقله من باريس عبر عمان، وإجراء المراسم عليه في رام الله، وكان ذلك معناه وأد للقضية الفلسطينية وعدم إعطاء القضية الفلسطية ورمزها ما يستحقه من تكريم.. وهذا ما يدعونا لشكر مصر على وضع الترتيبات الجيدة، وهذا ما أتاح توافد الكثير من محبي المناضل الجسور ياسر عرفات الذي عاش شريفا ومات شريفا. واضاف — فحامة الرئيس: نحن نتابع التفاعلات التي تجري داخل المؤسسات الدستورية الفلسطينية التي كان للرئيس ياسر عرفات الفضل الكبير في تأسيسها وإنشائها والتعبير عن الشعب الفلسطيني والدفاع عن مصالحه وقضاياه، حيث اتخذت تلك المؤسسات كامل التدابير التي قطع بها الرئيس عرفات الطريق على الحاقدينوالمغرضين ماكانوا يأملونه بحدوث إرباكات بعد وفاته.. فالامور انتقلت بشكل جيد وستنتقل بشكل افضل. ودعا الاخ الرئيس القيادة الفلسطينية الجديدة الى مواصلة المشوارالذي قطعه الرئيس عرفات بنفس الحماس والجدية والقوة وبنفس البرنامج الذي سار عليه. وبدد فخامة الرئيس إدعاءات أعداء القضية الفلسطينية وأعداء الأمة العربية بأن الرئيس الراحل أبو عمار كان متشددا، وقال على العكس من ذلك فقد كان جادامع قضية شعبه، وبذل كل الجهود وذهب إلى الولايات المتحدة وإلى أوسلو ووقع اتفاقات سلام مع الكيان الاسرائيلي حتى وإن كان فيها انتقاص لحقوق الشعب الفلسطيني، ولفت فخامته الى انه كان يتحدث مع القيادات الفلسطينية قبل الدخول في المفاوضات إن الحصول على موطئ قدم للدولة الفلسطينية أفضل من العيش في المنفى.. وأكد الاخ الرئيس أن انتفاضة الشعب الفلسطيني أعطت القضية زخماولفتت أنظار العالم المحب للسلام إلى عدالتها وشكلت رأيا عاما لدى الشعوب والمنظمات الدولية، ودول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الأمريكي، وأن هناك قضية يجب حلها، وساعدت الانتفاضة بذلك على معرفة المماطلة الاسرائيلية وعدم الجدية لديها وتنصل حكوماتها عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واتفاقات السلام، لان اسرائيل لاتريد السلام وتعيش على تضليل الرأي العالمي بأنها مظلومة وتعيش في محيط عربي يكرهها على حد زعمها، والحقيقة ان المحيط العربي يكره العنف والعنجهية. وأعرب فخامة الرئيس عن تشاؤمه من رغبة إسرائيل في السلام ورغبتها في قيام دولة فلسطينية وقال: ” إن كل قيادة اسرائيلية تأتي متشددة اكثر من التي قبلهاعلى الرغم من تقديم العرب تنازلات.. لكن كلما قدمنا تنازلات ازدادت اسرائيل تصلبا، وأنا في حقيقة الأمر متشائم وهي تطرح بأن عرفات يشكل عثره وهي في حقيقة الامر ترى في كل من يطالب بحقه حجر عثرة أمام إسرائيل. كما أعرب فخامته عن تطلعه بأن يكون خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في ولايته الثانية مترجما لمحتواه بإقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولةالعبرية، وان يتبع القول العمل في ذلك الخطاب، خاصة وان في ولايته الثانية يدخل الرئيس بوش التاريخ، كما دخل التاريخ الرئيس الراحل / رونالد ريجان الذي انهى الحرب الباردة بصورة جدية وسلمية وبالطرق الدبلوماسية الذكية ودون إراقة دماء.. وقال ان ذلك هو الهم العربي الإسلامي الذي يراود كل مواطن عربي ومسلم.. وأعرب عن أمله أيضا أن تبادر الإدارة الأمريكية الحالية بالضغط على اسرائيل والزامها بتنفيذ اتفاقات السلام وخارطة الطريق.. وقال لا يجب أن نعطي إسرائيل حجما أكبر من حجمها، وأمريكا دولة عظمى واللوبي الصهيوني يقتصرتأثيره على أسواق المال ومؤسسات الإعلام الأمريكي، أما الإدارة الأمريكية فهي مستقلة عن