رئيس الجمهورية: لن نسمح للمشترك أن يجر اليمن إلى حرب أهلية وإراقة الدماء

القي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم محاضرة أمام قيادات وضباط وطلبة الكليات العسكرية والأمنية، تناول فيها مجمل القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية.

وقال: “أبنائي الشباب طلبة كلية الشرطة والحربية والجوية والمعهد الجوي اسعد الله صباحكم، سأتحدث مع قادة المستقبل طلبة الكليات العسكرية حول الأوضاع والمستجدات على الساحة اليمنية، فهذه الأوضاع بدأت منذ 2006م وتطورت شيئًا فشياءً مع بعض أحزاب اللقاء المشترك أو على الأصح أحزاب اللقاء المشترك الذين خسروا الانتخابات في 2006م، عن طريق صناديق الاقتراع وعرفوا حجمهم تماماً”.

وأضاف: “الشعب اليمني العظيم قال كلمته فبدأت تتصاعد هذه الأزمة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من أعمال شغب وتخريب وإيذاء للسكان في حي الجامعة والاعتداء على نقاط الشرطة في أبين وشبوة وحضرموت ولحج والحبيلين والتي تقف وراءها أحزاب اللقاء المشترك الذين يريدون القفز على الواقع وتجاوز الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وانتهاك الدستور والقانون، رافضين صناديق الاقتراع وخيارات الشعب، وخياراتهم هي الخيارات التخريبية والانقلابية والخروج عن النظام والقانون”.

وتابع: “لقد ضحينا من اجل إرساء قواعد النظام والقانون واحترام الدستور وقدمنا خيرة شبابنا على مختلف المراحل منذ فجر الثورة وحتى اليوم وتوجت في الـ22 من مايو 1990م بإعادة تحقيق وحدة الوطن وإعلان الجمهورية اليمنية والتي تعد مكسبا ليس للشعب اليمني فحسب وإنما للأمة العربية والإسلامية ككل”.

ومضى فخامة الرئيس قائلا: “وحدنا هذه الأمة بدلاً من الدويلات الصغيرة والسلطنات والمشيخات، وقال الشعب اليمني كلمته في الاستفتاء على الدستور، وقال نعم للوحدة اليمنية، نعم للجمهورية اليمنية، وانتصرت الثورة وانتصر 22 مايو وتوجت بالنصر العظيم في 94م عندما أعلن الانفصاليون العودة بالشطر الجنوبي من الوطن إلى ما كان عليه قبل 22 مايو، وانتصرنا في كل المنعطفات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والآن ها نحن صامدون ونواجه التحدي بالتحدي”.

وقال: “لا للانقلاب، لا للقفز على الواقع، لا للتخريب.. نعم للأمن والاستقرار والآمان، نعم للتنمية، وبهذه التصرفات الغوغائية والفوضوية وقفت عجلة التنمية”.

وتساءل فخامته قائلا: “من المسئول عن ذلك؟.. المسئول عنها أحزاب اللقاء المشترك الذين يريدون ان تراق الدماء، ونحن ضد إراقة الدم اليمني وهو غالي علينا، غالي علينا كثيرا.. وهم يريدون ان يجروا الساحة إلى حرب أهلية، ونحن نرفض ان ننجر إلى الحرب الأهلية فهي ليست في مصلحة اليمن ولا في مصلحة المنطقة، فمصلحة اليمن هو الأمن والآمان والاستقرار وكذلك في مصلحة المنطقة، وآي انعكاسات سلبية ستؤثر على امن المنطقة”.

وتابع فخامته: “نعم، هم عارفين حجمهم وكم عددهم في حي الجامعة بالرغم إنهم يجيشوا من كل محافظات الجمهورية ليأتوا إلى صلاة الجمعة ويتركوا بين الصف الأول والصف الثاني مترين حتى يظهر حجمهم كبير في حين إننا نحضر بالملايين إلى ميداني السبعين والتحرير وفي مختلف المدن اليمنية في تعز في إب في المحويت في كل المحافظات فهم يعرفوا حجمهم تماما مثلما عرفوا حجمهم في انتخابات 2006م”.

وأضاف: “حينها لم يستطيعو الوقوف على أقدامهم أمام هذه الأزمة فقدموا استقالاتهم ودعوا للأنضمام إلى ثورة الشباب.. فليس عندهم أجندة وإنما لترتيب أوضاعهم في المستقبل فيما لو انتصر الانقلابيون ليكونوا بذلك قد ضمنو ترتيب أوضاعهم فهم ليس لديهم أجندة أو برامج ولكنهم كما ذكرت لم يستطيعوا الوقوف والصمود فمعظمهم من رموز الفساد سواء كانوا وزراء أو في مؤسسات أخرى أو عسكريين كانوا نهابين للأراضي ومهربين للنفط والغاز إلى أفريقيا.. محتالين فاسدين والآن يدعون الطهارة وهم رموز الفساد هذا ما حصل سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ليس عندهم أجندة أو برامج إصلاح اقتصادية وثقافية وتنموية”.

