حديث فخامة رئيس الجمهورية لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية
الصحيفة: قلت للرئيس انه شجاع بذهابه إلى واشنطن في وقت كل الإدارة الأمريكية في مزاج حرب.
الرئيس:.. لا علاقة لموعد الزيارة بالحرب القائمة أو حتى بأحداث 11سبتبمر. بل هي زيارة مجدولة قبل هذه الظروف الطارئة.
الصحيفة: وعما دار في زيارته المهمة مع المسئولين الأمريكيين.
الرئيس: تحدثنا عن مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني بين اليمن والولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي. والحقيقة أنه يوجد توجه ليس فقط لدينا كمسئولين بل لدى الجميع من عامة الناس رغبة في مكافحة الإرهاب. تحدثت مع الرئيس الأمريكي عن رأينا بعدم توسيع رقعة الحرب إلى خارج أفغانستان وتجنب تعميق الهوة بين الشعوب والحضارات. هناك شق آخر وهو الاقتصادي حيث تحدثنا عن التعاون بين اليمن والولايات المتحدة وكذلك إشراك البنك الدولي والصندوق الدولي لدعم برامج التنمية وبرنامج الدعم من أجل مكافحة الفقر. كما شمل حديثي مع الرئيس بوش والمسئولين الأمريكيين موضوع الصراع العربي الإسرائيلي والمبعوثين الأمريكيين للمنطقة. وطلبنا أن تكون هناك آلية ووقت زمني من أجل إحياء عملية السلام وإنهاء الإستيطان حتى يمكن التوصل إلى إنهاء حالة العنف والصراع في المنطقة. قلنا إذا كانت إسرائيل تريد حدوداً آمنة فعليها أن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الصحيفة: ذكر أن الحكومة الأمريكية وضعت اليمن على خريطة عملياتها العسكرية المقبلة في حملتها محاربة الإرهاب. فهل تطرق المسؤولون الأمريكيون في لقائكم معهم إلى هذا الموضوع الخطير؟
الرئيس: لا أبداً.. هذا كله من نسج بعض الصحافة الأجنبية وبعض الصحف العربية. وهو من قبيل الدس. وما كان ينبغي علينا الرد على كلام غير صحيح.
الصحيفة: نسج كلام.. لكنه ورد وقيل؟
الرئيس: ورد في بعض الصحافة الغربية ولم يرد قط على لسان المسئولين الأمريكيين.
الصحيفة: الم يكن هناك اتفاق بينكم على ملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة؟
الرئيس: نعم اتفقنا.. واتفقنا أيضاً على ملاحقة أعضاء القاعدة أينما وجدوا. سواءً في المنطقة أو في أوروبا وأمريكا وقيادات القاعدة في الخارج في أفغانستان وفي نيويورك ولندن.
الصحيفة: واليمن نفسه؟
الرئيس: هناك شبهات تحوم حول بعض أشخاص وردت أسماؤهم وعددهم إثنان أو ثلاثة أشخاص وهم حالياً تحت متابعة أجهزة الأمن اليمنية وسيتم القبض عليهم.
الصحيفة: لماذا؟
الرئيس: لأنه يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة حسب المعلومات الأمريكية.
الصحيفة: هل اتهموا بالتورط في تفجير المدمرة كول في عدن؟
الرئيس: لا.. ليسوا ضالعين فيه. بل هم متهمون بالإنتماء إلى القاعدة.
الصحيفة: هل عرضوا عليكم مساعدة عسكرية؟
الرئيس: عرضوا تقديم أجهزة ومعدات فقط. ونحن في اليمن قادرون على المتابعة.
الصحيفة: هل سيرسل الأمريكيون قوات عسكرية؟
الرئيس: لا.. ولماذا يرسلون قوات عسكرية.
الصحيفة: هل سينفذون عمليات عسكرية ضد مواقعهم؟
الرئيس: الأمر لا يستوجب عمليات عسكرية.. من أجل شخصين.
الصحيفة: قيل أن بن لأدن قد يهرب من أفغانستان إلى اليمن؟
الرئيس: كيف يخرج وهي محاصرة بالقوات الأمريكية والبريطانية وقوى عديدة. إلا إذا كان عنده سحر حتى ينتقل كل هذه المسافة البعيدة إلى اليمن.
الصحيفة: وإذا تمكن من السحر ووصل إلى اليمن؟
الرئيس: إنه أمر صعب وخيالي الحديث عن وصوله إلى اليمن أو الصومال أو حتى خروجه من أفغانستان في الوقت الراهن.