تأثير اللوبي الصهيوني عليها.. وارجع فخامه الرئيس اسباب ذلك التأثير الى الوجود الضعيف للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة، لأنهم غير متضامنين وغير متحدين وغير متجانسين لكي يكون لهم تأثير على صناع القرار في الادارة والكونجرس الأمريكيين، إضافة إلى أحداث الـ11 من سبتمبر. وأشار الأخ الرئيس الى أن معظم القيادات العربية تذهب الى امريكا وتتحدث عن قضايا تتعلق بعلاقاتها الثنائية معها، الامر الذي ساعد ايضا في عدم إيضاح الصورة الكاملة للقضية الفلسطينة لدىالادارة الامريكية رغم حاجتها لاصدقائها العرب ولمصالحها معهم، معربا عن الأسف لاستسلام العرب والمسلمين للمحاولات الاسرائيلية في خلق صورة مشوهة لدى العالم بأنهم متطرفين وإرهابيين. وقال: ” ان المتطرفين من المسيحيين واليهود ومن مختلف الديانات والجنسيات، ونحن نجدد إدانتنا للإرهاب بكافة أشكاله وصوره.. وأعاد الىالأذهان ما عانته اليمن ومصر والسعوديه وغيرها من هجمات إرهابية جعلت هذه الدول تدفع الثمن جراء تلك الاحداث في مجال السياحة وفي الحياة الاقتصاديةوالاجتماعية وفي علاقاتها مع دول العالم الاخرى. زوقال الأخ رئيس الجمهورية: نحن رفعنا في اليمن شعار مكافحة الارهاب، لما يلحقه الإرهاب من ضرر ويسئ إلى سمعة ومصالح بلادنا والى علاقاتها مع العالم الغربي والولايات المتحدة.. وتطرق فخامة الرئيس إلى الاوضاع الدائرة في العراق وأعمال المقاومة للاحتلال، وقال: ما نشاهده من مقاومة للاحتلال، نعم هناك احتلال غازي، ولكن هناك بعض الممارسات التي لايجيزها أحد والمتمثلة باختطاف الرهائن الابرياء وذبحهم بدون وجه حق.. ما ذنب هؤلاء الذين تتحمل بذنبهم وشوهت صورة النضال، أنت تختطف أسرة علاوي أو ياباني.. ما ذنب هؤلاء الذين تختطفهم، أنت شوهت صورة النضال، وهذا ما يستغله الاعلام الصهيوني ويشوش على الرأي العام العالمي بأن الارهاب عربي واسلامي في الوقت الذي يوجد ارهابيين أروبيين وأمريكيين وآسيويين وأفريقيين، ونحن ندين الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وافعاله، يجب التفريق بين النضال المشروع ومقاومة الاحتلال وبين الإرهاب. واكد الأخ الرئيس مجددا ان رحيل ابو عمار يعتبر خسارة فلسطينية وعربية واسلامية ودولية، وقال انا مرتاح للترتيبات التي جرت لتشييعه في مصر، وهي ثمرة للجهود التي بذلناها بالتنسيق والتش أو مع فخامة الرئيس مبارك وتم بذلك ضمان إجراء جنازة رسمية للرئيس الفلسطيني الراحل تليق بمكانته، وفوتت الفرصة على من كانوا يريدون دفنه في رام الله عن طريق عمان دون تشييع، وكان بتلك الطريقة حجب لحضور الرؤساء والقادة والوفودعن مشاركتهم في التشييع بهدف فرض التطبيع علينا مع إسرائيل، رغم رغبتناالكاملة في المشاركة في توديع أخ عزيز علينا، ولكنهم كانوا يريدون تمرير الجنازة، وذلك كان مخططا من قبل شارون لكي نضع اقدامنا ونطبع، ونحن مستعدون لوضع أقدامنا ولكن على أساس تنفيذ خارطة الطريق والانسحاب من أراضي 67 م بما فيها القدس الشرقية، ونحن مستعدون نقيم علاقات جيدة لان الواقع هكذا.. غير أنه في ظل الاحتلال ورفض قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ورفض المبادرة العربية التي تقدمت بها السعودية الى القمة العربية في بيروت.. فشارون شخص ارهابي مثل البلدوزر يجرف الاراضي ويقتل الاطفال ويهدم المنازل ويمارس أعمال بشعة في الاراضي الفلسطينية.. وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين بشأن اتجاهات القضية الفلسطينية بعدرحيل عرفات، وعلى وجه