وقال: “ثقافتهم هو هبر المال والنهب لممتلكات هذه الأمة والأن يدعون الطهارة خوفا وجبنا..نحن نحيي الشباب في حي الجامعة.. الشباب النظيف المستقل وسبق ورحبنا بهم ونرحب بهم ومستعدون ان نتفهم مطالبهم في إطار الدستور والقانون ولا بأس ان ينشئوا لهم حزبا سياسيا طبقا للدستور ولكنني متأكد تمما إنهم ليس الشباب هم أحزاب اللقاء المشترك الذين يركبون ما يسمى بثورة الشباب”.واستطرد فخامته قائلا: “نحن مهتمون بالشباب ومعالجة قضاياهم، وما يحدث حاليا هو تقليد لما حصل في تونس وهناك فرق شاسع بين اليمن وتونس وكذلك تقليد لما حصل في مصر وهناك فرق شاسع بين مصر واليمن.. لا نتكلم في شؤون الآخرين لدينا تعددية سياسية حزبية ديمقراطية حرية صحافة احترام حقوق الإنسان ليعبر المواطن عن رأيه في كل وقت، وليس هناك أي قيود من قبل الدولة على حق التعبير للمواطنين التعبير السلمي وبطرق ديمقراطية”.

وأضاف: “ما يحدث حاليا هو تقليد من خلال القنوات الفضائية وبعض الأشخاص أو بعض الأماكن أو بعض المساكن أو بعض البيوت أو بعض الناس لحراساتهم لعشيرتهم يحولوا قنوات التلفزيون اليمني والإذاعة ويوجهونهم إلى قناة الجزيرة وقناة سهيل التخريبية التي تعد أكبر قناة تنتهج الكذب وتزييف الحقائق وتثير الفتنة والبغضاء بين أبناء الشعب اليمني الواحد، وما بني على باطل فهو باطل، وحبل الكذب قصير”.

وخاطب فخامته طلبة الكليات والمعاهد العسكرية قائلا: “انتم قادة المستقبل وشريحة واعية وأمل هذه الأمة في شبابه، وندعو الشباب الذين يقولون إنهم مستقلين في حي الجامعة وغيرها إلى الإنضمام إلى ثورة سبتمبر وأكتوبر والثاني والعشرين من مايو ثورة البناء والتعمير والمودة والمحبة والإخاء لا ثورة البغضاء والكراهية والتخريب وخلق ثقافة الكراهية وهذا ما يمكن أن يلمسه كل من يتابع عبر القنوات الفضائية إفرازاتهم وخطابهم السياسي فليس فيه أي مرونة بل عدواني، عدواني على الشعب”.

وتابع قائلا: “إذا كانوا عدوانيين على الشعب وهم خارج السلطة فكيف سكونون عندما يتربعون على كرسي السلطة؟، ولهذا فأن الشعب اليمني يخاف من المجهول”.

ومضى فخامة الأخ الرئيس: “نحن نتحدث مع أبنائنا طلبة الكليات العسكرية ومع القادة ومع المدربين ومع المدرسين في المعاهد والكليات أن عليكم واجب توعية أبنائنا أبناء المستقبل في القوات المسلحة والأمن.. وعليكم الصمود وواجهوا التحدي بالتحدي وستفشل هذه المؤامرة.. ستفشل هذه المؤامرة على صخرة صلبة من وعى جماهير شعبنا اليمني الذين يتوافدون طوعا من مختلف المحافظات إلى ميدان السبعين ليعبروا عن أرائهم ويؤكدون تمسكهم بالشرعية الدستورية وليقولوا(( نعم للأمن والأمان والاستقرار والشرعية الدستورية والتنمية والوحدة الوطنية))،..(( لا للتخريب لا للفوضى الخلاقة لا لقطع الطرق، لا لقتل النفس المحرمة )).

وأردف: “هذا ما يعبر عنه أبناء الشعب اليمني وهم السواد الأعظم وليس القلة القليلة المحاصرين في شارع الجامعة وإنما هذا هو رأي الشعب اليمني في جميع المحافظات سواء في إب أو في ذمار أو في لحج وفي عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات.. فهذا هو الشعب”.

وأشار فخامته إلى أنه من السهل التخريب والبناء هو الصعب.. وقال: “ما بنياه خلال العقود الماضية هم الآن على استعداد لتخريبه وتدمير كل شيء الطرقات والمنشآت والمباني”.

وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى التحريض على التخريب الذي أطلقه أحد مخلفات الإمامة في مقابلة تلفزيونية عندما وجه الشباب بأن يهبوا للزحف على وزارة الخارجية ووزارة النفط وإلى البنوك لنهبها”.

وقال: “وهذا التحريض شيء غير مستغرب أن يأتي من ذلك الشخص.. فماذا تنتظر من أحد عناصر مخلفات الإمامة الذي قضى شعبنا على حكمهم المتسلط خلال الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14 أكتوبر) وقلنا فلترحل الإمامة إلى خارج الوطن أما نحن فهذه بلدنا لا يجوز أحد يتحدث عن رحيل”.

وتابع قائلا: “نعم نرحل عن السلطة عبر صندوق الاقتراع وليس عبر الانقلاب.. ومن يريد السلطة فعليه أن يمتلك شجاعة أدبية ويطالب بانتخابات مبكرة سواء رئاسية أم نيابية وهذا ما يكفله دستور الجمهورية اليمنية ويلزمنا بأن نتجه هكذا نحو صناديق الاقتراع وبأسلوب ديمقراطي سلمي وحضاري وليس عبر ديمقراطية الفوضى الخلاقة ولا عبر ثقافة الحقد والكراهية”.

واستطرد فخامته قائلا: “هناك إفرازات وأظهرت لنا هذه الأزمة من هم الرجال الأوفياء والشجعان ومن هم الذين لا يستطيعون أن يقفوا على إقدامهم وأختذلت ركبهم وهرولوا جريا إلى ما يسمى بساحة التغيير لأنهم كانوا رموز للفساد ونهابين للأراضي وقاتلين للأنفس المحرمة ومحتالين وما طرح خلال الثلاثة الأشهر في هذه الأزمة كله كذب…. كذب.. كذب سواء ما قاله أكبر عالمهم وحتى أصغر جاهلهم فجميعه كذب ولا يستحون من الشعب اليمني فالشعب اليمني شب عن الطوق ودرس حقيقة هؤلاء الشباب الذين ترعرعوا على كنف الثورة والجمهورية وشعبنا لا يقبل بالدجل ولا بالكذب والخديعة فحبل الكذب قصير”.

وخاطب الحاضرين قائلا: “نحيي قادة المستقبل في الكليات والمعاهد العسكرية ونحيي من خلالهم الرجال الصامدين والشجعان من القادة الأمنيين والعسكرين في كل المحافظات، نحييهم على صمودهم وعلى شجاعتهم وعلى تحملهم مسؤولياتهم الوطنية وعلى تضحياتهم الغالية من أجل أمن وإستقرار اليمن فهم الحراس الأمناء للمنجزات والمكاسب والساهرين على أمن استقرار هذا الوطن العزيز الذي سندافع عنه إلى أخر قطرة من دمائنا ولن تهزنا العواصف ولن تهزنا الرياح مهما كان الثمن، حياتنا كلها فداء للوطن ونحن منذ يوم السادس والعشرين من سبتمبر إلى اليوم كنا ننتظر الشهادة في أي وقت سواء عندما كنا في سفيان وفي صعدة أو في خولان والحيمتين وبني مطر وكذا في سنحان حيث ما كانت تتواجد آنذاك مخلفات الإمامة وانتصرنا وصمدنا والآن نتحداهم أن يصمدوا”.

وأردف: “هم يتآكلون شيئا فشيئا فعلى شعبنا اليمني العظيم الصمود ومواجهة هذا التحدي في العزل وفي القرى في المدن وفي الطرقات واجهوا التحدي بالتحدي اليمن غالي والدماء التي ندفعها غالية لكن من أجل اليمن ندفع دماءنا ومن اجل وحدة اليمن ندفع دماءنا ونضحي من أجل اليمن ولا يمكن ان نقبل أي وصى على بلادنا على الإطلاق حتى المال الذي يتدفق لعناصر التخريب والتمرد في اللقاء المشترك مالا مدنس وخسيس وهو يدفع ألان لتخريب اليمن، نحن على ثقة بأن كل أنواع المؤامرات ستتحطم على صخرة وعي شعبنا العظيم ومؤسساته العسكرية والأمنية”.

وأختتم فخامة الأخ الرئيس محاضرته قائلا: “تحياتي لكل قادة ومنتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية الشرفاء ولكل أبناء شعبناء الأوفياء ولكل أم أنجبت ضابطا وجنديا شريفا يدافع عن هذا الوطن بكل تفان وإخلاص، ولهذا نحيي إمهات أولئك الأبطال والأرض التي ترعرعوا عليها والمعاهد والمدارس العسكرية التي تخرجوا منها”.