الصحيفة: هل هناك أتباع لابن لأدن في اليمن؟
الرئيس: كان هناك يمنيون جندهم بن لأدن في المملكة حيث استغل ظروف المغتربين. ومعظمهم من المحافظات الجنوبية والشمالية وكان ذلك أثناء الوجود الشيوعي. كانوا بالآلاف من يمنيين وسعوديين وجنسيات أخرى. هذا كان في السابق أمام مواجهة المد الشيوعي في أفغانستان.
الصحيفة: هل تعتقدون أن المشكلة ستنتهي بنهاية القاعدة في أفغانستان؟
الرئيس: بالتأكيد ستنتهي القاعدة كتنظيم عند نجاح الحملة العسكرية الحالية. لكن سيبقى أفراد منها بعد ذلك يختفون هنا وهناك.
الصحيفة: هل تحدثتم عن اليمنيين المحتجزين في السجون الأمريكية؟
الرئيس: نعم.. هناك نحو 25 يمنياً محتجزاً لدى المباحث الفيدرالية الأمريكية وطلبنا إطلاق صراحهم حيث أن التهم الموجهة ضدهم هي مخالفات لنظام الهجرة. وهم الآن بصدد إطلاق صراحهم.
الصحيفة: لماذا أجلتم محاكمة المتهمين في تفجير كول؟
الرئيس: طلبت منا واشنطن تأجيل المحاكمة من أجل استكمال التحقيقات. والحصول على مزيد من المعلومات عن عناصر تعتقد إنها مشاركة في ذلك الحادث وهي ما زالت فارة خارج اليمن.
الصحيفة: قيل إن جهاز الأمن اليمني مخترق من قبل منظمات متطرفة وان هذا ثبت في تحقيقات كول. فهل هذا صحيح؟
الرئيس: هذا دس رخيص قامت به أجهزة إستخبارات دولية. فجهاز الأمن اليمني اكبر من ذلك. وما طرح في الصحافة كان هدفه الأضرار باليمن.
الصحيفة: كيف يريدون الأضرار من خلال أخبار صحافية؟
الرئيس: نحن تضررنا من أخبار تفجيرات كول وتفجيرات عام 1993م في عدن حيث تقلصت السياحة وتأثرت الاستثمارات.
الصحيفة: وماذا عما يقال حول مشكلة ضعف الأمن في اليمن؟
الرئيس:هي حادثة واحدة حصل فيها اختطاف وأدى إلى قتل عدد من السياح البريطانيين واسترالي وكان وراؤها ما يسمى بجيش عدن – أبين الذي يقف وراءه المدعو أبو حمزة المصري المقيم في لندن ويحظى بحمايتها. إنما إذا قارنتها بأحداث الإرهاب في الدول التي تلقي علينا محاضرات في الأمن سترى إن الأمن في اليمن أفضل حالاً.
الصحيفة: وماذا عن البريطانيين المسجونين في اليمن؟
الرئيس: هؤلاء يقضون ما تبقى من المدة التي حكمت بها المحكمة عليهم. ويقول الرئيس (ساخراً) هؤلاء جاءونا من بريطانيا لنشر الدعوة الإسلامية في اليمن.. اليمن الذي حمل الرسالة الإسلامية إلى أقصى مغارب العالم ومشارقه.
الصحيفة: انتم تدعون ضد أبو حمزة المصري الذي ينفي كلما اتهم به. وإبنه معتقل لديكم. فهل لديكم أدلة تثبت تورطه؟
الرئيس: نعم لدينا أدلة.. لدينا وثائق وتسجيلات هاتفية تحدث فيها أبو حمزة وأعطى التعليمات لجيش عدن. وقد سلمناها للأنتربول الشرطة الدولية، ونتوقع من الجانب البريطاني التعاون معنا. لتسليمه من أجل محاكمته.
الصحيفة: هل فاتحتم الأمريكيين في هذه المشكلة مع السلطات البريطانية؟
الرئيس: نعم.
الصحيفة: خارج موضوع الحرب على الإرهاب.. هل حاورتم الجانب الأمريكي في القضايا العربية؟
الرئيس: طلبنا من الرئيس بوش أن يضع آلية ووقتاً زمنياً لتنفيذ القرارات الشرعية منبهين من الكيل بمكيالين في شأن فلسطين والعراق. فإسرائيل دولة خارجة على الشرعية الدولية وهي محتلة تمارس القتل والإرهاب يومياً بحق الشعب الفلسطيني.
الصحيفة: لماذا بادرتم والغيتم المعاهد العلمية الدينية؟
الرئيس: ليس صحيحاً إننا ألغيناها إذ قمنا بتحويلها من معاهد إلى مدارس وتحت إشراف الدولة وهذا طبقاً للقانون.