الخصوص بعد الاتصالات التي أجراها فخامته مع الرئيس مبارك، بما يعطي دفعة أو مبادرة للقضية، أوضح الأخ الرئيس إننا لن نيأس وسوف نواصل المشوار بنفس الآلية وبنفس السياسة التي كنا ندعم بها المناضل عرفات، وهذا سيتضح خلال الأشهر القادمة.. نافياً في الوقت نفسه ما روج له البعض ودغدغوا بها عواطف العالم العربي والإسلامي والخارجي، أن ياسر عرفات كان حجرة عثرة، وأنه من الممكن أن تتحرك عمليةالسلام من خلال القيادة الجديدة، التي نشدعلى يدها ونسندها في إطار البرنامج في إطار المشوار في إطار المبادئ التي اتفق عليها الفلسطينيون الأحياء منهم أو الذين رحلوا عن الحياة الدنيا.. وفيما يتعلق بمبادرة الرئيس بوش التي أعلنها في خطابه بعد فوزه في انتخابات الولاية الثانية بشأن القضية الفلسطينية وإلى جانبها الهم العراقي خاصة ومؤتمر شرم الشيخ على الأبواب.. تمنى الأخ الرئيس لو انعقد مؤتمر شرم الشيخ قبل اجتياح الفلوجة لوضع الحلول بعدم الاجتياح لكن سبق السيف العذل.. وتساءل فخامته عما يمكن أن يسفر عنه المؤتمر المزمع.. هل سيبارك ماحدث في الفلوجة هل يدينه؟؟ أو يعيد أعمار ما تم تدميره في الفلوجة.. وهل سيقول بأن في الفلوجه إرهابيين فقط، وهذه مسألة لا تدعوإلى الاجتياح والقصف بالطائرات والمدفعية.. نحن نقول: إن الإرهاب بحاجة إلى أجهزة استخباراتية نشطة.. وهذا ما نتحدث به حتى مع الأمريكان، فإن الإرهاب ليس بحاجة إلى خطط عسكرية وآليات عسكرية، بل هو بحاجة إلى أجهزة استخباراتية تتابع تلك العناصر، معتبراً ما نشاهده في الفلوجة بأنه تدمير، وإذا كانت قوات الاحتلال جاءت لتنهي أسلحة الدمارالشامل وتمنح الحرية للعراقيين وكذلك الديمقراطية فإن ذلك سيكون مبشراً للأنظمةالدكتاتورية في العالم الثالث بأنه هكذا تكون الديمقراطية مثلما في الفلوجة.. فمن يريد الحرية ويريد الديمقراطية سيكون مصيره مثلما نشاهده في الفلوجة.. والفلوجة جزء من العراق وإن ما يجري في الجنوب وفي الموصل وفي الشمال لاأحد راضي عنه لسببين: الأول إن ما تقوم به قوات الإحتلال هو إبادة جماعية، وهذا أمر غير مقبول ومرفوض، والثاني أنه كان المفترض أن يتم تتبع العناصرالإرهابية عن طريق أجهزة استخباراتية لما يسمى بالزرقاوي والعرب الوافدين، ولكن لأن كل من له حسابات مع الولايات المتحدة يذهب لتصفية حساباته في العراق لتدميره.. ودعا فخامة الرئيس قوات الإحتلال أن تراجع خططها وبرامجها، لافتاً إلىأن ما يجري غير مطمئن للرأي العام العالمي وللمواطن العراقي.. وشدد في الوقت نفسه على أننا مع استئصال الارهاب ومتابعة الارهابيين لكن ليس بالصورة التي نشاهدها في العراق.. وفيما يتعلق بغياب الرئيس ياسر عرفات وتأثير ذلك على مستقبل الداخل الفلسطيني وعلى التعاطي العربي والدولي مع القضية الفسطينية قال الا.
— الرئيس: ياسر عرفات لم يغب فسيظل رمزاً للقضية الفلسطينية أكان حياً أم ميتاً وهناك مئات الآلاف من الرجال الفلسطينين الذين نعرفهم ونثق بهم وسيواصلون المشوار انشاء الله.. حضر وقائع المؤتمر الصحفي، الإخوه عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى، والدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية، والاخ عبد الله حسين البشيري وزير الدولة أمين عام رئاسة لجمهورية، ويحيي محمد عبد الله صالح رئيس جمعية كنعان لفلسطين، وعبد العزيز الكميم سفير بلادنا في القاهرة، والدكتور عبد الولي الشميري مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية، وأعضاء السفارة والمندوبية اليمنية في القاهرة.